الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية روعة كاملة

انت في الصفحة 16 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

على الباب و عندما سمحن للطارق بالدخول.. اطل عليهم مدكور بوجهه و قال بمرح قلما يروه ها يا بنات عاملين ايه 
هدى بمرح عاملين حفلة كاجو و مكسرات انما ايه 
مدكور و هو يراقب رهف التى مدت يديها بسرعة لتزيح بعض العبرات عن وجنتيها طب هو انا ممكن اخد منكم رهف شوية و ارجعهالكم تانى 
هدى ايه ده بقى .. فيها لا اخفيها 
مدكور يا ستى انتى فيها على طول بس سيبيهالى خمس دقايق و هرجعهالكم تانى صاغ سليم 
ليصطحب مدكور رهف الى غرفة نومه و يجلسها على الاريكة .. ثم يذهب الى حافظة ملابسه و يخرج منها صندوقا من الصدف المطعم بالعاج و التى عرفته رهف من النظرة الاولى فهو صندوق والدتها التى كانت تحتفظ فيه بمقتنياتها الثمينة و عاد اليها ثم جلس الى جوارها و قال يمكن ماحصلش قبل كده انى قلت لك انتى غالية عندى اد ايه .. لكن آن الأوان انك لازم تفهمى انك اغلى عندى من اى حاجة تانية فى الدنيا دى .. انتى امتدادى على الارض يا رهف يمكن ولادك مايشيلوش اسمى بصحيح لكن هيشيلوا كل حاجة حلوة غرستها فيكى 
عارف كمان انك بتخافى منى لكن اللى ماتعرفيهوش .. انى بحبك اكتر من روحى و من وقت ما كنتى لسه فى اللفة و انا بحلم باليوم اللى اسلمك فيه لمراد و اللى عمرى ماتمنيتلك غيره لانه اكتر حد هيصونك و هيخاف عليكى 
يمكن اى بنت فى الدنيا دى .. فى يوم زى ده بتبقى محتاجة امها معاها تبقى جنبها الله يرحم امك كانت و نعم الزوجة و اتمنى انك تكونى زيها و دايما تبقى مصدر فخر ليا زى ماكنتى طول عمرك 
رهف بدموع انا يا بابا .. انا كنت مصدر فخر ليك 
مدكور بتاكيد اومال ايه طبعا .. كنت دايما فخور بيكى لدرجة انى كنت بخاف عليكى من الحسد فكنت دايما احاول ادارى فخرى ده 
ثم مد يديه بالصندوق و وضعه على قدميها و قام بفتحه قائلا العلبة دى فيها كل مجوهرات امك الله يرحمها .. و النهاردة بقت ملكك المجوهرات دى غالية عندى اوى لانها من ريحتها ثم تناول من الصندوق عقدا من اللؤلؤ الحر و اكمل قائلا .. لكن العقد ده انا و امك الله يرحمها اشتريناه سوا و انتى كان عمرك خمس سنين و صممت ماتلبسهوش و قالت انها هتشيلهولك لحد ما تلبسهولك يوم فرحك و عشان كده انا جيبتك هنا عشان البسهولك باديا زى ما كانت بتتمنى 
ليمد يديه حول عنقها و هو يلبسها اياه و هى تجهش بالبكاء رابتا عليها بحنان قائلا هتوحشينى البيت مش هيبقى له طعم من غيرك .. مبروك يا حبيبتى .. الف مبروك بتمنالك السعادة من كل قلبى 
رهف و هى تجفف دموعها الله يبارك فيك يا بابا و مبروك لحضرتك انت كمان .. و ان شاءالله انت كمان تبقى سعيد و مبسوط
مدكور ربنا يكتبلنا الخير كله من عنده .. ياللا عشان ترجعى تكملى اللى كنتى بتعمليه و عاوز الابتسامة ماتفارقش وشك النهاردة 
و عندما همت رهف بمغادرة الغرفة قال خدى المجوهرات معاكى 
رهف بحيرة ايوة .. بس هعمل بيها ايه و انا مسافرة 
مدكور خلاص ماتشغليش بالك .. انا هديها لمراد وهو هيتصرف 
رهف اللى حضرتك تشوفه
لتمر الساعات سريعة ليجتمع كبار عاىلات الصعيد مع كبار رجال الاعمال فى حفل زفاف انجال العزيزى و الذى تناولته بعض المواقع كحدث مباشر 
