ندوب الهوي بقلم ندا حسن
خاطرة ويسبب الأسباب لذلك..
اليوم التالي
في الصباح سارت مريم في الشارع وعلى يدها بعض الكتب كانت شاردة وهي تسير ولا تنظر إلى أحد تفكر فيما حدث بالأمس لشقيقتها والحالة التي أصبحت عليها الآن وحتى إن شقيقهم لم يعود منذ الأمس هو دائما هكذا يسبب لهم الحزن جميعا ويأتي عليهم وكأنهم أعداء له تتمنى أن يتغير قبل أن يفقدهم من جواره..
تشعر بالحزن الشديد عليها وعلى ما مرت به وتخاف أن يحدث لها شيء أو يتربص لها مسعد بعد ما فعله به جاد لقد قالت لها شقيقتها أنه كسر عظامه..
انتبهت إلى الصوت الذي يناديها فاستدارت لتنظر خلفها ووجدت أنه سمير ابتلعت ما بحلقها ووقفت تنظر إليه بهدوء وهو يقترب منها إلى أن وقف أمامها وتحدث قائلا بمرح
سرحانه في ايه كده بقالي ساعة بنادي
ابتسمت بهدوء وأجابته قائلة وهي تنظر الأرضية
ولا حاجه بس مسمعتش
ابتسم إليها متحدثا بنبرة هادئة وهو يتسائل عن أحوال شقيقتها
ظهر الحزن على وجهها وأجابته بهدوء هي الأخرى قائلة
الحمد لله بخير .. عن اذنك
ثم أولته ظهرها وذهبت في طريقها مبتعدة عنه وهي تلهث پعنف ودقات قلبها تقرع كالطبول داخل قفصها الصدري أنه سمير أبو الدهب العشق الأول والأخير والذي لا يشعر بوجودها من الأساس هل هو جبل صلب يلا يراها..
دق باب الشقة فتحت نعمة والدة هدير بعد لحظات نظرت إلى الطارق وجدته جاد يقف أمامها بوجه هادئ فتحدثت قائلة وهي تفسح له المجال للدخول
دلف معها إلى الداخل وجلس في صالة الشقة الصغيرة وجلست أمامه منتظرة منه أن يفسر لما أتى الآن..
حمحم جاد بخشونة وتحدث قائلا بنبرة رجولية جادة
بعد اذنك يا أم جمال أنا كنت عايز أشوف الآنسة هدير خمس دقايق بس
نظرت إليه ولم تجيبه تنتظر أن يكمل حديثه ويبرر لها لماذا يريد رؤيتها فأكمل قائلا
هتكلم معاها بخصوص اللي حصل امبارح
حاول أن ينهي عقله عن التفكير بأي شيء إلى أن يتحدث معها على الأقل رأسه بدأ يؤلمه بسبب كثرة التفكير وهذه عادة سيئة للغاية..
خرجت من الغرفة تتقدم ناحيته مرتدية إسدال الصلاة وحجابها يصل إلى منتصف خصرها من الأمام والخلف عينيها تنظر إلى الأرضية غير قادرة على
النظر إليه..
جلست على الأريكة أمامه فنظر إليها بدقة يحاول أن يفهم ما الذي يعبر عنه وجهها ولكنها كانت تضعه بالأرضية لتصعب عليه كل شيء..
زفر جاد بهدوء ثم تحدث قائلا بهدوء وهو يتساءل
عامله ايه دلوقتي
أجابته بصوت خاڤت وهي تضغط على يدها الاثنين ومازالت تنظر إلى الأرضية
الحمد لله بخير
أومأ برأسه ثم أردف بجدية وهدوء ونبرته الرجولية تعبر عنه
أنا جاي علشان أشوف أنت عايزة ايه يتعمل مع مسعد وهنفذه عايزة تبلغي عنه..
رفعت
رأسها بحركة مباغتة بعد الاستماع إلى ما قاله وتحدثت بجدية شديدة وارهبها هذا الحديث مما قد يفعله مسعد
لأ مش عايزة أبلغ أنا عايزاه يبعد عني بس.. يسيبني في حالي
ضيق ما بين حاجبيه متحدثا بنبرة حادة
بس أنت ليكي حق عنده وكده ولا كده أنا هجيبه بأيدي بس...
