عصيان الورثة لادو غنيم
هينه بل كانت ترمقها بذات النظرة الكارها وقالت___
خطوة عزيزة يا دكتورة أول مرة تدخلي أوضتي
عقدت حياة ذراعيها أمام صدرها بجمود قائلة___
أنا جاية عشان اقولك كلمتين تحطيهم دائما في عقلك اللي عملتية معايا النهاردة قسم بالله مهعدي هولك علي خير وهدفعك تمنه غالي أوي
صدرت قهقهات عالية من نادية التي جلست علي مقعدها ووضعت قدمها فوق بعضهما وقالت ساخرة___
رسمت بسمة فوق شفاهها العلوية وأقتربت منها قائلة___
لاء حاجة أرخص بكتير عمرك هدفعك التمن
حياتك يا نادية
غزت الډماء عروق نادية التي نهضت ووقفت امامها قائلة بلكنه شرسة___
أنتي مش قدي يادكتورة وحياة اللي خلقك أنا لو حطيتك في دماغي همخولك وهخليكي متعرفيش الألف من كوز الدرة
أنا بتاعت فعل مش اقوال عايزه بس افهمك حاجه بسيطة أوي اللي قدامك دية مش واحدة صغيرة بتتكلم وخلاصلاء أنا اللي عشته وشوفته خلاني اكبر منكم كلكم واللي جوايا لو طلع هيولع في الكل فبلاش تذودي ميزان غلطاتك عندي عشان لما هياجي وقت الحساب هتحاسبي علي اعمال كتيرة أوي عمرك مش هيبقي كفاية لتسديد حسابك
شليني من دماغك ياحياة عشان ماتتعبيش
أنتي مش قدي
أبتسمت بوجه ساخر عكس لكنتها الباردة___
وأنتي مين عشان احطك في دماغي أنتي مكانك تحت رجلي ياست نادية يامرات سالم بيه
الألقاب عمرها ماغيرت حقايق الناس وزي مالكل بيقولك ياست نادية برده مقدرتش الكلمة تمحي قرفك وخبثك ومهما طال بيكي الزمن هتفضلي من جواكي عارفه أنك أقل من الكل وأنك أقذر من الكل
كفيلة لأشعال جسد نادية بنيران ټحرقها من الداخلوتجحظة عيناها بخيوط حمراء جعلتها ترفع معصمها وتصفع حياة بقوة علي وجنتها اليمين قائلة بصوت بارد___
القلم ده عشان يفوقك من حباية الشجاعة اللي واخداها يادكتورة
نظرت لها حياة بعين شرسة مترقرقة بدموع الڠضب محاولة السيطرة علي ذاتها الغاضبة قائلة بلكنة باردة مثل الثلج___
نادية بزمجرة __
أخرجي بره ياله غوري من وشة
ضيقت عيناها بكراهية قائلة__
هخرج بس قريب أوي أنتي اللي هتخرجي
من البيت كله وخروجك هيبقي علي أيدي ومن الحظة ديه العد التنازلي لخروجك من البيت بدأ يا نادية
ومر النهار وجاء الليل وداخل بيت نجاة سمعت الباب يطرق بشدة مما جعلا هاشم يذهب سريعا ويفتح الباب ليتفاجئ بالجد رضوان وبجواره صفوان الذي يبدو عليهما عدم الرضا والأنزعاج مما جعلا هاشم يشعر بالقلق قائلا___
أهلا ياجدي نورتنا اتفضل أمي وأبويا جوة
دلف الجد وصفوان إلي حجرة المعيشة حيث يجلس عثمان أبن أخو رضوان المتزوج من أبنته نجاة التي نهضت للترحيب بوالدها قائلة ___
يادي النور يادي النور وأنا بقول البيت ذاد نوره
كده لية
مد عثمان يده للترحيب بعمه قائلا___
نورت البيت ياعمي ايه الخطوطة العزيزه دية
أشاح رضوان بعصاه يد عثمان قائلا بوجه منعقد وصوت بارد___
أيدي مبتسلمش غير علي الرجالة اللي حاكمين نسوانهم يابن أخويا
نظرا عثمان بأحراج إلي زوجته التي رمقتة بغرابة غير مدركة إلي ماذا يلمح والدها بينما عثمان وجه نظره من جديد إلي عمة محدثة بغرابة___
لزمته ايه الكلام ده ياعمي أنا صدر مني ايه لاسمح الله يخليك تقول عني كدة
الجد بزمجرة___
أسال مراتك عملت اية من وراك ياسيد الرجالة
شعرا بالأهانه من جديد ورمق نجاة بقلق___
عملتي ايه يانجاة من ورايا انطقي
قوصت حاجبيها بغرابة___
يوة هكون عملت ايه ياعثمان معملتش حاجة ماتقول يابي في ايه بالظبط
رضوان بزمجرة___
