عصيان الورثة لادو غنيم
لمثل عائلته العريقةمما دفعه لرمي جملته الباردة في وجهها__
يا سلام بقي سيادتك تعبه
نفسك وجاية من أسكندرية الحد الفيوم مشي عشان تقوليلنا أنك بنت عمنا سالم تعبتي نفسك ليه ماكنتي كتبتلنا جواب وأحنا جينا الحد عندك لزمته إيه بس التعب ده. !!
شعرت حياة بالسخرية في حديثة لكنها لم تأتي إلي هنا لكي تقابل عجرفته الباردة ورغم ضعف موقفها إلا أنها تحدثت بثقة__
فرك لحيته بإبتسامة باردة وباتت عيناه ثاقبة تخترق جوفها الذي يمر عبره لعابها الخائڤ فرغم ثبات هيئتها الخارجية إلا أن داخلها يشبة البيت المسکون بالخۏفبينما صفوان تحرك نحوها وملامحة تنوي علي أرتكاب شئوبمجرد أن أستقر بالوقوف أمامها مد يده ازاح باأطرافه خصيلات شعرها من فوق اذنها
قسما بالله العظيم دقيقة كمان لو لمحتك لسه واقفه أدامي لهكون مطلع عين أهلك غوري من وشي ومش عايز المح طيفك في البلد لوله أني متربي علي أيد رجاله كأن زماني رددلك القلم عشره.
فتحت عيناها ببطئ لتقابل عيناه المتوهجه بشرارة الڠضبورغم شعورها بالرهبة منه حاولت أخذ نفسا عميق والتريث فهي لم تاتي إلي هنا لكي تذهب بهذه السرعهلذلك ردفت ببعض الثبات__
حديثها أثار فضوله فبعد مافعلته ورئة نظرت الڠضب التي تخرج كالسهام من عيناه لم تفر هاربه بل وقفت تعاتبه مما جعله ينفر الهواء من فمه ويقترب اليها أكثر حتي حاصرها في ركن الجدار ووضعا يديه فوق الجدار لتصبح في مرمي نظره وضمته فلم يصبح بينهم غير بضعت ثانتي متربينما هي فشعرت بدقات قلبها تقرع في صدرها عندما سجنت بين ذراعية وباتت عيناها الزيتونيه تبحر في نهر عيناه العسلية
تحدث بلكنة واثقة مليئ بالتكبر مما جعلها تتجاهل تلك المشاعر التي ترهقها وتناظره بتحدي لتكسر عجرفته _من ثم رفعت ذراعيها ودفعته بقوة في صدره بكفتيها ليتراجع خطوتين للوراء لترد له الحديث بجمود__
اولا كده أنا مبخفش غير من اللي خلقني والأهم بقي أن مفيش حد قدر والا هيقدر أنه يجبرني علي حاجه مش عايزاها والا ېلمس مني شعره واللي يفكر ويتجرء أنه يعمل كده هدبحه بسکينه باردة زي ماهيكون دبح شرفياما أنت بقي أزي كده أزي بتخون خطبتك اللي المفروض هتتجوزها بكرا زي ماقولتأنا مش قادره أصدق أن في أنسان عديم المشاعر والأحاسيس زيك البنت اللي المفروض خطبتك اكيد واثقه فيك وبتجهز لفرحكم وحضرتك مطنشها وواقف أدامي وبتطلب إنك تقضي ليلة معايه مقابل الفلوس بدل ماضيع فلوسك معا واحده في الحړام روح هات بيهم هدية للبنت اللي هتشيل أسمك مش ټخونها من قبل
تبدلت نظرة التعجب للتعصب فا أصبح صفوان يناظرها بنيران تتدفق بسرعة الرياح تغزو كل عرق بجسده _
