الخميس 28 نوفمبر 2024

نسائم الروح بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 20 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

غازي ليعلق بقلق
اهو ده اللي كنت خاېف منه اكيد العيل اتأثر من السفر والوجفة صح ولا لا يا ست روح
يعنى كنت هسيب البنية لحالها يا عارف وهي كانت زي اليتيمة وسطينا اهي جات من عند ربنا ولجيت اللي يغنيها عن الجميع سبحان الله من جلب المحڼ ربنا بيخلق اللطف لعباده.
ونعم بالله. 
تمتم بها الاثنان ليرد عارف بلهجة متأسفه
ربنا يتم فضله عليها كمان ويفوق اخوها برضك دا سندها الأهم حتى عشان تفرح.
ردد خلفه غازي بتضرع
اللهم امين يارب اللهم امين 
خلاص احنا كدة اول ما نوصل نريح شوية وبعدها ع الدكتورة عدل عشان نطمن ع الجنين.
قالها عارف لتضيف على قوله هي
بس نوصل يا عارف ان شاء الله انا نفسي اطب سريري بس عشان انام بجالنا يومين على اعصابنا 
دلف الى المنزل يحمل عددا من الأكياس الممتلئة عن اخرها باحتياحات المطبخ الضرورية كالمعلبات 
والفاكهة الأطعمة الجاهزة والنصف جاهزة.
خطا سريعا لثقل الحمل الذي يحمله حتى وصل الى الطاولة بوسط المنزل ليضعه عليها بحث بعينيه عنها لاهثا يهتف مناديا
ورد انتي فين
لم يكد يكمل سؤاله حتى تفاجأ بها جالسة بإحدى الاركان من الناحية الأخرى لصالة المنزل رمقته بنظرة خاطفة قبل ان تطرق برأسها مرة أخرى رق قلبه لهيئتها

الساكنة تلك والمختلفة جذريا عن طبيعتها ف اقترب ليجلس مقابلها لها سائلا باستغراب
انتي لسة قاعدة مكانك يا ورد ما تحركتيش معقول من وقت ما سيبتك وخرجت اوصل الجماعة لساكي قاعدة ما تحركتيش من مطرحك
كانت تفرك بكفيها بتوتر يفضحه فعلها لتجيبه بصوت بالكاد يخرج
يعني ما انا كنت هروح فين انا مقدرش اتحرك اساسا في اي مكان غريب عني.
امتدت كفه بدون ارداته نحو كفيها يبتغي بث الطمأنينة بها قائلا
بس دا مش غريب عنك دا بيتك دلوقتي......
انتفضت تبتعد بكفيها عنه وقد برقت عينيها امامه بزعر تطالعه حتى اضططر لرفع يداه الاثنان امامها باستسلام يهادنها
اهو اهو والله انا مش هقربلك اساسا عايزك تطمني ومتقلقيش ابدا من الموضوع ده
اومأت برأسها تدعي استجابة لقوله ثم ما لبثت تسأله 
طب انت عملت كدة ليه ايه اللي خلاك تتجوزيني
تطلع اليها بصمت رافعا كفه يتحسس موضع الألم بفك وجهه الذي ما زال تارك أثره حتى الان ليعود بذاكراته لما سبق زواجه بها.
قبل ساعات
وفي جهة بعيدة تماما عن تجمع الأفراد في المشفى انفرد به ليوبخهه وينهره على رعونته
كانك اټجننت يا يوسف دي عملة تعملها الراجل لولا وجفتي معاك كان طلع بروحك في ايده دلوك
رد الاخير محتدا بعدم اكتراث
يبقى تكمل جميلك بقى وكمل وقفتك للاخر لأن انا لا يمكن هسيبه يسحبها زي البهيمة كدة وهي قلبها مفطور على اخوها دا كان هيمد ايده عليها قدامنا ومنكسفش مننا ولا من الوضع اللي هي فيه تخيل بقى لما تبقى في بيته ولوحدها كان عمل ايه اقسم بالله ما هسيبه يروح بيها.
كاد غازي ان يجن يضغط بصعوبة على الا يفتك به
انا اللي عايز افهمه دلوك عايز تمنعها من ابوها بصفة إيه اذا كنت انا اللي كبير ع البلد كلها مقدرش اعملها كيف امنع بت عن ابوها يا غبي
انا اللي غبي برضوا ولا انت اللي فهمك تقيل يا غازي ما انا بقولك اهو هتجوزها افسر اكتر من كدة ايه 
الله ېخرب بيتك .
صاح بها غازي يجذب شعر رأسه للخلف يكاد ان يقتلعه من فرط انفعاله امام إصرار هذا المعتوه وهو لا يضمن رد فعله امام صلف جعيدي ضعيف الفهم كما يبدوا.
تطلع اليه جيدا والى هيئته المتحفزة للقتال كم ود ان يكسر بقبضته صف اسنانه او يشبعه ضړبا حتى يعود لصوابه ولكن ما الفائدة وهو أعلم الناس بحماقته بفضل التاريخ الذي جمعهما منذ الدراسة في الجامعة وتحديه لرجال الأمن في العديد من المظاهرات من اجل الدفاع عن حقوق الضعفاء والذي لم يكن ابدا منهم فما باله فيما اعتبرها تخصه
وهو بالفعل يخشى عليه تبا له ولهذه الورطة الذي وضعه بها.
تنفس بخشونه وقد حسم الامر داخله ليضرب بكف يده على الجدار من خلفه پعنف حتى ظنه سوف يضربه ثم صمت بصورة اوحت للأخر بأنه اقتنع قبل ان يباغته غازي بجذبه من ياقتي قميصه يهدر كازا على اسنانه.
عارف يا يوسف انا نفسي اعمل فيك ايه دلوك
اومأ بړعب يجيبه
نفسك تضربني بس حتى لو عملتها فعلا برضوا انا مش هسكت ولا اخليه ياخدها ان شالله حتى اعمل ڤضيحة في قلب المستشفى..... اه .
صړخ متأوها في الاخير اثر لكمة قوية تلقفها على فكه من غازي الذي نثر قبضته بعد ذلك وابتعد قليلا يعدل من جلبابه ثم يردف لاهثا بټهديد ووعيد 
هتيجي ورايا دلوك وتخرس خالص مسمعش نفسك ياما

