رواية رائعة بقلم سارة مجدي
حاجه
اومئ بنعم ثم قال بأبتسامه
بس انا حابب اسجل اعجابي الشديد بموقفك و ثباتك و قدرتك على التعامل معاها
ابتسمت ابتسامه صغيره و قالت بوضوح
انا كنت خاېفه جدا يا إلياس حسيت انى عايزه اهرب من قدامها و من المواجهه و من كل الموقف خۏفت يبان عليا شماته او فرح علىالحاله اللى هي فيها
صمتت لا تستطيع شرح ما بداخلها لكنه فهمها و فهم كل ما دار داخل عقلها فقال بأبتسامه واثقه
كانت تنظر اليه بأبتسامه صغيره ثم قالت
الفضل للدكتور النفسي بتاعي دكتور شاطر خالص على فكره انصحك تروح له
ليضحك بصوت عالي و كانت هي ټغرق فى تفاصيل وجهه البشوش دائما المريح للنفس من اول لحظه ذهبت اليه فى العياده بتوصيه منيوسف
طيب ده الدكتور و بالنسبه للحبيب العاشق امتى هيسمع بقا الكلمه اللى نفسه فيها
اخفضت عيونها ارضا لعده ثوان ثم قالت كل ما تفكر فيه
انا قلبي اتعلق بيك ارتاح جمبك عارف ليه علشان انت قادر تفهمني تستوعبني و تحس بقلبي مش بتحكم عليا من تصرفاتياللى بداري بيها خۏفي و قلقي انا كنت عارفه ان راغب بيحبني و حبه كان باين فى عنيه بس حبه كان أناني حب تملك حب مسلمبيه و كأنه امر واقع و مضمون كان شايفني ملكه متخيلش للحظه انى ممكن ارفضه و ارفض حبه عارف هو مقدرش يطمني بسمعاك انت
رفعت عيونها اليه و اكملت كلماتها الصادقه و النابعه من القلب
معاك انت انا مطمنه مرتاحه و واثقه انت صديقي الغريب اللى اقدر احكيله كل اللى فى قلبي و انسى انى حكيت و انت الانسانالوحيد اللى قلبي ارتاح جمب قلبه و
و !
وبحبك
لم يتكلم لم تنتظر كلماته فالعيون قالت كل ما يريدون و عدها ان يظل لها كل ما تحتاجه طبيبها صديقها والدها و حبيبها الذىيخبرها كل يوم كم هو محظوظ بوجودها فى حياته
وقالت عيونها كم هى تثق به و هو كرجل يعلم جيدا معنى ان تثق فيه انثى و لن يخون ثقتها يوما
يقف امام البحر كعادته منذ وصل تلك المدينه الساحليه لا يجد طاقه للقيام بأي شيء يجلس فى تلك الشقه التى استجأرها منذ وصولهليلا و طوال النهار يجلس اما البحر حتى انه حفظ كل رواد ذلك الكورنيش و بدء يعرف ايضا قصصهم
لم يعد يتحمل ذلك الالم لذلك
اخذ هذا القرار بعد تفكير طويل و وضع الحقيقه كامله امام عينيه لقد اخطئ و كان اناني الحب لا يعنيالانانيه لا يعني ان تتملك من تحب و تجعله أسير ذلك الحب العصفور حين يكون حر طليق تسمع منه فوق اغصان الاشجار العاليه اجملالالحان و لكن حبه لنوار قتل روحها و خنقها لقد ظلمها كيف يفكر بكل تلك الانانيه كيف يقول انه يحبها و هو قد جرحها بل قټلها كسر روحها و شوه انوثتها افقدها الثقه فى نفسها و الحب و ان كرهته لا يستطيع لومها فمعها كل الحق هو اخطئ و الان يدفع الثمن
وصلت حلم الي البيت الكبير لتجد عمها يجلس فى مكانه المعتاد على ذلك الكرسي الذى كان لجدها يوما ما يجلس عيله الان دائما بينيديه كتاب الله لكن اليوم وحين دلفت من الباب رفع عيونه اليها و قال بأبتسامه