لينتهى حفل الزفاف باصطحاب مراد لرهف و مغادرتهم القصر بملابس الزفاف بعد توديع الجميع الى الميناء الجوى لبدء رحلة شهر العسل 
فى السيارة التى كان يقودها احمد زوج هدى و كانت هدى بصحبتهم .. كانت رهف كالتائهة و يبدو على ملامحها الذعر و هى تنظر من النافذة و تراقب قصرهم و هو يبتعد عن عينيها شيئا فشئ فقامت هدى باجلاس تميمة بين مراد و رهف و قالت بقول لكم ايه .. ماتاخدوا تيمو معاكم مش هتاخد مكان .. قول لهم الماديلية بتاعتى 
مراد ضاحكا بس هيصادروها فى الجمارك .. هيخافوا النمل يتلم عليها 
تميمة و هى تصع يدها على فستان رهف هستخبى فى فستان رهف و مش هبان 
مراد فكرة برضة .. خلاص يا رهف دخليها معاكى فى الفستان 
لتبتسم رهف نصف ابتسامة دون رد ليقول احمد بس يا هدى ماتشبطيهاش لا تفضحنا فى المطار 
هدى انا عاوزاكم تكلمونى كل يوم و عاوزة صور كتير كتير و كمان تجيبولى هدية حلوة من تركيا و لتيمو كمان 
تميمة انا عاوزة عروسة 
مراد و هو يقبل تميمة احلى عروسة لكحكتى 
احمد عروسة مين
يا عم احنا عاوزين عيال تلعب مع تيمو عشان تونسها 
ليكسو الخجل ملامح رهف التى ذهبت ببصرها على الفور الى النافذة وسط ضحكات احمد و هدى اما مراد فكانت الابتسامة مرسومة على شفتيه دون تعليق 
وبعد ان وصلا الى الميناء الجوى .. تبادلوا السلام و التهنئة مرة اخرى بعد ان اخذت هدى رهف بين احضانها و قالت لها هامسة سيبى نفسك للدنيا يا رهف و انبسطى و اوعى تخافى .. خلى عندك ثقة فى مراد .. صدقينى مراد هياخد باله منك و هيعمل كل ما فى وسعه عشان يسعدك .. و حاولى تتكلمى معاه و تطلعى اللى فى قلبك .. ابنى قناة للحوار بينكم يا رهف .. ماتستنيش حد يبنيهالك
اما بالقصر .. فبعد ذهاب جميع المدعوون بقى سليمان باستضافة مدكور ليبيت ليلته بالقصر بعد ان تم الاتفاق على سفر الجميع الى القاهرة فى اليوم التالى استعدادا للزواج الجديد
الفصل التاسع
فى الطائرة المتجهة الى تركيا .. كانت تجلس رهف الى جوار مراد و هى كالمۏتى فكانت يداها باردة كالثلج تتشبث بحواف مقعدها و عيونها ذائغة فى كل اتجاه لا تستقر على شئ لاكثر من لحظة و هى تجاهد لرسم ابتسامة على شفتيها التى لولا طلاء الشفاة لاجزمت انها باهتة بهوت اشجار الخريف
و كانت المضيفات يرحبن بها و بمراد مع ترديد عبارات المباركة و التهنئة التى اشترك فيها الكثير من الركاب و كان مراد يرد عليهم بايماءات من رأسه يصاحبها ابتسامة دبلوماسية كامتنان للجميع 
و ما ان استقر مراد بمقعده و الټفت اليها ليشعر على الفور بما تعانيه فقال لها بخفوت ايه يا رهف .. انتى خاېفة من الطيارة و اللا ايه
لتهرب عبرة خائڼة من مقلتيها عندما احنت راسها و هى تحاول مداراة رعبها الساكن بجوانبها فقال مرة اخرى انا عارف انك ماركبتيش طيارات قبل كده .. بس مش لدرجة الړعب ده .. ماتخافيش كده 
رهف و عى تحاول السيطرة على نبرات صوتها المتهدجة مش الطيارة بس اللى مخوفانى 
مراد بفضول ايه تانى مخوفك اومال
رهف بيأس مش هتفهمنى 
مراد طب ما تحاولى تتكلمى .. مش يمكن افهمك
رهف و هى تمسح على وجهها طول عمرى كنت لوحدى و خدت على كده .. بس على الاقل كنت ببقى عارفة ان دادة زينب و امينة حواليا .. لكن دلوقتى ..
