الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية روعة كاملة

انت في الصفحة 40 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

بالجامعة تضج بالتصفيق والتهليل و الصفير الذى اطلقه احمد و انور بهجة بنيل رهف لشهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف 
و كانت زينب تطلق الزغاريد بهجة و احتفالا برهف التى ارتمت باحضان مدكور و وجهها تغسله الدموع فقال مدكور و هو يربت على ظهرها بحنان لم تذقه رهف الا نادرا مبروك يارهف .. مبروك عليكى يا حبيبتى امك الله يرحمها اكيد حاسة بيكى و بنجاحك النهاردة و فرحانة و فخورة بيكى .. بطلى عياط بقى غلط كده على اللى فى بطنك 
لترفع عينيها الى ابيها بذهول اخرس فأومأ برأسه قائلا رغم انى كنت اتمنى ان انتى اللى تيجى تفرحينى بخبر زى كده .. بس مش وقته لينا كلام كتير مع بعض بعدين احتفلى دلوقتى بنجاحك و افرحى و نبقى نتحاسب بعدين
كانت رهف برغم خجلها و رهبتها من ڠضب ابيها بسبب عدم ابلاغه بحملها الا انها احست براحة تملأ جنبات روحها بعد ان علمت بأنه كعادته يقف على كل مجريات الامور فما كان منها الا ان مسحت عبراتها المنسابة على وجنتيها و اومأت رأسها اليه بالموافقة 
و ما كادت ان تخرج من احضانه الا و سمعت صوت شريفة تقول برقة كل يوم بيعدى على معرفتى بيكى بزعل اكتر انى ما عرفتكيش من زمان .. الف مبروك يا رهف .. حقيقى تستحقيها 
رهف بامتنان انا متشكرة اوى و مبسوطة جدا انكم كنتم كلكم حواليا النهاردة 
جاسر الف مبروك يا دكتورة
رهف بخجل الله يبارك فى حضرتك .. شكرا
مؤمن الف مبروك .. تستحقيها
رهف ميرسى 
فؤاد انا حقيقى استمتعت جدا النهاردة بالمناقشة رجعتينى لسنين الجامعة و جمالها من تانى
رهف ده شرف عظيم ليا يا دكتور فؤاد .. متشكرة جدا
سميحة مبروك يا رهف اخيرا شلتنا بقى فيها حد مثقف 
رقية بمرح حقيقى يا رهف احنا محتاجين نظهر معاكى الفترة الجاية كتير عشان الناس تعرف اننا مثقفين 
بثينة ضاحكة احنا خلاص هنأسس جمعية خيرية و لازما و لابد رهف تبقى عضوة فيها .. انا عارفة اننا كده داخلين على طمع بس ده خلاص بقى امر واقع 
رهف بامتنان اد ايه انتو جمال انا بجد ممنونة لكم كلكم
لتلتفت رهف على صوت هدى و هى تصيح قائلة انتى يا ست رهف تعالى عشان تيمو تعرف تباركلك 
لتذهب اليها رهف ضاحكة و هى ترى معالم الامتعاض على وجه تميمة و هى تضم كتفيها بكلتا يديها و تنظر اليها شذرا فتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بمرح قائلة الف مبروك يا تيمو
تميمة باعتراض المفروض انا اللى اقول لك مبروك بس انتى حواليكى زحمة كتير اوى و كانوا هيدوسونى 
رهف ضاحكة يدوسوكى مرة واحدة .. يا خبر ابيض حقك عليا ادينى اهو جيتلك بنفسى باركيلى بقى 
لتبتسم تميمة و تصعد على المقعد المجاور لها و تحتضن رهف و تقبلها قائلة بمشاغبة مبروك يا دكتورة 
رهف بحب عقبال ما اشوفك انتى كمان دكتورة يا روحى 
ثم التفتت رهف حولها و هى تبحث بعينيها بين المتواجدين حتى وقعت عيناها على زينب و امينة فذهبت اليهم من فورها و القت بنفسها بين احضان زينب التى لم تجف دموعها و قد تحشرج صوتها نتيجة اطلاقها الكثير من الزغاريد و قالت لها بفرحة اخدت الدكتوراة خلاص يا دادة الحمدلله كل نجاحى ده .. يرجعلك انتى الفضل فيه 
