الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة رهيبة

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

تقريبا صدمة الكوريك دي هي اللي رجعتلي الذاكرة.
كان الإمام يستمع له مذهولا فقال لا حول ولاقوة إلا باللهوالله يبني إنت حكايتك تتعمل فيلم مش عارف أقوللك إيه ولا أواسيك بإيه بس اللي أعرفه إن برجوعك كده زواج أخوك من زوجتك باطل !! بس كمان مش أهل للفتوي يعني في ناس أفقه مني و أكثر مني درايه و علم بالأمور دي و هي اللي تقدر تفيدك و تقوللك الفتوي السليمه في حالتك دي .
تنهد يحيي بثقل و مسح آثار دمعاته ليربت الإمام علي كتفه وقال معلش يبني وحد اللهربنا بيسبب الأسباب سبحانه و تعالي أكيد له حكمه في اللي حصل لك ده لا إنت ولا أنا نعلمها إنت كل اللي عليك دلوقتي ترسل بسؤالك ده لدار الإفتاء و هما هيردوا عليك بالفتوي الصحيحه بإذن الله.
أومأ يحيى موافقا ليقول الآخر يلا قوم صلي ركعتين لله و إدعي ربنا يقدملك اللي فيه الخير والصلاح ..و متقلقش ما ضاقت إلا ما فرجت .
نهض يحيي و توضأ مجددا و وقف بين يدي ربه يصلي و يناجيه أن ينجيه مما قد حل به و ييسر له أمره و يلهمه الصبر .
كان سليمان يقف بالخارج بردهة الإنتظار في المشفي أمام الغرفه الموجود بها يسر و زينب تجلس علي مقعد مقابل له تتأمله و تتفحص لهفته و خوفه بأعين مستنكره .
_شوفوا الراجل ھيموت روحه عشانها إزاي الله يرحم أيامك يا صافيه والله إنتي الكسبانه إنك بعدتي عن جوز التعابين دول إنفخ يا أخويا إنفخ دلوقتي تقوم تتنطط زي القردة .
تمتمت زينب بتلك الكلمات في نفسها بصمت ثم أشاحت بوجهها إلي الجانب و أطلقت زفره ملوله ثم نهضت واقفه ليقول سليمان هما إتأخروا كده ليه !
نظرت إليه ببرود وقالت دلوقتي يطمنونا .
إنفرج باب الغرفة بغتة ليخرج الطبيب نازعا عنه قناعه الطبي و زفر مطولا قبل أن يهرول سليمان نحوه قائلا بلهفة طمني يا دكتور !
نظر إليه الطبيب بأسف وقال للأسف فقدنا الجنين لكن الأم بخير و هتتعافي قريب ربنا يعوض عليك.
بتلك الكلمات المقتضبه أخبره الطبيب بكل سلاسة بفقدان طفله المنتظر و إنصرف بعدها لينفجر سليمان باكيا بحسرة و نظر إلي زينب قائلا وسط بكاؤه فضل ماټ يا زينب فضلت مستنيه عشرين سنة و لما فرحت بيه أخيرا ماټ.
نظرت إليه زينب بأسف و حزن صادق وقالت معلش يا عمي سليمان ربنا يصبرك و يخلف عليك.
بالداخل كانت تجلس يسر في فراشها بعد إفاقتها تبكي و تنتحب بشدة فقالت زينب حمدالله علي السلامه يا يسر محتاجه حاجه أعملهالك !
أومأت برأسها أن لا و باغتتها قائلة يحيي فين !
نظرت إليها زينب بدهشه وقالت تقصدي عمي سليمان!هو تحت بيجيبلك أكل.....
قاطعتها يسر پبكاء وقالت يحيي فينمحدش كلمه
_يا بجاحتك !!
قالتها زينب في نفسها ثم نظرت إلي يسر وقد عاد إليها برودها فقالت معرفش حاجه أنا معاكي في المستشفي من وقتها .
و أضافت بنظرة ذات مغزى يحيي الله يكون في عونه و يصبره علي حاله بقا . مسكين!
قالت الأخيرة وأشاحت بوجهها جانبا ليدلف سليمان إلي الغرفة و ملامح الحزن تكسو وجهه و جلس إلي جانب يسر وقال وهو يمد يده
إليها بالطعام معدتيش ټعيطي يا يسر عشان متتعبيش خدي إشربي العصير ده .
أومأت بالنفي ليقول خلاص قدر الله وما شاء فعل متزعليش نفسكملناش نصيب فيه .
