ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المرات وهي تتابعه من نافذة غرفتها
أيوه يا عبده خلصتوا ولا لسه
صمت ليستمع إجابته وبعدها أومأ برأسه وكأنه يراه مكملا الحديث بجدية
آه تمام.. عربية ياسر محمد سلمها ل حمادة وهو هيتصرف فيها شغلها خفيف
مرة أخرى يصمت ليستمع إليه من الناحية الأخرى وأردف مجيبا إياه
أنا هكلمه واخليه يبعت حد ياخده بكرة آخر النهار بس اتاكد
مد يده إلى الطاولة الصغيرة وأخذ كوب من العصير الطازج وارتشف منه بهدوء وهو يستمع إليه ليجيب بعدها قائلا
ماشي تمام أنا كده كده نازل بكره
هتف بسخرية وهو يبتسم
هو أنا يعني علشان عريس أهمل شغلي.. هنوفق في الاتنين متقلقش أنت
ضحك بشدة على شيء قد قاله له الآخر على الناحية الأخرى ليتحدث بضيق وهو يبعد الهاتف عن أذنه
تساءلت زوجته باهتمام وهي تبصره بعينيها العسلية بعد أن أغلق الهاتف
أنت هتنزل الشغل بكرة بجد
مال للأمام قليلا يضع كوب العصير على المنضدة مرة أخرى ثم اتجه بكف يده
آه أكيد هنزل بقى مش هفضل قاعد جنبك كده
ابتسمت له بحب وأردفت بهدوء
ربنا يوفقك
اعتدل في جلسته جوارها ليعود مستندا بظهره إلى الخلف معاكسا للاريكة ووجهه مقابلا لها
ابتسمت بسخرية وهي تستمع إلى حديثه ثم أردفت بغرور واضح ونبرة لعوب تحتل صوتها وهي تتحدث إليه مشيرة بيدها بمرح
متقلقش عليا أنا لو فضلت من دلوقتي لحد الامتحانات مذاكرتش بردو هتخرج أنا كنت من أوائل الدفعة
أبصر غرورها وحديثها معه رافعا أحد حاجبيه ينظر إليها بدهشة ثم أردف بعد إنتهاء حديثها بمكر
بس يا قليل الأدب.. أنا لسه زي ما أنا عود مظبوط بالمللي
ضحك بقوة وهو يراها تلقي كل هذا الغرور عليه مرة واحدة ونظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بسخرية ليثير حنقها أكثر وأكثر مردفا بسخرية
أااو مهو واضح يا وحش
بطل تريقة عليا
مالت عليه بدلال وخصلاتها تعاكسها لتبقى بجانب وجهها ولتظهر أكثر فتنة وجمالا هتفت بعفوية ودلال لا يخلوا من الغرور
وبعدين لو مش عاجبك يعجب غيرك
نظر إليها بحدة واعتدل في جلسته هذه المرة ليقترب منها وهنا لن يتقبل الحديث أبدا مهما حدث لن يسمح لها أن تتحدث بهذا الشكل مرة أخرى ولا تفكر به من الأساس فهي لن تفتن شخص غيره إلى مۏته أردف بصوت حاد
عادت للخلف برأسها تعود بخصلاتها هي الأخرى ونظرت إليه قائلة بجدية مستغربة تحوله
أنت بتتقمص ليه دلوقتي أنا بهزر
لن يتقبل هذا بأي شكل من الأشكال لا مزح أو جدية هتف بقوة وصوت حازم
ده مفهوش هزار ولا شيفاني بقرون قدامك هعدي الكلام ده واهزر فيه
وضعت يدها برقة على ركبته تترجاه بعينيها العسلية قبل حديثها لتعدل ما قالته
طيب خلاص متبقاش بايخ بقى
نظر إليها وهو صامت لم يتحدث فنظرت إلى الناحية الأخرى وتنهدت بهدوء وهي تفكر في شقيقتها مريم وما تعرضت له من ذلك المچرم الحيوان أردفت پخوف ولهفة قائلة