في أنك شرانية وخبيثة ومش تربيتي ماهو أنتي لو فعلا تربيتي مكنتيش تصلطي وهدان عشان يخطف الدكتورة وېموتها يابنت رضوان
وقعت الكلمه كالصاعق فوق قلبها فلم تكن تتخيل أن يكشف سرها مما جعلها تحاول اخفاء قلقها وحاولت الثبات وقالت__
مين اللي قالك الكلام الماسخ ده
أشاح بعصاه اتجاهها قائلا بزمجرة___
قولها ياصفوان مين اللي قالك الكلام ده يمكن ترتاحاحكيلها اللي حكيت هولي في التلفون
تحدث صفوان بجدية __. الصبح
بعد مارجعت عشان أخد فلوس للعمال سمعت وهدان عمال ينده من جوة الأوضة اللي متكتف فيها ولما دخلت وسألته بينده ليه قالي الحقيقة
فلاش باك
مالك ياجحش عمال تنده كدة ليه
تحدث صفوان بزمجرة اما ودهدان فكان قد أصبح هزيل ووجهه شاحب وقال___
ساعتك قولتلي أني لو عرفتك علي الشخص اللي امرني بخطڤ الست حياة هتفكني وهتخليني أمشي مش كده
حرك صفوان رأسه بمكر قائلا___
ااه طبعا وأنا عند كلمتي يا وهدان
وهدان بصوت ضئيل___
طيب هقولك اللي قالي اخطڤ الدكتورة تبقي الست نجاة هي اللي كلمتني وقالتلي اخطڤها واموتها ولو ساعتك مش مصدقني تقدر تروح شركة التلفونات وأنت هتتاكد أنها كلمتني لاني بعد ماقفلت معاها مسحت رقمها من علي تلفوني بامر منها
كان صفوان في حالة من الذهول فلم يكن يصدق ماتسمعه أذنيه مما جعله يرمق وهدان بشراسة قائلا___
أنت عارف لو بتكدب هعمل فيك اية
وهدان بجدية __
عارف يابيه بس انا مبكدبش ومستعد أعمل أي حاجة عشان أثبتلك كلامي
في تلك الحظة خاطرة فكرة عقل صفوان واتجه وجلب هاتف وهدان الذي وضعه فوق أحد البرميل ثم سجل رقم نجاة داخله وقال لوهدان__
أنا هتصل عليها من تلفونك وهشغل مكبر الصوت عايزك زي الناصح كده تجرجرها في الكلام الحد لما تخليها تعترف انها هي اللي أمرتك بخطڤ الدكتورة
وهدان بجدية __
ماشي يا بيه اتصل
اتصلا عليها صفوان وشغل مكبر الصوت وبعد ثواني أجابتة بصوت حاد___
أنت أتجننت مش قولتلك تمسح رقمي من عندك
وهدان بجدية ___
معلش ياست الناس بس برده الأمر مايسلمش انا ممسحتهوش لأني كنت عارف اني هحتاجك المهم كنت عايز أقول لساعتك أن في راجل كلمني وطلب مني نفس اللي طلبته مني اني
أخطف الست الدكتورة
نجاة باستغراب ___
راجل مين مقالكش أسمه ايه
وهدان بجدية ___
لاء مقاليش انا فكرته تبعك فكرت ساعتك اللي مخلية يكلمني عشان اخطفلك الدكتورة مره تانية
نجاة بزمجرة ___
وهو أنا لو عايزاك ټخطفها ياغبي مانا هكلمك وهطلب منك كده زي المرة اللي فاتت وبعدين أنت ليك عين تكلمني مش كفاية انك مخلصتنيش منها وقدرت ترجع تاني علي البيت
وهدان بجدية __
مكنش ذنبي ياست هانم الحظ مكنش في صالحنا بس متقلقيش المرادي هخطف هالك وهخلصلك عليها في نفس الحظة
نجاة بجديه ___
مبقاش فيه داعي خلاص المهم حاول تعرفلي مين الراجل اللي كلمك وابقي بلغني
أغلقت نجاة الهاتف اما صفوان فكان في حالة من الدهشة بعدما تاكد من الأمر بذاته اما وهدان فاسرع بالحديث___
اديني اثبت كلامي فكني بقي وخليني أمشي
رمقه صفوان بجمود___
هخليك تمشي ياوهدان استنا عليا دقيقة
غادر صفوان حجرة وهدان الموجودة بالحديقة وذهب إلي الغفير صالح وقال__
تاخد اتنين من الرجالة معاك وتاخدوه وهدان وتسلموه للمدرية للظابط إيهاب
صالح بجدية __
امرك يا صفوان بيه
تحرك صالح بينما صفوان فاخرج هاتفه واتصلا علي جدة وحكي له ماحدث مما جعلا الجد يقوص حاجبية بشراسة قائلا___
أنت متاكد من اللي بتقوله ياصفوان
صفوان بجدية ___
سمعت الكلام بوداني مفيش مجال للشك ياجدي أنا سمعتها وهي بتعترف بانها اللي حرضته عشان يخطفها
الجد بجمود___
قبل اذان العشا هكون عندك سلام
فلاش
قص عليهم صفوان كل ماحدث مما جعلا عثمان يحدق النظر بدهشة إلي نجاة قائلا___
أنتي عملتي كده طب ليه يانجاة وجبتي رقم
الزفت ده منين
تحدث الجد بزمجرة___
هو ده السؤال اللي هيخلي جزء من نفوخي هيوج طلبتي منه يخطفها وېقتلها ليه يانجاة
ادركت ان النفي لن يفيدها في شئ مما جعلها تبدل مخططها وتجلس مدعية البكاء بقول___
عشان أحافظ علي جواز بنتي لأن الدكتورة كانت بتلوف حولين صفوان وأنا خۏفت علي بنتي من القهرة عشان كده مكنتش عارفه أنا بعمل ايه ومن غير ماحس كلمة وهدان وحصل اللي حصل بس الحمدلله ربنا سترها والدكتورة رجعتلكم بخير
لم يصدق والدها ماقالته وحرك راسه بنفي قائلا___
لاء مش ده اللي خلاكي تعملي كده أنتي خطفتيها وكنتي عايزة تخلصي منها عشان متورثش معاكم لانك شاكة أنها بنت اخوكي سالم مش كده يابنت رضوان
نهضت محاولة اخفاء مكرها بقول___
لاء مش كده يابه ده يوم المني لما يطلع اخويا مخلف دانا أشيل بنته جوة عيوني وضلل عليها أنا مش فاهمه أنت ليه مش مصدقني
حرك رأسه بإبتسامة حزينة قائلا ___
عشان أنا عارفك كويس يابنتي الشړ والغل اللي جواكي ممكن يعمله أي حاجة عشان محدش ياخد قرش من نصيبك بس ملحوقة يانجاة
نجاة باستغراب ___
ملحوقة أزي يعني
رضوان بجدية ___
بكرا هتعرفي ياله بينا يا صفوان وأنت ياعثمان حاول تحكم مراتك كفاية فضايح الحد كدة بقي
غادر رضوان بصحبة صفوان اما عثمان فنظرا إلي زوجته بلوم قائلا___
أنا خلاص تعبت منك مبقتش عارف أعمل ايه كفاية بقي كرة وحقد كفاية بقي كفاية
رمي جملته وترك لها المنزل لتجلس بمفردها تفكر في تلك الأزمة التي تحاوطها
اما علي الطريق داخل سيارة صفوان الذي يقودها وبجانبة يجلس جده الذي يقول برسمية___
وديني بيت رأفت المحامي بتاعي ياصفوان
صفوان بغرابة __
هتروحلة دلوقتي ياجدي ديه الساعة داخله علي حداشر
الجد بجدية ___
اسمع الكلام وبلاش مناهده يابني وديني عنده لزم اعمل حاجه مهمة عشان احميكم كلكم من شړ بعض
صفوان بغرابة___
مش فاهم تقصد اية
الجد بجدية ___
بكرا كلكم هتفهموا المهم وصلني عنده والغي موضوع سفرك أنت وليلي عشان عايزكم كلكم بكرا موجودين
اثار حديثة شك صفوان لكنه لم يستطيع فهم مايحدث وقال___
أمرك ياجدي
صمتوا باقي الطريق وبعد دقائق وصلا إلي بيت المحامي ودلف الجد بمفرده وانتظرة صفوان بالخارج وبعد نصف ساعة خرج الجد وركب السيارة بعدما فعلا شئ لم يعرفه احدا بعد وقاد بهي صفوان السيارة إلي المنزل الكبير وعند وصولهم دلف رضوان إلي حجرة نومه اما صفوان فلاحظ جلوس حياة في الڤراندة مما جعله يتجة إليها وفور أن أستقر بالوقوف امامها قال بجدية ___
رجلك عاملة ايه دلوقتي
نظرت له ببسمة خافتة___
بخير ميرسي علي سؤالكانا شوفت جدي نازل من العربية معاك هي جدتي مجتش معاكم
رمقها صفوان بغرابة فتلك المرة الأولي التي تنعتهم بتلك الألقاب مما دفع صفوان لقول___
أول مرة
أسمعك تقولي عليهم جدك وجدتك ياترة ايه اللي غيرك كدة
تنهدت ببسمة مجيبه اياه___
عادي يعني زهقت من كلمة بية وحجة ايه عندك مانع لما اقولهم جدي وجدتي
جلس صفوان علي الاريكه امامها رافع حاجبة الأيسر بمراوغة___
لاء ديه حاجة تفرحني بس فرحتي هتذيد اكتر لو قولتيلي انتي مين بالظبط وجاية هنا ليه ولو فعلا أنتي حياة بنت عمي سالم ليه مخبية حقيقتك عننا
تنهدت بعمق ومالت بجزعها اليه قليلا للأمام قائلة بغرابة___
نفسي افهم أنت ليه مهتم أوي كده بالموضوع ده