حلم ساره لساره مجدي
نوار تتمنى ان تحمله بين يديها تشتاقلهذا الاحساس ان تشم رائحته و تضمه الى صدرها علها تروى ذلك الشوق الذى يشعل ڼار الالم فى قلبها
حين فتح الباب و خرج الطبيب من الغرفه وقف الجميع امامه ينتظرون ان يطمئنهم و هو لم يتأخر
دكتور عائشه حالتها الصحيه غير مستقره خالص ضغطها عالى و حصل انذار بالاجهاض
لتشهق نوار بصوت عالى و هى تضع يديها فوق فمها و الدموع ټغرق وجهها و قالت رقيه پصدمه
قال الطبيب موضحا
هى محتاجه راحه تامه و تفضل نايمه على ظهرها و كمان محتاجه تبعد عن اى ضغط عصبي او مشاكل محتاجه راحه نفسيه كامله
خيم الصمت على الجميع الا من شهقات بكاء نوار التى تخبئ وجهها فى صدر زوجها الان
واستند راغب الى الحائط خلفه و هو يفكرمؤكد هو من ضمن الاسباب التى ترهقها و تتعبها فهو سبب حزنها على اختها ليغمض عينيهبأرهاق و كانه كان بحاجه لشئ اخر يؤلم قلبه و يزيد همه و تأنيب ضميره
كيف يكون رجلا حقا و هو يتركها فى كل ذلك الحمل بمفردها رغم انه يقتسم معها كل شيء لكنه قادر على التحمل هو لا يحمل داخلاحشائه طفل صغير كل هذا يؤثر عليه و عليها و لكن هى اهم من كل شئ هو لن يتحمل خسارتها و لن يقبل بذلك و اذا استمر وضعهابهذا الشكل لن يتردد فى اجهاضها و لو للحظه صحتها و حياتها اهم من اى شيء اخر
هتكون كويسه ان شاء الله هتكون بخير
المهم الولد يا يوسف
دلفت حلم من الباب مندفعه و هى تقول لنوار بقلق شديد متجاهله الجميع
عائشه مالها يا نوار
اخبرتها نوار بما حدث بأختصار لتنظر الى يوسف و قالت بأستفهام و قلقل واضح
نظر اليها يوسف ليهولها منظر عينيه و الخۏف الواضح فيها ليسقط قلبها اسفل قديمها لكنه اومئ بنعم و هو يقول
ان شاء الله هتكون بخير
ثم نظر الى امه وقال بأقرار غير قابل للنقاش
ولو الحمل فضل خطړ عليها هتجهض صحتها عندي بالدنيا
لتشتعل عيون رقيه پغضب ثم غادرت الغرفه و هى تقول لراغب بأمر
لم تهتم حلم لها او لراغب و اظلت واقفه تضم نوار و تمسك يد عائشه و كان غسان يقف فى احدى اركان الغرفه يتابع ما يحدث بصمتتام يكفى ما هو فيه
و حال زوجته الذى انقلب اصبحت كالاشباح هادئه دائما لا تتحدث تتقبل كل ما تقوله والدته دون ان تدافععن نفسها الدموع دائما تسكن عينيها و الاكثر من ذلك هو عيونها الثابته على الارض انكسارها امامه و هذا حقا يؤلمه انها و لاولمره منذ زواجهم تهتم ان تبدل له ملابسه و تخلع عنه حذائه و الامر لم يقتصر على مره او اثنان لكنه كل يوم حين يغادر صباحا و حينيعود مساء حتى اذا كانت غارقه فى النور حين يدلف الى الغرفه تستيقظ من نومها تفعل ما تفعله و تعود الى النوم من جديد كانها تحاولان تجد لها سبب او قيمه فى بقائها جواره حتى فى علاقتهم الخاصه فقدت شغفها يشعر بها جسد بلا روح لقد فعل كل هذا حتى لايخسرها لكن من الواضح انه قد خسرها بالفعل و امام هذا هو لا يهتم بأى شئ اخر
انتبه من افكاره على صوت حلم التي تضم نوار التي لم تتوقف عن البكاء
روحي انت يا حبيبتي و انا و يوسف هنا معاها و هى مش محتاجه غير دعواتك ليها
نظرت اليها نوار پخوف لتبتسم لها حلم بتشجيع و قالت بهدوء رغم انها خائفه وبشده هى ليست حمل خساره جديده وقالت بهدوء
متقلقيش انا ويوسف معاها ولو حصل اى حاجه هكلمك على طول
أومئت نوار بنعم ليقترب غسان من يوسف و وضع يديه فوق كتفه و هو يقول
انا جاهز على رنه يا يوسف ماشي
اومئ يوسف بنعم ليربت غسان على كتف يوسف عده مرات ثم تحرك فى اتجاه نوار و غادروا لتقترب حلم و تقف جوارعائشه تنظر اليها پخوف ليقول يوسف بشرود
تقوم بس بالسلامه و كل ده هيتغير
لم تفهم ماذا يقصد لكنها لم تعقب على كلماته ظل هو يقبل يديها عده قبلات و هو يهمس من بين قبلاته
هتبقي بخير اوعدك هتكوني بخير ان شاء الله
و كانت هى فى بحر ظلماتها بين تلك السحب الضبابيه تختنق خوفا و ړعبا قهرا لم تتحدث به يوما لاحد و لكن من وقت لاخر يقتربصوته منها كسحابه ورديه تخلق حولها نسمه ربيعيه رقيقه تجعلها تستطيع التنفس و لو لثوان قليله
لكن الخۏف الساكن داخل قلبها قلقها على حلم و ما تفعله دون معرفتهم و حاله نوار و وعدها لها بأن تظل جوارها و تجد لها حل صحيح هى الاخت الوسطى لكنها تشعر بعاطفا الامومه تجاه اختيها و يتألم قلبها من اجلهم و تشغل عقلها بحل مشاكلهم مثل اى ام تدورحياتها حول اولادها و كان اكثر ما يتعب قلبها احساسها بقطرات المطر التى تلمس يديها من وقت لاخر و قلبها يخبرها انها دموع حبيبها وهذا ما يجعلها تشعر بالاختناق حقا و ايضا تعافر من اجل فتح عيونها او تحريك يديها حتى تمسح عنه دموعه
وصل راغب و رقيه الى البيت الكبير وحين دلفوا الى البيت كان مصطفى يجلس بجانب جنه يتحدثان و حين لاحظوا وجودهم ركضت جنه الىراغب تضمه بقوه وخوف و هى تقول
عائشه كويسه ايه اللى حصل لها
ضمھا برفق و ربت على كتفها عده مرات حين قالت رقيه پغضب و هى تجلس بجانب مصطفى
الهانم عايزه تخلص من حفيدي مش مكفيها ان اختها مخلفتش لحد دلوقتي لا كمان عايزه تخسرنا الحفيد الوحيد كمان
كان مصطفى يستمع لكلماتها بضيق شديد ولكن راغب اقترب خطوه و قال پغضب مكتوم
الدكتور قال ان ضغطها عالي و ان فى حاجه مضياقها و ده اللى ممكن يسبب الاجهاض
وايه اللى مضايق الهانم متجوزه دكتور قد الدنيا جناحها فوق ينضرب بيه المثل من جماله و شياكته عايزه ايه تاني الهانم علشانتحافظ على حفيدي اصلا انا مش هسمح لها انها تخسره
قالت رقيه پغضب شديد لتتراجع جنه خلف راغب پخوف ولم يتحدث مصطفى فى شئ خاصه مع وصول تلك الرساله له ليغادر من جوارهاببرود اندهش له راغب لكنه اخذ جنه وصعد الى جناحه وحين اغلق الباب قالت جنه پخوف
هو فيه ايه انا اول مره اشوف ماما رقيه كده
نظر لها راغب بحيره ثم قال بعد عده ثوان
هى بس خاېفه على عائشه و البيبى مټخافيش
اومئت بنعم ثم بدأت تنظر الى جناحها و هى تبتسم بسعاد كبيره هذه المره الاولى التى تراه فيه جميع الحوائط ملونه بألوان مبهجه وبها بعض الاشكال اللطيفه المتداخله و اثاث راقي و مميز ظلت عيونها تدور فى كل مكان حتى وقعت عينيها على احدى الحوائط و قالتبأندهش
ده قرنفل صح حلم بتحب القرنفل جدا
جحظت عيون راغب بقلق و خوف و
هو ينظر الى المكان التى تنظر اليه انه كان يعد الجناح لينال اعجاب حلم و كان يضيف فيه كلالاشياء التى تحبها فرسم حائط كامل به زهور القرنفل
اقترب منها سريعا و قال ببعض التوتر
اصل انا كمان بحب القرنفل علشان كده يعني
نظرت اليه و قاطعته قائله بأبتسامه واسعه
بجد ! اصل انا كمان بحبه جدا جدا
ليبتسم لها بتوتر و قلق لعده ثوان ثم قال
خلينا نغير هدومنا و نام انا بجد تعبان جدا من السفر و اللى حصل كمان
عندك حق انا كمان تعبانه اوى اعصابي باظت جدا
تحركت تخرج لها ملابس و هى تكمل
شكل نوار قلقني عليها اوى كمان حلم لما شفتها حسيت فيها حاجه متغيره بس ملحقتش اتكلم معاها لما ترجع ان شاء الله و نطمنعلى عائشه هبقا اقعد معاها و افهم ايه الحكايه
كان يستمع الى كلماتها و هو يفكر اين كانت و ماهذا الاختلاف الذى لاحظه عليها لماذا يشعر ان هناك شيء غريب بها شيء لايفهمه و لم
يعهده فيها من قبل تمدد على السرير و هو لا يستطيع التوقف عن التفكير فيها حتى انه لم يشعر بالوقت نظر الى جانبه ليجدجنه تنام باسترخاء و سلام و راحه و عاد ضميره يؤنبه من جديد ما ذنبها و بما اخطئت حتى يظلمها بتلك الطريقه الذنب ذنبه هو فقط
ظفر الهواء خارج صدره بضيق و استغفر الله فى قلبه و عقله و اطفئ النور و اغمض عينيه حتى ينام
يآن پألم يبكي بصمت مخټنق بتلك القيود لا يستطيع الفكاك منها يشعر پالنار تشتعل فى جسده من كثره الالم و ما يحدث فيه و هو لميتخيله يوما غروره و كبريائه قد دهس تحت الاقدام دون رحمه او شفقه كما كان يفعل فيها لم يكن يتخيل يوما ان يكون ثمن ما قام بهغالي الى تلك الدرجه و هل سينتهى ذلك العڈاب يوما او ستنتهى حياته اولا
الفصل التاسع عشر
بعد مرور شهر
كانت أحوال البيت الكبير و الذي يضم كل عائلة بركات تزداد تعقيد