رواية جديدة كاملة بقلم ساره مجدي
الشقه ومن خلفه إياد ولين التي قالت
معقول يا ابيه انت سايبنا كلنا وقاعد هنا
وأشارت بيدها الى الشقه الصغيره
ليجلس أيهم على الأريكة وهو يقول
انت الى بتقولى كده يا لين !
جلست لين بجانبه وهى تقول
انا عارفه شغفك يا أبيه و حاسه احساسك ومقدراه بس احنى كلنا محتاجينك وبعدين انا مقدرش أعيش من غيرك كمان انت عارف ان بابا معتمد عليك فى كل حاجه وماما متعلقه بيك ازاى ... سورى يا ابيه بس انت كنت المفروض تقنع بابا بفكرتك وتخليه يوافق على شغفك انك تعمله من وراه ده مش صح .
والله كبرتى يا لين ..... معاكى حق وبعدين يا ستى متقلقيش بابا عرف كل حاجه ... وكنت ناوى انزله بعد يوم او اتنين واراضيه .....وبعدين انا جمبك على طول يا حبيبتى امتى بس بعدت عنك ..... بس انا عايزك تعرفى حاجه حلمى ده بعيد عن مؤسسه الهوارى وانا عايز احققه لوحدى وبمجهودي يمكن علشان كده مكنتش عايز بابا يعرف
أكيد من حقك و انت قدها و طلاما بابا عرف يبقا مفيش اى مشكله ... بس انا ليا طلب عندك ممكن
نظر اليها باهتمام وقال بحب اخوى
انت تأمرى .
نظرت الى إياد الذى يتابع ما يحدث بصمت فعقله سارح في تلك الفتاه الرقيقه الذى رأها بالاسفل وعادت بنظرها الى اخيها وقالت
ممكن اقعد معاك كام يوم ... وقبل ما تعترض انا هستأذن بابا طالما عارف بقى
ومالوا يا حبيبتى خليكى معايا زى ما انت عايزه والأستاذ ده كمان يغير جو و يفصل شويه من بابا
لم يجيب إياد على كلام أيهم فهو سارح وصامت تماما منذ صعودهم الى الشقه ... ليشعر أيهم بالغرابه ونادا عليه بصوت عالى ليقول بعدم تركيز
ايه يا ابنى في ايه ما انا قاعد قدامك بتنادى بصوت عالى ليه
علشان انت مش معانا أصلا
ثم غمز له وقال
الى واخذ عقلك
ظهر التوتر على وجه إياد ثم قال
ولا حاجه عادى
ظلت هناك نظرات متبادله بينهم ليشعر ان أيهم يعرف ما يفكر به فوقف على قدميه وقال بتوتر
انا عايز انام انا صاحى من امبارح
فأشار أيهم الى غرفته وقال
نام في الاوضه دى علشان الاوضه التانيه هتبقا للين
هو فى حاجه حصلت إياد شكله مش طبيعى
لترفع كتفيها بمعنى لا اعلم ليرجع بنظره الى الباب المقفول وهويتذكر نظرات اياد لفاتن فابتسم وهو يقول لنفسه
شكلك طبيت ولا ايه يا ابن عمى
في صباح اليوم التالى كانت ضى تشعر بالرهبه تشعر بشى كبير داخل قلبها لا تعلم ما هو او لماذا تشعر بذلك ولكنها تشعر بحاجتها للجلوس امام البحر
كان يقف امام الورشه ينتظرها ولكن حين مرت من امامه دون ان تنظر اليه رغم ان الأستاذ عبد الحميد القى التحيه عليهم
شعر ان بها شيء غريب خاصه مع الارهاق الواضح على ملامحها .... انتظر معاد عودتها من المدرسه امام البحر ولكنها لم تأتى ظل في انتظارها اكثر من ساعه لكنها لم تحضر شعر بضيق شديد و لأول مره يشعر بذلك الالم الذى ينغز القلب ويجعله غير قادر على النبض احساس كان يرفضه طوال حياته و ها هو يشعر به و بقوه لا يعلم ماذا فعلت به تلك الفتاه .. ولماذا هى كل ذلك لا يجد له اجابه حقا
