رحلة الآثام بقلم منال سالم
تناديه بشيء من الذعر
دكتور مهاب!
مش قادر أمنع نفسي!
توسلته بارتعاش
أرجوك
تجاوزت عن ندائها المستجدي لعقلانيته شبه المغيبة اضطرت أن تلجأ للجفاء معه لئلا ټندم لاحقا على تراخيها لذا جاء في باقي جملتها قدرا من الټهديد عندما تابعت
أبعد رأسه عنها ونظر إليها بغموض مريب دون أن ينطق بكلمة ومع ذلك تمسكت بصمودها وإن كان مهددا للخروج من جنة دنياه الثرية بكل ما تشتهيه النفس دفعت للخلف قائلة بصوت جامد
تصبح على خير
تراجع مسافة متر ملوحا لها بيده قبل أن يرد بهدوء غريب
وإنتي من أهله!
لم تنظر تجاهه وأسرعت بفتح الباب لتدلف إلى الداخل وهي بالكاد تحاول السيطرة على رعشة أطرافها أوصدته مستندة بظهرها عليه محاولة استعادة انضباط حالها المتخبط حذرت نفسها بصوت العقل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
سحبت نفسا عميقا لتعيد الهدوء إلى أوصالها ثم تابعت مع نفسها وكأنها تعطيها تحذيرا شديد اللهجة
أرغب بك بشدة
تريث قليلا عزيزي ما زال أمامنا الليل بأسره
لا أستطيع
أنت تؤلمني!
ألا تفتقدين تقاربنا
أطلقت ضحكة ماجنة وتقلبت على
لماذا توقفت
لم أعد أريد
ما الذي حدث فيما أخطأت عزيزي مهاب
مهاب انتظر
يتبع الفصل السابع
الفصل السابع
القناع
الصباح كان مختلفا بالنسبة لها رغم ما امتلأ به ليلها من تفكير مجهد أفرطت على غير عادتها في تأنقها وارتدت زيا رسميا من قطعتين بدا أشبه بما ترتديه مضيفات الطيران من سترة وتنورة باللون البترولي كانت ياقة السترة تلامس منبت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كما عهدته وجدته يرتدي حلته الرسمية ذات اللون الرمادي ومن فوقها هذا المعطف الأسود الثقيل هزت رأسها بإيماءة صغيرة وردت في إيجاز
صباح النور
باقتضابها المتعمد في الحديث أرادت إشعاره بالذنب وبإثبات اختلافها عن الأخريات اللاتي قد يبدين ردة فعل مناقضة لها أو حتى متساهلة لعلها تنجح في التأثير عليه بشكل غير مباشر حين يجدها تعامله بجفاء ورسمية فلا يظن أن ما حدث يمكن تكراره ببساطة ودون ردة فعل رافضة كان يضع يده في جيب بنطاله وهو يخاطبها برنة هدوء مسيطرة على صوته
في البداية أنا عاوز أعتذرلك عن سخافة إمبارح
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
للأسف أنا عديت حدود الأدب معاكي وده شيء مضايقني جدا ومخليني مش راضي عن نفسي نهائي
ظلت على دهشتها الغريبة لعدة ثوان لا تصدق ما حدث للتو بينما أطرق مهاب رأسه قليلا ليبدو مقنعا قبل أن يضيف بصوت تحول للنعومة
إنتي إنسانة غالية عاملة زي الياقوت النادر صعب الواحد مايتأثرش بيكي
بكرر اعتذاري ليكي يا دكتورة وأتمنى من قلبي إنك تقبليه
أرخى أصابعه عن كفها فاستعادته وقالت بتلبك حرج
ولا يهمك
تنحى للجانب وأشار بيده نحو المخرج قائلا بتهذيب أشعرها بالأهمية
اتفضلي يا دكتورة العربية منتظرانا
تنحنحت في صوت خفيض قبل أن ترد وهي تسير بتمهل
شكرا
طلب منها في صوت هادئ لا يخلو من الجدية الآمة عندما اقترب من الواجهة الزجاجية لاستقبال الفندق
الجو برد
فيا ريت تلبسي البالطو بتاعك
تذكرت أنها وضعته على ذراعها فأومأت برأسها قائلة وهي تهم بارتدائه
حاضر
تغلغل فيها هذا الشعور المنعش بالسعادة والارتياح فإن كانت محاولة واحدة عادية لصده استحثته على إبداء الندم الفوري فماذا إن تمنعت قليلا عليه!
