السبت 23 نوفمبر 2024

فوق الخيال

انت في الصفحة 9 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

انا يائسة ...سمعت صوت الخزنة بتتفتح. ..فرحت أوي ...مكنتش مصدقة ...فتحت الخزنة و طلعت الورق ... و فضلت اصوره كله بالموبيل ...مفضلش غير دفتر شيكات و شوية ورق صغيرين ...مش مهم ...المهم الورق اللي بابا مضى عليه ...قفلت الخزنة بعدما خلصت ...
كنت خاېفة أوي ...خرجت بسرعة و دخلت اوضتي و قعدت علي الكنبة ارتاح بعد التوتر اللي كنت فيه ...
فجأة سمعت صوت عربية عمر ...الحمد لله المهمة تمت قبل وصوله ...كملنا اليوم عادي جدا ...بس كنت حسة اني تفوقت على عمر في الذكاء. ..و ده اللي خلاني طول اليوم معرفية و مبسوطة و بهزر ...خصوصا اني مسيبتش اي دليل ورايا و الموضوع عدا علي خير ...
بالليل نزلت صور الورق كله علي فلاشة موبيل و تاني يوم روحت المستشفى و طبعت الورق كله ...و قريته ورقة ورقة ....
الصدمة ....عرفت بابا كان بيوقع علي ايه ...كان تنازل منه لكل املاكه لعمر ...معرفش ليه ...بس هعرف من عمر نفسه ....لازم اواجهه و اللي يحصل يحصل ...
بعدما خلصت شغلي خرجت بالعربية و روحت اوتيل في وسط البلد ...طبعا انا متراقبة ...
دخلت الاوتيل قعدت في الكافيه و استنيت ...
ثلث ساعة و كان عمر في الاوتيل. ..لقيته بيتصل عليا و بيسالني انتي فين ...قلتله انا في الكافيه مستنياك ....عمر جاي عليا و هو مضايق بس كان هادي اوي ...وقف جمبي شوية و فضل يخبط ببصوابعه علي الترابيزة و انا بشرب عصير ليمون وبكل هدوء شاورتله يقعد على الكرسي ... حط موبيله و مفاتيحه على الترابيزة وقعد. ....و عنيه كلها ڠضب. ..
الجزء الرابع عشر 
اسألني انتي هنا بتعملي ايه ...
رديت بسخرية مستنياك ...
عمر بمعني ...
أنا كنت عاوزة اقابلك في مكان لوحدنا و ملقيتش مكان غير ده خصوصا انك لما هتعرف اني جاية هنا هتيجي جري ...حطيت إيديا الاتنين علي الترابيزة و قلت و أنا مبتسمة و بالمرة أعرفك اني عارفة انك بتراقبني...
عمر ضحك اوي كويس ...و كنتي عوزاني في ايه بقي ...
طلعت الورق و حطيته قدامه ...
و قلت ايه الورق ده ...
عمر اخد الورقةو فتحه ... وضحك جدا .. و رماه على الترابيزة ...وةقال بسخرية يا شيخة ...افتكرتها حاجة مهمة ...
أنا اضايقت جدا ..وقلت بابا اتنازلك عن ممتلكاته ليه يا عمر ...
عمر طلع سېجارة و سألني جبتيه منين الأول ...
أنا مش مهم ...جاوب على سؤالي ...
نفخ دخان السېجارة بكبرياء و قال اجاوبك بس بشرط تجاوبيني بعدها علي سؤالي ...
أنا اتفقنا ..
عمر باباكي موقفه المالي وحش جدا ...و انا ميخلصنيش ابدا انه ...يتسجن او يعلن إفلاسه و ساعتها هتبقي انتي و مامتك و أختك في الشارع ...
أنا انت بتقول ايه يا عمر ...بابا مين اللي يتسجن و يعلن إفلاسه ...يعلن إفلاس شركتين من أنجح الشركات ...
عمر للأسف والدك ديونه كتيرة أوي رغم ان الشركات قدام الناس ناجحة ..لكنها ماشية بالقروض ...و القروض وفوائدها كل يوم بتزيد. .و كل ده علشان يغطي موقف الشركة المالي لأنه لو اتعرف ان الشركة مافيهاش فلوس و ان والدك معندوش اي فلوس في البنوك ..هتبقي ڤضيحة و الشركات هتخسر أكتر ماهي خسرانة. ...
أنا دوخت من الصدمة و مش عارفة اتكلم ..
عمر مسك أيدي و قالي مټخافيش ..أنا مش هتخلي عنكم ابدا ...
أنا و انت كنت عارف كل ده قبل ما تتجوز كارما ...
عمر لا ..
أنا طيب ليه بابا اتنازل لك عن املاكه اللي حسب كلامك مديونة. ..هتستفيد ايه انت. ..كنت عاوز تمتلك الشركتين بتوعه حتى لو خسرانين ...
عمر ريم ...والدك دفع شيكات لناس مهمين أوي في الدولة علشان يمشوا صفقاته و محتفظ بدفتر الشيكات

