الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جواز اضطراري بقلم هدير محمود

انت في الصفحة 3 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


شكاك ..غيور لا يثق بأحد وفي كل مرة يعتذر وتقبل هي اعتذاره ظنا منها أنه سيتغير حتما سيكتسب الثقه رويدا رويدا بدأ يتغير معها وبدأت علاقتهما تتحسن لم يصبح عڼيفا كما كان بل اصبح اكثر رقه لم تكن مريم تعلم سبب التغييرالذي طرأ عليه السبب الذي كان بمثابه القشه التي قصمت ظهر البعير لا بل كانت الطوبه التي هدمت تلك الحياة الخاوية هدمت ذاك البيت الذي طالما حاولت مريم الحفاظ عليه سنة كاملة ....

أفاقت مريم من شرودها وقد قطع سيل ذكرياتها تلك صوت رنين هاتفها المحمول وكان المتصل عمها محمود كان يطمئن عليها وعل زوجها ف هي لم تخبره بما حدث ولم تخبره بقضية خلعها منه لأنها تعلم أنه لن يسمح لها بأن تعيش بمفردها وهي لا تستطيع العيش هناك اضطرت أن تكذب عليه.. وعادت لعملها فقد كان مروان قد طلب منها أن تنقطع عن عملها ووافقت بعد العديد والعديد من المشكلات معه ولكن لم يستمر انقطاعها أكثر من ثلاث أشهر وكانت تري مروان هناك كثيرا كان طوال الوقت يطاردها حتى بعد الخلع كان دوما في وجهها مرة بالكلام المعسول والاعتذارات ومرة اخرى بالتوعد والټهديد كانت بداخلها ترتعد خوفا منه لكن أمامه تتظاهر بالقوة واللامبالاة لحديثه لم تكن تعلم ماذا يتوجب عليها فعله حتى تتخلص منه وبينماكانت تجلس بمفردها وحيده مع ذكرياتها سمعت جرس الباب يدق شعرت بانقباضة شديده في صدرها ف لا أحد يزورها سألت الطارق فأتاها الصوت الذي جعلها تشعر بالدهشة الممزوجة بالقلق ف لقد كان الطارق هو عمها محمود فتحت له الباب قائلة بتوتر 
أزيك يا عمي حمدلله على السلامه
الله يسلمك يا بت أخوي إنتي هنيه ليه مش ف دارك
أصل مروان مسافر ف شغل و..
قاطعها عمها قائلا من متا عاد بتكدبي عليا يا بت اخوي أني خابر كل شي بس رايد أسمع منيكي يا بتي عشان اللي عرفته أكيد محوصلش
أيه اللي عرفته يا عمي
جولتلك رايد اسمع منيكي يا بتي
وجدت نفسها ترتمي بين أحضانه وكأنه والدها جلسا سويا وقصت عليه كل ما حدث من البدايه للنهاية
ياااه يا بتي استحملتي كل ده وف الآخر كان جزائك اللي جاله عنيكي
قاله عني!قال أيه يا عمي 
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت 2
كلم خالك أحمد وجاله أن أنتي خلعتيه عشان على علاجة ب رجال غيره ورايده تتجوزيه وأنك كمان مرضتيش تخلفي منيه عشان أجده 
مريم پصدمة أيه هو قال كده ازاي ازاي يقول عني كده وهوه أيه مش راجل عارف إني بحب واحد تاني وعادي وكان عايش معايا كده وبعدين خلفة أيه هوه اللي مكنش عايز يخلف لأنه مكنش مستعد ل ده وأنا وافقته عشان اللي حكتهولك يا عمي وبدمعة مخټنقة بداخلها قد غالبتها في النزول أزاااي يا عمي ممكن يشوه سمعتي كده أزاي وهوه عارف خالي وكرهه ليا ولأمي قدر يقول عني كده بعد كل اللي عملته واستحملته عشانه 
بصي يا بتي الموضوع ده ملهوش غير حل واحد 
أيه هوه يا عمي 
لازمن تتجوزي عشان تجطعي لسنت الكل 
أيه أتجوز تاني! يا عمي انا قررت مش هتجوز تاني خلاص أنا کرهت كل الرجالة 
لازمن يا بتي وبعدين أنتي مش هتتجوزي أي راجل عاد ده واحد أنتي تعرفيه زين وهيصونك 
يا عمي.... 