مراد دلوقتى حاسة بالوحدة اكتر من غيرهم .. هو ده اللى تقصديه
رهف بتردد مش بالظبط 
مراد طب ايه 
رهف بخفوت حاسة انى عاملة زى اللى مابيعرفش يعوم و رموه فى البحر مرة واحدة و سأبوه و قالوا له عوم لوحدك 
ليصمت مراد لبرهة و هو يفكر فى معنى حديثها ثم قال و يا ترى تقصدى ايه بالبحر بالظبط .. السفر و اللا الطيارة و اللا جوازنا 
رهف و هى تختلس النظرات الى رد فعله كله
مراد انتى حاسة انك لسه مش مستعدة لجوازنا .. كنتى حابة ننتظر شوية كمان 
رهف بتنهيدة حارة و هى تتذكر كلمات هدى لها وقت الوداع انا بس مش فاهمة 
مراد و ايه اللى مش فاهماه
رهف مش فاهمة يا مراد .. و مش عارفة اذا كان جوازنا ده بالنسبة لك عن قناعة خاصة و اللا مجرد ارضاء لبابا
مراد و قد وجدها فرصة جيدة لخوض حديث تمنى حدوثه طب ما تيجى نجيبها من الاول يا رهف 
رهف باستغراب هى ايه دى اللى نجيبها من الاول 
مراد من فترة كده دار ما بيننا حوار كان معناه انك يمكن تكونى مش موافقة على جوازنا من البداية 
رهف بحمحمة لاأاا .. مش ده اللى كنت اقصده
مراد اومال كنتى تقصدى ايه 
رهف اقصد انك ما اهتمتش تعرف رأيى .. و خصوصا ان بابا هو اللى 
و عندما صمتت قال لها مراد بالحاح بابا هو اللى ايه .. كملى
لتنظر له رهف بحزن و تقول بابا هو اللى طلب منك تتجوزنى 
ليصمت مراد و هو يتنقل بين عينيها و الذى لاول مرة يشعر پألم ساكن بداخلها و قال انتى تقصدى انى ممكن اكون مجبر على جوازنا 
رهف و هى تنظر بعيدا ايه مش هى دى الحقيقة 
مراد طب و انتى ايه اللى خلى الفكرة دى جت فى دماغك 
رهف تقصد ايه اللى اكدهالى 
مراد بذهول و كمان اكدهالك طب فهمينى 
رهف افهمك ايه .. افهمك اننا مكتوب كتابنا من اكتر من سنتين و انك طول ما انت موجود و فى نفس البيت و احنا تقريبا مافيش حوار بيننا 
افهمك انك تقريبا ما كنتش تعرف رسالة الدكتوراة بتاعتى عن ايه لحد ما انا اتكلمت عنها فى العزومة بتاعة العشا اللى بابا بلغنا يومها بجوازه من تالا 
اقول لك ايه و اللا ايه اقول لك انى لسه مچروحة منك من وقت ما اعتقدت انى بكذب عليك فى موضوع الاتيلية 
مراد بدفاع انا ما كذبتكيش
رهف بحزن و ماصدقتنيش يا مراد غير لما سألت هدى و عرفت منها 
مراد مش دى
الحكاية ابدا الحكاية ان الموضوع بالنسبة لى كان زى الصدمة .. الحقيقة انتى فاجأتينى بحاجة كانت مستبعدة جدا بالنسبة لى 
رهف بفضول و ليه بقى مستبعدة و جدا كمان 
مراد بابتسامة اولا لانى ماكنتش اعرف انك شاطرة اوى كده فى الحكاية دى 
رهف بخجل و عرفت منين بقى انى شاطرة و اوى كمان
مراد من رأى كل الستات اللى شافوا شغلك او اتعاملوا معاه .. حتى تالا كنت شايف انبهارها بالفساتين بتاعتك اللى عرفت بعد كده انها من تصميمك
رهف طب و ثانيا 
مراد بجدية ثانيا انى ما توقعتش ابدا انك ممكن تقدرى تخطى خطوة زى دى من ورا عمى 
رهف بخفوت بالمناسبة .. يمكن ماجتش فرصة مناسبة انى اشكرك كفاية على وقوفك جنبى قدام بابا فى موضوع الاتيلية .. الحقيقة موقفك وقتها فاجئنى 
مراد ما هو اكيد ماكانش ينفع انى اسيبك تتعرضى للهجوم ده كله فى وجودى و اقف اتفرج عليكى 
بس خلينا نرجع لحكاية انى متجوزك مجبر دى مش معنى
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 50 صفحات