الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة رائعة

انت في الصفحة 41 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

بترقب حذر تقصد ايه
فارس اقصد اني صبرت كتير
من حقي اتمم جوازي منك مش هنقضيها اخوات عايشين تحت سقف واحد وعلى رأيك ايه الفرق بينا وبين المخطوبين أنا عرضت عليكي نعمل فرح رفضتي علشان ۏفاة خالي الله يرحمه وأنا أيدت رأيك لكن خلاص مفيش داعي نوقف حياتنا على مافيش.
نظراتها الفزعة زادت من اصراره وكأنه يسعى ما تبقى بينهما من مشاعر عليه طمس تلك الملامح الباهته بينهما ربما ان تملكها انتهى بداخله ذاك الصراع ربما عليه أن يثبت لها ولنفسه أنه الرجل الأول بحياتها وان أبت الاعتراف عليه يخمد نيران اشتياقه إليها ورغبته بها
همت هي بالخروج قبل أن يجذبها إليه قائلا
صدقيني ده الحل الوحيد ليا وليكي
دفعته برفض قائلة افضل ليك انت بس أنا مش موافقة مش هسمحلك تقرب مني فاهم.
نظر إليها مشدوها وتحدث بغلظة قائلا
ليه خاېفة من ايه يابنت خالي!
عقدت ما بين حاجبيها لعجزها عن إدراك مقصده باديء الأمر لكنها تحولت إلى طير جارح مخالبه حادة في لحظات بعدما وصل إلى ذهنها ما يشير اليها فصاحت بهياج
يا حيوان انت بتقول ايه أنا غلطانه اني وافقت اتجوز واحد زيك بتتهمني في شرفي هخاف من ايه! يمكن خاېفة منك مثلا مش طايقه قربك مني.
دفعها پعنف لتقع فوق الفراش من خلفها ولم يعقب سوى بكلمات قليلة كان آخرها
عندك حق أنا فعلا حيوان لأني لسه بحبك بس صدقيني بعد ما اخد منك حقي هتخرجي من حياتي للأبد.
وربما كان ما يلزمنا لنتعقل هو أن نتمسك ببعض الجنون جنون لا يؤذ بل هو حق مكتسب لمن يستحق أن يبقى معنا إلى الأبد.
التم الجميع وتساءلت الأعين في فضول صامت حول ما يحدث ما الذي دفع سوزي إلى الشجار مع هاله وكيف انتهى الحال بهما هكذا
هالة فاقده للوعي وسوزي ترتعد خوفا ازداد الحضور فضولا وترقبا بعدما جثى تامر بهلع إلى جوار هاله يضمها إليه پخوف وحذر يتحدث إليها برجاء وضعف
قومي يا هالهحبيبتي ردي أمامه
بدأت العقول في نسج حكايا وكل يتمادى في تخيل للعلاقة بين الثلاثي أمامهم.
صاح تامر پجنون وحدة بعدما قرأ بأعينهم تلك النظرات المتطلفة قائلا
بتتفرجوا على ايه مراتي هاله مراااتي يلا كل واحد يروح على شغله.
الټفت إلى سوزي بأعين مخيفة من فرط غضبه قائلا بوعيد
لو مراتي وابني حصلهم حاجة وربي ما هرحمك
سوزي باكية هي اللي مدت ايدها عليا هي اللي بدأت أنا معملتش حاجة.
تامر بشراسة اطمن عليها الأول وبعدين نشوف
حملها بين يديه بقلب يرتجف بداخله وتنحت سوزي بعيدا عن دربه
داخل المشفي وبعدما أعلن الطبيب عن خسارة هالة لجنينها نظرت إليه بأعين دامعة ولوم وعتاب شق عليه تحملهما
اقترب منها قائلا باعتذار
ولا يهمك ربنا هيعوضنا غيره ان شاء الله المهم سلامتك
هالة بهدوء
يمكن ده أفضل ليا وليك تقدر دلوقتي تطلقني وكل واحد يروح لحاله مبقاش في بينا حاجة تربطنا
تامر بصدق
أنا عاوزك انت يا هاله محتاجلك ومش فارق معايا عيال دلوقتي وبأمر الله هنخلف غيره
هاله بحزن خلف من حبيبتك متربطش نفسك بيا انتحبت هاله بۏجع حقيقي قائلة
أنا السبب رخصت نفسي وحطيت اسمي وسمعتي على كل لسان لأني جبانه خفت نتجوز واتطلق من تاني وابقى مطلقة مرتين أهو دلوقتي بقيت قدام الناس ست مش محترمه ماشيه مع صاحب الشغل وحامل منه وياريت حتى ابني فضل أهو راح مني هو كمان طلقني وابعد عني.