لم تجعله يكمل ما بدأ الحديث به حيث أنها تحدثت بحدة ولهفة بعد أن علمت ما ينوي فعله
جاد أنت مش زيه بلاش تعمله حاجه دا راجل سو ولبط.. بلاش تحطه في دماغك ممكن يرتبلك هو ورجالته ويعملوا فيك حاجه
عينيها!. نظر إلى عينيها الساحرة وأبحر داخلها بعد الاستماع إلى اسمه للمرة الثانية منها مجرد من الألقاب بادلته النظرة إلى رماديته الخلابة وداخلها يشتعل لكونه لا يدري ماذا تريد بعد..
أخفضت بصرها وفعل المثل مستعيذا من فتنة الشيطان أتت والدتها عليهم تحمل على يدها صينية صغيرة فوقها كوب من الشاي قدمته إليه وذهبت مرة أخرى إلى الداخل.
وضعت عينيها على الأرضية مرة أخرى وأخذت نفس عميق متحدثة بما وجدته صحيح
أنا مش عايزة أبلغ عنه ومش عايزه أخلي حد يعرف عني حاجه أنت عارف الناس هنا عامله إزاي وياريت تشيل ايدك من الموضوع ده أنا مش عايزاك تتأذى بسببي
مال إلى الأمام قليلا بجسده في جلسته الغير مريحة على هذه الأريكة وأردف قائلا بجدية مجيبا إياها بصوت رجولي خشن قاسې
هخليه لو شافك في شارع يمشي من شارع تاني أنا مش عيل هتخافي عليه أنا راجل تخافي منه وكنت عايز اجبلك حقك بالقانون بس هحترم رغبتك وانفذ اللي أنت عايزاه
إنه حقا مچنون أن يتصدى ل مسعد فهذا جنون رسمي تعلم أنه يستطيع أن يمحيه من هنا ولكن خۏفها ليس إلا من مكر مسعد وخبثه..
أجابته بصوت حازم وجدية شديدة تشوبه قائلة
لو سمحت أفهم مسعد مش زيك ده راجل ژبالة وكل طرقه اژبل منه أنا واثقة فيك وعارفه أنك تقدر تعمل كتير بس مش واثقة فيه هو
ابتسم وهو يعود بظهره إلى الخلف مرة أخرى وتفكيره يدعوه لتصديق ما أمامه أما أنها تخاف عليه أو أنها تخاف عليه الاثنين إلى طريق واحد داخل عقله ونظرة الخۏف واللهفة هذه تقوده إلى تصديق قلبه المشير إلى خۏفها الصادق عليه..
بينما في الخارج اجتمع الجميع أمام ورشة جاد ومنزله القابعة به هدير وعائلتها يستمعون إلى خبيث يروي حدث ألفه عقله بعد ما حدث منه ومعه بالأمس أسفل عيني جاد وابن عمه..
وقف مسعد في المنتصف يهتف بحدة وصوت عال ليستمع إليه الجميع وقد كان وجهه لا يظهر منه شيء بسبب العلامات التي تركها جاد عليه
جاد الله ابن المعلم رشوان هو اللي عمل فيا كده يا حارة اشهدو كلكم
نظر إلى الوجوه الذي تجتمع أمامه بسبب صوته العالي وأكمل قائلا
اشهدو يا حارة على اللي بيعمله الشاب الصالح اللي بتقولوا عليه مدورها مع البت وعلى عينيك يا تاجر
خرج عبده ومن معه بالورشة بعد استماعه إلى ما يهتف به وأردف مجيبا إياه بحدة بعد أن وقف أمامه
هو أنت عايزه يعلم عليك بجد ما تحترم نفسك يا راجل أنت وتغور من هنا
صړخ به مسعد بعصبية قائلا
اخفى ياض من وشي السعادي
استمع والده إلى ما هتف به مسعد بعد أن نظر من الشرفة ولم يرى جاد أو يستمع صوته فهبط من المنزل سريعا ليرى ما الذي يريده هذه المرة..
بينما في الداخل في شقة هدير استمعوا إلى صوت مسعد العالي ېصرخ ولكن لم يتبين ما الذي يهتف به وقفت هدير بسرعة تدلف إلى الغرفة لترى ما الذي يحدث في الخارج وقلبها يدق پعنف شاعرة أن القادم أسوأ بكثير..