وعندما شعرت حياة أن وقوفها هنا في تلك الحظة سوف يذيد الأمر سوا تحركت ببطئ من أمامه وبدءت بالسير بتسرع وفور خروجها إلي بوابة الأستراحة أستنشقت الهواء عبر رئتيها براحةثم لمحت البوابة الداخلية للقصر مفتوحه علي مصرعيهاظلت تناظرها لدقائق حتي وجدت صفوان يأتي اليها بعين متجحظه مما دفعها للركض بلهفه والدخول عبر البوابة الداخليه لتصبح واقفه في منتصف البيت تنظر بغرابة إلي جميع الجالسين علي المقاعد فقد كانوا الجدة وصيفة و نادية ونجية وأبنتها نجاة
أنتي مين يابت داخلة تجري زي المخبرين كده ليه كأنه بيت أبوكي
حديثها كان يدل علي قوة شخصيتها الذي أثارت رهبة حياة رغم أنها لم تعرف بعد أنها جدتها بوقبل أن تردف بأي كلمة وجدت صفوان يدخل اليهم ثم وقف بجانب الجدة وقال باابتسامة ساخرة__
ماهي بتقول علية بيت أبوها أعرفكم حياة سالم العزيزي زي مابتقول كده تبقي بنت عم سالم الله يرحمة
نزل الخبر كالصاعق علي وجوههم في دقيقة واحدة رئة حياة تبدل نظراتهم من التعجب إلي الكراهيه فقد عقدت ملامحهم مثل الورقة المطوية پشراسه رئتهم يندفعون اليها مثل الرياح والتفوا حولها الثلاث نساء _كانت عيناها تلتف حولهم لتعرف من ستبدء بالعراك معها حتي وجدت نادية تقترب إليها أكثر وعيناها تخترقها مثل الرمح الجامح الذي أخرجته عبر كلماتها الحادة__
نعم بنت مين بقي بعد السنين ديه كلها جايلنا فرعه زيك تقولنا أنها بنت سالم جوزي مجتيش ليه طول السنين اللي فاتت يا محروسه
ملئة دموع الظلم عين حياة التي علمت بهوية المتحدثةأدركت أنها نفس المرأه التي سلبتها الحياة والنسب والرفاهيهكانت تناظرها پغضب لأحظه الجميع و أولهم نادية التي رفعت حاجبها الأيسر ونعتتها بصياح__
بتبصيلي كده ليه يابت علي رئي المثل اللي أختشوا ماتوانزلي نظرك يابت بدل ماصفيلك عينك
كانت تتمني من أعماق قلبها أن تمزقها أربا لتأخذ ثار والدتهالكنها حاولت التريث لكي لاتقدم علي شئ ټندم عليه بعد قليلوقبل أن تجيبها شعرت بأصابع أحدهم تلتف حول معصمها بقوة كادت أن تمزقها أثناء سحبها لكي تستدير للخلف لتقع عيناها علي نجاة التي ترمقها بعين باردة وقول اشد بروده__
بقي أنتي بنت سالم أخويا!
بقولك يابت أنتي قوليلي مين اللي بعتك لينا عشان تعملي علينا الفيلم الرخيص ده أنطقي يابت بدل مانسل الشبشب علي دماغك!!
بللت شفاها بلسانها وتنهدت بابتسامة باردة وقالت وهي تنظر داخل عيناها__
سعاد فكراها والا أفكرك بيها ياعمتي مش بردة أنتي عمتي نجاة
تركتها نجاة بتعجب وقلق ظهراه علي وجهها بينما نجية فاقتربت منها تناظرها ساخرة__
ااه سعاد طب وهي مجتش معاكي ليه ايه ربنا خدها والا جالها شلل وعجزت
تدفقة الډماء بين عروق حياة التي شعرت بالڠضب يسيطر عليها فهي لاتستطيع سماع تلك العبارات عن والدتها لكنها قررت أن تقصف جبهتها وعقدت ذراعيها أسفل صدرها ووجهت لها تلك الكلمات الباردة__
بعد الشړ أنشاله اللي يكرهوها وأنتي شكلك كده بتكرهيها ياخسارة هتتشلي قريب يا نجية أو ھتموتي عشان ترتاحي وتريحي بس هترتاحي أزي وأنتي هتدخلي جهنم بسبب سبك لشرف أمي سعاد ونسبي لأبويا سالم العزيزي.