و هنا كانت صډمته الثانيه حيث نظرت إليه بقوة و ڠضب جامح و إنفجرت به بقوة تقول أنا في إيه و إنت في إيه !كل همك في إبنك اللي ماټ ده كويس إنه ماټ يا ريتني كنت مت أنا كمان و إرتحت .
نظر إليها بذهول وقال يسر إنتي بتقولي إيه !
أردفت متسائلة بإستنكار شديد وقالت إيه مالك مصډوم كده ليه ! تقدر تقوللي لو كان إتولد كان هيبقا مصيره إيه ! إذا كان جوازنا كله بااطل كنا هنربي الطفل ده علي أي أساس!
لم يعرف بما يجيبها ف راح يتطلع نحوها بصمت لتقول بحسرة أنا مش زعلانه إنه ماټ أنا زعلانه إني أنا اللي عايشه يا ريتني كنت مت و إرتحت من العڈاب اللي مستنيني .
تشنج وجهها و جسدها بالأكمل لتنتابها حالة بكاء هيستيريه و راحت تردد بحسرة يا ريتني مت قبل كل ده ما يحصل يا ريتني مت...
إقترب منها يحاول تهدأتها لتبتعد عنه بحدة و دفعته بعيدا عنها بقوة و صړخت قائلة إبعد عني إبعد عني إنت مش من حقك تلمسني إنت السبب !
وقف مشدوها لما يصدر منها فقالت بقوة و إتهام واضح أيوة إنت السببإنت اللي فضلت تزن عليا عشان نتجوز و فضلت تقوللي عشان العيال و الزفت لحد ما وافقتك و خسړت كل حاجه!
_يسر إهديإنتي مش واعيه للي بتقوليه!
أعادت النظر إليه بقوة و تحد وقالت ليه شايفني إتجننت!ولا مش مصدق اللي بتسمعه 
و تابعت بحزم خلاص يا سليمان مبقاش فيها كلام حتي الكلام بقا حرام اللي بيننا ده كله كان باطل و ربنا نجدنا إن الطفل ده متولدش .
أنهت حديثها المفاجئ له كليا و أشاحت بوجهها جانبا ليقول مخاطبا زينب خليكي معاها يا زينب لحد ما تخرج من المستشفي و أنا هدفع حساب المستشفي .
و غادر مسرعا ليستقل سيارته منطلقا بها لا يعلم أين !
كانت زينب تجلس برفقة يسر في الغرفة بالمشفي لا تطيق الإنتظار و كأنها تفترش الجمر من أسفلها فنهضت قائلة طيب يا يسر أنا مضطرة أمشي عشان العيال و يحيي الصغير سيباه لوحده و إنتي ماشاءالله بقيتي زي القر....قصدي زي الفل أهو .
نظرت إليها يسر بتعجب وقالت هتسيبيني لوحدي أومال مين اللي هيساعدني
_اللي بيساعد العباد ربنا يا حبيبتي و بعدين إتصلي علي أمك تيجي تقعد معاكي إنما أنا مش فاضيه يا حبيبتي ورايا عيال و عيالك كمان أمانه في رقبتي لحد ما تقومي بالسلامه.
نظرت إليها يسر بغيظ وقالت بحدة إمشي مش عاوزة حد معايا .
أومأت زينب بموافقة وقالت ماشي يا حبيبتي تقومي بالسلامهأنا هتصل لك بأمك تجيلك و يستحسن ترجعي معاها بيتكم علي ما الجو يهدا و تشوفي هتعملوا إيه في المصېبه دي .
ألقت كلماتها المستفزه ثم منحتها نظرة شامته و إنصرفت.
بات يحيى ليلته بالمسجد لم يكحل النعاس جفنيه فظل شاردا يفكر بما حدث و ما رآه اليوم و كلما إستعادت ذاكرته ذلك المشهد إنخرط في البكاء بشدة .
لطالما تمني أن تعود إليه ذاكرته و أن يستطيع العوده إلي منزله و عائلته التي كان علي يقين بأنهم ينتظرون عودته بالرغم من جهله لهم ليعود اليوم فيجد زوجته المصونه قد تزوجت بأخيه الأكبر و الذي كان بمثابة أب له و أخ لها فكيف إستطاعت فعل ذلك !
يشعر أنه الآن علي حافة الجنون و أنه حتما لن ينجو تلك المره .
بطش عائلته به كان أشد وطأة علي نفسه أكثر مما رآه منذ عام مضي بكل تفاصيله و بكل ما مر عليه فيه .
