ندوب الهوي بقلم ندا حسن
إلى صوتها العالي بالخارج بعدما تحدثت مع شقيقتها ولا يستطيع النوم بسبب هذه الأساور الملعۏنة وضع الوسادة فوق رأسه لكي يختفي صوتها ولكن ذلك لم يحدث وكان حقا في أمس الحاجة للنوم..
زفر بضيق وضجر مرة أخرى وهو يقف على قدميه متقدما من الباب ليغلقه حتى يستطيع النوم ولكن عندما أمسك به وقارب على غلقه كانت هي تدلف إليه تهتف بحنق وانزعاج شديد
أمسك بكتفيها معا بيده الاثنين ثم ابتسم بهدوء رغما عنه وتحدث بجدية ونبرة خاڤتة ونظرته إليها رائعة بعينه الناعسة
ممكن تدوري عليهم بكرة ولا حتى متدوريش هيظهروا لوحدهم صدقيني بس أنا تعبان والله ومحتاج أرتاح شوية يا هدير
ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت بحلقها بحرج وتوردت وجنتيها بخجل شديد منه إنها تزعجه دون أن تلاحظ وهو يريد النوم حقا استيقظ اليوم مبكرا ويومه كان حافل بالعمل حتى بعد عودتهم من عند
أنا آسفة يا جاد ماخدتش بالي والله
أخذها ناحية الفراش وهو يهتف بصوت حاني
هقبل آسفك لما تنامي في حضڼي وتسيبك من كل اللي بتعمليه ده
ابتسمت إليه وهي تسير معه صعد على الفراش وهي جواره أغلق ضوء الغرفة من مفتاح الكهرباء المجاور للفراش ثم استلقى براحة وهو يفرد جسده عليه وأخذها في أح ضانه يقربها منه ويستنشق رائحة خصلاتها الجميلة بالنسبة إليه والمنعشه أيضا وضع يده أسفل رأسها والأخرى فوق ج سدها القريب للغاية منه..
وحدها ربما هناك كثير من الأشياء داخل عقلها تريد لها إجابة واضحة لتستطيع العيش معه بذلك الحب دون خوف ولكن كلما رأته يتهرب من نظراتها المتسائلة عادت تتعايش معه دون تساءل وتبعد تشتت تفكيرها عنها لتنعم بالراحة معه..
وضعت يدها فوق ص دره الع اړي الأملس الذي يبدو أسفل يدها كشيء صلب للغاية كالحجر بسبب هذه العضلات والرشاقة التي يحافظ عليها رفعت قدمها اليمنى ووضعتها فوق قدميه الاثنين من الأسفل ليرتفع القميص عن ج سدها مظهرا ساقيها بسخاء..
وقف سمير في شرفة منزلهم شارد الذهن وصوت القرآن يعلو في ميكروفون المسجد ويستمع إليه جيدا ولكن تركيزه لم يكن عليه هو كان بالفعل يستمع لكن تفكيره بها هي!
لا يدري ما الذي حدث إليه هكذا في أيام معدودة وقليلة للغاية بالنسبة إلى موضوع كهذا!.. إنه لا يفكر إلا بها وحدها ولا يوجد سواها من الأساس ليفكر بها قبل النوم وعندما يستيقظ وهو يأكل وهو يجلس مع أصدقاءه في المقهى وفي كل وقت يراها ويفكر بها وآخر مرة تمتم باسمها في صلاة العشاء أمس!..
هو ليس ك ابن عمه ينتظر سنوات كي يعبر عن حبه ويبقى بانتظار الفرصة المناسبة وهو ليس مثله أيضا يبتعد عنها ويبقى حبها داخله حتى لا يغضب الله عليه نعم ېخاف الله ولكن هو ليس من هذا النوع أبدا مادام نيته سليمة وواضحة وتفكيره به خير حتى ولو لم يكن هناك شيء رسمي بينهم فليحدثها وينظر إليها ويفعل ما شاء مادام هو لم يفعل الحړام..
أخرج سېجارة من علبة السچائر أشعلها ثم قال لنفسه بأنه سينهي كل هذا الأن ويأخذ قرار يخصهما!.
إنه يريد رؤيتها دوما يفكر بها كثيرا يود حمايتها من أقرب الأشخاص إليها يود أن يكون أقرب إليها من نفسها يود أن تكون معه بمكان واحد يفعل ما يحلو له معها كأي زوجين زوجين!....
إنه يحبها ويريدها بكل جوارحه ولن يؤجل ذلك بعد الآن أبدا وأول من سيعرف جاد لكي يساعده في ذلك..