زينب و هى ټحتضنها بحنان بالغ الفضل بعد ربنا يا بنتى لمجهودك و تعبك انتى انتى النهاردة بتجنى تعب السنين اللى فاتت دى كلها 
امينة و هى تقدم كوب من العصير لرهف ياللا يا حبيبتى اشربى العصير ده زمان ريقك نشف من كتر الكلام اللى اتكلمتيه ده
رهف لو قولتلك انى حاسة انى اكنى واكلة ديك رومى بحاله و شاربة لتر عصير لوحدى مش هتصدقينى 
امينة بمرح و لا اكنى سمعتك .. اشربى العصير ياللا كده زى الشاطرة و ماتخلينيش اناهد كتير عشان انا ذات نفسى فرهدت من كتر الكلام اللى انتى اتكلمتيه ده انتى طلعتى رغاية اوى على فكرة و انا ما كنتش واخدة بالى 
رهف ضاحكة طب خليه لما نروح عشان ما اتعبش و انا راكبة العربية و احس انى عاوزة ارجع تانى
زينب فى دى عندها حق يا امينة .. خلاص ماتغصبيش عليها و سيبيها براحتها و ياللا بينا بقى و اللا ايه
رهف هروح اسلم على الناس بس و اشكرهم و نمشى على طول 
و قبل ان تذهب سمعت امينة تقول ايه ده .. مش هولاكو اللى واقف هناك ده مع جوز شريفة و جوز رقية 
لتنظر رهف الى مكان نظرات امينة لتقع عينيها على مراد و هو فى ابهى مظهر و هو يتحدث الى جاسر و مؤمن و عمه و لكن نظراته كلها موجهة اليها بابتسامة عريضة و كأنه يهنئها على نجاحها و لكنها لم تستطع ان تمنع نظرة العتاب التى اطلت عليه من عينيها بصحبة بعض العبرات التى مدت يدها على الفور كى تزيلها لتجد هدى ټحتضنها و هى تهمس بأذنها قائلة على فكرة حضر المناقشة كلها و من اولها 
رهف بغير تصديق بس انا ماشفتوش غير دلوقتى 
لتشير هدى بعينيها الى مكان ما بالزاوية البعيدة و تقول كان قاعد فى الزاوية اللى هناك دى و لما احمد لمحه و حاول يندهله يقعد جنبنا شاور له انه حابب المكان ده اكتر 
لتومئ رهف رأسها بتنهيدة عميقة و قالت ماتفرقش يا هدى .. صدقينى ماعادتش تفرق
لتذهب لتحيى الجميع مرة اخرى قبل ان تستأذنهم فى الانصراف و تهمس لابيها قائلة هستأذن حضرتك اروح فى عربية انور مع دادة و امينة
مدكور بدهشة طب و ليه ما جوزك موجود و انا كمان موجود و هدى و احمد 
رهف معلش عشان خاطرى .. محتاجة دادة اوى 
مدكور خلاص يا حبيبتى اللى يريحك و كده كده هنتجمع كلنا فى الاخر مع بعض
لتذهب رهف من توها الى سيارة انور بصحبة أمينة و زينب دون الالتفات الى مراد الذى كان يقف و هو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه و هو يحاول ان يوارى بها غضبه الكامن بصدره
و ما ان وصل الجميع الى قصر العزيزى و ترجلوا من السيارات و توجهوا الى داخل القصر الا و تفاجئوا جميعا بعدد ليس بالقليل ابدا من الافراد بجيئون و يذهبون بحركة نشيطة و هم يحملون الكثير من الأشياء التى لم يتبينوا ماهيتها ليقول مدكور بذهول هو ايه الناس دى و يطلعوا مين و بيعملوا ايه هنا 
مراد بصوت عالى حتى يتأكد من ان حديثه وصل الى مسامع رهف دول عشان الحفلة اللى انا عاملها الليلة دى على شرف رهف و الدكتوراة 
مدكور بدهشة ماقلتش يعنى انك عامل حفلة ده انا كنت لسه بفكر اقول لكم نعمل حفلة هنا و اللا فى القاهرة 
مراد و هو يثبت نظره على رهف لا ما انا قلت اعملهالكم كلكم مفاجأة 
لترتسم سعادة واسعة على عينا رهف و لكنها تماسكت و اتجهت الى الاعلى و هى تقول انا هطلع
