رواية للكاتبة انجي
شفت البيانو عن اذنكم انا هطلع ارتاح ...
و تركتهم سريعا و غادرت المجلس ...نظرات ضيق من
الجميع له ...
مالك ايه مالكو بتبصولى كده ليه ...هو مين اللى اخوكم انا ولا هى
مروان مش هتتغير ابدا ... بس لو خسرتها ما تجيش تزعل
كوثر مالك تعالى ورايا ...
صعدت الى غرفتها و ظلت تبكى اخرجت لحاف و وساده و تقدمت بهم من الاريكه ... و وضعتهم و نامت و هى تبكى على حالها ...
تركها و صعد الى غرفته ليجدها نائمه مثل الملاك و شعرها الذهبى مبعثر حولها مما اضفى عليها مظهرا جميلا ..... اقترب منها ليرى وجهها بطريقه اوضح ... مد يده و ازاح خصلات شعرها المبعثره ...ليرى وجهها الجميل... لكن صډمه اثار البكاء الباديه عليها
و حبيبته
يوم جديد على ابطالنا يحمل الكثير و الكثير من الاحداث...
استيقظت مبكرا فبكائها جعلها تغفل منذ الساعه السابعه مساءا
نزلت درجات السلم و التقطت سماعه الهاتف و اجرت مكالمه
ماجده مى يا مى ... ردى شوفى فين
مى يادى النيله علينا و ده مين البارد اللى بيتصل بينا من وش الصبح ده الو
ميرا ايه يا بت انتى فى حد يشخط كده و هو بيرد على التلفون
مى ميييمى حبيبتى وحشتينى اوى ... كده الجواز اخدك مننا ... يا بختك يا سى مالك
فى هذه اللحظه لم تجد سوى يد تدوس على احد ازره الهاتف لينقطع الاتصال
الټفت و نظرت خلفها ...
ميرا ايه اللى انت عملته ده ....
سحبها من يدها پعنف دون ان ينطق بكلمه وحده ...ادخلها الحجره و اغلق الباب بهدوء كى لا يشعر احد من سكان المنزل
ميرا دون استوعاب احمد مين
لم يستطيع فهم شعوره ... فلا استطاع ان يصبر .. حتى تنطق هى
سحبها من شعرها بيده السليمه ...و بدء صوته يعلى شئ فشئ
مالك مين ده اللى كنتى بتكلميه ...لا و قايمه تتسحبى من الاوضه و تنزلى تحت مخصوص....طبعا ما انتى فاكره المغفل اللى مجوزك نايم على ودنه و مش حاسس باللى بتعمليه
جذبها من ذراعها پعنف و صفعها على وجهها الجميل ...ليسقط خط رفيع من الډم من بين شفتيها ....لتضع يدها على وجهها و تنظر له بمنتهى الاحتقار ....و تفتح خزانه الملابس و تبدء فى اخذ بعض الاشياء البسيطه و تدخل للمرحاض لتغيير ملابسها
كان يقف لا يصدق ما فعله بها .... لماذا يعذبها بقسوته ...لماذا هى تتحمل خېانه اخرى له ..
خرجت من المرحاض ....و سحبت حقيبتها و حاولت ان تغادر المنزل ...لكن استوقفها صوته ميرا مافيش خروج من هنا ...لو فى حد لازم يخرج من البيت فهو انا مش انتى ....
نظرت له و الضيق مرتسم على وجهها انا مش عايزاك ....لو سمحت طلقنى بالذوق
مالك طلاق ايه انتى اجنيتى .. عايزه تطلقى بعد فرحك بأسبوع
نظرت له نظره مليئه بالاحتقار كلام الناس اهون عليا من العيشه مع واحد غير ادمى زيك ... عن اذنك ...و ياريت ورقتى توصلنى فى بيت اهلى
خرجت لتلمح مروان ينزل درجات السلم
مروان صباح الخير يا ميرا
ميرا بضيق و حزن و عيون باكيه صباح النور
مروان فيكى ايه بس ... ايه العياط اللى على الصبح ده ..بقى الوش الجميل ده بيعيط كده عادى
نظرت له من بين شهقات بكائها سيبنى امشى من هنا و خلى اخوك يطلقنى
مسك بكفها الصغير بين راحه يده ...تعالى تعالى بس نعد فى الجنينه و اشوف القمر ماله و ايه اللى مزعله
انصاعت لكلمات مروان و جلست
مروان مالك برضوا صح ...قلتلك اصبرى عليه .. والله تجربته كانت صعبه
ميرا ده بيتهمنى فى شرفى و مفكر انى كنت بكلم واحد... وانا والله كنت بكلم اختى مى ....و غير كل ده مد ايده عليا و ضربنى
قالت كلمتها الاخيره و اڼفجرت باكيه ....
مروان و هو يمسح دموعها بمنديل فى يده ...خلاص خلاص مش عايز اشوف الدموع دى تانى خااالص فهمانى
كان هو يقف فى الشرفه ينفس سېجارا بشراهه كبيره ... و لمح مروان و هو يتحسس وجهها .... فلا نستطيع وصف شعوره وقتها ..... شعر و كأنه ثور هائج ... القى بالسېجاره ارضا ...و نزل السلم بهمجيته و هو يتوعد لها ...