وقف من خلفها جاد ونظر إلى الخارج بعد أن فتحت النافذة
ليرى جمع من الناس ومن بينهم والده الذي وقف أمام مسعد متسائلا عما يريد من ابنه فأجابه قائلا
عايز افضحه هو وبرنسس الحارة وأعلم عليه قدام أهل الحارة كلهم زي ما عمل معايا
وجده ينظر إلى النافذة التي طل منها جاد و هدير وضحك بصوت عال أمام الجميع وهو يشير إليهم ليجعل الجميع يصدقون حديثه
أهو الباشا اللي مقضيها مع بت الهابط اللي عملت عليا شريفة وأنا اللي كنت رايد الحلال اتاريها من بتوع السكة شمال يابا
نظر والده إليه ولم يستوعب ما الذي يفعله ابنه في منزلهم الآن وقد كان هذا سؤال الجميع بينما هو لم ينظر إلى أحد وكل ما أتى بخلده أن يجعل ذلك الحيوان يخرس عن التحدث عنها بهذه الطريقة..
استدار سريعا ليذهب إلى الخارج وهو يلعن داخله ومتوعدا له بما لا يروقه أبدا ذهبت خلفه هدير سريعا محاولة أن تجعله يهدأ قبل أن يخرج له فهي تعلم ما الذي يفكر به الآن وما الذي ينوي فعله ولكنها لا تعلم النتيجة كيف ستكون..
خرج من باب الشقة ووجدها تركض خلفه فاستدار لها قائلا بحدة وصرامة
هذه المرة..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_السابع
ندا_حسن
تقدم منه بخطوات واسعة ثابتة وغضبه يعميه عن أي شيء أمامه سوى مسعد قبض على مقدمة قميصه جاذبة منه بحدة شديدة وهو يتحدث بعصبية قائلا
شكل علقة امبارح معملتش معاك الصح.. والمرة دي بقى هتعمله
لكمة في وجهه على حين غرة أمام الجميع بحدة وعصبية شديدة إلى أن ترنح مسعد إلى الخلف ووقع على الأرضية جالسا ينظر إليه بذهول ألم يكتفي بعد!.. سيجعله يندم كثيرا اليوم على كل ما فعله به ليشاهد فقط..
تقدم عبده من جاد جاذبا إياه من الخلف حتى لا يجعله يتقدم من ذلك الأبلة وهو بهذه الحالة وتقدم كلا من طارق و حمادة لمساعدته في إبعاده عنه..
صړخ بهم جاد بصوت عالي أن يتركوه ليخلص عليه حتى يشعر بالراحة بعد ذلك ولكنهم لم يفعلوا بل جذبوه بقوة أكبر ليبتعد عنه فصړخ به قائلا أمام الجميع
جاد الله أبو الدهب هيعلم عليك يا مسعد وهيمحي النقص اللي عندك علشان تتعلم بعد كده تبص ناحية مين وتعرف تحدد كويس مين اللي من مقامك علشان شكلها كده هبت منك خالص
وقف مسعد بعيد عنه نسبيا ليحتمي من بطشه بينما كان سمير يأتي من بعيد بعد أن علم ما يحدث ليستمع إلى صوت مسعد يقول پحقد وكذب
اللي كانت من مقامي بت الهابط وأنت خدتها مني للشمال ياض.. فوق لنفسك أنا أعمل منك أربعه يلا
نظر ناحية النافذة وغمز بعينيه إليها عندما وجدها تنظر إليهم ويكاد الخۏف يندلع من عينيها ليقع أمام الجميع متحدثا عن مخاوفها ضغط جاد على أسنانه بشدة محاولا الفرار من هؤلاء الأغبيه ولكنه استمع إلى صوت سمير الصارخ يهتف وهو يشيح بيده بهمجية
شمال مين يا راجل يا قله أنت أنت هتعمل علينا شريف ولا نسيت اللي عملته امبارح لما....
وضعت هدير يدها على فمها شاهقة بفزع خوفا من أن يتحدث سمير وكاد قلبها أن يتوقف عن العمل ولكن أنقذه جاد عندما صړخ به هو الآخر
سمير أسكت خالص
فهم سمير أنه لا يريد ذكر ما حدث بينما أغمضت والدة هدير عينيها براحة بعد أن جعله جاد يصمت فلو كان تحدث لڤضحت ابنتها أمام الجميع استندت على باب المنزل بقلة حيلة وهي ترى