رواية كاملة رهيبة
يقعدوا مع بعض يتعرفوا على بعض أكتر و بإذن الله الخطوبه تبقا آخر الأسبوع.
تمتم إبراهيم قائلا وهو كذلك.. علي خيرة الله.
جلس إسلام و غزل بغرفة الصالون بصمت لم يقطعه أيا منهما ليردف إسلام قائلا عامله إيه يا غزل
تمتمت بهدوء و قالت كويسه الحمد لله.
أومأ بإبتسامه صافيه و قال مفيش حاجه عايزة تسأليني عنها.
نظرت إليه بشرود وقالت إشمعنا أنا!
_إشمعنا إتقدمتلي أنا!
أجاب بعفوية عشان متربيين سوا من صغرنا و عارفك و عارف طبيعتك و عارف تربيتك شكلها إيه!
قالت بتهكم عشان كده بس!
أومأ موافقا و قال أيوة بس بتسألي السؤال ده ليه مش فاهم!
هزت رأسها بلا مبالاه و قالت لأ أبدا بسأل بس.. كنت عايزة أشوف سبب إصرارك ده إيه!
أومأ علي الفور موافقا و كأنه تخطي إختبارا صعب للغايه و قال لو مفيش عندك حاجه عايزة تعرفيها ممكن نخرج نقعد معاهم.
راقتها الفكرة لتنهض علي الفور و تخرج اليهم برفقته و يبلغانهم بالموافقه لينصرف إسلام و أهله علي إتفاق بأن الخطبة يوم الخميس المقبل.
_إحممم.. صباح الخير يا عمو.
إزدهي داخلها و شعرت بالإنتشاء لإطراءه البسيط ذلك ف وأدت إبتسامة كانت تتسلل إلي شفتيها و تصنعت الخجل و قالت معلش خرجت براحتي بقا مكنتش أعرف إنك صاحي.
تمتم مسرعا لأ معلش إيه إنتي تاخدي راحتك عالآخر هو أنا معقول يعني هقيد حريتك في بيتك!
أومأت بإبتسامة هادئة و قالت طيب بعد إذنك هغير هدومي و آجي أعمللك فطار.
همت بالإنصراف ليمسك بيدها سريعا يستوقفها فقال لا ملوش لزوم تتعبي نفسك إرتاحي و أنا اللي هعمل الفطار.
نظرت إليه بتعجب سرعان ما تحول إلي سرور فأشارت له بالموافقة و إنصرفت من أمامه بينما كان ينظر هو في أثرها ب وقد أوشك صبره علي النفاذ.
ذهب لإعداد طعام الفطار بينما دلفت هي إلي غرفتها و قد بدأت تستعيد يسر تلك المتفاخرة المتعاظمه بجمالها الأخاذ.
جلست هي و سليمان و أطفالها يتناولون طعام الإفطار فنظر سليمان إليها قائلا بمشاكسة فطار ولا فطار في فندق خمس نجوم أهو أي خدمه.
ضحكت عاليا و أردفت قائلة معاك حق تسلم إيديك.
تمتم مبتسما بألف هنا.
برز صوت الصغير قائلا هو إنت بتاكل عندنا ليه يا عمو!
نظر إليه سليمان و قال إيه يا سي زياد مش عايزني أفطر معاكوا ولا إيه! أقوم أمشي!
أجابه الصغير بإيماءه موافقة و أردف بعدها قائلا أيوة عشان إنت قاعد في المكان بتاع بابا.
أصابه الخرس و إمتدت يده ليتناول كأسا من المياه تجرعه ليزدرد غصته و من ثم نهض عن مائدة الطعام و دخل ليبدل ثيابه فإستوقفته يسر قائلة متزعلش من زياد ده عيل صغير مش فاهم حاجه.
إبتسم بلطف قائلا و مين قال إني زعلان أنا بس رده فاجئني.
_طب إنت رايح فين دلوقتيمعقول هتنزل!
أومأ أن نعم و قال هنزل أطل علي أبويا و أشوف صافيه عشان متزعلش و هبقا أرجع عالغدا.