عائشه ولدت اول حفيد لعيله بركات نور الدنيا يا حلم
مبروك يا عمي يتربا فى عزك
اخفض عينيه و هو يعود لكتاب الله يقرأ بهدوء دون ان يرد على كلماتها لتغادر هى قاصده غرفه عائشه و قبل ان تصل اليها وجدت يوسفيقف هناك و كانه ينتظرها
اقتربت منه لترى توتره و قلقه الواضح على ملامحه لتشعر بالخۏف على اختها لكنه قال
راغب كلمني و بيقول انه مش لاقي ماما
هدأت دقات قلبها قليلا و لكنها قالت بهدوء
تعالى نبعد شويه علشان عايزاك فى موضوع مهم
شعر بالاندهاش من كلماتها و كاد ان ينهرها لبرودها و عدم اهتمامها لكنها قالت ما جعله يسير معها بصمت
انا عارفه هي فين
وصلوا الى تلك الشرفه الموجده فى اخر رواق الغرف و التى تطل على الحديقه الخلفيه و تكلمت هى مباشره
قافله من قوافل الدار لاقيتها فى بلد صغيره هدومها مقطعه و بقالها فتره طويله قاعده فى الشارع
كان ينظر اليها پصدمه وعدم استيعاب و قال پغضب
انت بتقولي ايه مين دي اللى كانت قاعده فى الشارع ازاى ده راغب لسه قايلي النهارده
اخفضت راسها فهي تقدر تلك الحاله و تقدر حجم الصدمه تركها على وقفتها و غادر الشرفه و نزل سريعا الى مكان جلوس والده لم تلحقبه لكنها تعلم جيدا ما سيحدث و يصلها الان صوته و هو يخبر والده انه سوف يحضرها الى هنا و سوف يقوم بتجهيز الملحق لها حتى لاتلتقي بأحد او تضايق أحد حل الصمت من جديد ثم صوت خطواته التى تقترب منها التفتت اليه ليقول هو بأمر
يلا نروح لها
ظلت واقفه مكانها و قالت بهدوء
اهدى يا يوسف متقلقش عليها دلوقتي بيتم الكشف الطبي عليها و فى اكثر من خمس اشخاص فى خدمتها
انا عايز اشوفها و اطمن بنفسي و اجبها هنا مش هسيب امي فى دار رعايه
صړخ بها پغضب و عصبيه لتقول هي بهدوء
و مين قال انك هتسيبها بس قبل ما تروح لها جهز الملحق مش هتروح تشوفها و بعدين تمشي و تقولها هبقا اجي اخدك و لا ايه رايك
صمت قليلا ثم اومئ بنعم ولانت نظراته و هو يقول باستفهام
هى عامله ايه
ابتسمت ابتسامه صغيره حتى تطمئه و قالت
متقلقش هى كويسه و انا موصيه عليها كل اللى فى الدار و انت اصلا عارف الدار عندنا بتتعامل ازاى مع كل نزلائها ما بالك بقا بيهاهى
اومئ بنعم ثم قال
بكره الصبح هروح اجبها
اكيد
اكدت له بهدوء لتعود ملامحه تترسم عليها معالم الڠضب و هو يتوعد راغب باسوء عقاپ
اغلق الهاتف مع اخيه و هو ينظر فى جميع ارجاء ذلك المنزل الصغير الذى يسكن فيه هو و والدته بعد كل ما حدث يلوم نفسه انه لم يخبراخوته من قبل كيف قصر فى حقها كل ذلك الوقت هو قرر ان يتحمل مسؤليتها وقف امام
والده ېصرخ فيه بصوت عالى دون احترام انه سلبي و هو سبب جبروت والدته و اليوم تدفع هى الثمن بمفردها لذلك قرر انه لن يكون جزء من هذه العائله و بعد ذلك الموقف بقليلمن
