رواية امل الجزء الاول
تبعته انظار نور بابتسامة وعزف قلبها يطرب الأسماع بالخفقان بإسمه وقالت بهيرة لتخرجها من حالة الهيام لدنيا الواقع الذي تعيشه
مجتيش معانا ليه امبارح يا نور وانتي عارفة كويس قد إيه الحفلة دي مهمة لشراكة عدي.
يمكن مكانتش فاضية
خرجت من ميسون بنظرة عاتبة أو بها ڠضب استشعرته نور فقالت بعفويتها
معلش يا ميسون بس انا حاولت اخلص تصوير بدري امبارح عشان اروح معاكم لكن مقدرتش حقيقي.
مقدرتيش تيجي ولا انتي محاولتيش من الأساس لو يهمك بجد أمر ميسون ولا عدي كنتي عملتي المستحيل وجيتي زي جو زك ع الاقل نص ساعة ومشيتي معاه.
ابتعلت نور وفضلت عدم الجدال مع امرأة كبهيرة لا تقتنع ولا تصدق سوى الظنون التي برأسها لهذا فضلت الاختصار بالاعتذار لكليهن
قالتها والټفت لا تنتظر تقبلا لن تحصل عليه منهن ولكن بهيرة التي طالعتها بأعين حاسدة من الخلف بهذه الملابس التي تظهر قدها الممشوق نتيجة الأهتمام والرياضة المستمرة أبت ألا تتركها بدون السؤال المعتاد.
كلمتي جو زك زي ما قولتلك يا نور
كلمته عن إيه
ردت بهيرة بنظرة تصيبها بالإضطراب
أقصد موضوع الدكتور اللي كلمتك عنه ولا فرحتك بجمال جس مك ورشاقته نستك إن بقالك اكتر من ٧ سنين من غير خلفة
دلو ماء بارد دفع عليها مرة واحدة ليفقدها اتزانها هذا ما شعرت به نور ولكنها تماسكت سريعا لتجيبها
كلمته طنت وقالي انه مشغول بس انا هحاول معاه من تاني... عن إذنك
بداخل الشقة التي كانت تخشى من المرور أمامها كانت
جلسة صبا مع السيدة رحمة والتي تعرفت عليها حديثا هذه الأيام وتوطدت العلاقة بينهن حتى أصبحت تقارب الصداقة في عدة أيام قليلة وذلك لود الأخرى وبساطتها في التعامل معها ومع ولداتها التي أصبحت تزورهم ايضا لتطمئن على جارتها المړيض في غياب ابنها الأكبر في مأمورية خارج العاصمة منذ ما يقارب الأسبوع تطور الحديث بينهن حتى اطمئنت لها صبا لتقص عليها ما لم تجرؤ على قوله امام والديها وهي تظن أنهما سيشمتون بها ويستغلوا الموقف.
قالت الأخيرة بسبة اضحكت رحمة لتعقب بعد ذلك
ېخرب عقلك يا صبا يعني كنتي عايزة تفتحي راسه يا مچنونة عشان بس قالك عايز اتجوزك وبصلك بصة معجبتكيش
لم ترد صبا فقد كانت محدقة بها ترتسم على ملامحها ابتسامة مزبهلة انتبهت لها رحمة لتسألها
تحمحمت صبا تقول بحرج
معلش بجى إن كنت تنحت بس انتي ضحكتك حلوة جوي.
حلوة جوي!
رددتها رحمة خلفها قبل ان تتابع بتغزل
طب ما انتي كمان حلوة جوي ولهجتك الصعيدى اللي ما بتنتطقيش بيها غير للحبايب برضك حلوة ناقص بس اسمع صوت ضحكتك اكيد هتطلع هي كمان حلوة جوي .
اسبلت صبا اهدابها بخفر وقد اخجلتها كلمات الإطراء وقالت
بصراحة انا معظم الوجت بح س إن صوت ضحكتي عادي يعني لكن ضحكتك إنتي ناعمة كدة وجميلة صح يعني.
رددت خلفها رحمة
والله انتي اللي جميلة وزي القمر كمان لكن ما قولتليش بقى عملتي إيه مع اهلك بعد ما جيتي قولتي الحقيقة
فغرت فاهاها صبا بذهول تجيبها
اجول إيه ولمين أبويا لو سمع ان الراجل صاحب الشغل عاكسني من اول مجابلة بيني وما بينه هيمنعني ما اعتب اي حتة تانية دا على شعرة وبيتلكك وامي نفس الأمر وانا مش ناقصة اضيع فرصتي يمكن الاقي شغل واشتغل بجى.
عقبت رحمة بجدية واهتمام
ايوة يا بنتي بس فرصتك هتلاقيها ازاي بس العاصمة هنا الشغل فيها صعب أوي .
زفرت صبا بيأس اصبحت تستشعره پألم هذه الايام بعد ان كانت تحارب وتخطط للحصول على موافقة ابيها حتى تعمل أصبحت المشكلة الان هي إيجاد العمل نفسه فقالت شارحة لها
ما هو دا اللي تاعبني ابويا حاطط شروط معينة في الشغل وانا مش قادرة اوفي الشروط الحاجات دي عايزة واسطة وانا معنديش واسطة والوقت بيمر وابويا بيلمح كل شوية عشان اوافق على حد من عيال عمي وخلاص تعبت ومش عارفة اعمل ايه
عبست رحمة وتبدلت ملامحها الضحوكة لأخرى متأثرة بمشكلة صبا فقالت بموازرة
بصراحة انتي عندك حق بس ابوكي ده طلع صعب اوي ودماغه دقة قديمة رغم ان ميظهرش ابدا عليه.
تبسمت لها صبا بضعف تقول
ما
هو كمان معاه حق على فكرة انه ېخاف عليا بس انا لازم اواجه الحياة عشان أجدر انفذ اللي بحلم بيه بس ازاي بجى
ربتت رحمة على كفها بمؤازرة تردد
ربنا يحميكي يا حبيبتي وتحققي كل اللي نفسك فيه يا ريت كنت اقدر اساعدك يا ريت.
يا رحمة.
صدر الصوت الضعيف من داخل الغرفة المجاورة ف انتبهت رحمة لتنهض مستئذنة
طب كملي كباية الشاي دي بقى على ما اروح اشوفها عايزة إيه
نهضت صبا هي الأخرى عن مقعدها تقول
لا روحي انتي براحتك وانا كمان...
قاطعتها رحمة على الفور
والنعمة ما انتي ماشية استني دقيقة ولا دقيقتين بقى متبقيش غلسة هروح اشوفها عايزة إيه ونكمل قاعدتنا
اذعنت صبا للألحاح وقبل أن تتحرك الأخرى نحو الذهاب الى غرفة والدتها تناولت المتحكم لتعلي صوت شاشة التلفاز قائلة
سلي نفسك بالڤرجة ع الفيلم لحد اما اجيلك.
في نفس الوقت وخارج الشقة كان قد عاد اخيرا من سفرته التي استمرت أكثر من أسبوع بمأمورية طارئة لمتابعة العمل في محافظة من إحدى محافظات الساحل الشمالي فتح بمفتاحه ودلف للداخل ليصل إلى أسماعه الصوت العالي للتلفاز ف خمن من نفسه وجود شقيقته لرعاية والدته المړيضة تقدم بخطوات مرهقة معلقا على كتف ذراعه الأيسر الحقيبة التي حملت القليل من ملابسه
ولا شيء آخر فهو لم يقوى على الإنتظار أكثر من ذلك فور انتهاء مهمته ولم يجد فرصة للتسوق رغبة في الإنجاز السريع واختصار الوقت للعمل فقط واصل طريقه داخل طرقة المدخل متوجها لغرفة المعيشة قاصدا شقيقته ولكنه وفور ان وصل إلى مدخلها توقف متسمرا وتخشبت اقدامه على التقدم بخطوة واحدة أخرى ليصبح كالتمثال الشمع بأعين توسعت بذهول لا يصدق ما تراه عينيه حتى ظن أنه يهذي لولا استماعه لصوتها الذي يردد مع اغنية للفيلم الذي تتابعه لظن ان ما يراه من نسج خياله حتى لو كان ما يراه اكبر من قدرة تحمله شعرها الغجري بلونه الفاتح بضفيرة كبيرة وطويلة على جانب واحد من رأسها وجهها الصبوح وعباءة منزلية بألوان متعددة مبهجة جالسة بارتياحية على ألاريكة الاثيرة خاصته والذي يجلس عليها اثناء متابعته لمباريات كرة القدم او البرامج الحوارية التي يعشقها بي دها تمسك المتحكم تتلاعب به واقدامها في الأسفل تهتز مع وقع الأغنية اشتعلت الډماء برأسه واستدرك اخيرا خطأ ما يقوم به ليجبر قدميه على التراجع بصعوبة ليتحمحم اولا قبل أن يتمتم بالأستغفار ف انتفضت هي مجفلة على صوته لتشهق بجزع فور ان وقعت انظارها عليه حتى سارت تسعل باضطرب اصابه هو بالفزع متابعا لها وهي تتناول الطرحة لتغطي رأسها بارتباك ف هتف بها هادرا بعصبية
كوباية المية قدامك ع الطرابيزة اشربي منها الأول.
على صيحته تناولت الكوب الزجاجي على الفور ترتشف منه سريعا بتوتر ازداد بعد ذلك أضعاف فور انتهائها ف وضعت الكوب على الطاولة لتنتبه على وضعها في مكان واحد يجمعها مع هذا الجار الغريب في شقته وفي غرفة المعيشة الخاصة به من ناحيته فقد التف عنها يعطيها جانبه وهو يتمتم بالاستغفار بصوت واضح كما فعل معها قبل ذلك كثيرا ولكنها هذه المرة غير كل المرات. تحمحت باضطراب تبتغي الاستئذان منه ليبتعد عن مدخل الغرفة حتى تغادر رغم شعورها بغرابة تصرفها أيضا فخرج صوتها بتلجلج
ااا ممكنن تسمح اا...
معلش نسيت ما اسلم الأول هي رحمة اختي فين
قالها مقاطعا على نفس وضعه ليزيد بداخلها التوتر فردت بدون تفكير وبلكنتها الجنوبية
عند امك... جوا.
ضړبت بكفها على فمها تشيح بوجهها عنه وقد زاد على أمرها الحرج أما هو فبرغم جديته الدائمة لكنه لم يقوى على لملمة ابتسامة ملحة على فمه قبل أن ينتبه على صيحة شقيقته التي تفاجأت برؤيته
إيه دا انت رجعت يا شادي حمد ع السلامة يا قلبي نورت بيتك.
في منزل شهد
كانت النيران ما زالت مشټعلة بين أمنية التي كانت تصيح بوالدتها ساخطة على سلبيتها في عدم مؤازرة ابنتها في محنتها والوقوف ضد ظلم شهد إليها في حرمانها من الزو اج من ابراهيم ابن خالتها
انتي السبب انتي السبب عشان طيبتك وسذاجتك دي هي اللي ضيعتنا وحطتنا تحت رحمتها لو كنت ست ناصحة من الأول كنتي شيلتي انتي المسؤلية وجيبتي حقنا عمري ما هسامحك يا ماما عمري هسامحك.
كانت نرجس تستمع لها بصمت واضعة كفها اسفل وجنتها بقلة حيلة في مشهد اثار استياء رؤى التي كانت خارجة من غرفتها تتحدث في الهاتف مع
شقيقتها الكبرى من والديها فريال والتي سافرت بعد زوا جها إلى بلد عربي مع زو جها فقالت وهي تشعل صوت مكبر الصوت
اتفضلي يا فريال اهم معاكي سلمي عليهم وكلميهم بقى .
خطفت نرجس سريعا وكأنه جاءها نجدة من السماء لتهرب من تأنيب ابنتها الأخرى ف قالت بلهفة
اهلا يا حبيتي ازيك يا بنتي عاملة أيه في الغربة يا نور عيني
جاء صوت الأخرى بضحكة ساخرة
يعني هكون عاملة إيه بس على حالي يا ماما خدمة وقرف اليوم كله مفيش راحة غير على وقت النوم.
ردت نرجس بتأثر لحال ابنتها
ربنا يعينك يا حبيبتي ويريح قلبك ما هو الج واز كله كدة يا بنتي.
ردت فريال من جهتها بصوت أعلى حتى يصل إلى لشقيقتها
طب قولي للهبلة بنتك بقى خليها ترسى على حالها بدل ما هي عاملة جنازة زي ما سمعت .
سمعت أمنية لتحدج رؤى بنظرة ڼارية قبل ان تقول بصوت عالي كي تسمع الأخرى أيضا عبر الاثير
اه يا ختي اعملي
فيها طيبة دلوقتي وامشي على عوم اختك الهبلة التانية كنتي قولي الكلام دا لنفسك الأول قبل ما تيجي وتقولهولي انا .
ردت فريال بلهجة مټألمة
ومين قالك اني فرحانة دا انا بضړب نفسي بالجزمة انا مش هقولك استني شهد مع انه دا الأصح على فكرة بس هقولك اصبري يا حبيبتي ابراهيم صايع ومينفعش يفتح بيت.
انتي كمان هتقولي نفس الكلام .
هتفت بها أمنية مقاطعة شقيقتها والتي تولت بعد ذلك مهادنتها حتى تتمكن من اقناعها ونرجس ومعها ابنتها الصغرى يتابعنن بصمت حتى صدح صوت جرس المنزل ف ذهبت رؤى لترى من الطارق ف