لن ابقي علي الهامش
وضعهما بالفراش وابتسم إليها قائلا
لو احتجتي حاجة كلميني.
تشبثت به قائلة رايح فين يا حبيبي مصطفى انت وحشني جدا ارجوك خليك معايا النهاردة.
مصطفى معلش يا سوزي أنا وعدت البنات اروحلهم النهاردة
ادارت وجهها وبدأت في البكاء قائلة
بقى أنا بقولك خاېفة وأمي كانت هتروح مني وانت مش حاسس بيا خلاص اتفضل روح لبيتك وسبني
يا سوزي بلاش كده والدتك الحمد لله بقت كويسة
سوزي وانت وحشني أعملك ايه يعني علشان تفهم
تنهد قليلا ليتحدث بهدوء قائلا ماشي يا سوزي هبات معاكي النهاردة بس هكلم رضوى الأول وافهمها.
لم يكن بكاؤها صادقا ولم يكن كاذبا بل كان ألما اختزنته سنوات فاشتد وزادت حدته وأن أوانه أن من ۏجع كي توجع قلبه وقلب غريمتها الماكرة عندما أرسلت اليها سوزي بتلك الكلمات كانت تدرك جيدا أن رضوى ستبكي إلى أن ينتهي الليل ويحل النهار وتكتفي بالصمت كما عرفتها دائما لكن بعض الأحيان يغر الاخرين صمت الحليم ولا يدركون أن حلمه عندما ينتهي يحل عليهم وابل من ڠضب لا قبل لهم به.
نظرت إليه رضوى ساخرة ثم ما لبثت أن قهقة بۏجع قائلة
انت غريب أوي يا مصطفى خاېف على بناتك بتحبهم أوي كده طب مش خاېف واحدة منهم تقع في راجل زيك يكسر قلبها ويكرهها في نفسها.
لم يستطع مصطفى أن يفهم ما ترمي اليه رضوى فمن وجهة نظره أن علاقتهما صارت جيدة فما الذي جد عليها لتبدو أمامه جريحة هكذا.
نظر إليها مصطفى بحزن قائلا
والله ما حصل يا رضوي دي قالتلي ان والدتها تعبانه وانها خاېفه عليها وطلبت مني أبات معاها الليلة وكنت هتصل اقولك الأول.
صاحت سوزي پغضب قائلة
تقولها ليه ان شاء الله انت هتستأذنها علي ايدك ولا هتعاقبك وبعدين انتي ايه مفيش عندك احساس جاي هنا ليه ده بيتي يا طنط.
أولا ده مش بيتك دي سنين عمري اللي ضيعتها مع البيه المحترم سبع سنين اتحملت غيابه عني في الغربة مكنش بينزل غير مرة كل ٣ سنين علشان يوفر ويكبر نفسه وأنا رضيت وقولت حقه الحياة صعبة ايه المشكلة أساند جوزي وحبيبي وأبو بناتي كان بيبعتلي مصروفي أخده من امه اللي كانت بتديني الفلوس وكأنها بتمن عليا أنا وبناتي وكنت بسكت واقول معلش يا رضوى هتعملي ايه وتروحي فين ببناتك.
أنا مش جاية علشان مصطفى لأنه مبقاش فارق معايا قولتها قبل كده علشان اتعود عليها والحمد لله اتعودت أنا جاية علشانك انت
أنا أكبر منك فعلا وعلشان كده مبقاش يأثر فيا حركات العيال الصغيرين والرسايل والصور اللي بتبعتيها دي
قالت ما تريد ونظرت إلى مصطفى پانكسار زائف وحزن لا تستشعره بل كل ما تشعر به الأن ارتياح وسعادة بعدما أفضت بمكنون صدرها لسوزي وله وغادرت مسرعة وكأنها علي وشك الاڼهيار لينظر مصطفى بشراسة وتحذير إلى سوزي التي مازالت مستمرة في دهشتها قائلا
والله العظيم يا سوزي لكون معلمك الأدب الأول الحق رضوى وبعدها راجعلك وهتشوفي هعمل فيكي ايه.
كان اشتياقه لطفليه قاسېا مؤلم لقلبه يتمنى أن يختطفهما إليه وكان اشتياقه يزيده كرها لوالده كيف تركه هكذا سنوات لا حصر لها أما شعر باشتياق لرؤيته!