أنا بجد خاېفة على مريم أوي يا جاد مع إني ببينلها غير ده بس أنا خاېفه عليها أوي
زفر جاد بقوة وهو يتذكر ما علمه منهن وما حدث معها لقد كان هذا صعبا للغاية حقا أمسك بكف يدها يضغط عليه بقوة ليمدها بالأمان والطمأنينة
بكرة الصبح هنروح نعمل محضر وإن شاء الله
هيتمسك ويشوه على الفحم ده طلع عليه قواضي تانية أصلا توديه ورا الشمس
أجابت وذهنها معلق بشقيقتها وما يمكن أن يحدث من قبل ذلك المچرم الآخر
يارب
ابتسم جاد ومد يده إلى وجهها ليجعلها تنظر إليه وتحدث بود ليجعلها تطمئن ثم أبتعد عن ذلك الحديث وهو يعبث معها حتى لا تتذكر ما يعكر صفوها
إن شاء الله مټخافيش... إنما ايه الحلاوة دي كل ده ورد ايه قاعد في الجنينة
صاحت بقوة وهي تنظر داخل رمادية عينيه الساحرة والخلابة بعد أن نظرت إلى قميصها
إن كان عاجبك بقى.. أنت مفيش فرصة تفوتها إلا لما تتريق عليا
غمز لها بعينيه وهو يعبث معها بنظرة ماكرة خبيثة تعلمها جيدا
بانكشك يا وحش الله ما تقوم تدلع لينا شوية كده زي امبارح
تهكمت بسخرية وتشدقت قائلة بقوة
ليه
حد قالك بايعه وسطي
أقترب منها وهو يحرك يده على قدمها قائلا بعبث ومكر مازحا معها
لأ حد قالي إنه زي الجلي بيرقص رقص حتى وهو ثابت
لا يا شيخ
أومأ إليها برأسه وتعابير وجهه تدعوها للضحك وهو يتحدث إليها
بأمانة
تهكمت بسخرية واضحة لتجعله يتمايل معها على الأنغام بقوة وهي تقول بمكر
إن كان كده بقى يبقى أنت كمان تتحرك مع الجلي أهو تفرد عضلاتك دي بدل الغيبة عن الجيم
استحسن الفكرة كثيرا وود فعل ذلك حقا فقال بجدية
بس كده يلا بينا
أخذ هاتفه من جانبه ثم ولج إلى أحد التطبيقات الذكية يبحث عن أغنية بخلده تحمل التصنيف الشعبي خالية من الألفاظ الخارجة والكلمات البذيئة ليتمايل معها عليها دون أن يلوث أذنه وأذنها بأغاني قاطعها هو وإياها معا..
ارتفع صوت الهاتف بالأغنية فألقى الهاتف مرة أخرى على الأريكة ووقف يبعد الطاولة عنهم قليلا ثم تقدم ناحيتها يأخذ يدها وجميع أعضائه تشتعل بالحماس ليفعل ذلك معها بينما هي استغربت كثيرا لموافقته السريعة دون اعتراض وكأنه كان ينتظر شيء كهذا..
جذبها لتقف أمامه ثابته فحركها بيده وهو يتحرك معها بخفه على هذه الأصوات التي تضج مسامعهم لحظات من برودها وهي تنظر إليه وتراه بهذه الحيوية وهذا النشاط وسريعا بعدها دلفت معه بحالته تلك لترتسم الابتسامة باتساع على محياهم وتتحول إلى ضحكات رائعة وهم يتمايلون معا لتبتسم لهم السعادة مرحبة بهم في عالمها..
بعد مرور أسبوع
ولجت مريم إلى السطح وهي تزفر بضيق وحدة من إزعاج جمال لها طوال الوقت فقررت أن تصعد إلى السطح لتتنفس بعض الهواء الرطب الآن في هذه الساعة..
نظرت إلى جانبها الأيمن بعد أن دلفت لتراه يجلس على المقعد الموجود وبيده سېجارة يدخنها وكوب من الشاي أمامه على الأرضية نظرت إليه للحظات ثم فكرت هل تجلس هنا!.. سريعا نهرت نفسها وتفكيرها كيف تسمح لنفسها بأن تجلس معه دون وجود أحد آخر..
استدارت سريعا لتهبط مرة أخرى وهي تزفر بضيق وانزعاج شديد ألا يوجد مكان تجلس به قليل من الدقائق لتشعر بالراحة!.. وبينما هي تبتعد رأته بطرف عينيها يقف سريعا من على المقعد داعسا السېجارة بقدمه ويتوجه ناحيتها يهتف بصوت جاد
استني يا مريم
وقفت مكانها لتراه يقترب منها إلى أن وقف جوارها على مسافة مناسبة أردفت وهي تستدير تنظر إليه بجدية شديدة
نعم فيه حاجه
سألها باستغراب وجدية وهو ينظر إليها باهتمام يدقق النظر في ملامحها دون خجل
أنت مالك مبقتيش طيقالي كلمة ليه.. دا أنت حتى مش طايقة تبصي في وشي
نظرت إلى الأرضية عندما وجدته ينظر إليها هكذا وأجابت عليه بعفوية شديدة ثم بترت حديثها في المنتصف عندما وجدت نفسها تقول أشياء لا يجب أن تتحدث بها
أنا! بالعكس بقى دا أنت.... وأنا ليه هعمل كده يعني
وضع يده بجيب بنطاله وآمال رأسه إلى الجانب وهو ينظر إليها بدقة
ما أنا بسألك أهو
جذبت أطراف أكمام العباءة على كف يدها بتوتر وهي تجيبه بابتسامة هادئة
لأ أنت بيتهيالك كده بس أنا فعلا بكلمك عادي
ضيق عينيه السوداء ناحيتها وأقترب قليلا ومازالت يده بجيب بنطاله وهتف بسخرية
لأ مش واضح وبعدين حاسس أنك بتهربي مني دايما ومش عايزة تكلميني ولا تسمعيني حتى
أبتعدت هي خطوة للخلف وتحدثت هذه المرة بحدة ليتوقف عن هذا الحديث الغير صحيح والذي إذا استمع إليه أحد سيقول أن بينهم شيء ما
لأ بجد بيتهيالك أنا مش بعمل كده ولو ده حقيقي مكنتش هقف معاك دلوقتي
أشار برأسه إلى ناحية الدرج وأردف مجيبا إياها بسخرية وتهكم واضح
ما أنت كنتي نازلة جري ولا أنا مش واخد بالي من دي كمان
نظرت إليه بهدوء وأجابته بطريقة فظة وهي توضح له سبب ذلك الإحساس الذي يقول عنه
الفكرة بس أن مش بحب أبقى مع حد غريب في مكان لوحدي
ابتسم وهو يخرج يده من جيب بنطاله وأبتعد قليلا ينظر إلى الخارج ثم نظر إليها وقال بحب وشغف
بس أنا مش غريب بالعكس.. أنا قريب وقريب أوي كمان
لم يستمع إلى ردها عليه بل نظرت إليه باستغراب وفكرت في حديثه الذي لأول مرة يكون واضح هكذا ومنذ فترة وهو مهتم بها من الأساس وذلك يوترها إلى أبعد حد
ممكن تديني
رقمك
تساءلت باستفهام
ليه
أجابها بصدق وجدية وهو ينظر إليها ويقترب مرة أخرى
علشان اطمن عليكي
لحد ما الواد ده ينقبض عليه
امتنعت عن ذلك قائلة بآسف يظهر بطريقة فظة
آسفة مش هينفع
تسائل بجدية مستغرب رفضها مع أنها في يوم قد اعطته ل جاد أمامه دون امتناع
ليه
وضعت يدها أمام صدرها بتحفظ وأبصرته باستغراب متسائلة داخلها كيف له أن يتحدث هكذا ومن أين أتى بكل هذه الشجاعة
نفس الحكاية مش هينفع أكلمك.. يعني هكلمك بصفتك ايه..
عاد يضع يده في جيب بنطاله بهدوء ممېت ونظر إليها بحب رأته قبل في عيني جاد لشقيقتها ولكنها كذبت نفسها من رؤيته هنا
على راحتك بس قريب هتكلميني يا مريم وبصفتي حاجه كبيرة وقريبة ليكي أوي يمكن أكتر من نفسك
عن اذنك
تركته سريعا وعادت مرة أخرى تهبط الدرج لتبتعد عن حديثه الموتر للأعصاب والذي يلعب به على أحبال حبها له لقد استغربت كثيرا من حديثه معها هكذا لأول مرة ربما شعرت بأنه يقترب منها منذ زواج هدير و جاد ولكنه لم يتحدث أبدا بهذه الصراحة من قبل وقد فهمت ما الذي ألقاه عليها ولكنها منعته عن عقلها حتى لا تأتي بالمتاعب إلى قلبها قبل عقلها وهي مازالت في بداية الطريق..
وقفت هدير في مطبخ والدة جاد تعد معها الطعام للعشاء لزوجها ووالده بحب كبير بينها وبين والدته وهم يتسامرون في الحديث معا..
حملت صينية المكرونة على يدها بعد أن انتهت منها وبقي فقط آخر مهمة لفعلها وهي تسويتها وضعتها أمامها على رخامة المطبخ متسائلة
ها يا ماما فهمية احطها في الفرن كده
نظرت إلى الصينية وهي تقطع السلطة وأومأت برأسها بهدوء والابتسامة على وجهها
أيوه كده حلوة أوي يا حبيبتي تسلم ايدك
استدارت هدير لتذهب إلى الفرن في الناحية الأخرى وهتفت بابتسامة عريضة تجيبها
يسلملي عمرك وكلامك الجميل
نظرت إليها والدة زوجها بحب وحنان وهي تمدح بها وكأنها ابنتها قائلة بحماس وطريقة شعبية
كلام ايه يابت يا هدير طب والله أنت ما يعلى عليكي في الطبيخ وبعدين دا جاد بيشكر في أكلك وده مش من العادي يابت افرحي
تركت الصينية في الفرن بعد