اغير هدومى و احاول استريح شوية احسن صاحية من الفجر 
زينب روحى يا ضنايا على ما الغدا يجهز و هطلع اندهلك 
و بالفعل اتجهت رهف الى غرفتها و ما ان وضعت جسدها فى الفراش الا و ڠرقت فى نوم عميق بملابسها دون ان تستطع حتى تبديلها لتفتح عينيها بعد فترة من الوقت على صوت مراد و هو يناديها بصوت هادئ جدا حتى كادت تجزم انها تحلم به و لكنها انتبهت على صوته يقول مش كفاية نوم .. انتى نايمة من ساعة ما رجعتى 
لتنظر رهف تجاه شرفتها لتجد ان الغروب قد لاح فى الافق فعادت بنظرها الى الساعة المعلقة على الحائط لتجد انها نامت قرابة الاربع ساعات لتنتفض قائلة انا ما صليتش الضهر .. نمت من غير ما اصليه مش عارفة ازاى عينى راحت فى النوم بالشكل ده
مراد و هو يهدئ من روعها دادة زينب طلعتلك و حاولت تصحيكى حتى عشان تتغدى الا انك ماحسيتيش بيها نهائى حتى لما لقتك نمتى بهدومك من غير ما تغيرى ماعرفتش تعمل اكتر من انها عدلتك فى السرير و عدلت عليكى الغطا و نزلت .. واضح انك كنتى مجهدة اوى 
قال جملته الأخيرة و هو يزيح خصلة تمردت من شعرها خلف اذنها فانتفضت واقفة ليصيبها دوار شديد جعلها تترنح بوقفتها ليقول مراد بحدة خفيفة مالك .. انتفضتى كده ليه
رهف بتردد و هى تتجه الى المرحاض اابداا .. بس هحاول الحق العصر قبل ما المغرب يأذن و يضيع عليا هو كمان 
مراد بهمس غاضب و انتى بقى كده مفكرة انى هسيبك .. تبقى بتحلمى 
و عندما خرجت من المرحاض تفاجأت به مازال موجودا بالغرفة فاتجهت من فورها للصلاة و هى تتمنى انصرافه قبل انتهائها و ما ان انتهت رهف من صلاة الظهر و العصر سمعت ترديد آذان المغرب و ما ان وقفت لتأدية الصلاة حتى وجدت مراد يخلع حذائه و يقول استنى اما نصلى جماعة 
ليذهب بالفعل و يقوم بفرد سجادة الصلاة امامها و يقوما بتأدية الصلاة معا و ما ان انتهيا من صلاتهما حتى الټفت اليها مراد قائلا مبروك يا دكتورة .. ربنا يجعلهولك علم نافع تنفعى بيه اللى حواليكى
لتنظر له رهف بتيه و كأن كلماته قد الجمتها و سجنتها بداخل تمثال من الفولاذ ليستدرك مراد حديثه بصبر قائلا النهاردة انا كنت فخور بيكى و انتى واقفة بتناقشى الدكاترة بتوعك بثقة و تمكن لدرجة انى فهمت منك حاجات انا ما كنتش اعرف عنها حاجة قبل كده 
رهف بجمود رغم انى ماشفتكش طول المناقشة
مراد بابتسامة خفت تتلخبطى و تسرحى لو شفتينى فجأة وانتى عاملة حسابك انى مش هبقى موجود فقررت اقعد فى مكان اشوفك منه بس عينك ماتكشفهوش
رهف و هى تزدرد لعابها ايه اللى جابك 
مراد بعدم استيعاب تقصدى ايه
رهف و هى تريح ظهرها الى الحائط من خلفها و تعتدل بجلستها انت سافرت و قلت انك هترجع على فرح انور و امينة و كان واضح جدا عدم اهتمامك بحضور المناقشة ايه اللى جد و خلاك تحضر و اللا حسيت انها مش لطيفة ان جاسر و مؤمن يبقوا موجودين و انت لأ
لترتسم علامات الغباء و الدهشة على معالم مراد و هو يحاول استيعاب ما قالته رهف و لكنه استوعب حديثها و قال بنبرة غيظ هو ده اللى تفكيرك وصلهولك انى حضرت بس عشان مايبقاش شكلى وحش قدام جاسر و مؤمن طب ما سألتيش نفسك انا امتى حضرت للحفلة اللى عاملهالك تحت دى 
رهف
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 50 صفحات