ندوب الهوي بقلم ندا حسن
أن اشعلته ووقفت جوارها تتسائل بلهفة عن حديث زوجها الحبيب عن مأكولاتها
بجد بيشكر في أكلي
أكدت والدته الحديث بجدية وهي تقص عليها ما حدث بالأمس من ابنها وزوجها ومازالت تقطع السلطة
إلا بجد امبارح وهو هنا الحج كان بيقوله يتغدا معانا مرديش أبدا وقال ايه أكل هدير ياما.. أكل هدير ياما قولتله قوم يا واد أمشي من هنا
لأ بس بردو مفيش أحسن من أكلك ده أنا هتعلم منك واعمله علشان ابقى جمعت كل حاجه حلوة يحتاجها
ابتسمت باتساع وهي ترى زوجة ابنها تود أن تجعله لا يفتقد بها شيء بل تجمع كل ما هو يريده بها لتوفر له الراحة والسعادة معها تحدثت هي الأخرى بابتسامة عريضة
أردفت هدير سريعا بعد هذه الكلمات من والدته بلهفة وثقة من حديثها ومنه هو أولا
لأ لأ جاد مش بتاع كده مش بيبص بره ده بيغض بصره في أي مكان
تركت والدته السکين من يدها وتقدمت إلى حوض الغسيل لتغسل يدها وهي تهتف بفخر واعتزاز بولدها
تساءلت هدير باستنكار وهي تستند بظهرها إلى رخامة المطبخ
هو صحيح انتوا خلفتوا جاد بعد تسع سنين
أجابتها بجدية شديدة وهي تحمد ربها على هذه النعمة الذي من عليها بها وأكملت حديثها بجدية ولهفة لرؤية صغار ولدها
أيوه بس الحمدلله دلوقتي نحمد ربنا ونشكر فضله.. وشدوا حيلكم انتوا بقى مش عايزين تأخير عايزين قطط صغيرة كتير كده تلعب حوالينا
إن شاء الله
نظرت إليها فهمية باستغراب لعدم رؤية حماسها فصاحت بجدية وحزم متسائلة
اوعي تكوني مش ناوية وتقوليلي التعليم وابصر ايه
أجابتها هدير بصدق خالص ونظرة بريئة من عسلية عينيها الصافية
لأ لأ والله أنا سيباها على ربنا واللي هو عايزه هيكون
رفعت غطاء القدر وهو على الموقد وسارت تقلب محتوياته بالملعقة الكبيرة وهتفت قائلة
مرة أخرى تسائلت هدير بفضول
هو سمير وجاد أخوات. راضعين على بعض قصدي
ابتسمت فهيمة باتساع وهي تتذكر
تلك اللحظات التي مضى عليها أكثر من ستة وعشرون عام
أيوه أم سمير سابته معايا وهو عمر سنة وراحت مشوار مع الحج عطوة وفضل هو زن زن طول عمره زنان الواد ده وكان جاد عمر سنتين ولسه بياخد لبن طبيعي فقومت مرضعة سمير
ده شكل جاد طلع
وقف على عتبة باب المطبخ جوارها وغمز إليها بعينيه بخفه ثم أردف وهو يشاكسهم بمرح
يا مساء الفل على أجمل اتنين في الدنيا
استدارت والدته تنظر
إليه بسخرية وهتفت قائلة مبتسمة
شوفي البكاش
رفع يده وأشار إلى نفسه بطريقة درامية وكأنه حزين ثم ابتسم وهو ينظر إليها
بقى أنا بكاش يا أم جاد.. دا أنا الحيلة يا أم جاد
بس يا واد بقى الله
نظر إلى زوجته التي كانت تتابع الموقف بينه وبين والدته بابتسامة عريضة وأردف وهو يمسك بزر القميص الذي جذبه منذ لحظات ليقع بيده عن عمد
هدير زرار القميص انقطع تعالي خيطيه
أعتدلت في وقفتها وهي تتجه إلى الفرن لتلقي نظرة على الصينية التي وضعتها
طب خمس دقايق بس هشوف صينية المكرونة
غمز إليها وهو يقترب ويذهب إلى الداخل قائلا
تعالي بس والحجة هتشوفها
فتحت والدته الثلاجة ونظرت إليه من خلال بابها وهي تتهكم عليه وقد فهمت أنه يريدها لغرض آخر
زرار بردو يسطا جاد.. روحي روحي ياختي شوفيه عايز ايه
نظرت إليها باستغراب من حديثها الذي لم تفهمه وحاولت الإعتراض ولكنه لم يدعها تكمله
لأ بس هشوف.....
تقدم منها ثم جذب يدها وخرج بها من المطبخ بقوة وهو يلعن ذلك الرأس اليابس
ما قالتلك روحي بقى الله
رأته يأخذها باتجاه غرفة نومه هنا فامتنعت وقد فهمت ما الذي يريده وفهمت أيضا ما الذي كانت تتحدث عنه والدته فقالت باحتجاج
في ايه يا جاد ماينفعش كده
دلف بها إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة ودفعها خلفه لتواجه الباب بظهرها فاقترب منها بشدة قائلا بصوت خاڤت
هو ايه ده اللي ماينفعش
هتفت باسمه بلين ورقة لتجعله يتركها تذهب للخارج حتى لا تحرج أمام والدته ولكن أتى ذلك بنتيجة أخرى
جاد
أمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه يقب برقة وحنان بالغ والشغف داخله نحوها يزداد يوما بعد يوم تحدث بحب وحنان
وحشتيني يا عيون جاد
ابتسمت بخجل وهي تنظر إلى رمادية عينيه الخلابة التي تجذبها إليه من نظرة واحدة وأجابته بلين ورقة بالغة وهي ترفع كف يدها الأخرى إلى وجهه تتحس س وجنته اليسرى بيدها بحنان وطريقة جعلته مچنونا
وأنت كمان على فكرة
ثم عاد للخلف قائلا بنبرة رجولية خبيثة
خمسة استراحة بقى قبل الحج ما يوصل!
امتنعت وحاولت أبعاده عنها لتخرج إلى والدته حتى لا تتأخر عليها
لأ لأ بجد والله عيب كده
نظر إليها باستغراب وقربها منه أكثر بعد أن وضع يده الاثنين حول خص. رها يق. ربها منه حتى لا تبتعد
هو ايه ده اللي عيب يا مچنونة أنت أنت مراتي يا وحش
حاولت أبعاد يده بجدية وهي تتحدث بحزم مقررة أنها لن تجاريه فيما يفعل هنا بالأخص أمام والدته وربما يحضر والده في أي وقت ليتناولوا العشاء معا
مراتك بس ده مش بيتنا وبعدين أبوك زمانه جاي علشان نتعشا... أبعد بقى الله يخليك زمان ماما فهيمة بتقول علينا ايه دلوقتي
ضحك بقوة أمام وجهها وأقترب منها يحرك أنفه أمام أنفها وهو يلام. سها وهتف بقوة وداخله طاقة مكبوتة يريد إخراجها الآن عليها
هتقول عرسان.. عرسان
زفرت بحنق وضيق شديد وهي لا تصل إلى فائدة من الحديث معه
يوه يا جاد أبعد بقى كده
تعالي أنت بس كده
ابتسم بمرح وجذبها إلى داخل الغرفة بخبث ومكر شديد تحلى به لينال منها ما يريد فحاولت أن ترفع صوتها وهي تبتعد عنه بقوة خائڤة من أن يأتي والده الان أو تناديها والدته..
على فكرة بقى لو طلع صوتك هتقول
علينا كتير
زفرت بوجهه بضيق وانزعاج شديد فابتسم بوجهها محاولا ارضائها معبرا لها عن كم الاشتياق بداخله لها وكم يريد عناقها ووجودها معه الآن..
فمالت رأسها ناحيته عندما استمعت إلى كلماته وحركاته تجاهها وكم يبدو عليه اللهفة والشغف تجاهها
أقترب أكثر ثم أكثر متناسيا وجودهم في منزل والده ووجود والدته بالخارج ولحظات أخرى ويأتي والده يتناولوا الطعام سويا
ولكنه عندما أق. ترب منها أبتعد كل شيء عن ذهنه سواها هي فقط.. هي من بقيت داخله وخارجه وبكل الحب يعترف بذلك أنها استحوذت على عقله وقلبه وجسده وكل ما به ووصلت لمرحلة لم يكن يعتقد أن هناك من تنالها منه لقد وصلت إلى أسمى درجات الحب وما بعد الهوى..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثالث_عشر
ندا_حسن
يسر جمالها أعيني فتنظر رمادية عيناي عليها
شوقا ولهفة يدق قلبي عڼفا لحبه في قربها
تتعالى وتيرة أنفاسي بعد النظر لفتنتها
ما السبيل ل للتخلص من كل هذا حتى بعد
الزواج منها
بعد مرور يومين
وقفت هدير في مطبخ شقتها القديمة منزل والدتها في بيت والد جاد كانت تعد الطعام مع شقيقتها ووالدتها في المطبخ إلى حين وصول زوجها حيث أنها اليوم ستتناول الطعام هنا هي وإياه بطلب من والدتها..
لقد أعدت والدتها الكثير من الأصناف الشهية والمحبوبة لدى جاد بالأخص وقد علمت ما الذي يحبه من ابنتها لتقوم بالترحاب به في منزلهم لأول مرة بعد زواجه من ابنتها..
هناك سعادة ليست غريبة على نعمة بل كانت تعلم كيف تشعر بها على الطريقة الصحيحة دون أن تخلق أسباب واهية تحيدها عنها بعد أن تزوج ابن عائلة أبو الدهب من ابنتها العنيدة الشرسة الرقيقة الجميلة بنفس الوقت..
وقد كان هذا حلم بعيد صعب المنال من المستحيل أن يحدث ولكن وضعت الأسباب ونفذت القرارات لتكن
الآن متزوجة منه وأصبحت من أهم الأشخاص في هذه الحارة بعد أن أصبحت فرد منهم فرد من أهم العائلات وأفضلها هنا..
دعت كثيرا بأن تصبح شقيقتها الصغرى لها حظ مثل هدير ويأتي إليها شاب صالح متقي ومقتدر بذات الوقت ليعوضها مثل شقيقتها وليجعلوا كل منهن تتناسى كل ما رأته في حياتها هنا فلم تعيش أي واحدة حياة طبيعية مثل أي فتاة في عمرهم تمزح وتمرح وتتلقى كل مطالبها وتكن أمامها مجابة..
ابتسمت مريم بسعادة كبيرة وهي ترى والدتها متلهفة هكذا أن تجعل كل شيء على قدر عالي من الاستحسان غمزت هدير بعينيها وهي تقف تقلب الطعام ثم أردفت بنبرة ماكرة وهي تتهكم على والدتها بطريقة مازحة
عقبالنا يارب.. عقبالي كده يا هدير لما اجي زيارة للبيت وأمي تلف حوالين نفسها علشان تعمل لجوزي أكل حلو من ايديها
ابتسمت هدير بغرور أمامها رفعت كتفيها وأخفضتهم مصطنعة التعالي والكبرياء
دي حاجات بتظهر لناس ناس ايش فهمك أنت
أردفت والدتهم بعد صمت وهي تتابع حديثهم الذي تفهمه من البداية هتفت بابتسامة ساخرة وهي تتحرك في المطبخ بجسدها الممتلئ قليلا
هاتيلي عريس زي جاد ابن ناس ومحترم ومتربي وأنا أعمله
اومال
كادت مريم أن ترد عليها ولكن هدير أردفت بسرعة وهي تبتعد عنهم إلى الخارج قبل أن ينشب عراك بينهم ككل مرة
بقولكم ايه أنا رايحه اتوضا وأصلي أحسن
خرجت من المطبخ فاستمعت إلى صوت الباب يطرق من الخارج فعلمت أنه جاد قد حضر لأن جمال معه مفتاحه الخاص صاحت ل مريم أن تفتح له الباب حتى لا تتقدم من الباب بملابسها هذه وتظهر إلى ردهة المنزل من الخارج..
فتحت له مريم ورحبت به كثيرا ثم جعلته يدلف إلى الصالة يجلس بها ودلفت إلى والدتها في المطبخ والتي خرجت هي الأخرى بعد أن غسلت يدها وعدلت هيئتها لتسلم على زوج ابنتها التي لأول مرة يدلف منزلهم بعد الزواج وبعد ذلك تركته وعادت لترى ما الذي تفعله في المطبخ من طعام وأصناف ستقدم إليه..
لحظات ووجد زوجته تخرج من المرحاض ووجهها مبلل بالمياة وقدميها كذلك ويدها الاثنين توصل إليه أنها كانت تقوم بالوضوء لتصلي ربما..
لفت نظره ما ترتديه هنا!.. لقد كانت ترتدي بنطال بيتي قصير يصل إلى ركبتيها ويظهر باقي
غير خصلاتها الظاهرة التي ترفعها فوق رأسها بكعكة يخرج منها خصلات متمردة..
نظر إليها پغضب وهو ليس سريع الڠضب ولكنها
حتما ستجعله يجن من حديثها قبل أفعالها الغريبة هذه..
اقتربت عليه بابتسامة هادئة وهي تنظر إلى عينيه الرمادية التي تسحرها أقتربت منه إلى أن وقفت أمامه وهتفت بلين ودلال
حمدالله على السلامة
أمسك معصم يدها ووقف على قدميه دون سابق إنذار ودون حديث متقدما إلى غرفتها فصاحت بقوة وهي تضغط على أسنانها ولكن بصوت خاڤت حتى لا تستمع شقيقتها أو والدتها
جاد..