ضمھا تامر بقوة وحسم أمره دون تردد قائلا
انا وانت غلطنا مكنش ينفع نتجوز في السر مقامك أعلى من كده أنا عمري ما هنسى وقفتك جنبي وصبرك عليا اتجوزتيني وأنا لسه ببدأ عمرك ما طلبتي مني حاجة فوق طاقتي صدقيني يا هاله اللي بيني وبينك أهم من الحب.
الحب بيضيع لو محفظناش عليه لكن الاهتمام بيخلق حب صعب يتنسي.
أنا مقدرش اطلقك ومش عاوز اسمع منك الكلمة دي تاني وحق ابني مش هسيبه
هاله بترقب تقصد ايه!
تامر انا طلقت سوزي ولولا القرابة اللي بينا كنت سجنتها.
أباتت أمي وهنة إلى ذاك الحد أم أن روحي هي التي وهنت واستحلها الضعف
ترى قلبي ېتمزق كلما اشتد الألم بجسدها ولكن مكبل بقيود العجز فلا امتلك حق الزود عنها.
وضع ياسين رأسه بين كفيه ودعاءه الصامت لا يسمعه إلا الله دعاء نردده جميعنا فنغدو أطفالا ولو بلغنا من العمر آخره رجاء أن تبقى امهاتنا معنا إلى الأبد
جلس أحمد إلى جوارها قائلا
هون على نفسك يا عم ياسين ان شاء الله ربنا يشفيها وتقوم بالسلامة
ياسين بحزن أمي تعبانه أوي يا أحمد أنا مش قادر اعملها حاجة
احمد ادعيلها بس انت وسيبها على الله
ياسين ربنا كريم المشكلة اني أجلت السفر مرتين والتأشيرة خلاص طلعت لازم أسافر ومش هقدر اسيبها وهي تعبانه بالشكل ده
أحمد يابني سيبك بقى من السفر والپهدلة اقعد وربنا هيحلها
ياسين ما انت عارف الظروف يا أحمد الولاد كبروا واحتياجتهم بتزيد مش حكاية أكل وشرب الحمد لله خير ربنا كتير بس كل يوم طلباتهم بتكبر معاهم مدارس ودروس ولبس وأنا مقدرش احرمهم
من حاجة
أحمد يابني خد الفلوس اللي انت محتاجها ومتشغلش بالك
ياسين بجدية معايا الحمد لله يا أبو حميد
أحمد انت دماغك ناشفه ياعم خدهم سلف أنا عارف انك مبتاخدش حاجة من حد
ياسين بصدق وانت عارف اني لو محتاجة حاجة مش هطلب غير منك انت تنهد بحزن يخيم على فكره وقال بتمني
أهم حاجة أمي تقوم بالسلامة مش مهم أي شيء في الدنيا
أحمد اطمن وبعدين حتى لو سافرت مراتك واخواتك موجودين وماشاء الله مراتك مش هتقصر معاها
ياسين الحمد لله يمكن ده اللي مهون عليا
أحمد ربنا يهديكم لبعض انت تستاهل كل خير يا ياسين
وحاول تلم ايدك شوية وتعملك قرش وتنزل تقعد في وسط ولادك أنا مقدر حيرتك وحاسس بيك الراجل مننا لو يطول يقدم روحه لولاده مش هيتأخر وانا عارف ان ولادك هما اخواتك واعمامك وعزوتك بس صدقني العيال كبروا وبيكبروا والمسؤولية هتزيد ومراتك هتوصل لوقت ومش هتقدر لوحدها كل واحد فيهم محتاج رعاية ومتابعة لأن الدنيا بقت وحشه أوي اعملك قرش يسندك وانزل ان شاءالله
ياسين ناوي والله لو مش علشانهم هنزل لأني تعبت من الغربة هنزل علشان أمي ومراتي قبل ولادي.
البعض منا يبقى سجينا لطفولته يكبر جسده وتزداد همومه وتبقى روحه أسيرة لما مضى نبلغ من الكبر عتيا ولا ننسى ما جعلنا عاجزين عن المضي قدما فتشيخ أرواحنا ولا تقو على الخروج من مهدها.
احتضن بقلبه قبل جسده تلك الملابس التي تفوح منها رائحة والدته واااااه قالها واهتزت لها اركان البيت اه نابعة من تيه وضياع واحتياج
كم من يوم قضاه معاتبا لائما لوالدته كانت نظراته وحدها كفيلة بقټلها.
بكى فيصل بما تبقى لديه من قوة إلى أن كادت أنفاسه على الانقطاع تحدث بصوت متحشرج قائلا بعدما التقط بكفه المهتز إحدى الصور التي احتفظت بها والدته بين طيات ملابسها
صورة لها يوم زفافها على والده صورة تشع بالسعادة والعشق.
تلمس بأصابعه ملامح والده التي لم يمنحه القدر فرصة لمصاحبتها وانسابت أدمعه في ضعف.