همسح بيك رخام المستشفى وتبقى عملت فيا جميلة ان اخلص منك بيدي.
بعدها بقليل
كان اجتماعهما بالرجل الذي كان متجهما بصورة لا تشجع ابدا على النقاش معه ليبادره غازي بالحديث بمهادنة
عم جعيدي انا جيبتك هنا في القهوة المشهورة دي بعيد عن المستشفى وبعيد عن الناس عشان نتكلم مع بعض برواجة ومن غير ما نتعصب وتفرج الناس علينا.
فهم الرجل على قصد غازي ولكنه لم يبالي ليهدر بعدم اكتراث
جصدك عشان ماتعركش معاكم طب كنت جول الكلام دا لنفسك بدل ما تجمعني مع المچنون ده يعنى انا اخلص منيه في المستشفى عشان اشبط فيه هنا.
هم غازي ان يرد ولكن الاخر سبقه
ويا عم ما تيجي على نفسك وتسمع الاول ولا انت اللي عليك عايز تتخانق وبس
زمجر جعيدي پغضب
شايف البجاحة انا جولت من الأول الواد ده يطلبوله السرايا الصفرا أحسن.
انا برضوا اللي يطلبولي السريا الصفرا
ردد بها يوسف من خلفه قبل يباغته غازي بلكزة قوية بكوعه على بطنه تأوه على أثرها پألم ليزجره بشراسة محذرا بهمس
اخرص خالص ومسمعش صوتك لهسيبك منك ليه
اومأ يغلق فمه مجبرا ليتولى غازي دفة الحديث بعدها
عم جعيدي انا عايزك تسمعني انا وسيبك منه دلوك هتقدرني وهتعمل لي جيمة عاد
العفو يا غازي يا بيه بس انت لازم تراعي موجفي انا كمان المچنون دا عايز يكتب على بتي واخوها في العناية لا وكمان رأسه والف سيف ان مش هيسمحلي اخدها معايا مين اللي يعجل الكلام ده بس
رد غازي يجاريه قبل ان يصل لغرضه
طبعا معاك كل الحق يا عم جعيدي بس اللي انا عايز افهمولك يوسف طلب ورد من اخوها وكان ناوي ياجيلك عشان تبجى الخطوبة رسمي .
اعجب يوسف بالاخيرة خصوصا وهو يرى رد فعل الرجل وقد ارتخت ملامحه بعض الشيء ليضيف عليه بلهفة وتسرع كعادته
ايوة يا عم جعيدي زي ما بيقولك كدة بالظبط يعني في كل الحالات هتبقي مراتي يبقى ليه منخلصش دلوقتى بدل ما نتعب.
طب رد عليه انت بجى
صاح بها جعيدي وقد عاد لحالته الأولى ليحدجه غازي بټهديد وقد فاض به فيجبره على غلق فمه مرة أخرى قبل ان يعود للرجل بحزم كي ينهي
شوف يا عم جعيدي انا هاجي معاك دوغري إنت عارف زين ان البت روحها في اخوها يعني لو حصل وخدتها ڠصب الله اعلم هيبجي رد فعلها ايه معاك دا غير ان سكة السفر من مصر للصعيد طويلة جدا يعني صعب جوي تجيبها يوماتي ولا كل اسبوع حتى لو لا قدر الله طالت غيبوبة بسيوني مصاريف سفر ومصاريف للبت اللي اخوها مجلعها من كله.
لاح التردد على ملامح الرجل وقد تذكر ما ينتظره من مشاكل مع رفض زوجته الثانية لحضور ابنته المنزل معه ولكنه أبى أن يظهر بهذا السوء
وافرض يعني مصاريفها كتيرة ولا مصاريف السفر حتى ما هي بتي وهو ولدي ولا هو الډم عمره هيبقى مية!
كاد يوسف ان يبتسم ساخرا دون مرح ليقارع الرجل بما يستحقه ولكن غازي كان الأسبق بحزم لا يقبل الجدال
عم جعيدي الواد هيعجد ع البت على سنة الله ورسوله يعني مش هتجعد معاه ف الحړام على ما يجوم اخوها بالسلامة ان شاء الله هنعمل فرح تشهد عليه البلد كله يعني انت هتروح على بيتك وانت مطمن عليها انها في حما راجل ومش اي راجل على فكرة.
هم جعيدي ان يجادل بتراجع مكشوف
لكن يا ولدي الأصول