استقرت في المقعد الخلفي إلى جواره في نفس السيارة التي نقلتهما بالأمس إلى مكان المؤتمر لكن هذه المرة كان منهمكا في مطالعة الكثير من الأوراق والملفات للدرجة التي جعلته يلتزم الصمت طوال الطريق مما أشعرها بشيء من الضيق لتجاهله لها فقد ظنت أنه سيحاول التودد إليها بأسلوب وديع ومهذب لكسب رضائها ومع ذلك صدمها بردة الفعل المتحفظة تلك وكأنه غريب كليا عنها كان مستغرقا في عمله للحد الذي أصابها بالتحير مما دفعها لإعادة التفكير فيما قررته قبل وقت سابق فقد لا يصلح ذلك التكتيك معه نفخت بصوت شبه مسموع له دون أن تدري فرفع رأسه عن الأوراق وقال باسما
أنا أسف إني مشغول عنك
عادي مش مشكلة
اقترح عليها وهو يمد يده بواحدة من الملفات
تحبي تبصي عليهم معايا
ترددت للحظة لكنها لم ترفض عرضه وقالت بابتسامة اتسعت قليلا
لو مش هيضايقك!
أصر عليها بحبور
بالعكس اتفضلي
تناولت الملف منه وراحت تطالعه بعينين فضوليتين شتت نظراتها عن قراءة الأسطر الأولى عندما خاطبها
لو في حاجة مش واضحة قوليلي وأنا أشرحهالك
عادت دفقة من النشاط تنتشر في أوصالها وهي ترد بحماس
ماشي
استغلت المسافة المتبقية في ادعاء محاولتها الاستفهام عن بعض النقاط غير المفهومة ليظل الحديث ممتدا وموصولا بينهما لآخر وقت إلى أن تباطأت سرعة السيارة واحتل الفندق الفضاء المجاور لنافذتها فأشار بإصبعه تجاهه متكلما
احنا تقريبا وصلنا
استدارت برأسها لتنظر إلى حيث أشار وقالت وهي تلملم الأوراق المتبعثرة معا
تمام
لن تنكر أن ما أمضته من لحظات معدودة وهي تشاركه الرأي وتتناقش معه باستخدام العقل والحجة والمنطق جعلها تزداد رغبة ورجاء في تعميق صلتها به فتتجاوز حدود المهنية لتصل إلى ما هو أكثر من ذلك تأرجحت مشاعرها ما بين اللهفة والتمني فتنهدت مليا وهي تستعد للنزول وجدته في انتظارها يبتسم بعناية وجدية لم يمد ذراعه لتتأبط فيه كما تخيلت لهنيهة بل أشار لها لتسير إلى جواره وكأنه عاد لوضع هذا الحاجز الوهمي الفاصل بينهما
لم يجلسا على نفس المائدة السابقة المخصصة لهما في المنتصف بل انتقل كلاهما للجلوس في المقدمة على مسافة قريبة من المنصة الرئيسية وهذا ما استغربته تهاني فقد توقعت ألا يكونا محط الأنظار لكن ربما يكون هناك ما لا تعلمه دفعت المقعد للأمام بعدما سحبه لها مهاب لتجلس عليه في تصرف مهذب معتاد منه ابتسمت تشكره وأخذت تطوف ببصرها على الحاضرين كان التواجد كثيفا عن يوم الأمس توقفت عن تأمل ما حولها عندما انتبهت للصوت الأنثوي المألوف وهو يتساءل
عزيزي مهاب كيف حالك اليوم
زرت عينيها في ضيق محسوس وقد رأت ديبرا تقف أمام مهاب بقوامها الممشوق وثوبها الأخضر الفاتن الذي يبرز أكثر مما يواري لا إراديا تحسست معطفها الأسود الذي يغطي على ما بذلته من جهد لتلفت أنظاره أصابتها موجة قوية من اليأس والإحباط وهي تراه يقف لتحيتها قائلا بشيء من الجدية
أنا بخير سيدة ديبرا!
اندهشت ديبرا مثلما استغربت تهاني لهذه المعاملة الرسمية وقررت بصوت شبه هازئ
سيدة!
أكد على مقصد كلامه المفهوم بإيماءة واضحة من رأسه وللغرابة أكثر لم يمد يده لمصافحته