أومأت بموافقة ليغادر هو الشقه و ينزل إلي شقة صافية فوجدها تلتزم فراشها و قد تملك الإكتئاب و اليأس من وجهها ليرسم أسفل عيناها لوحة سوداء ذات محجرين غائرين و شفاه عابسه إنقشعت عنها البسمة.
تعجب سليمان من هيئتها الحزينه ليتسائل قائلا مالك يا صافيه إنتي تعبانه ولا إيه!
ألقت عليه نظرة قاسېة وقالت و الحزن يخيم علي معالم وجهها لا مش تعبانه يا سليمان أعمللك تفطر!
قال ببساطه لا أنا فطرت قبل ما أنزل.
رآها تنظر نحوه نظرات لم يستطع فك شيفرتها ليردف مكملا العيال كانوا بيفطروا و فطرت معاهم.
تسائلت مجددا وهي تعلم مسبقا بما سيجيبها و قالت طب تحب أعملك إيه عالغدا!
أتاها جوابه كما إنتظرت فقال لا أنا هتغدي مع العيال النهارده.
إبتسمت بتهكم و قالت ربنا يخليلك العيال و أم العيال.
تبين ضيقها ليردف قائلا معلش يا صافيه هو عشان أول يوم بس.
نظرت إليه و بداخلها تعتمل الكثير من الأحاسيس إلا أنه أخمدها جميعا و أوقظ لهيب الحب عندما إقترب منها مردفا بحنية لم يفشل يوما في إتقانها وقال صافيه يا حبيبتي إنتي طول عمرك بنت أصول و بتفهمي في الأصول عايزك تساعديني بس لحد ما أعدي اليومين دول و أصالح أبويا و أكسب رضاه من تاني أنا نمت فوق إمبارح ڠصب عني و حاسس إن السرير عليه شوك لإنك مش جمبي بس إتغصبت علي نفسي عشان مينفعش مكنتش أنام فوق إمبارخ منتي عارفه دماغ أبويا و تحكيم رأيه.
أنا معرفتش أنام يا سليمان عنيا مداقتش طعم النوم طول الليل و حاسه إن الفرشه بارده من غيرك أنا حاسه إني ظلمت نفسي و ظلمتك لما شجعتك علي قرار الجواز ده.
إضطرب و أخذ منه التوتر كل مأخذ و أردف قائلا معادلوش لزوم الكلام ده يا حبيبتي اللي حصل حصل بس أنا مش عايزك تقعدي حزينه و مضايقه كده و شايله الهم كده إنتي بتعجزيني قومي يلا إفطري و فرفشي نفسك و أقوللك أنا مفطرتش فوق ب نفس إعمليلنا فطار ملوكي من بتاعك ده و تعالي نفطر يلا عشان أنزل أشوف أبويا.
تهللت أساريرها و أسرعت لتعد له طعام الإفطار و من ثم جلسا يتناولان الطعام سويا ثم مر بشقة والده و من بعدها إلي المتجر الخاص به.
أتي يوم خطبة غزل التي إستقبلته بحزن و بؤس شديد كانت صافيه تجلس إلي جوارها ټحتضنها وهي غارقه في سيل دموعها الجارف.
_خلاص بقا يا غزل يا حبيبتي في عروسه ټعيط يوم خطوبتها بردو
نظرت غزل إليها وقالت مش عيزاه يا عمتو حاسه إني هيجرالي حاجه لو إتجوزته حاسه إني كده هبقا بخون يحيي!
دهشت صافيه مما إستمعت إليه فأردفت بحدة تقول پتخوني يحيي!! إيه العبط اللي بتقوليه ده يا غزل! يحيي ماټ يا بنتي الله يرحمه و حتي لو كان عايش إنتي لا كنتي مراته ولا خطيبته عشان تقولي كده.
و أضافت بإستهجان ده مراته معملتهاش!!
لم تجيبها غزل لتتابع عمتها حديثها و تقول قومي يلا بلاش خيابة إغسلي وشك كده و غيري و حطي ميكب و حاجات من بتاعة العرايس دي زمان المعازيم علي وصول.
علي مضض نهضت غزل و قامت بتبديل ملابسها إلي رداء فضفاض بسيط من اللون الوردي و لم تضيف أي زينه إلي وجهها و خرجت لتجلس وسط الحضور بوجه عابس شاحب اللون.