دي بتي يا ناس اللي عايزني الكلكها في السوكيتي وولدي ما بين ايدين ربنا.
انا هدفع مهر وردة فوري مية الف جنيه دا غير المؤخر وكل حقوقها اللي يقرها المأذون وان كان ع الشبكة فدي ليها وقتها ان شاء الله.
ازبهل جعيدي بعد سماعه لرقم المبلغ ليجمد غير قادر على الرفض واستغل غازي يطرق على الحديد ساخنا
نبعت نجيب المأذون حالا ونعجد ع البت جبل سفرنا
ابتلع جعيدي باضطراب قائلا
اا ناخد رأي البت الأول
عاد من شروده وهي تعيد عليه بالسؤال ولكن بصيغة أخرى
انا بسألك يا يوسف كيف جدرت تقنع ابويا وايه اللي بجبرك تعمل كدة.
زفر يطرد دفعة من هواء محپوس بصدره ليجيبها بمرواغة وهو ينهض من أمامها
ممكن تعتبريها طقت في دماغي او تحسبيني مچنون زي ما كان والدك بيقول المهم دلوقتي قومي بقى معايا ناكل لنا لقمة عشان كمان اعرفك على اؤضتك بعد كدة عايزين نلحق الأكل وهو سخن دا ريحته تهبل.
تحرك سريعا نحو الطاولة يخرج الطعام المغلف فلحفته باستفسارها
طب انا ليه مش شايفه حد خالص هو انت ساكن هنا لوحدك
تبسم وهو يرفع عن احدى العلب غطائها ليشاكسها بقوله
اه لوحدي ليه تكونيش خۏفتي ولا عقلك راح ناحية الظنون التكهنات
تجمدت بأعين ڤضحت ما تشعر به لتطرق رأسها بحياء جعل الډماء تتدفق لوجنتيها تضيف لها هالة من السحر جعلته يزمجر بعدم تحمل
ورد الله يرضى عنك يارب تعالي كلي عشان تلحقي تريحي وانا اللحق اتخمد عشان كمان اللحق الشغل المتكوم عليا بعد ما اوصلك المستشفى.
في حمام غرفتها وبعد ان انتهت من حمامها للتو وقد كانت امام المراة تجفف على خصلات شعرها المبلل بالمنشفة حينما وصل لأسماعها الصوت المعروف بحديثه مع ابنها الذي هلل فور دلوفه الغرفة
بابا خازي يا ماما جه بابا وصل من السفر يا ماما.
برقت عينيها تشاهد الإجفال الذي ارتسم على ملامحها عبر انعكاس وجهها لتوارب الباب قليلا فتتأكد برؤيتها له 
بزعر تملكها مع تذكرها لموقفها الاخير معه حينما اغلقت بوجهه الهاتف
يا مراري دا رجع من السفر صح
بتوتر جلي عادت الى المراة تحدث نفسها 
طب انا هطلع اجابله ازاي دلوك اضحك ف وشه واعتذر له بكهن الحريم ولا اعمل نفسي عادي وهو نفسه تلاجيه نسي بس كيف هو لحق
كل ده بتعملي ايه عندك يا نادية 
انتفضت من شرودها على الصوت الأجش تجيبه باضطراب
انا طالعة اها
عدلت من هيئتها سريعا لتسحب شهيقا مطولا ثم تطرده كي تشجع نفسها وتهدأ من وتيرة القلق بداخلها ثم خرجت
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 30 صفحات