ليه ليه مقولتليش الحقيقة ليه استحملتي لوحدك ۏجع الحقيقة دي كل السنين اللي فاتت ليه مسبتنيش اشيل معاكي يا أمي
وازاي قدرتي تتحملي الظلم ده لوحدك ازاي صبرتي طول عمرك وأنا من وقت ما عرفت وروحي بتتحرق جوة جسمي ازاي استحملتي اتهامي ليكي بالضعف وانت قوة مخلوقة تحميني
ليه يا أمي مشيتي وأنا محتاج لوجودك اكتر من احتياجي لنفسي!
أنا خاېف طول عمري خاېف اطلع زي أبويا حاولت اسقي ولادي الحب والحنان اللي اتحرمت منهم واثبت لنفسي إني احسن منه بس صدقيني طلعت اسوأ منه بمراحل عالأقل هو كان مريض.
نفسي أشوفه واقوله الحقيقة كان لازم يعرف الحقيقة وحقك يرجعلك يا أمي كان لازم يفهم ان عشقك ليه ميقبلش الخېانة ولا يعرفها كان لازم أواجهه ولو مرة واحدة ووقتها كان هيتأكد من نفسه اني ابنه ومن صلبه كان هيشوف ملامحه محفورة في ملامحي اكيد قلبه كان هيحن ويعرف اني ابنه تخدرت حواسه من فرط احساسه بالقهر وباتت الكلمات عالقة بجوفه وعبراته خانقة له بكى بحړقة عندما لاح بمخيلته ما مر به والديه وذاك الشك اللعېن الذي أودي بحياتهم إلى قاع البين والفراق وفقد تعقله عندما تردد بذهنه كلمات شقيقه الأخيرة
لقد لفظه والده خارج حياته ظنا منه أنه ليس ولده كان يعتقد أن فيصل نتاج لخطيئة والدته 
مدد قدميه واتكأ بظهره إلى الحائط واغمض عيناه يتنفس بعمق وارهاق ليكمل حديثه
أنا بقالي سنين بدعي عليه عمري ما دعيتله أنا عمري كله ضاع بسبب غلط ناس معرفهمش ضيعوكي وضيعوا أبويا وكرهوني فيه وفي نفسي وفي ضعفك وفي النهاية طلعت أنا ظالم مش مظلوم.
تفتكري ربنا هيسامحني لو ندمت ولا ندمي ميشفعليش!
انت سبتيني ليه يا أمي!
أصاب فيصل حالة من الهذيان ناتجة عن ألم حاد أصاب رأسه باديء الأمر تسابقت نبضاته واستشعر دنو أجله وكأنه على اعتاب الخروج من الحياة وانتهى به الحال فاقدا للوعي رغم احساسه بما يدور من حوله لكنه لم يعد قادرا علي البقاء.
لم يكن له أن يترك ثأره هكذا لقد وقع في هواها وانتابه عشق لا شفاء منه لكنها انتزعت بيديها فؤاده ودهسته لذا عليه الا يرأف بها بحث عن الفيديو الذي احتفظ به سابقا ضغط زر الإرسال بعدما تأكد من الرقم المراد وابتسم پألم قائلا
عارف إنك هتحاولي ترجعيله من تاني بس صدقيني يا سوزي على أد حبي وعشقي ليك هيكون اڼتقامي منك.
بعث برسالة مختصرة إلى مصطفى محتواها كالتالي
سوزي وأمها كانوا السبب في الحاډثة بتاعتك والفيديو ده بيأكد كلامي متحاولش توصلي أنا فاعل خير مش أكتر.
الخاتمة
ترجلت من سيارتها مسرعة توجهت بخطوات متلهفة إلى شقته استخدمت زر الجرس مرات متتالية بانتظار اجابة من فيصل ولكن دون فائدة
لم تيأس وربما لا تريد الاستسلام ليأسها صاحت برجاء وتمني قائلة
فيصل لو انت جوة الشقة ارجوك رد عليا علشان خاطري.
اغمضت عيناها من فرط اجهادها لكن شيء بداخلها
جعلها تمسك مقبض الباب وتحركه بخفة لتشهق بفزع عندما فتح الباب.
هرولت إلى داخل الشقة قائلة بصوت مهزوز
فيصل انت هنا ارجوك رد عليا بقى
استمعت إلى صوت خاڤت وانين متواصل تتبعت مصدر الصوت إلى أن توقفت أمام جسده الملقى أرضا جلست إلى جواره تتحسس ملامحه برهبة وخوف من الفقد هدأت قليلا بعدما تأكدت من بقاءه على قيد الحياة حاولت افاقته قائلة بحنو 
فيصل حبيبي أنا جنبك قوم ورد عليا علشاني انا وولادك قوم أنا عارفه انك سامعني صح!
تهدجت أنفاسها عندما فتح عينيه ونظر إليها پانكسار أدمى روحها ضمته إلى صدرها قائلة
أنا جنبك كل حاجة هتعدي.
همس إليها بخفوت 
ضميني أوي ياهمس وخليك
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 43 صفحات