الوقت اتصل بيوسف يخبره انه هو الوحيد الخاسر فى كل ما حدث و انه يحمله ذلك الذنب الكبير و انه لن يعتبره اخيه من تلك اللحظه
اغمض عينيه يتذكر ما حدث مع جنه حين عاد اليها وعيها فى المستشفى و علمت بما حدث زاد اصرارها على الطلاق و رفضت بشده انتستمع اليه او ان تعطيه فرصه اخرى و رغم رفضها لوجود حلم الا انه ايضا كان يهرب من ذنبه الكبير و يلقيه على حلم اذا لم ترفضحبه لها لو لم تبتعد عنه لم ادخل جنه دائره انتفام لا دخل لها بها و لم يكن كل ما حدث قد حدث
الان يعترف هو اخطئ هو المذنب هو ذلك الشيطان الذي تسبب فى حدوث كل هذا
بدأ يضحك بصوت عالي و كأنه لم يكن يبكي منذ ثوان قليله
ثم جلس ارضا يبكي بصوت عالي كالاطفال وهو يقول و كأنه يتحدث لشخص اخر غيره
انت بتضحك على مين انت الغلطان انت اللى عملت كده فى نفسك انت الغلطان انت الغلطان
كانت تعمل بتركيز شديد عليها ان تنهي هذه الاوراق قبل رحيلها فمديرها شخص صعب الطباع و لا يقبل بالتقصير فى العمل
وهي ايضا لا تحب ان يقال عنها انها مقصره ان هذا العمل كان من اكثر الاشياء التى ساعدتها على التخلص من ذلك الاحساسالبغيض التي كانت تشعر به بعد الطلاق
رغم محاولات راغب الكثيره معها ان يجعلها تتراجع عن امر الطلاق الا انها ظلت مصره على ذلك من داخلها تشعر ان ما يقوم به مجرد كلاملا ينبع من قلبه يمكن انه يشعر بالذنب او لا يريد خساره كل شيء
ان چرح قلبها الذى احبه بكل ذره فيه روحها التى كانت تهفوا الى كلمه حب صادقه منه كانت قد اكتفت من الانتظار الذى لا يوجد فىاخره امل او اى فرصه للنجاح
كانت تعمل بتركيز شديد رغم تلك الدوامات التي يدور فيها عقلها و لم تلاحظ ان هناك عيون تنظر اليها بابتسامه رقيقه تختفي و تتحول الىتكشيره كبيره حين ترفع عيونها و تلتقي بهم
انهت ما كانت تقوم به و قبل ان تغادر مكتبها وقف امامها زميلها فى الشركه يخبرها بعض المعلومات و يعطيها بعض الاوراق و منوسط حديثه قال بأبتسامه
معلش بقا بتقل عليكي بس بصراحه مش هثق في حد غيرك يخلصلي الورق و بدقه
ابتسمت بخجل و لكنها حقا سعيده بتلك الكلمات انها كلمات تمتدح عملها التي اصبحت تعشقه بشده فقالت بخجل
متقلقش هيكون على مكتبك بكره ان شاء الله
و غادرت من امامه سعيده لكنها قد اشعلت الڼار فى قلب من يتابعها طوال الوقت و كأنها روحه لكن تسير على قدمين
طرقات على باب غرفته يعلم انها هي و لكن غضبه يتصاعد يود ان يمسكها بقوه و ېصرخ بها و هو يقول
لا تنظري لاحد غيري لا تبتسمي لاحد غيري لا تكوني جميله فى عيون احد غيري
طرقات اخرى ليقول من بين اسنانه
ادخل
دلفت الى المكتب و تلك الابتسامه العفويه ترتسم فوق شفاهها كعادتها ليقف سريعا هو لم يعد يحتمل كانت تنظر اليه باندهاش لكنتحول الى صډمه حين وقف امامها و قال
عايز رقم والدك
ليه
سألته