قاطعها قائلا يا بت اخوي لما هتعرفي مين مش هتتكلمي واصل 
ماشي يا عمي مين 
أدهم ولد عمك 
أدهم !وأشمعنا أدهم 
أيوه يا بتي أدهم وأشمعنا عشان ولد عمك وأنتي خابرة أنه الوحيد ف خواته اللي لسه متجوزش 
أيه ذنب أدهم يتجوز بالطريقة ديه واحدة متجوزة وكمان متحطمة من جواها ادهم يستاهل واحده يحبها وتحبه 
هو موافج يا بتي وبعدين متجوليش أجده عل نفسك هوه ميلاجيش واحدة زيكيي 
ماشي يا عمي قالتها بيأس وهي تعلم أن عمها لن يتراجع عن قراره 
تحبي تجعدي مع ولد عمك متى 
مريم بإنكسار ونقعد ليه يا عمي هو لو أنا قولت لأ في حاجه هتتغير 
لازمن الجوازة ديه يا بتي حتى لو مش عشانك عشان بوكي الله يرحمه وسيرته الطيبة 
خلاص يا عمي يبقا ملهاش لازمه نقعد ولا نتكلم 
خلاص يا بتي اللي يريحك كتب الكتاب هيكون الخميس الجاي بعد صلاه المغرب 
بالسرعة ديه طب نأجلها شوية 
وه ! وهننطر ايه 
ماشي يا عمي اللي أنتا شايفه بس بعد أذنك مش هحضر كتب الكتاب 
اللي يريحك يا بتي 
وفي الموعد المحدد كان في تلك المرة خالها أول الحضور كان يتمنى أن يستغل الفرصة ليوجعها بحديثه
لكنها لم تحضر ورفضت أن تقابل أحدا جلست وحيده في غرفتها كانت غرفة آخرى غير التي كانت تجلس فيها دوما قالوا أنه فال شؤم أن تتزوج ف نفس الغرفة التي تزوجت فيها من قبل ..لم تكن مريم في حالة تسمح لها ب جدال أو حتى حديث لم يفرق معها شيء كان يدور بخلدها ليله فرحها السابقه مرت أمامها على هيئة ومضات سريعه هل كتب عليها دوما أن تحزن في ليلة عرسها لماذا لكنها سرعان ما استغفرت ربها وقالت في نفسها لعله خير مسحت دمعه كانت قد سقطت رغما عنها و لكن الفكرة الوحيده التي سيطرت عليها كيف لها أن تتزوج أدهم وتكن له زوجة وهي غير قادرة نهائيا على الدخول في أي علاقه الآن لكنه حقه كيف تحرمه من حقه الشرعي وأخيرا استقرت على أنها ستطلب منه مهلة حتى تجمع قلبها ونفسها وتعود ل طبيعتها وإذا رفض فلن تحرمه من حقه أبدا وبينما كانت في شرودها حتى سمعت باب غرفتها يفتح وإذا به أدهم يدخل في صمت نظر لها نظرة سريعه وما لبث أن صرف بصره عنها واتجه ناحيه الشرفة الموجودة بالغرفة وجد بعض الاناس في الشارع فاضطر أن يدخل ويغلقها جلس على الفوتيه الكبير الموضوع في جانب الغرفة نظرت له مريم نظرة طويلة ف هي لم تره من سنين ف لقد كان في أمريكا منذ فتره كبيرة .. كان أدهم رفيق طفولتها وكان بينهما عشق طفولي حتى انه كان يغار عليها بشدة ويرفض أن تلعب مع غيره كان ينتظر قدوم عمه ل زيارتهم حتى يتثنى له رؤياها واللعب معها حينما وصلا لمرحلة المراهقة كانت زيارة والدها للصعيد قد قلت وبعدها التحقا كلا منهما ب كلية الطب لكن أدهم التحق بكلية طب الاسكندرية ولم تعد تراه منذ ذلك الحين لانه بعد انتهاء سنوات دراسته بالكلية سافر لأمريكا لاتمام دراسته العليا هناك وانقطعت أخباره عنها وقد انشغل كلا منهما بدنياه الجديدة ولم يتقابلا حتى اليوم وها هي الآن تراه أمامها من جديد وهو شاب طويل عريض البنيان ذو بشړة تميل إلى السمرة عيناه شديدة السواد لامعه ورموش طويلة وحاجبيين كثيفين وشعره غزير ناعم شديد السواد أيضا كان وسيما حقا وملامحه مصرية خالصة تكاد تنطق لتخبر ناظرها أنه من الصعيد اضطرت أن تبتسم له وقالت له مختلقه أي حوار 
شكلك متغيرش كتير عن زمان 
أدهم ببرود بس أنتي بقا شكلك اتغير كتير 
يا ترى أحلى ولا أوحش 
مفيش أحلى من ملامح الطفولة كفايه برائتها وطهرها 
ودلوقتي أنتا شايف أنها مبقتش موجوده 
مهو اللي جوه بيظهر عل ملامحنا 
مريم وقد عقدت حاجبيها في دهشة تقصد ايه لتكون صدقت الكلام اللي قاله الزفت مروان هو عمي مقالكش الحقيقة ادهم انتا شايف إني بنت مش كويسه أنتا بتشك في أخلاقي !أنا مريم بنت عمك مريم يا أدهم ! 
عمك قال كلام كتيير ملوش لازمة وموضوع أخلاقك والكلام اللي أتقال وكل ده سؤال أنتي اللي تجاوبي عليه مش أنا وعل فكرة مش عايز أعرف ميهمنيش ..وبعدين أيه مريم يعني مش السيدة مريم حضرتك أحنا متقابلناش من سنيين كتيير كفيلة تغير بلاد مش أشخاص 
يعني أنتا مصدق! 
مش هتفرق 
هنا بدأت نبرة صوتها في العلو قائلة أزاي مش هتفرق وأزاي أصلا تتجوزني وأنتا شاكك فيا !ها اتجوزتني ليه 
أولا وأنتي بتكلميني متعليش صوتك ثانيا والله أنا مكنتش عايز عمك هوه اللي أصر وقالي بقا شرف العيله وبنت عمك والناس والكلام ده وأنا وافقت عشان سمعة عمي الله يرحمه هوه مش ذنبه أنه خلف بنت والبنت ديه معرفتش تحافظ عل اسمه 
قاطعته مريم پعنف وأنا مسمحلكش لحد هنا وتقف أنا أخلاقي محدش يقدر يتكلم عنها أنا ب 100 راجل من عينت الحيوان اللي اتكلم عني واللي يصدقه يبقا أكيد زيه 
أدهم ساخرا بصي يا دكتورة مش دكتورة بردو ولم ينتظر رد فهو كان يسأل بغرض السخريه بصي بقا أنا لا عايز أصدق ولا مصدقش زي ما قولتلك مش فارقه اعتبريني مش موجود معاكي أصلا هتعيشي معايا ف شقتي اللي ف القاهرة من غير ما يكون ليكي علاقة بيا ف أي حاجة لحد ما الموضوع يتنسي وبعدها ترجعي شقتك ونتطلق خلصت سهلة أهي 
حرام عليك يا أدهم أنتا كده بټموتني بشكك فيا .. ليه أصلا اتجوزتني ليه وافقت كنت قولت لأ 
ياااه ايه مش هتقدري تعيشي من غير راجل عشان كده وافقتي تتجوزيني بالسرعة ديه طب ومتجوزتيش ليه اللي كنتي تعرفيه على جوزك 
قالك أصلا إني عايزة منك حاجه
لم تنتهي من جملتها تلك إلا ووجدت يد أدهم قد امتدت إليها ومالبث أن نطقت بكلمه واحدة 
طلقني 
أدهم ببرود مش أنتي اللي هتقرري ومن دلوقتي لحد منرجع شقتي مش عايز ولا كلمه 
سكتت مريم لقد خاڤت منه كثيرا كان يبدو عليه الڠضب الشديد عينيه يتطاير منهما الشرر نظراته وكأنه شخص لا تعرفه خاڤت منه ف هي لم تراه منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا تعلم ما الذي تغيرفيه ويبدو أن الذي تغير كثيرا ف أدهم التي كانت تعرفه لا يمكن أن تمتد يده لټضرب إمرأة قط خاصة وإن كانت هي تلك المرأة يبدو أن سفره ل أمريكا قد أبدله بشخص آخر قاسې القلب ذهبت ل شرفة الغرفة وفتحتها وجلست في أرضيتها تبكي بكاءا شديدا..لم يكن صوتها بالعالي لكن كان يصل ل أذن أدهم الذي انفطر قلبه بشدة من صوت بكاؤها ونهنهتها كان يشعر وكأنها طائر مذبوح يترنح قبل أن يسقط صريعا كيف فعل هذا بها وكيف قال لها تلك الكلمات اللاذعة لقد أخبره والده بما قالته هي عن زوجها هل هذه هي الوصية التي وصاها له والده كما أنه يعلم ابنه عمه جيدا ويتأكد في قرارة نفسه
أنها لم تفعل شيء وإن ما يقوله طليقها ليست سوى أكاذيب يعلم ذلك جيدا لكنها إمرأة وكل النساء
خائنات لابد ألا يتعاطف معها أبدا لكن مع ذلك كان لابد ألا يمد يده عليها كيف فعل هذا وهولم يضرب إمرأة قط لكنها استفزته
 

انت في الصفحة 3 من 82 صفحات