الخميس 28 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 31 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز

تبدو متوسطة الحجم ولكنها غريبة وأسفلها كلمات ټهديد صريحة وواضحة تخصها هي فقط وكانت عبارة عن
مريومة حياتي.. أحب افكرك أن وشك وجمالك ده كان هيروح قبل كده لولا ستر ربنا معاكي وبصراحة
جلست على الفراش بهلع وخوف وهي تنظر إلى الرسالة عدة مرات متتالية وتقرأها مرة خلف مرة أخرى غير مصدقة ما الذي يقوله هذا الأبلة الحيوان لقد فزعت من هذا الحديث وهي تعلم أنه مچرم يستطيع فعلها وهذا ليس ټهديد فقط بل يستطيع التنفيذ بكل سهولة دون أن تطرف عينيه..
تسارعت دقات قلبها وتضاربت الأمواج داخله بشدة وسارت الرعشة داخل جسدها پخوف وهلع تركت الهاتف من يدها على الفراش ونظرت أمامها بعينين متسعة غير قادرة على الاستيعاب وما الذي ستفعله الآن!..
لم يأتي على خلدها غير جاد و سمير هم فقط الذين يستطيعون مساعدتها لتخرج من هذا المأزق الكبير الذي وقعت به دون مجهود يذكر فقط جمالها من جذبه إليها وقلة دينه وإيمانه..
حاولت أن تهدأ نفسها وهي تأخذ أنفاس عميقة متتالية وتزفرها بقوة وهدوء معا ثم استلقت على ظهرها في الفراش ونظرت إلى سقف الغرفة وأخذت تتمتم بذكر الله حتى يطمئن قلبها ولو قليلا..
يتبع 
ندوب_الهوى
الفصل_الرابع_عشر
ندا_حسن
جاد قبل خروجه للعمل وتحدثت معه هو وشقيقتها عما بدر وجعلتهم يرون تلك الرسالة التي أرسلها إليها لتكون بمثابة ټهديد واضح حتى ترضخ لطلبه الحقېر وتمحي مريم النقية النظيفة قارئة كتاب الله ولتكن أخرى ملوثة بسبب خۏفها منه واستسلامها الباكر..
مؤكد أنها لن تفعل ذلك مهما حدث وحتى إن كانت ستموت على يده لن توقظ داخلها شخصية أخرى غريبة عنها وتتوجه إليه والارتباط بشخص مچرم مثله لا يهاب أحد ويظن أن البشر شيء ر لرغم من أنها لديها محاضرات هامة ولكن لم تخرج..
ولحسن حظها أنه في نفس اليوم زف إليها جاد ومعه سمير أخبار ساره للغاية جعلتها تقفز من السعادة وهي في بيت شقيقتها حيث أن كل ذلك تم ووالدتها لا تعلم حتى لا تخاف وتقلق عليها وتفعل ما يفعله الأمهات بسبب خوفهن على بناتهن وأيضا شقيقها لا يعلم ولا يهتم بأي شيء يخصها من الأساس.. ف هدير في الآونة الأخيرة هي التي كانت تعطي لها أموال لتكن معها..
ألقت الشرطة القبض على ذلك المچرم الحقېر بطريقة سهلة للغاية وقد وقع في فخهم الذي وضعوه للإمساك به إنه هارب من حكم بخصوص التعدي على شاب بدون وجه حق وتسبب في عاهة مستديمة لديه غير فتاة أخرى قدمت بلاغ للشرطة مثلما فعلت مريم بسبب تعرضه لها وقد خرج من البلد بطرق غير مشروعة أيضا وتثاقلت على عاتقه التهم الموجهة إليه وغير ذلك أيضا لم يستطيع جاد معرفته
لقد كانت فرحتها بهذا الخبر لا توصف حيث أكد لها جاد أنه لمن المستحيل الهروب من السچن وإن لم يفعل فلن يخرج إلا عندما يقضي عقوبته
به..
شكرته كثيرا وهي تبتسم بسعادة غامرة وقد قال لها جاد أنه بمثابة شقيق كبير لها كلما ارادته وجدته هنا ينفذ ما تريد ولكن سمير لم يعلق على شكرها إلا بكلمة أن هذا واجبة وقالها بثقة وتأكيد حتى أنها ظنت أن هناك علاقة بينهم وهي لا تتذكر بسبب هذه الثقة الكبيرة التي يتحدث بها!..
على أي حال لقد ارتاحت الأن وارتاح قلبها ووضعته في ماء بارد بعد تلك الفزعة التي داهمتها بسبب عودته مرة أخرى وقد ظنت في البداية أنه لن يبتعد إلا عندما ين بالضرورة أن يكون مفارقة الحياة هناك طرق أخرى وأنت مازلت على قيد الحياة..
وقف جاد جوارها في المطبخ بعد أن ساعدها في رفع أطباق العشاء من على السفرة وفعل بعض الأشياء البسيطة لمساعدتها لتكن بالنسبة إليها شيء لا يمكن تقديره أبدا..
استند جاد إلى الحائط وثني إحدى قدميه يستند بها إلى الحائط خلفه ويده الاثنين يضعهم أمام صدره باحكام..
وكانت الأخرى تقف أمام حوض الغسيل لتغسل الأطباق وتضعهم في مكانهم مرة أخرى حتى تخرج لتجلس معه في الخارج قليلا قبل أن يأتي معاد نومه..
فك جاد يده من أمام صدره ومد يده اليمنى إلى السفرة الصغيرة التي بالمطبخ أمامه وأخذ من عليها كوب الشاي ارتشف منه قليلا وهو ينظر إليها بزواية عينيه ثم ترك الكوب من يده وتقدم منها يقول بجدية
تعرفي أن فيه عريس اتقدم لمريم النهاردة من
خلالي
وضعت الطبق على الرخام أمامها بعد أن قامت بغسله وأخذت غيره تفعل المثل ارتفع حاجبها إلى الأعلى وسألته باستنكار
يا سلام واشمعنا من خلالك بقى
استند بجانبه إلى الحائط مرة أخرى واضعا يده كما كانت أمام صدره وأجابها بجدية
تقدري تقولي صاحبي
وضعت الطبق الآخر ثم أغلقت الصنبور واستدارت بجسدها تنظر إليه بجدية واسترسلت في الحديث معه عن شقيقتها وما تريد
كل يوم مريم بيجيلها عرسان بس هي بترفض وبصراحة يا جاد أنا معاها في الموضوع ده.. دي لسه قدامها تلت سنين كلية لو شغلت نفسها بالجواز مش هتعرف توفق بينهم
رفع يده وأشار عليها بخفة وهو يعارضها بهدوء واضعها داخل المثال لتتقارن بشقيقتها وما تستطيع فعله
طب ما أنت أهو اتجوزتي وأنت في الكلية
انخفضت بجسدها للأسفل وهي تعدل تلك الأشياء الموضوعة أسفل رخامة المطبخ لتظهر بشكل جيد أكملت حديثها معه موضحة حديثها بجدية
لا أنا غير مريم خالص أنا ممكن أوفق في أي حاجه مريم مش زيي أبدا متقدرش وبعدين أنا خلاص دي اخر سنة وكلها شوية واتخرج وكونك شايف إن مفيش مشكلة ده علشان أنا أصلا مش بروح الكلية الأيام دي..
رفع نظرة معها وهي ترفع جسدها وتقف أمامه معتدلة وتسائل باستفهام مضيقا عينيه عليها
يعني العريس ده لو اتقدم رسمي هترفض
مطت شفتيها للإمام دليل على عدم معرفتها وهي تسير معه للخارج للذهاب إلى الصالة ثم تساءلت هي الأخرى باستغراب
أنا مش عارفة... يعني أقصد إني مقدرش أقرر مكانها بس هو مين ده أصلا
أجابها بتأكيد وثقة
سمير
جلس جاد على الركنية في الصالة وقام بتشغيل التلفاز بينما هي وقفت أمام الصالة ولم تدلف معه متمتمة باستنكار وضجر ويظهر على ملامحها الذهول
سمير!.. سمير ابن عمك..
ابتسم بغرابة وهو ينظر إلى رد فعلها ما به سمير! لا يصلح للزواج أو ماذا! قال بنبرة ساخرة
أيوه مالك اټخضيتي كده
تقدمت وجلست جواره ولم يكن هناك شيء يفصل بينهما نظرت إليه باستغراب شديد سيطر عليها فهي لم تكن تتوقع ذلك أبدا ولم يوضح سمير هذا من قبل
بصراحة مكنش على بالي خالص إنه ممكن يفكر في مريم
رأته يقوم بالضغط على زر ريموت التلفاز وينتقل من قناة لأخرى غير مبالي تقريبا بحديثها وداخلها كان هناك أحبال سوداء تسيطر عليها وتنسج خيوطها الصغيرة بالداخل نظرت إليه متذكرة متى بالضبط تقدم لخطبتها ويفعلون ذلك مع شقيقتها الآن!.. سألته بضيق وانزعاج مكبوت داخلها أظهرته على هيئة سخرية
وبعدين اشمعنا دلوقتي. ولا انتوا عيلة بتحب جبر الخواطر والشفقة
استدار بعيناه الرمادية ينظر إليها باستنكار شديد لما قالته وظهر الضجر على ملامح وجهه أثر حديثها وهو يدري إلى ماذا تريد أن تصل عنفها بنبرة جادة وأكمل
بتوضيح
ايه اللي بتقوليه ده بطلي هبل.. سمير بيحب مريم وعايز يتجوزها وطالبها في الحلال ومظنش أن فيه مشكلة في كده
مالت برأسها قليلا بعد صمت ثم هاجمته بسؤال لم يكن متوقعه ولم تكن تتوقع هي أيضا أنها ستتفوه به سألته بنبرة حزينة ضائعة
وأنت يا جاد!
لم يفهم في البداية عن ماذا تتحدث فسألها وملامح وجهه تتكرمش
أنا ايه!.
ابتلعت ما بحلقها بجفاء وسألته مرة أخرى ولكن بقوة وهي ترفع رأسها إليه حتى لا تظهر أمامه تلك الضعيفة المنكسرة
كنت بتحبني وعايزني ولا......
قاطعها جاد هذه المرة وكأنه اختنق من حديثها الخارج عن موضوعهم والذي أصبح أيضا شيء أساسي في أي جلسة بينهم تتسائل عن أن كان يحبها حقا أو لا
شوف بكلمها في ايه تقولي ايه.. أنت مچنونة ولا ايه يا هدير انسي بقى اللي في دماغك ده وخلينا نعيش الله يرضى عليكي
أخفضت عينيها عن رماديته بۏجع وحزن لهربه ومراوغته وكأنه يرفضها بحديث لبق لين منه ككل مرة يتحدث بها عن راحتهم سويا في هذا الزواج فقط وكأنه يقول أن هذا الزواج سينجح بالمعاشرة ليس بالحب لأنه ليس موجود من الأساس
حاضر يا جاد... حاضر
سألها مرة أخرى عائدا إلى أمر سمير و مريم
ها قولتي ايه
رفعت عينيها وحركتهما عليه متسائلة بغباء
في ايه
زفر بضيق وانزعاج منها ومن هذه الأفكار السوداوية التي تأتي برأسها عن حبه لها وزواجهم المفاجئ هتف بحدة وضجر وهو يستدير ليجلس مقابلا لها
في موضوع سمير ومريم لا إله إلا الله
أومأت إليه برأسها مؤكدة بحزن ومازلت داخل تلك القوقعة
حاضر.. حاضر يا جاد هشوف مريم كده الأول وبعدين ماما وأقولك
انسي اللي في دماغك ده علشان خاطري.. امسحيه وكأنه مش موجود أنا قولتلك بدل المرة ألف أنا معاكي وعايزك وأخدتك بإرادتي وأنا اللي طلبتك والله يا هدير صدقيني..
أومأت إليه وابتسمت ابتسامة زائفة وحركت رأسها مجيبة إياه بجدية
مصدقاك يا جاد
كان واضح له أنها مازالت تفكر وأن تلك الابتسامة زائفة فهو لن يعرفها الآن بل هو يعرف كل تفاصيلها وإن كانت تكذب أم تتحدث بصدق إن كانت سعيدة
أم حزينة.. هو ليس أبلة بل يعلم كل شيء ضغط على كتفيها أكثر وأردف بمرح ومزاح
طب بما أنك مصدقاني اثبتيلي بقى أنا عايز إثبات
نظرت إليه بغرابة وهي تحرك عينيها عليه متسائلة
أعمل ايه يعني
غمزها بعينه الوقحة في هذه الأوقات فقط ومعها هي وحدها فهو بالخارج الشاب الخلوق الشهم ابن البلد الذي لا يخرج منه الخطأ أردف بخبث ومكر لكي يجعلها تتناسى ما حدث
تعالي نلعب عريس وعروسة زي العيال الصغيرة
رفعت حاجبها وتساءلت باستغراب كلي وسخرية واضحة من كونه سيفعل مثل الأطفال وهو كل تعابيره تشير إلى شيء آخر لا ينتمي إلى الأطفال أو حتى المراهقين أو أي فئة غير المتزوجين
وأنت هتلعب ببراءة العيال الصغيرة بردو
مط شفتيه للأمام بمرح وهو يترك كتفيها ووضع كف يده يقرص وجنتها
عيب عليكي
امتنعت وهي تقف على قدميها بضيق وقد كان هذا واضح للغاية ربما هي لا تستطيع التخلص من الأفكار التي تتلاعب داخل عقلها الآن عن كونه لا يريدها من الأساس لقد حاولت أن توقفهم ولكنها لا تستطيع أردفت بجدية وهي تذهب من أمامه
مش هينفع النهاردة معلش
نظر إليها وهي تذهب من أمامه وظهر عليها التخبط والتشتت أيضا وهذا أحزنه بشدة لقد مرت أيام فقط على زواجهم حتى لم تكتمل لتكون أشهر وبدأت الآن هذه الأفكار بالتلاعب بها.. لو ذهب إليها الآن واعترف أنه يحبها ستقول أنه يشفق عليها ويفعل ذلك حتى لا يأتي بالمشاكل في حياتهم إنه يعرف كيف
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 82 صفحات