ډفن رأسه بين كفيه ينتحب بقوة عله يطفئ تلك النيران التي إشتعلت بقلبه ليجد من يربت علي ظهره فمسح وجهه و نظر إليه ليتجهم وجهه و نظر پغضب للجهة الأخري وقال جاي ليه يا عبدالقادر !
جلس أخيه إلي جانبه و قال جايلك يا يحيىجاي لأخويا...
قاطعه يحيي پغضب وقال أنا مليش إخوات إمشي و إعتبرني أو إعتبروني كلكوا إني لسه مېت .
نظر إليه عبدالقادر بحزن و أسف فأردف يحيي وقال إعتبروا إن اللي حصل ده مجرد كابوسوأنا كمان هعتبر إنه كابوس و هرجع مطرح ما جيت .
نظر إليه عبدالقادر بلهفه و وضع يده علي كف أخيه و إنحني بجزعه أكثر ليقترب منه وقال ترجع فين يا يحيى ده إحنا ما صدقنا إنك رجعت ...
قاطعه يحيي مرة أخرى متهكما وقال هه..إنت بتضحك عليا ولا علي نفسك يا قدورة ! محدش فيكم كان يتمني إني أرجع أبدا و أولكم هو و هي .
شخص الآخر بصره أرضا لا يعرف بما يبادله الحديث ليقول يحيي قوم روح بيتك يا عبدالقادر و إطمن من نحيتي لو
قلقان يعني..مش هيجرالي حاجه أسوأ من اللي شوفته.
نظر إليه عبدالقادر و قد أطفرت دمعاته بندم وقال والله يا يحيى كلنا فكرنا في مصلحة ....
قاطعه يحيي بإشارة من يده وقال عشان خاطر ربنا أنا مش متحمل كلام في الموضوع ده دلوقتي.
أومأ موافقا و إلتزم الصمت ثم تسائل بحذر طيب إنت ناوي تعمل إيه دلوقتي!أقصد يعني وضعك معاها إيه 
آثر يحيي الصمت ليردف أخيه قائلا علي الفكرة هي تعبت إمبارح و ولدت و العيل نزل مېت .
لم يجيبه يحيي بل أومأ بإقتضاب وقال هطلع دلوقتي علي دار الإفتاء و هسأل و أشوف المفروض إيه اللي يحصل .
_طب تعالي نروح سوا ..ثواني و هجيب العربيه .
أومأ يحيى برفض وقال لا أنا هروح لوحدي مش عايز حد معايا.
تبين أخيه ضيقه فلم يكرر سؤاله و أومأ بهدوء مربتا علي رأسه ونهض قائما ثم قال طيب إنت هترجع البيت إمتا
نظر إليه يحيي مطولا و قال البيت لاصحابه يا عبدالقادرو أنا خلاص بقيت غريب مليش مكان في البيت ده .
هم عبدالقادر بالحديث مجددا ليقاطعه يحيي بحزم ويقول إمشي يا عبدالقادرإمشي و متحاولش تدور علي مكاني تاني ولا تحاول تعرف أنا فين لإن مش هتلاقيني و حتي لو لاقيتني هتلاقيني شخص تاني إنت متحبش تشوفه ولا تكونلك بيه أي صله!
هكذا خرجت تلك الأحرف العاريه من فم يحيي و لكنها كانت تحمل كنايات أخري مغايرة تماما لم يستطع أخيه فهمها و لكن الأيام كفيلة بها.
إنصرف عبدالقادر عائدا نحو المنزل بينما غادر يحيي المسجد علي الفور متجها نحو دار الإفتاء لكي يقدم فتواه و بدأ بسرد كل ما حدث منذ ذلك اليوم ليقول المفتي بسم الله الرحمن الرحيم فالزوجة إذا بلغها خبر ۏفاة زوجها الغائب ثم اعتدت وتزوجت ثم ظهر زوجها الأول. فإن كان ذلك قبل أن يدخل بها الزوج الثاني فإنها ترد للأول وإن كان الزوج الثاني قد دخل بها فإنها لا تفوت بالدخول بل تعود للزوج الأول أيضا بعد أن تنقضي عدتها من الزوج الثاني و بحدوث الإچهاض تسقط العدة ....
نظر إليه يحيي مشتتا وقال أنا مش فاهم حاجه يا شيخنا يريت معلش تبسطهالي .
إبتسم المفتي قائلا حضرتك بتقول إنك غبت سنه و كنت فاقد الذاكرة و أول ما الذاكرة رجعتلك رجعت بيتك لتجد زوجتك متزوجه من أخيك .
أومأ
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات