الإثنين 25 نوفمبر 2024

غيبات تمر بقلم مروه البطراوي

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى أنت 
هز قصي رأسه بخبث قائلا وماله خلينا نشوف كلنا بركات الدكتورة شكران منك نستفيد يا عمتى العبي في ملعبك وأنا كمان هلعب والبقاء
للأقوى والأقوى أنا 
خرج قصي عازما أمره على الوصول إلى ريحانة من جديد حتى إن كلفه الأمر زيدان 
أما عن شكران فقد وضعت رأسها بين كفي راحتيها غير مستوعبة أن فعلتها ارتدت لها مرة أخرى وأن تخلصها من شذى لا يعادل تخلصها من ريحانة فريحانة أقوى بوجود زيدان في محيطها ولتأكدها الشديد من نقاء وصفاء ريحانة كل ذلك يقلقها يجعلها تعيد التفكير مرة أخرى فيما تفعله مقدما 
أناالحائر التائه في غيبياتها كنت أعتقد أني أكبر من أن أفكر في مثلها ولكن أنا معها أشعر بصغر حجمي أمام طوفانها منذ متى تجرأت على الحديث معي بهذا الشكل متى استكبرت وقوت تجرأت من المؤكد صديقتها هي التي دفعتها إلى هذا التمرد معي ترى ستصلح ريحانة ما افسده الأخرين 
مرت أيام منذ اشتباكهم مع المسلحين تجاهلها ولم يحاول أن يتواصل معها هي أيضا استشعرت عدم رغبتها بالالتقاء به ولكن ما باليد حيلة عليه معرفة حديث زاهر مهما كلفها الأمر ذهبت إلى المصنع لم تجده لم تستسلم ذهبت أيضا إلى أكبر شركاته وعلمت أنه لم يظهر منذ ثلاثه أيام استشعرت الخۏف إلى أن قام بتهدئتها مدير مكتبه قائلا أنه يمكث في البيت لارتفاع حرارته وبدون تفكير أخذت منه عنوان الشقة وذهبت إليه نظرت إلى البناية التي يقطن بها واستغربت مكوثه فيها وتركه القصر تنهدت مطولا وصعدت إليه بدون خوف قامت بقرع جرس الباب حتى أنه قطب جبينه من يأتيه بمثل هذا التوقيت فظن أنه أمير جاء ليطمئن عليه فتح باب شقته وهو مغمض العينين من أثر الصداع والسعال الذي حل به ليفتح عينيه فجأة وتتدلى شفتيه ناطقا باسمها وينظر إليها باستغراب قائلا أنت ايه اللي جابك هنا وعرفتي طريق بيتي منين وجايه ليه 
ثم وضع يده على رأسه يفركه قائلا ولا دي هلاوس من أثر السخونيه أه هلاوس انصرفي
أنا ما صدقت أتعب علشان مش عايز أشوفك 
جاء ليغلق الباب لتقوم بوضع قدمها لتعيقه ليعلم اصرارها ليشير إليها أن تدلف وبالفعل دلفت وجلست بكل برود تنظر إليه ليسير إليها وهو يضع يده على يد المقعد من الجهتين يحاصرها وهو يتنهد قائلا اااه يا ريحانة لو تفضلي ساكتة كده على طول بدل ما أنت على طول اعتراض 
ثم اقترب منها بغرور قائلا بس على فكرة عمري ما توقعت انك تيجي هنا لحد عندي 
نظرت إلى ذراعيه اللذان يحاصرها بهما ببرود وأزاحتهما ليستجيب إليها بالرغم من شدة مرضه وتنهض تهتف بحيرة قائلة أنا نفسي مش عارفة ايه اللي جابني بس على فكرة أنا مجتش علشان أنت تعبان أنا جيت علشان حاجة تانية 
وأتبعت حديثها باستهجان قائلة بس شكلي غلطت 
تضايق زيدان لأنها لم تأت لأجله ولأنها تنوي الرحيل فاستوقفها عند الباب وحاصرها ليخيفها منه قائلا استني عندك هو ايه دخول الحمام زي خروجه أنت جيتي هنا وبارادتك ولسبب 
أصرت على الخروج من منزله ليستجمع كل قوته رغم تعبه الشديد ويقوم بتقييدها خلف الباب قائلا بصوت أشبه بفحيح الأفعى بلاش تستفزيني يا ريحانة أكتر من كده لما أقول مش نازلة غير لما أعرف يبقا تقولي كل اللي عندك 
واقترب أكثر وكان اقترابه مثل هجوم الۏحش الضاري قائلا يا اما هعمل حاجة أخليكي ټندمي 