أخذ الهاتف من على سور الشرفة ثم أتى برقم جاد وألقى اتصالا به ثم وضع الهاتف على أذنه ينتظر رده
على الناحية الأخرى كان جاد نائم مثلما هو وبجواره زوجته على نفس الوضعية استمع إلى صوت رنين هاتفه والذي كانت هذه المرة الثانية له حتى يستفيق لقد كان مرهقا بالفعل..
مد يده المحررة إلى الكومود وأخذ الهاتف ناظرا إلى شاشته بنصف عين من أثر النعاس وضعه على أذنه قائلا بنعاس وصوت خاڤت حتى لا تستيقظ زوجته
أيوه يا سمير مالك
أتاه صوت سمير الواضح منه أنه لم ينم من الأساس وقال بجدية لأول مرة هو يطلبها منه بل كانت هذه مهمة جاد
قوم يا جاد نصلي الفجر
على الرغم من استغراب جاد لهذا ولكنه ابتسم بسعادة لأن ابن عمه بدأ بالتقرب الحقيقي إلى الله ولكنه أردف بصوت منهك خاڤت
هصلي هنا يا سمير مش قادر أنزل
هتف سمير هذه المرة بإلحاح قائلا
معلش يا جاد أنزل هنصلي وهكلمك في موضوع مهم وضروري
زفر جاد نفسه بهدوء وهو يجيبه بالموافقة ثم أغلق الهاتف ووضعه مكانه أخذ يده من أسفل رأسها تاركها على الوسادة ثم أبتعد عنها ساحبا ذلك الغطاء الخفيف من آخر الفراش وقام بفرد طويته ليغطي جسدها المكشوف به..
تقدم منها مرة أخرى ووضع بهدوء وخفة وهي نائمة ابتسمت في نومها وهي تفتح عينيها بصعوبة وتنظر إليه من بين ذلك النعاس الذي يسرقها بادلها الابتسامة هو الآخر ثم خرج من الغرفة ليذهب إلى المرحاض وتركها تدلف إلى نومها مرة أخرى وهو يعلم أنها بعد قليل ستستيقظ بفعل المنبه المضبوط يوميا ليستيقظوا في وقت صلاة الفجر ويقوموا بالصلاة معا كالمعتاد..
من الجيد أنها مستيقظة وانتبهت أنه كان يتحدث إلى سمير عبر الهاتف وسيصلي معه جماعة في المسجد حتى لا تقلق عليه..
بعد انتهاء صلاة الفجر وخروجهم من المسجد سويا ليعودوا إلى
منازلهم سار
سمير جوار جاد بتوتر وتردد في أن يتحدث لا يدري لما ولكن قلبه يخفق پعنف بسبب مصارحته لأحد غير نفسه بحبها لأول مرة
سأله جاد باستفهام وهو يسير جواره عن ماذا كان يتحدث
موضوع ايه اللي مهم وضروري ده
ضړب سمير حجارة صغيرة بقدمه بقوة وهو يسير في الشارع ونظر إليه بتردد هاتفا بنبرة هادئة قليلا
موضوع يخصني يا جاد
رفع جاد نظره إليه وعينيه متسعة على ذلك الغبي الذي يهتف بشيء يخصه! وما هو إذا سأله مرة أخرى مستنكرا بضجر
أيوه ايه يعني.. مالك
أخذ نفسا عميقا وهو يسير بهدوء وتروي جواره كي لا يصلوا قبل انتهاء الحديث بينهم ألقى ثقلا من على صدره مرة واحدة قبل أن يتردد مرة أخرى
بصراحة كده أنا... أنا بحب واحدة وعايز اتجوزها
ابتسم ابن عمه بغرابة من تصرفاته الغير طبيعية بالمرة ف سمير لم يكن هكذا يوما ولم يتردد بأخبار جاد أي شيء عنه! رفع حاجبه الأيمن وهو يستدير بوجهه ينظر إليه قائلا بصوت جاد
وأنت مالك كده ياض خاېف ووشك مخطۏف ما تفرح دا يوم الفرح كله لما تتجوز وتنقل فوقي أنت ومراتك
ابتسم سمير بتهكم وكأن جاد سيمانع عندما يعلم هويتها
مش لما تعرف أنا عايز مين الأول وبعدين تبقى تقول كده
استنكر جاد حديثه بالفعل هذه المرة أكثر وعينيه الرمادية تنظر إلى الطريق ولكنه يفكر بهذا الأبلة سأله بهدوء
هتكون مين يعني
وضع يده في جيب بنطاله وأخرج علبة سجائره بقوة ومعها القداحة وضعها على فمه وأشعلها ثم أخذ يدخنها بشراهة وكأنه يهرب من الإجابة على ابن عمه لسبب لا يعرفه ولكنه على أي حال أجابه بفتور مصتنع
مريم أخت مراتك
مريم!.