ده و فيه كل اسم دفعله فلوس ...الشيك ده لو حد لقاه في خزنة باباكي هيتسجن ...قضية تانية غير الديون ...أنا أخدت الشيك و طلبت منه يتنازل عن شركاته مقابل اني مش بس هدفع ديونه ...لا و كمان بعدما الشركات ترجع تقف تاني على رجليها هيبقي شريكي ...مجرد ضمان احفظ بيه حقي ..
أنا طب وانت هتسدد ديون بابا ازاي ..
عمر يا حبيبتي ثروة ابوكي بكل ما يملك ماتجيش ربع ثروتي ...و بعدين انا هعمل المستحيل عشان انقذه ....و كل ده عشان خاطر عيونك انتي ...
أنا حسيت بالإحباط بعدما سمعت الكلام ده ...عنيا دمعت من الحزن ...و قلت متشكرة يا عمر ...انت فعلا اثبتلي انك بتحبني بجد ...
عمر حس أوي بالرضا بعد الكلام ده ...بس انا من جوايا بقول لنفسي و بعدين بقى ..الحكاية اتعقدت أوي ...و عمر بقى اقوى من الأول و انا ضعفت و مبقيتش حمل صدمات تاني ...
بصيت لعمر و عنيا كلها حزن و انكسار وقلت انا هثق فيك يا عمر ...بس أرجوك بلاش تأذيني. ..
عمر انا أأذيكي انتي يا ريم ...مستحيل ...
أنا عمر ...بلاش تأذيني في ابويا او أختي او حتي امي. ...لو بتحبني بجد بلاش تأذيني في حد منهم ...و انا هثق فيك و مش هصدك تاني ابدا ..
كنت بقول الكلام ده و انا قلبي بيتقطع و عارفة و متأكدة من ألاعيب عمر ...وواثقة جدا انه مالوش امان ..بس لازم افهمه اني وثقت فيه علشان هو كمان يثق فيا. .
عمر طبعا سألني جيبت الورق ازاي ...حكيتله على الطريقة اللي فتحت بيها الخزنة ...بس قلتله اني شفتها في فيلم عشان ميحسش اني بشغل دماغي و ده هيخليه ېخاف مني ...
عدت ايام ..و جه عيد ليلة رأس السنة ...زي كل سنة عملنا حفلة ..بس علي حساب عمر طبعا زي ما فهمت ...فستاني انا و كارما و ماما عمر اشتراهم من باريس ...مكنتش قادرة اقبل منه حاجة...بس لازم أقبل كل حاجة ...علشان اعرف ايه أقصى طموحاته معايا ...عوزاه يجيب آخره زي ما بيقولوا ...
أخدت الفستان و طبعا كان بعتهولي و معاه العقد. ..
لبست الفستان و بصيت لنفسي في المراية ...الفستان كان اسود و قصير أوي ...معرفش ليه كنت حسة اني لازم اظهر بالصورة اللي عمر عاوزها بالظبط ...الفستان كان كاشف كتير من جسمي ...بس اول ما لبسته حسيت اني مش ملك نفسي و مش من حقي اعترض ...عملت ميكاب و لبست العقد... و سيبت شعري بدون اي تغيير فيه ..
نزلت و استقبلنا الضيوف ..كارما كانت حلوة أوي بس فستانها كان طفولي شوية ...مش ده استايلها ...ده ذوق عمر اللي مصمم انه يخليها في حيز البنوتة الصغيرة الساذجة ...و يخليني انا في حيز الست المٹيرة الناضجة ...بيلعب بينا ...بس خلاص انا مبقيتش عارفة اعمل اي حاجة ...
الحفلة ابتديت و كارما مشغولة باصحابها و بتحاول تخلي عمر يندمج معاهم بس هو مركز معايا انا ...أنا بقى في عالم تاني ...تايهة خالص و عاوزة حاجة تتوهني أكتر ..
عمر كان جهز الحفلة بكل شئ حتي المشروب .. اغلي و أحسن أنواع الويسكي.... أنا مش متعودة اني أشرب خالص بس حبيت أشرب علشان أروح في عالم تاني .
و محسش بنفسي ...
شربت كأس وفضلت أبص حواليا ..لقيت كل واحد في عالم لوحده ..
لأول مرة احس اني مش فارق معايا لا اللي عمله معايا و لا مع أختي ...
سيبته و مشيت بعيد وفضلت ارقص و أشرب و ارقص و أشرب ...أرقص مع ده شوية و مع دي شوية و لا كنت عارفة حتى مين اللي بيرقص معايا و لا مين اللي حاطط ايده عليا كنت حسة اني مدبوحة...
الإضاءة كانت خاڤتة أوي ..كانت الرؤية صعبة شوية ...عمر شدني من أيدي و خرجنا بره في الجنينة ...
كنت دايخة بس قادرة اقف علي رجلي ...عمر كان متعصب أوي علشان برقص مع اي حد ..
مسكني من دراعاتي و فضل يزعق فيا بكلام كله غيرة و كأني انا اللي مراته ..لا و ايه ..اهنته علشان برقص مع حد غيره ...