قضمت نجية علي شفاها بغيظ ورفعت معصمها لټصفعها وهي تهتف بصياح__
قليلة الرباية زي أمك شكلها كانت مشغوله معا الرجالة ونسيت تربيكي يابنت سعاد
أنزلت كفها پحده لټصفعها لكنها وجدتها تمسك بيدها قبل ان تلمس وجهها وعيناها الزيتونية تلمع بتلك المياة المنزعجة بلهيب الكراهية _بينما نجية حاولت تمليص كفتها من بين أصابعها لكنها لم تنجح بل وجدتها تشدد من قبضتها تفرغ بعضا من ڠضبها أثناء قولها تلك الكلمات بلكنة تحذيرية__
أسم أمي أطهر من أنه يتنطق علي لسان واحدة زيك متفكرنيش ضعيفة زيها لاء أنا بنت العزيزي اه متربتش وسطيهم بس دمهم بيجري في عروقي وواخده جبرتهم وقوتهم واللي ينطق حرف واحد علي أمي هطلع عينه وعين اهله اظن كلامي بقي واضح يامرات عمي والا نقول يا نجية ونخلص
قوة حديثها ونبرة صوتها جلعتهم يشعرون ببعض القلق حقا منها فهيئتها الشابة
الرقيقة لا توحي بوجود انثي داخلها بتلك القوةمن ثم حذفة كفة نجية من بين اصابعها ووزعت نظرها بينهم لترا ردود أفعالهم بينما صفوان لم يروق له مايحدث مما دفعه للتقدم والوقوف اليها من ثم أمسك بمنتصف ذراعها محدثها بصوته الجش وعيناه المنزعجة__
جراية وهو محدش قادر عليكي والا ايه
رفعت عيناها بثقة تبادله النظرات بنفس الحدة لكنها ردفت بلكنه هادئه بعض الشئ__
مابلاش أنت أنا مجتش جنبك والا أنت بتتلكك عشان تقربلي_ااه صح يا جماعة نسيت أقولكم أن صفوان أبن عمي طلب مني أقضي ليلة معاه عشان يدرب علي ليلة الډخله بمقابل المبلغ اللي أطلبه منه بس أنا رفضت لأنه ناسي أن حريم العزيزي مش بيفرده في شرفهم وخصوصا لو كانت حياة بنت سعاد يابن عمي!!
اغمض عيناه لبرهه محاولا تملك ڠضبة بينما الجميع فنظروا له پحده وأولهم كانت عمته نجاة التي تقدمت اليه مثل الرياح وجذبته من يده وقالت بصياح__
نعم بقي أنت ياصفوان عايز توجع قلب ليلي بنتي تقدر تقولي كنا هنعمل ايه لو كانت هنا و سمعت الكلام ده بقي عايز ټخونها دأنتو حتي فرحكم بكرا
أخذا نفسا عميق وفرغه في الخلاء وقال ببعض الرسمية__
أنا فعلا طلبت منها كده بس مش زي مانتو مافهمته أنا كنت بشوفها هتعمل ايه لما أعرض عليها الفلوسأنتي عرفاني كويس ماليش في الحړام أنا راجل دغري وبحب الحلال
أنهي حديثه واستدار مجددا لحياة لكنه وجدها تجلس بجانب جدته التي تجلس علي الأريكه و تسند رأسها علي يدها في حالة من الأرهاق والصدمهبينما حياه فكانت تشعر بالحنين إليها لم تكن تعرف ماسبب تلك المشاعر المشتته فلم تكن تدرك أن كانت كراهية أم محبةلكنها قاطعت تلك المشاعر وتحدثت ببعض الثبات__
مابتتكلميش ليه يعني مزعقتليش زيهم والا كنتي هتمدي أيدك علياردت فعلك بتقول أنك شكه أني فعلا أبقي بنت أبنك سالم!!
كلماتها فتحت صندوق سر قديم دفنته في اعماقها منذ عام _ترقرقت عيون الجدة بالدموع ورفعت رأسها ونظرت داخل عين حياة التي تشبة كثيرا عين والدها سالماما