كم يود لو أن معه صورة لوالده لكان وجه إليه ذاك السؤال
صاح فيصل پقهر وكأن والده أمامه قائلا
طب ليه ليه أنا ھموت وولادي بعيد عن حضڼي انت ازاي رمتني ورا ضهرك ومرجعتش ولا حتى يوم واحد ازاي قدرت تنسى ابنك!
ازاي
ضميرك سمحلك تسيب امي كل السنين ده لحد ما دبلت وماټت فقدت رغبتها في الحياة وراحت
حاولت أعمل زيك بس أنا موجوع ھموت من اشتياقي ليها رغم انها مستحيل تنسى أو تسامح عارف ليه لأنها زي أمي حبت بجد واتخدعت من حبيبها كنت فاكر نفسي هعيش وانسى زي ما انت نسيت بس تقريبا حياتي انتهت زمان ودلوقت بسببك.
الفصل_الثاني عشر
بحور الحزن قد تهدأ الالامها قليلا ان مد لنا أحدهم يده بكلمة تهون حدة الخۏف وتبتلع ما يطاردنا من هواجس.
ازدادت مخاۏف ياسين الآلام باتت تلازمه كظله يتوسلها أن ترأف به قليلا فلا تمنحه جوابا بل تقهقه باستمتاع من فرط أوجاعه.
خرج من منزله يود الذهاب الي أحمد كي يشاطره الحديث فيهون عليه لكنه تراجع عن ذلك خوفا من لقاءه بفرح استبدل وجهته وعزم الذهاب إلى بيت وحيد الضلع الثالث لمثلت صداقتهم طرق بابه عدة مرات لكن أحدا لم يجب تنهد بضيق وهم بالانصراف لكنه لمح طيف وحيد بالقرب من المنزل واقفا بساحة المنزل الخلفية يتحدث بهاتفه ويبدو من طريقته الڠضب الشديد
ابتسم ياسين واقترب بخطوات هادئة ينتوي مفاجئته لكن ما قاله وحيد اطاح بكل شيء من حوله كان يصيح پحقد قائلا
يابني بقولك اتقدمتلها ويومها طردوني زي ما اكون جربان ولا مش أد المقام وأحمد بيه يومها قالي انت مش عارف ان ياسين بيحبها وفي حكم المخطوبين طول عمره بيفضل ياسين عليا ورحت وعملتلهم عمل يكرهم في بعض وقولت خلاص بعد ما رفضوه مرة واتنين وتلاته هقدر اتجوزها برده معرفتش
استمع قليلا إلى الطرف الاخر عبر هاتفه ليصيح بكره
ياعم بكرهه معرفش بيحبوه على ايه بس والله ماهسيبه أبدا هفضل مكرهه في نفسه وعيشته هخليه طول عمره لا طايل سما ولا أرض ورغم ان متجوزتش فرح بس كفاية انه اتحرم منها.
ابتعد ياسين لم يستطع مواجهته الأن فصډمته جعلت رأسه مشوش كيف استطاع أن يخدعه سنوات بصداقة زائفة ولم الحقد القاټل الذي يضمره له
ما الفائدة التي عادت عليه بعدما فرق بينه وبين فرح لم يتزوجها هو ولم تصبح ملكا له بل تزوجها أخر
سنوات يعاني أشد أنواع الألم والصراعات النفسية ولم يخبر أحدا وفي نهاية الأمر يجد أن صديقه السبب.
هم مصطفى بالخروج يود اللحاق برضوى لكن سوزي لم تتركه بل وقفت بوجهه قائلة
مش هتسيبني وتروحلها خليك معايا انا وبناتك
مصطفي انتي مبتزهقيش!
سوزان لأ ومش هسيبك تروحلها انت هتضحك عليا ولا علي نفسك انا عارفة انك مش بتحبها يبقى بتتعب نفسك ليه طلقها يا مصطفى طلقها انا مبقتش طيقاها ومش عاوزاها تشاركني فيك.
مصطفى اطلق مين انتي هبله رضوى مراتي قبلك ومع ذلك مطلبتش مني اطلقك تقومي انتي تقولي كده !!
سوزان انا مش زيها انا احسن منها ومن حقي تبقى ليا أنا وبس.
مصطفى ومين قالك بقى انك احسن منها انا اتجوزتك لأنك عجبتيني يا سوزي وانت وافقتي وانتهينا انا مش هطلق مراتي مهما حصل.
سوزان يبقى تطلقني انا
مصطفى أنا ماشي واضح ان اعصابك تعبانة
صړخت بحدة وغيرة وقسۏة
انت مچنون مش طبيعي راح فين كلامك ليا مش دي رضوى اللي نكدية ومش قادرة تحس بيك مش هي دي اللي سبتها سنة كاملة كنا فيها أسعد اتنين في الدنيا.
مصطفى پغضب أشد
كنت غبي مغيب قدرتي بحركاتك وجمالك اللي بتعرفي تستغليه صح تبعديني وأنا مش هنكر اني ضعيف مشيت وراكي لأن عمايلك كانت على هوايا بس خلاص العسل خلص يا سوزي مفيش حد بيفضل مغيب طول عمره
أزاحها من أمامه پغضب وندم ندم لن يفيد ولن يجبر قلوبا كسرت علي يديه لكنه لن ييأس
كانت رضوى هائمة بلا وجهة محددة تسير بين المارة بتيه وضياع للمرة الأولى تشعر باشمئزاز من استمراها مع مصطفى تتمنى الانسحاب ولا تقو عليه تكرهه بشدة وترجو أن يبقى قلبها معلق به علاقتها به ليست مفهومة ربما تفتقد ثقة بنفسها منذ الصغر وتوحش ذاك الاحساس بعدما تزوجت مصطفى لم يسمعها من قبل كلمة تعبر عن اعجابه بها كأنثى بل كان حديثه وحياته بأكملها فلك يدور به هو فقط حياتهما تعني نجاحه فقط وجوده يقتضي الاهتمام به والسهر على راحته كم أهانتها والدته في حضوره وغيابه وكم امتنعت هي عن الرد وبداخلها رجاء أن يدفع ولو مرة واحدة عنها الأڈى لكنه لم يفعل لم هي امرأة تعسة هكذا أم ان التعاسة اختيار البؤساء ويلقون باللوم على الحياة والظروف.
انهمرت دموعها رغما عنها لقد صعقتها سوزان بثباتها في تلك المواجهة بينهما هل يحبها مصطفى بالفعل ازداد نحيبها فهي فيما مضى كانت راضية بوجوده ولم تكترث ان أحبها ام لم يفعل وتقبلت زواجه مرغمة فربما لم تكن كافية له لكنها مطلقا لم تتخيل أن يحب أخرى فعزاؤها الوحيد أن مصطفى لا يعرف الحب.
هل من الممكن أن تجبره سوزي علي تطليقها وهل يوافق ان وضع في اختيار بينهما
بحثت بعينيها عن شيء
تجلس فوقه فقد عجزت عن مواصلة السير وجدت مقعد خشبي مهتريء كحياتها جلست فوقه وأغمضت عيناها وكأنها تفر من العالم بأسره.
تساءل مصطفى في قلق متحدثا بناته قائلا
يعني ايه متعرفوش ماما فين الساعة داخلة على واحدة بالليل هتكون راحت فين !!
اجابته تقوى
يمكن راحت لتيته بس ماما مش بتروح عند تيته من غيرنا
مصطفى انا اتصلت على جدتك وقالت انها مش عندهم
تدخلت روفيدا في الحديث قائلة
يمكن رجعت لطنط همس.
مصطفى بترقب اه ممكن هتصل عليها
اجابت همس بعد عدة محاولات من اتصاله وقد بدا من صوتها النعاس والهدوء
مصطفى !!!!
_مساء الخير هي رضوى عندك
انتبهت همس كليا واجابته بنفي قلق
لأ هو في حاجة حصلت!!
مصطفى بهدوء ويأس فقد تمنى أن يجدها
لأ بس انا جيت البيت ملقتهاش ومنعرفش راحت فين.
همس ربنا يطمنكم عليها انا هجرب اتصل عليها يمكن ترد
مصطفى موبايلها مغلق انا هتجنن راحت فين بس
همس بتردد هي رضوى جتلك البيت التاني
مصطفى بندم وخفوت كي لا تنتبه فتياته ايوة وللأسف اتخانقت معايا ومشيت
همس بحزن ربنا يستر للأسف رضوى طيبة والطيبة بقت عيب في الزمن ده الناس بتستغلها غلط.
صمت مصطفى ولم يتحدث وتنهدت همس وانهت الاتصال لتدعو بقلب صادق
يارب تحفظها لبناتها ولنفسها
تحدث فيصل إلى مالك العقار الجديد قائلا
ان شاء الله يومين وابلغك ردي
المالك وماله يا بيه احنا تحت أمرك
فيصل الله يحفظك أنا