تقدم منها والدها فنهضت لتصافحه ليقول حبيبة قلبي يا غزل أخيرا ربنا إستجاب ليا و شوفتك عروسه زي القمر.
إحتضنت والدها بشده وقد أجهشت بالبكاء ليقول محذرا لاا بلاش عياط عشان مزعلش منك هو في عروسه قمر كده ټعيط.
ثم ربت علي كتفها قائلا ربنا يسعدك يا بنتي و يتم عليكي بخيرر.
ثم إنصرف لتجلس هي مجددا إلي جوار إسلام و يستكملان حفل الخطوبة حتي إنتهاءه و مغادرة الجميع.
في نهاية حفل الخطوبة تقدم سليمان من غزل و صافحها مهنئا إياها و متمنيا لها أياما سعيدة ثم إنفرد بزوجته و همس إليها قائلا يلا عشان الوقت إتأخر.
_لا يا سليمان معلش روح إنت و أنا هفضل مع غزل يومين لإن نفسيتها تعبانه و مش عايزة أسيبها لوحدها.
نظر إليها مستفهما وقال يعني مش هترجعي معايا
أومأت بالنفي ليصطنع الضيق ثم قال مش معقول يا صافيه كده مش كفايه إن إمبارح كنت بايت فوق!
منحته إبتسامه هادئة و قالت معلش يا حبيبي ڠصب عني والله عشان مسيبش غزل لوحدها و كلها يوم ولا اتنين و هاجي بإذن الله.
ماشي يا صافيه طيب محتاجه فلوس ولا حاجه!
_لا معايا متحرمش منك.
أومأ موافقا لينصرف سريعا ثم قام بالإتصال ب يسر التي أجابت علي الفور فقال أيوة يا يسر.
_أيوة يا عمو.
العيال ناموا ولا لسه!
_زياد نام أيوة بس نور لسه مغلباني.
طيب محتاجين حاجه أجيبها لكوا و أنا جاي!
تسائلت بتعجب وقالت إنت هتبات هنا النهارده
أيوة لو مش هيضايقكوا صافيه هتبات عند أخوها يومين ولا حاجه قولت بدل ما أنام لوحدي أطلع أبات عندكوا.
_تمام ماشي تنور.
إبتسم قائلا منور بأهله عايزين حاجه أجيبها وأنا طالع
_طالما جاي دلوقتي هات عشا بقا لإني ملحقتش أعمل عشا و الوقت إتأخر.
حاضر من عينيا سلام.
إبتاع سليمان طعام العشاء و صعد علي الفور إلي الشقه و من ثم بدأوا يتناولون طعام العشاء سويا و من بعدها ذهبت يسر كي تضع الصغيرة في سريرها و من بعدها خلدت إلي النوم.
أما هو ف خاصم النعاس جفنيه ليسهر ليلته يطوف بالغرفه ذهابا و إيابا وهو يقوم بتدخين سېجارة تلو الأخرى حتي إستمع إلي وقع خطواتها ليسرع خارج الغرفه فورا فوجدها تخرج من المغسل و كعادتها ترتدي ملابس نوم قصيرة.
تصنع اللامبالاه بهيئتها المهلكه تلك وقال بتعب مزيف مفيش هنا برشام مسكن
أومأت علي الفور قائلة أيوة في إنت تعبان مالك
ترنح ليمسك برأسه فأسرعت هي تتمسك بخصره تمنعه ألا يسقط استند عليها و مما كان السبب في خفقان قلبها بشدة لتنظر إلي عيناه بترقب بينما كان يدنو منها ببطء ليتبين ردة فعلها فوجدها ساكنة لا تحيد ببصرها عنه مما دفعه لإتمام ما نوي فعله.
في الصباح و بينما كان هو شاردا بها يحفر ملامح وجهها ذو الجمال الفتان بمخيلته و كإنه يخشي أن تكون تلك هي المرة الوحيده التي سينالها بها أمعن النظر بها ليجد جبينها وقد تصبب عرقا متناثرا و وجهها يتحرك بعشوائية و كإنها تطارد شبحا في منامها مما أثار تعجبه ليوقظها علي الفور فإنتفضت هي بشدة و راحت