الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 17 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز

ظهر كلا منهم بقوة وبالأخص سمير
الله ينور يا رجالة.. نردها في افراحكم إن شاء الله
تأفأف سمير وتحدث بضجر وهو يبعد يده عن ظهره بقوة وضيق
ياعم كده هتردها في المستشفى شيل ايدك دي
ضيق جاد عينيه الرمادية الخلابة ناظرا إليه بسخرية قائلا وهو يشير إليه باستهزاء ليضحك عبده
نايتي أوي يا ابن أبو الدهب
أشار له الآخر بيده ساخرا منه
ياخي اتنيل كده وخليك في خيبتك
تقدم جاد ووقف في المنتصف بعد أن أسند ظهره إلى سور السطح وتحدث بابتسامة عريضة ونظرة فخر في عينيه
انهي خيبة دي دا أنا بتجوز يعني هاكل لحمة كل يوم
استمع إلى ضحكات الاثنين التي انطلقت عاليا بعد حديثه الذي فهموا ما المقصود منه ليهتف عبده بهدوء
الشعب المصري كله كان مفكر كده بردو يا كبير بس لقوا نفسهم فجأة بتوع كشړي
ابتسم جاد مردفا وهو يعتدل في وقفته ويستند بمرفقيه خلفه على السور
أبلع ريقك يابا الشعب المصري غير جاد أبو الدهب
تهكم سمير وهو ينظر إليه عابثا معه بعد أن غمز إلى عبده
بكرة نقعد جنب الحيطه ونسمع الزيطة
ربت جادعلى كتفه بعد أن وقف معتدلا وهتف بسخرية وتهكم واضح وهو يلوي شفتيه
لأ دي كده بقت قعدة ولامؤاخذة... أنا نازل احضر نفسي
ثم أبتعد عنهم يسير متوجها إلى الأسفل لكي يجهز نفسه لعقد القرآن وداخله سعادة لا توصف ولا تحكى بينما ذهب عبده خلفه هو الآخر وبقي سمير الذي أخذ الكوبين بيده دون صينية لأنه طلب منها أن تأخذها معها وذهب خلفهم هو الآخر...
بعد صلاة العشاء بقليل كان الجميع على السطح جلست والدتها وشقيقها ومعهم أهل جاد والده ووالدته وعمه وزوجة عمه والدة سمير الذين أتوا أخيرا كان سمير يقف مع عبده يحاول تشغيل جهاز مكبر الصوت وكان طارق و حمادة أيضا هنا معهم وبعض الأشخاص القليلة للغاية من الأقارب والجيران لهم..
جلس والده في انتظار أن يذهب سمير لإحضار المأذون إلى هنا وهم على اتفاقهم لقد فرح والده عندما رآه سعيد وأبعد عنه فكرته الغبية التي كانت تلازمة عنها..
حقا إنه لم يكن يريد هذه الفتاة إلى الوحيد والغالي على قلبه
أكثر من نفسه كان يريد أخرى من اختياره بحسبها ونسبها تشرفة وتأتي بأولاد نسلهم يشرف ويرفع الرأس ولكن ابنه بار به كثيرا ولا يكسر كلمة له بل يفعل ما يقوله ولو كان سيف على رقبته لذا فكر لماذا سيجعله تعيس طوال حياته!.
تنحى عن فكرته وقرر أنه سيزوجها له مادام هو لا يريد غيرها ولا يهوى غيرها إن الهوى ليس له حكيم بل هو الحكيم الأول والأخير على نفسه..
بعد أن فعل ذلك أمام أهل الحارة جميعا ورأى فرحة ابنه بما فعله شعر هو الآخر بالفرحة العارمة والسعادة الغير طبيعية..
هو لا يود إلا أن يراه سعيدا وها هو قد حقق ما يريد بجعل ابنة الهابط زوجة له..
أما والدته فلم يكن لديها مشكلة معها نهائيا بل كانت تتمناها له منذ زمن.. تريد هدير زوجة ل جاد لتجعله يشعر بالفرحة والراحة الدائمة لأنه يراها راحته ومملكته التي تمتلئ بالانتصارات وهي الانتصار الأخير الذي يخلفه السعادة الأبدية...
ولم يكن حال عمه وزوجته غير ذلك بل فرحوا كثيرا له اعتبارا أنه ابنهم الآخر مثل سمير بالضبط وتمنوا لو يفعل سمير مثله..
ذهب سمير ليقابل المأذون ويأتي به إلى هنا في حضور جاد..
وقف جاد أمام المرآة ينظر إلى نفسه بابتسامة رضا وثقة كبيرة لقد كان يرتدي بنطال أسود اللون يعلوه قميص أسود مثله وجاكت البدله يماثلهم كما
الحذاء بالضبط..