أنا كنت شبه مفتحة و شيفاه ..ريحة البرفان بتاعه هتخنقني ...كل حاجة فيه هتخنقني ...
غيبت عن الوعي و فتحت عنيا لقيتني في اوضتي نايمة علي سريري و الشمس طالعة .. قمت و انا مش فاكرة حاجة و مش عايزة افتكر. ..
خرجت من الحمام و قعدت على السرير و انا محطمة ...فجأة الباب خبط ..قلت مين ...
كارما انا يا ريم ..
أنا تعالى يا كارما ..
دخلت و قعدت جمبي ..
كارما اخبارك ايه النهاردة. .مش احسن ..
أنا شوية ..
كارما كويس أوي انتي امبارح كنتي تعبانة جدا ..و عمر هو اللي شالك و طلعك هنا ...
أنا و عمر شالني و جابني هنا. ..جابني منين. .
كارما عمر لقاكي واقعة في الجنينة ..
كدب عليها طبعا ..
أنا اسمعي يا كارما ...أنا هقولك علي حاجة بس وعد متقوليش لحد. ..
كارما اوك ..
أنا انا مسافرة لندن النهاردة بالليل ...
كارما ايه ...ليه ...هتكملي رأس السنة هناك ...
أنا اه ...حاجة زي كدا ..بس اوعي تقولي لحد. .
كارما طب و بابا و ماما ...و عمر ..
أنا انا هكلمهم اول ما أوصل و هطمنهم عليا ...
كارما طيب قوليلي بس ليه تسافري و ليه مش عاوزة حد يعرف ..
أنا ده مؤتمر طبي مفاجئ و ...و ..بابا و ماما ممكن ميوافقوش اني اسافر ...
كارما طيب ما تقوليلهم و هما أكيد هيوافقوا ..
أنا لا معلش لما أروح هناك ...مش انتي دايما كنتي بتشجعيني علي الاستقلالية و عاوزاني ابقي مچنونة و اعمل اللي يخطر في بالي ...اهه ساعديني بقى ..
كارما اوك ....و لا حتي عمر ..
أنا خصوصا عمر ..
كارما اوك براحتك ..
بعدما كارما خرجت حجزت رحلة للندن في التليفون و جهزت نفسي من وقتها ...معرفش مكنتش بفكر في نتيجة اللي بعمله ده ..بس كان السفر هو الطريق الوحيد قدامي ...
رحلتي كانت الساعة 1 ملقيتش مكان فاضي غيرها ...أخدت شنطتي و مشيت ...مشيت من غير ما أودع حد ...كنت مړعوپة ...بس اول ما وصلت المطار ارتحت أوي ...و دخلت قعدت في صالة الإنتظار ...الجو كان برد أوي ...بس مش مهم ...المهم اني ابعد في اي مكان ...
عمر رجع البيت الساعة 1 ...لسة هيفتح باب اوضته جه خبط عليا ...لما ملقاش حد يرد .. فتح الباب و دخل ...لقي سريري زي ما هو و الدولاب فاضي ...راح لكارما زي المچنون و كان بيكلمها بعصبية أوي و سألها عن مكاني قالتله أنها متعرفش ...و مسك دراعها پعنف كان هيكسره ..اضطريت تقوله علي الحقيقة ..سابها و ما المطار جري ...أنا كنت قاعدة
10 

انت في الصفحة 9 من 16 صفحات