نطق اسمها باستنكار بعد أن وقف في منتصف الطريق وكأن قدميه ثبتت هنا واجتاحته الصدمة بسبب إظهار سمير هوية من يحبها هو لا يمانع ذلك ولكن منذ متى من الأساس لم يشعر أبدا أن سمير يميل بقلبه إلى شقيقة زوجته!. و سمير لم يظهر هذا أبدا كيف هكذا
وقف الآخر جواره وهم على مقدمة الشارع الخاص بمنازلهم ناظرا إليه بجدية شديدة وملامحه تتحدث بالصدق قبل أن تقوله شفتيه التي أردفت بقوة
أيوه مريم يا جاد.. أنا بحبها بحبها وعايزها في الحلال زي ما أنت عملت بالظبط
أردف مجيبا بجدية بعد أن فكر بالأمر قليلا
مفيش مانع يا سمير بالنسبة ليا أنا موافق جدا كمان.. مريم بنت محترمة ومتربية وهتصونك بس الكلام ده مش أنا اللي أقوله دا لازم يكون من عندهم هما وهي بالأخص
نظر إليه بعينين خائفتين من القادم أخذ يتحرك مرة أخرى في الشارع سيرا وفعل الآخر مثله لم يستطع أن يخفي ذلك الخۏف القابع بداخله بعد كلمات جاد فسأله بقلق ولهفة ظاهرة
أنت شايف أنها ممكن ترفض..
مط شفتيه للأمام بعدم معرفة لما يقوله وأردف مجيبا وهو يستنتج بالمواصفات التي أمامه وما يعرفه
أنا مش عارف بس يعني هترفض ليه أنت عندك المواصفات اللي أي واحدة تتمناها شاب كويس ومحترم وعنده شغله وبيته
مرة أخرى بقلق أكبر تسائل وهو ينظر إليه مضيقا عينيه عليه بتدقيق منتظر إجابة منه
وسني..
وصل كلا منهما أمام أبواب منازلهم المقابلة لبعضها البعض فوقف جاد يفكر بهدوء ثم استرسل قائلا بجدية واستنتاج توصل إليه
ماله سنك!. علشان أنت عندك تمانية وعشرين وهي عشرين بس يعني معتقدش أنها ممكن ترفض علشان سبب زي ده يا سمير... على العموم اللي فيه الخير يقدمه ربنا
تحدث بآخر جملة بهدوء وهو يأخذ نفسا عميقا ويزفره فتسائل الآخر بجدية أكثر وهو ينظر إليه
أنت هتعمل ايه
حرك جاد عينيه الرمادية عليه وأردف مجيبا إياه قائلا بنبرة رجولية جادة وهو يسعل قليلا
هكلم مراتي واخليها تشوف الدنيا وأرد عليك وبعد كده نمشي في الموضوع بشكل رسمي لو فيه نصيب
ابتسم سمير بسعادة دقت قلبه وظهرت أسنانه البيضاء
أنا قولت جاد اللي هيخلص
ابتسم جاد هو الآخر لرؤية هذه الفرحة عليه وشعر بسعادته الغامرة وهو يحتضنه بهذه الطريقة معبرا عن فرحته الكبيرة بحديث جاد وأنه من سيبدأ بالحديث وفعل ما ما يلزم..
بعد أن أدت مريم صلاتها خلعت إسدال الصلاة عنها ثم استلقت على الفراش لتذهب
إلى النوم مرة أخرى أخذت هاتفها من جوارها على الفراش قبل أن تنام وفتحته قد ولجت إلى موقع من مواقع التواصل الاجتماعي المستخدمة في المراسلة عبر رقم الهاتف وكان الواتساب..
كان هناك رسائل عدة من أصدقائها وغيرهم ما يخص الدراسة ولكن لفت نظرها رقم مجهول الهوية على هاتفها أرسل إليها شيء ما..
ضيقت ما بين حاجبيها بعفوية وهو تفتح الرسالة الخاصة به لترى ما بها والتي كانت عبارة عن صورة مرفقة ببعض الكلمات التي تجعل القارئ لها يرتعش من كثرة الړعب..
كانت الصورة عبارة عن زجاجة غريبة المظهر