حدقت بعينيها في ذهول تام ليعلم أنها لم تصدقه لينهال عليها بالقبلات ليجدها متجمدة بين يديه لا مقاومة ولا استجابة ليلهث فوق وجنتيها قائلا أنت جامدة كده ليه للدرجة دي أنا راجل مش مؤثر للدرجة دي بتنفري مني 
ثم هزها بكلتا يديه من ذراعيها قائلا طب قاومي ولا خلاص استسلمتى لمعاناتك للدرجة دي 
وضعت كلتا يديها على صدره وأزاحته پعنف لدرجة اصطدامه بالجدار وسقوطه على الأرض لاعتلاله حتى أنها ذهلت من منظره الهزيل ليبتسم بسخرية قائلا أنا أستاهل كل اللي بيجرى فيا بس أنت شايفة كل واحد فينا
أضعف ما يكون بس اللي له حق بيستقوى بيه 
ثم أشار بسبابته نحوها بقوة قائلا وأنا ليا حق عندك وكبير 
انحنت إليه لترفعه أمامها رغم ثقل جسمه قائلا مش قولت لك أنا ليا حق عندك وكبير يا ترى بقا هتدفعي اللي عليكي امتى 
ثم تواقح بيده معها قائلا ايه رأيك نخلص كل حقوقنا من بعض أول بأول 
ابتلعت ريقها واستجمعت قواها قائلة تعرف إن باباك ومامتي كانوا على علاقة تعرف إن في شخص عنده علم بالعلاقة دي تعرف إن ممكن يعملك ڤضيحة في ثانية 
ثم أتبعت حديثها بصړاخ قائلة ولا هتنكر 
بالنسبه له لم تكن صدمة وقام بالذهاب إلى الأريكة ليجلس عليها ناظرا لها بجمود قائلا مين اللي قالك زاهر مش كده كنت متوقع القذارة بتاعتها هتوصل لفين 
ثم هز رأسه باستياء قائلا مش فاهم هي بأي حق حابه تمنعك عني ما كده كده هتجوزك 
قطبت جبينها لا تعلم على من يلمح ليبتسم بخبث قائلا خلصت يا ريحانة مبقاش في أسرار هتستخبى تاني 
ثم تنهد بتعب قائلا أنا كنت عارف كل حاجة وحاولت كتير أفصل بينهم حتى يوم مۏت والدي 
ولكن بقى السؤال معلق بحلق ريحانة لتتوجس قائلة هي مين هي والدتك كانت على علم بموضوع ماما ولا تقصد ماما 
ثم حدقت بعينيها وشهقت پصدمة قائلة معقول تجازف وتكشف ورقها لزاهر علشان أنا متجوزكش 
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر
لا يريد الرد عليها لتذهب إليه وبكل جرأة تمتد
يدها
إلى ذقنه وتديرها أمامها وتنظر إلى عينيه مطولا قائلة زيدان قولي هي مين

واوعى تقول انها أمي كفايه عليا كده 
ثم انتحبت باكية وقالت باحتياج أنا كان ممكن مقولتش ليك على موضوع زاهر بس حسيت اني محتاجاك 
وضع يده على يدها وجذبها إلى شفتيه مقبلا باطن كفها بنعومة قائلا ما دام أنت حسيتي الاحساس ده يبقا لازم نكتب كتابنا 
ومسك يدها بقوة ليبعث بداخلها السکينة والاطمئنان قائلا ومش عايزك تشيلي هم مين اللي وصل لزاهر المعلومات دي أنا هتصرف 
على الجانب الأخر استفسرت سمر عن حالة زيدان اليوم من مدير مكتبه حيث أنه لم يرد على اتصالتها ليخبرها مدير مكتبه بمجئ ريحانة وسؤالها عن عنوانه لتجحظ عينيها بقوة وټنفجر في وجهه قائلة أنت اټجننت ازاي تقولها على عنوانه أنت مش عارف انه مش بيحب حد يزوره حتى والدته وليه تقولها أصلا إنه تعبان ومش بينزل الشغل 
ليرد عليها مدير مكتبه بكل برود ويخبرها أن ريحانة عرفت نفسها إليه على أنها خطيبته لتتعالى النيران في صدر سمر تنهش الغيرة قلبها لقوة وصلابة ريحانة وتمسكها بزيدان ورغبتها في التنازل عن كل شئ مقابل الظفر به تلك لم تكن ريحانة التي تعرفها هذه ريحانة جديدة صنعتها الأيام والظروف ومن الصعب التعامل معها بسذاجة 
مهنتي لم تعلمها حتى الأن ولم أمتلك الجرأة على إخبارها ترى لما أخشى منها أيكون عشقا امتلكني نحوها وماذا عنها ما ظنها بي سخر من تفكيره فقد كان كأنه يشاهد عملا تليفزيونيا ستكون زوجته قريبا زوجته التي لا تعلم عنه شيئا تعلم شيئا واحدا أنه يمتلك أم تطيح بالأرض واليابس في سبيل اعتلائها بالرغم من نشأتها البسيطة المعذبة إلا أنها ازدادت بطشا بعد ما تزوجت والده 
رحلت ريحانة من عند زيدان بعد وعده لها ألا يتطرق إلى موضوع زاهر إلا بعد شفائه ولكنه خلف وعده و ارتدى ملابسه وهو مازال متعبا وذهب إلى بيت زاهر غير مب إلى بأي شئ و بعد ما قام زاهر بفتح الباب وهو شبه مخمور قام زيدان بسحقه على أرضية الصاله وغلق الباب من خلفه يستند على ظهر الباب من أثر تعبه قائلا بحدة ماشي يا زاهر أنا كنت متوقع تفكيرها يوصل لفين وكنت متوقع إنها تستخدمك بس في نفس الوقت قلت إنك جبان متقدرش تعمل كده 
صمت زاهر إلى أن اقترب زيدان وانحنى إليه قائلا ده مش وقت سكوتك أنت هتقوم زي الشاطر تسجل مكالمة بينك وبينها لأن مش زيدان اللي يتعمل معاه كده حتى لو كانت أمه يلا 
هز زاهر رأسه برفض ينحني إلى يد زيدان قائلا بلهفة حاضر هعملك كل اللي قلت عليه بس أبوس ايدك بلاش أناعاوز أعيش وخليها تجيبلي ورق التحليل
جحظ زيدان بعينيه من سوء ما وصلت إليه والدته من تضييع حقوق الأخرين ليقوم زاهر بالاتصال عليها ويخبرها أنه قام بټهديد ريحانة وسيتم الأمر ليقوم زيدان بخطڤ السماعة منه قائلا بقوة حتى انها ارتعدت من صوته كمفاجأة لها قائلا ست الكل أخبارك ايه تصدقي وحشتيني عدي الجمايل محاوله ريحانة متسجلة تضييع متسجل وكله تمام 
همست شكران قائلة بړعب زيدان 
تعالت ضحكاته لتعجبها قائلا ايه مكنتيش متوقعة صح كنت مفكرة إنها لسه ريحانة المسكينة اللي هتكتم جواها وتسكت لا معلش هي فاقت التوقعات المرة دي بصراحة 
قطبت جبينها وهي على الجانب الأخر وفي لحظة شكت بقصي إلى أن سمعته يهتف بړعب قائلا خدي
عندك بدور عليا بقالها تلات أيام وفي الأخر وصلت ليا وعرفت اني تعبان وجاتلي البيت ومرضتني كمان وحكت كل حاجة ولعلمك أنا مش جاي هنا علشان أخد الحاجة من زاهر لأني عارف اني الأصل عندك فبلاش تحاولي تعملي بيهم حاجة أنت عارفة أخري سلام يا مامتي 
أغلقت الهاتف لتتعتلى صرخاتها تطيح بكل التحف و الأنتيكات بالقصر حتى أډمت كلتا يديها تتوعد لريحانة بأشد الوعيد 
أما عنه نظر إلى زاهر الذي كان يرتجف مثل العصفور وقام بقڈف الهاتف إلى الأرض وتحطيمه بحذائه ورحل 
عندما كانت في منزله نسيت هاتفها عادت تأخذه أخذت تدق الباب ولكن دون استجابه لتعلم أنه ذهب إلى زاهر لتركض على الدرج تحاول الذهاب إلى أي كابينة لتهاتفه ولكن أثناء ركضها اصطدمت به عند مدخل العمارة وه قائلة أنت خلفت وعدك معايا وبرضه روحت ليه طب كنت خلي أمير يروح بدالك أنت تعبان 
ثم قائلة بضيق وبعدين هو زاهر بتاع كلام والرك على اللي وراه 
قائلا أنا عارف اللي وراه بس متقلقيش أنا كان لازم أروح ليه قبل ما الموضوع يبرد ويرجع يكلمك تاني 
وربت على ظهرها قائلا وأنا سويته هو واللي وراه 
عقدت بين حاجبيها قائلة أنت مش عايز تقولي ليه مين اللي وراه ما الحكاية واضحة انها أمي المواضيع دي أكيد مامتك متعرفهاش
ثم لوت شفتيها بضيق قائلة الخۏف لا أمي توصلها ليها 
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر لتندهش قائلة يا نهار أسود هي مامتك عارفة بس ده مستحيل 
هزت رأسها بعدم تصديق قائلة أكيد لو تعرف مكنتش لجأت للټهديد كان فاتها ڤضحتنا ومن زمان كمان من أيام ما كنت متجوز 
أمسك بيديه
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات