ندوب الهوي بقلم ندا حسن
بلاش جنان بقى أنت هتفضحنا
ظنت أنه يريد أن يفعل مثلما فعل بمنزل والده وتحت أنظار والدته التي كانت خجلة منها للغاية عندما خرجت أمامها بعد ربع ساعة أو أكثر..
فتح باب غرفتها الذي كان نصفه مغلق وكاد أن يدفعها قبله للداخل ولكن توقف سريعا يغلقه مرة أخرى عندما وجد نافذة الغرفة التي تتطلع على الشارع بالخارج مفتوحة..
بادلة ابتسامة باردة ثم أغلق النافذة وعاد لتلك المسكينة التي لا تفهم شي مما يفعله فتح الباب الغرفة وجذبها للداخل تحت نظراتها المندهشة من أفعاله الچنونية أغلق الباب مرة أخرى بعد أن دلفت وقال بصوت قوي حاد
نظرت إلى نفسها بدهشة واستغراب شديد وهي تعيد كلماته داخل رأسها مرة أخرى كيف ليست بشقتها إذا شقة من هذه. رفعت نظرها إليه وتساءلت باستفهام وهي تلوي شفتيها
اومال أنا فين يا جاد منا في بيتي أهو وبعدين مفيش حد غيري أنا وماما ومريم وأنت لسه جاي ومريم اللي فتحت الباب فين المشكلة بالظبط مش فهماك
هي المشكلة هنا بس يعني! وجمال أخوكي عادي يشوفك بالمنظر ده ولا الشباك
المفتوح على آخره في اوضتك ولا أي حد من الجيران اللي بيقعدوا مع أمك
أبصرته باستغراب شديد وهي تفكر داخلها هل هو طبيعي أم ماذا. يتحدث بأي شيء ليقول إن هذه الملابس غير مناسبة وحسب رفعت حاجبها الأيمن إلى الأعلى عن الآخر وقالت بقوة تماثله
استفزه حديثها وتبريرها الواهي يعلم أن جمال شقيقها هل هو لا يعلم إنه يعلم ولكن لا يحق له رؤيتها هكذا وهي أيضا كان من الاحترام أن تخفي جسدها هذا عنه وعن شقيقتها ووالدتها حتى أهو مچنون مثلا.. إنه فقط لا يريد أن يراها أي شخص هكذا حتى وإن كانت امرأة..
ما أنا عارف أنهم ستات وعارف أن جمال أخوكي بس ده مش منظر تطلعي بيه ولا تقعدي بيه كده هنا والحاجات دي متعملتش علشان تلبسيها هنا ولا جبتيها في جهازك علشان تلبسيها هنا وبلاش تخليني اتغابى بسبب كلامك المستفز ده..
وبعدين بصي كده الشوية اللي هي مخبياهم مش قادرة عليهم... شفافة وكله باين من تحتها ولا استعميتي دلوقتي
دفعته بقبضة يدها عنها لكي يبتعد وتتقدم إلى داخل الغرفة ولكنه لم يتزحزح من أمامها فتحدثت بحدة وعصبية ساخرة مثله تماما
استعميت ايه أنت اللي حساس زيادة عن اللزوم.. دي برمودا عادي يعني ومفيش حد غريب قاعد علشان تعمل كل ده.. وأبعد بقى علشان عايزة أصلي
قالت أخر جملة بين كلمتها وهي تدفعه بيدها من أمامها لتذهب ولكنه تمنع عن فعل ذلك وضايقها أكثر عندما وضع يده الاثنين من الناحيتين على الحائط يحاوطها بهما وأقترب أكثر وهو يبتسم بمكر مقرر أن يزعجها أكثر..
والله.. طب ايه رأيك مش هتطلعي من الاوضه باللي
أنت لبساه ده
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها وتحدثت بسخرية وتهكم واضح أمامه
كده بقى هطلع من غير خالص
هدير!..
نطق اسمها بحدة وهو يأخذ يديه جانبه مرة أخرى ووقف شامخا أمامها بطوله وجسده العريض الذي تقف أمامه كابنته..
استمعا من الخارج صوت والدتها وهي تنادي عليهم لتناول الغداء بصوت عالي
يلا يا هدير جمال وصل وهنحط الأكل
وضع يده بجيب بنطاله وهو يبتعد عنها قائلا بجدية
غيري الهدوم دي يلا
ابصرته بجدية شديدة وهي مندهشة منه حقا إنه يعطي الأمر أكبر من حجمه بكثير أقتربت من الفراش وجلست عليه قائلة بفتور محاولة أن ترى أين آخره وكيف ستتخطى هذا الموقف معه
مجبتش هدوم غير دي
نظر إليها بهدوء وهو يعلم أنها فقط تجادله لترى ما الذي يفعله أن لم توافق جلس جوارها بهدوء وأردف مجيبا إياها بجدية
البسي اللي جيتي بيه
امتنعت قائلة بحدة وهي تقف على قدميها مرة أخرى
ده درس أبيض هيتوسخ
وقف خلفها وعلى حين غرة أمسك بيدها ليجذبها إليه فاقتربت منه ولامست يدها الأخرى صدره وهي تستند عليه استمعت إليه وهي تنظر إلى عينيه بعمق يهتف بجدية واضعا النقاط فوق الحروف
لو بتفكري تمشي كلمتك عليا فده مش هيحصل يا هدير.. جاد الله مش هياخد أوامر ولا هيسمع كلام واحدة ست لو مين هي حطي ده في بالك أنا هنا الراجل وكلامي هو اللي هيمشي وإذا ملبستيش حاجه محترمة وخرجتي نتغدا مع أهلك يبقى هتلبسي هدومك اللي جيتي بيها ونرجع بيتنا
وجدها صامتة تنظر إليه ببلاهة ومازالت يدها على ص دره وهو ممسك بيدها الأخرى مقربها منه بحدة استدار بناحيته الأخرى إلى الفراش وأخذ إسدال الصلاة الذي أبصره قبل قليل ووضعه على صدرها بقوة لترفع يدها التي اخفضتها من على صدره تتمسك به كي لا يقع أرضا..
استمعت إليه يكمل حديثه بقوة وهو يقرب وجهه منها ويوزع عينيه على كامل ملامحها
أنا عارف إن اللي بره أخوكي بس ده مش مبرر أنه يشوف مفاتنك بالشكل المغري ده وعارف كمان أنك عمرك ما لبستي كده وياريت تستمري في اللي كنتي بتعمليه أنا مش عايز حد يشوف أي حته من جسمك وحتى لو هي ست زيك يا هدير.. ياريت يكون كلامي مفهوم..
ترك يدها واستدار وذهب ناحية الباب ثم هتف قبل أن يفتحه قائلا بجدية ورفق وكأنه سيحاسب مكانها إن أجلت الصلاة
صلي قبل ما تخرجي
فتح الباب ثم خرج وأغلقة خلفه بهدوء بينما بقيت هي بالداخل تبتسم ببلاهة بعد خروجه.. هل يغير عليها إلى هذا الحد.. هل يحبها حقا!.. أجل يحبها فليس هناك أكثر من ذلك يثبت حبه لها سوى الكلمات المتبقية..
الكلمات التي ټموت في سبيل الاستماع إليها منه يتغاضى عن الحديث بها ويبدلها بأفعال جميلة ورائعة تعلم ذلك ولكنها من محبي الاستماع والتمتع بلحظة
نطق الكلمات المعسولة التي تدل على الحب والهوى القابع داخل القلوب..
لقد أظهر رجولته عبر حديثه عن أنه لن يستمع لامرأة مهما كانت من هي وأظهر عنفوانه عبر حركات جسده وتعبيرات ملامحه المنزعجة من مراوغتها ومجادلتها معه في أمر يرفضه يتمتع برجولة شديدة الظهور وحديث ناضج واضح وأفعاله ليست لها مثيل غير تلك النظرات التي تخرج من عينيه الرمادية ترمي بسهام الهوى وكأنها لم تقع به لتسقط أكثر وأكثر والعشق يأتي بآخره معها منتظرة من معذب الفؤاد أن يتحدث..
في المساء
وقفت أمام المرآة تنظر إلى ما وضع عليها بتركيز شديد وكأنها تبحث عن شيء ما!. وكان بالفعل كذلك وهي ترفع الأشياء الموضوعة عليها أكثر من مرة وتنظر بتركيز شديد وتزفر بضيق وانزعاج حضر إليها الآن..
أمسكت بصندوق الحلى الخاص بها والموضوع به ذهبها بالكامل وذهبت إلى الفراش وافرغت كل ما به لتبحث عن أساورها المفقودة..
بحثت بينهم مرة واثنان وثلاث اعتقادا أنها لا ترى جيدا ذهبت إلى خزانة الملابس وأخذت تبحث بين ملابس الخروج التي قد أتت إليها من قبل وفتحتها ربما وقعوا هنا وهي تعدل ملابسها!.. مالت بجذعها للاسفل وهي تبحث بتركيز وتدقق في الأشياء ربما هي لا تراهم..
رفعت خصلات شعرها التي تنسدل على كتفيها وبجانب وجنتيها تعيق حركتها وتزعجها أكثر زفرت بحدة وعصبية وهي لا ترى أي أثر لهما..
ذهبت إلى المرآة مرة أخرى وانحنت
بجسدها على الأرضية تبحث أسفلها وبجوار المقعد ولكن دون فائدة..
دلف زوجها الغرفة وهو يزيل عنه قميصه البيتي ذو اللون الرمادي ك عينيه ليبقى عاري الصدر بينما يرتدي بنطال أسود قطني يسير حافي القدمين..
نظر إليها باستغراب بعد أن جلس على الفراش ورأى الذهب الموضوع بإهمال هكذا لقد كان يدلف لينام قليلا لأنه لديه عمل كثير في الصباح في الورشة وحقا هو متعب للغاية من كثرة الأعمال المتراكمة عليه..
أردف قائلا يتساءل عن سبب هذه الفوضى وحيرتها الواضحة
مالك بتدوري على ايه
نظرت إليه بعد أن رفعت رأسها ووقفت على قدميها أمامه تقدمت منه وجلست جواره على الفراش تستدير بجس دها لتنظر إليه وبالمنتصف الذهب الذي أخذت تضعه في الصندوق مكانه مرة أخرى أردفت بانزعاج وضيق
في غوشتين مش لقياهم
استلقى على الفراش في مكانه ولم يعطي الأمر أهمية معتقدا أنهم في مكان ما وهي قد نسيت أجابها بفتور
هيروحوا فين يعني أكيد هنا ولا هنا.. وتلاقيكي أصلا شيلاهم وناسيه
صاحت بحدة بسبب توترها وانزعاجها من هذا الموقف واختفاء الأساور المفاجئ
نسيت ايه يا جاد أنا كنت لبساهم
وضع يده الاثنين أسفل رأسه ليعلو قليلا وينظر إليها وتحدث باهتمام حاول إظهاره حتى لا تنزعج
وبعدين راحوا فين بالراحة بس وأنت هتلاقيهم
تركت ما بيدها وجلست على الفراش نظرت أمامها في الفراغ وهي تحاول أن تتذكر أين وضعتهم بالضبط
أنا كنت لابساهم وأنا عند ماما وجيت خلعت كل دهبي اللي كنت لابساه وحطيته هنا على المراية وقعدنا بره... دلوقتي وأنا برتب الهدوم وبحطه في الصندوق لقيت الغوشتين مش موجودين
سألها باستفهام وهو يستدير على جانبه الأيسر يتكئ على ذراعه وينظر إليها
بس أنا مشوفتش في إيدك دهب وإحنا هناك
أجابته وذهنها يفكر أين قد تكون وضعتهم أو أين اختفوا منها وهي لم تذهب إلى أي مكان بعيد
ما أنا كنت خلعاه
عاد يستلقي على الفراش بهدوء ولا يعطي للأمر بداخله أهمية من الأساس لأن من المؤكد أنها نسيت مكانهم ولكنه يتحدث معها باهتمام حتى لا تنزعج
طيب ممكن يكونوا هناك نسيتيهم أو وقعوا يا هدير
أردفت بتشتت واضح وحيرة من أمرها لا تستطيع أن تخفيها وهي تود معرفة أين الأساور
أنا مش عارفة... أنا حتى مش فاكرة خلعتهم هنا ولا لأ
استدار للناحية الأخرى ينام على جانبه الأيمن يوليها ظهره قائلا بنبرة ناعسة فقد تخطت الساعة الواحدة صباحا وهو يستيقظ باكرا لعمله
ابقي اسألي مريم أكيد نستيهم هناك
وقفت على قدميها وهي تتوجه إلى خارج الغرفة وخصلاتها تتطاير خلفها بقوة هتفت بجدية وهي تخرج
أنا هكلمها فعلا..
زفر بحنق وهو يستمع