نظر إلى خصلات شعره السوداء المخالطة للبني وتأكد من أنه مصفف بعناية عاد إلى الخلف خطوة وألقى على نفسه نظرة أخيرة وابتسم بهدوء ورزانه وقلبه يدق پعنف وقوة وهو يذهب إلى خارج غرفته ليذهب إليها..
بعد أن خرج من الغرفة ضړب مقدمة رأسه بقوة وهو يستغفر داخله بسخرية على نفسه لقد جعلته يتناسى كل شيء سوى هي!.. عاد إلى الغرفة وأخذ من على الفراش باقة الورود الحمراء ذات الرائحة العطرية الجميلة التي ابتاعها لها لتكون أول هدية يأتي بها إليها ورود حمراء بباقة بيضاء كما هي بالضبط تلك البيضاء الرائعة الجميلة بالوجنتين الحمراء بشدة..
لقد كان حقا غاية في الوسامة والأناقة الشديدة بلحيته النامية ولكن داخله لا يعلم ما الذي يحدث من اضطرابات وعڼف في دقات قلبه وفرحة مفرطة لا يعلم ما نهايتها...
وصل إلى باب شقتهم ليقف أمامه بثبات خارجي أخذا نفس عميق وزفره براحة وصوت عالي..
دق باب المنزل لحظات ووجد الباب يفتح وتظهر من خلفه شقيقتها الصغرى بمظهرها الطبيعي الخلاب كما حبيبته ابتسمت بوجهه بسعادة وأشارت له بيدها ليدخل الشقة فدلف بهدوء إلى الصالة وتحدث قائلا بنبرة رجولية متسائلا
هي خلصت ولا لسه..
خلصت ومستنياك بقالها عشر دقايق
أشارت له بالدخول إلى الغرفة وهي تتقدمه ف تنحنح وهو على أعتاب الغرفة بصوت خشن لتعلم بوجوده ولج إلى الداخل ورأى صديقتها تقف جوارها أمام المرآة بعد أن استدارت له مبتسمة بسعادة وود له ليرد لها الابتسامة بتحفظ ونظر من بعدها إلى مالكة قلبه التي توليه ظهرها وتجلس على المقعد أمام المرآة بزاوية تجعله لا يستطيع رؤية وجهها..
تقدم إلى الداخل إلى أن وصل إليها لتبتعد رحمة إلى أعتاب باب الغرفة من الخارج هي و مريم لترك مساحة بسيطة لهم تقدم أكثر منها محاولا أن ينظر إليها ثم هتف بسخرية مبتسما باتساع
هنلعب استغمايه ولا ايه بالظبط
ابتسمت رغم عنها بعد أن استشعرت ابتسامته المرتسمة على شفتيه واستدارت لتنظر إليه بخجل شديد ثم بعد أن نظرت إليه وقفت على قدميها أمامه لتراه ينظر إليها ببلاهة واضحة على ملامحه..
محق في نظرته لها غاية في الجمال والرقة لا يوجد لها مثيل ولن يوجد أبدا نظر إليها من الأسفل إلى الأعلى وعينيه لا تريد الابتعاد ولو ثانية واحدة كانت ترتدي فستان أبيض بسيط للغاية تشغله بعض الورود البيضاء عند منطقة الصدر وأكمامه واسعة محكمة عند المعصم وهناك حزام على شكل ورود 
بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق
هذا ما ظهر من حركة شفتيه البطيئة أخفضت نظرها سريعا بعد أن وجدته أطال النظر عليها وللحق قد استغلت هي الأخرى الفرصة ناظرة إلى كل انش به ناظرة إلى جسده الرياضي الضخم بالنسبة إليها وهذه الأناقة التي يرتسم داخلها ووسامته القاټلة لها ولمشاعرها.. هل حقا بعد قليل ستصبح زوجته!... إن الأمر أشبه بالخيال
قدم إليها الورود لتأخذها من يده على استحياء وكأنه كان يدري ما الذي سترتديه ف آتي بهم لا تدري أنه أتى بهم لأنهم يشبهونها هي وليست الملابس نظر إلى الباب وأشار إليها ليتقدموا سويا للصعود إلى الأعلى بعد أن استمعوا إلى صوت الأغاني الشعبية المزعجة التي قام بتشغيلها سمير من المؤكد
سارت مريم ومعها رحمة أمامهم والتي كانت تطلق الزغاريد دون هوادة وهي تصعد معهم على درج البيت..
وقف الجميع لاستقبالهم عندما استمعوا إلى الزغاريد وتقدم سمير ووالدتها ووالدته إليهم والسعادة تنبثق منهن وكل ما كان حاضر أخذ بالتصفيق الحار لاستقبال العروسين..
دلفوا معهم إلى الداخل بعد أن أخذوا جولة ليست صغيرة من السلامات والمباركات من العائلة والحاضرين جميعا..
أغلق سمير الأغاني إلى أن ينتهوا من عقد القرآن..
جلس المأذون في منتصف الطاولة وعلى الناحيتين له والد جاد وشقيق هدير وجوار جمال جلس سمير وعبده الشهود على العقد والناحية الأخرى جلس جاد وجواره هدير
بعد أن مر الوقت في كلمات المأذون وسؤاله للاثنين بالموافقة أو الرفض أعلن الانتهاء قائلا
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
من هنا انطلقت الزغاريد مرة أخرى من الجميع هذه المرة بعد أن آمنوا منه خلفه والدته ووالدتها زوجة عمه وصديقتها كل من كان يحمل في قلبه الفرحة لهم وقف على قدميه يطلق الزغاريد ومن ثم وقف سمير ليشعل الجو بالأغاني مرة أخرى بعد أن رحل المأذون..
انحنى مائلا عليها يهتف بنبرة رجولية والفرحة تتغلغل داخله
ألف مبروك عقبال ما تنوري بيتك
استدارت لتنظر إليه وكانت هذه أول مرة تنظر إليه عن قرب هكذا وترى عينيه الرمادية الخلابة والسعادة التي تتراقص بها ابتسمت باستغراب شديد واضح عليها وعادت مرة أخرى تسأله دون النظر إلى الجو حولها
هو أنت بجد فرحان يا جاد..
لقد علم أنها فعلا مشتته نظر إليها بشجن وحب خالص قائلا
أنت لسه بتسألي!.. للدرجة دى
مش باين عليا الفرحة يا هدير
أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما بسبب صوت الأغاني المزعجة التي يصفق معها الجميع حولها يظنون أنهم يتحدثون باشياء رومانسية فتحت عينيها وقالت بصدق خالص ونظرة حنونة ضائعة
بالعكس باين عليك الفرحة كأنك مفرحتش قبل كده بس أنا...
ضيق عينيه الرمادية سائلا باستفهام
أنت ايه
أنا مش مصدقة
ابتسم بهدوء وفهم ما الذي تمر به غير كل ما حدث سابقا هو يتفهم ما يدور داخلها الآن
وايه اللي يثبتلك إني مبسوط وفرحان وإني عايزك أكتر من إني اتجوزك
نظرت إلى الأرضية بخجل شديد إنه محق ما الذي يمكن أن يثبت به صدقه وصدق حديثه أكثر من زواجه منها!..
تحدث وهو ينظر إلى الناس أمامه بابتسامة عريضة قائلا بجدية
نفرح النهاردة طيب وبعدين نتكلم
ابتسمت بهدوء ثم نظرت أمامها لتجد والدتها تتقدم منهم ومعها والدته التي كانت تحمل بيدها كيس ذهبي اللون وبه الذهب الخاص بها وقفوا أمامهم الاثنين ثم قدمت والدته علبة الذهب الكبيرة إليه بعد أن اخرجتها له تطالبه بأن يلبسها إياه وكل هذا تحت عدسات هاتف مريم التي كانت تلتقط الصور منذ اللحظة الأولى..
فتح العلبة تحت أعين الجالسين وقام بأخذ الدبلة أول شيء وهو يبتسم إليها بود وهدوء تبادلة إياه مع ابتسامتها أخذ كف يدها براحة أمام الجميع ليقوم بوضعها لها في إصبعها ولكن مع لمس أصابعه يدها شعر وكأنه لمس سلك عار أشعل جسده بالكامل ابتلع ما وقف بحلقه بتوتر لتتحرك تفاحة آدم باڠراء لها وكم كانت تحب رؤيتها به..
جعلها ترتدي الدبلة ثم خلفها ذلك الخاتم ذو الفص الواحد ومن بعده ثلاث أساور ثقال في الميزان وانتقل إلى اليد الأخرى ليضع بها خاتم آخر ومعه اسوار واحد فقط يلتف على يدها يأخذ
أول مرة..
أبتعد للخلف لتفعل المثل بعد أن فتحت عينيها وترك القرط في العلبة مشيرا إلى والدتها أنه لن يستطيع وضع إياه أمام الحاضرين ورفع الحجاب عنها.. وأخذت العلبة وابتعدت هي ووالدته وظلت مريم تأخذ لهم الصور
الغوايش دي تقيلة أوي... ايدي وجعتني منها
خرجت منه ضحكة رجولية مباغتة بسبب حديثها حقا ألمتها يدها في هذه الدقائق!
معلش كلها ساعة وهننزل وتخلعيها
نظرت إليه بضيق وانزعاج بسبب ضحكته الغريبة على حديثها
على فكرة أنت بايخ وخنيق أوي
رفع حاجبيه متحدثا بنبرة خاڤتة حادة قليلا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 82 صفحات