مالك انتى ايه مش عاتقه ولا راجل كلهم حلال ليهم و انا اللى حرام عليا ... حتى اخويا الصغير مش عتقاه ....ثم نظر لاخيه و وجه الكلام له انا اللى كنت فاكرك هتعملها زى ميس طلعت اسوء منها
بتطعنى فى ضهرى
مروان لا انت اكيد اجنيت ... ايه التخاريف اللى انت بتقولها دى يا مالك ...دى مراتك يعنى اختى و عينى ما تترفعش فيها
الظاهر من كتر اعدتك مع الناس السوء بقيت زيهم و نسيت ازاى تتعامل مع ناس محترمه ....بدء الشجار و تطاول بينهم الى ان وصل الى مد الايدى .... فكان مروان الشاب الرياضى و بطل الملاكمه الذى يحافظ على صحته ... اما مالك فأيضا كان رياضى و يمتلك قوام رياضى جذاب لكن كان هذا منذ زمن قبل وعكته ....و دخوله الى ذلك الطريق المسدود فأستطاع مروان ان يضرب مالك...لكنه توقف لثوان و نظر الى يده المجبره و نطق ما اتعلمتش استقوى على ضعيف و انت دلوقتى ضعيف .... و لولا انى لسه فاكر انك اخويا الكبير كان زمانى مرقدك فى السرير ثم تركهم و غادر
كانت تشعر بالخۏف الشديد فمع احدهم تشعر بالامان و مع الاخر تشعر بشئ غريب يغزو قلبها لا تستطيع ان تفسره
سحبها من يدها و هم بتدخيلها الى القصر
لتقع عينه على والدته الملقاه ارضا لا تنطق
هرع اليها بسرعه شديده
مالك پخوف ماما ..مالك ايه اللى حصلك
كانت ميرا تقف تنظر لهم من بعيد فلا يمكن ان يكون هذا هو مالك القاسى الظالم
اقتربت من السيده بعد ان افاقت من شرودها ....و اتت بعطر و طلبت من اخد الخادمات احضار كوب ماء
و بالفعل بدئت تفيق كوثر شئ فشئ
اول ما لمحت امامها كان مالك ...الذى اقترب منها و حاول ان يضمها
لكنها سرعان ما ادارت وجهها الى الجهه الاخرى ...
ميرا طلبت مساعدتى انا و احدى الخادمين
هميت بالرحيل من غرفتها لكن استوقفنى صوتها
كوثر ميرا
الټفت اليها و انا خائفه ان تظن فى شئ كريه و الله لاخرج من هذا البيت ولا اعود اليه ثانيه
اقتربت منها و انا اشعر ان اقدامى لم تحملنى و جلست
كوثر انا مش عايزه ولادى يخسروا بعض ... انا ماصدقت ان مالك ربنا هداه على ايدك
نظرت لها بشفقه فهى المرأه الطيبه التى تخيلت ان ابنها الذى هو نسخه من الشيطان سيتغير على يدى انا
كوثر ميرا حبيبتى ... استحملى مالك علشان خاطرى واوعى تسيبى البيت و تمشى ده بيتك ... انتى اللى هتبقى مكانى لو حصلى حاجه ...حافظى عليهم
وضعت يدى مكان الصفعه و وجهت وجهى لها ....اخر انجازات ابنك ليا
انتفضت كوثر و نطقت اخيرا بعد مده من الدهشه ... ده اجن ازاى يمد ايده عليكى و الله لافرجه
ميرا لا يا ماما انا عايزه اروح بيت اهلى و اطلق من سكات
كوثر و هتسيبى مالك يضيع تانى
ميرا هو ضايع ضايع و لو فضلت معاه هيضيعنى انا كمان
كوثر بتوسل شديد ارجوكى ما تسبيش مالك .. ارجوكى يا بنتى انتى القشايه اللى انا متعلقه فيها ...يمكن انقاذه يكون على ايدك
ميرا صدقينى انا هعد المره دى علشان خاطرك
كوثر فتحت لها ذراعيها و ارتمت ميرا فى احضانها ....
كان يجلس فى غرفته يجوبها يمينا و يسارا ....و ينفس سېجارا تلو الاخر...
عادت الى حجرتها ..لتراه على حاله هذا ....رمقته بأحتقار...و دخلت المرحاض و لاول مره منذ زواجها تشعر بهذا الضيق... ملئت المغطس و نامت فيه لفتره ليست بقليله و اعتنت ببشرتها جيدا فكانت تود اى شئ تنسى به تعكير صفوها ...من هذا الكائن الغير ادمى
خرج استلقى سيارته ... يود ان يذهب الى مستنقعه لكن الوقت لازال مبكرا فهم لا يتجمعون الا من بعد منتصف الليل كى تحلو الجلسه كما يدعون
هاتف ساهر و هو فى اشد حالات ضيقه
ساهر كينج يا كينج واحشنى و بقالك كام يوم بعيد عنى
مالك ساهر انت فين انا مخڼوق و عايز اتكلم معاك فاضى
ساهر بلهجه جديه انا فى شقتى تعالى .. مستنيك
قاد سيارته بسرعه و ذهب الى صديقه الوحيد فهو شاب
يجلس بمفرده بعدما انفصل والديه عن بعضهما و هو فى سن المراهقه فكان كل منهم يود ان يرضيه فيرسل له الكثير من الاموال لعله ينول رضاء ساهر ...لكن الاثنين لم يعلما انهم من اضاعوا ولدهم من بين ايديهم ....فهو الان اصبح اسوء مما كان هو نفسه يتصور
وصل مالك فى ظرف زمنى قليل
ساهر اتفضل ..مالك عامل فى نفسك كده ليه ..و ايه ايدك المجبسه دى ..و ايه دقنك دى ... انت مال شكلك كده
ارتمى مالك على اقرب مقعد قابله و اشعل سېجارا و ظل صامت
ساهر انت جاى تسمعنى سكاتك
مالك مخڼوق اوى يا ساهر
ساهر من ايه يا صاحبى
مالك و