استيقظ اياد على صوت طرقات على الباب خرج من الغرفه يرتدى سروال قصيراسود و تى شرت ابيض و شعر مشعث و حين فتح الباب ابتسم ببلاهه وقال وهو يحاول ترتيب شعره
اهلا انسه فاتن اتفضلى .... يا صباح الورد
اخفضت فاتن راسها بخجل وقالت
صباح الخير يا استاذ اياد .. لين موجوده
كان يتأمل ملامحها الهادئه عيونها المكحله ... شفاهها الورديه وجنتيها المتوردات بحمره الخجل و قال
ايوه موجوده بس تقريبا لسه نايمه ....اتفضلى ادخليلها و صحيها
واشار لها على الباب المقفول كانت واقفه مكانها تشعر بالخجل وتفرك يديها بقوه فقال هو بأبتسامه بعد ان رأها فى تلك الحال
طيب انا هدخل اكمل نومى بقا وانت ابقى اقفلى الباب بس ... عن اذنك
وتحرك من امامها ودلف الى غرفته من جديد رغم انه ترك قلبه معها يتوسلها ان تكون له يوما ما
حين اغلق الباب ظلت تنظر الى الباب المغلق ولديها احساس مختلف جعل وجنتها تتلون بالاحمر القانى وتشعر بالخجل ... دلفت هى الى الشقه واغلقت الباب و توجهت مباشره الى غرفه لين وطرقت بابها عده طرقات لكن لم تستمع الى اى رد فدلفت واغلقت الباب خلفها و اقتربت من السيرير و هى تقول
يا انسه لين قومى ان البحر ينادينا ... يا بنتى هتخسرى كتير لو مصحتيش دلوقتى
فتحت لين عيونها وهى تنظر لمصدر الصوت وقطبت جبينها بحيره ثم اعتدلت جالسه وقبل ان تقول اى شئ قالت فاتن
مستغربانى صح لكى حق والله ... بس بسيطه ان شاء الله ... اعرفك بنفسى انا فاتن اخت رواد صاحب الاستاذ أيهم و شريكه فى الورشه ... وايه الى جابنى هنا .. اخوكى قالى انك قاعده معاه يومين فقولت اجى افسحك واوريكى البحر ... ايه رايك
لتضحك لين بصوت عالى وهى تقول
انت بجد رهيبه انت على طول كده
لتقطب فاتن حاجبيها وقالت بمرح
ده مدح ولا زم علشان اعرف اجاوب بس
لتضحك لين من جديد وهى تقول بمرح مشابه
لا طبعا مدح اصلا مين يشوف ويسمع خفه الډم دى كلها و ميمدحش فيها
عدلت فاتن ياقه بلوزتها وهى تقول
الله اكبر عليا مفيش منى .. ربنا يسامحنى على الكدب ده
ثم وقفت وهى ترفع الغطاء عن لين وقالت بحماس
يلا يا بنتى قومى ... ورانا حاجات كتير نعملها
غادرت لين الغرفه متوجهه للحمام بحماس شديد وجلست فاتن فى الصاله تنتظرها حتى تنتهى
غادرت الفتاتان الشقه ليخرج اياد من الغرفه ينظر الى الباب بحسره كان يود لو يذهب معهم يود لو يكون له الحق فى التقرب منها ... الذهاب معها فى اى مكان لا يكون بينهم ذلك الخجل الذى ضړب قلبه بقوه وجعله قتيل هواها
دلفت الى غرفتها أبدلت ملابسها وجلست على السرير تشعر بارهاق شديد وألم داخل صدرها لا تستطيع تحمله رغبتها القويه فى الذهاب الي البحر والجلوس هناك والاستماع الى صوته الذى يتغلل لروحها وقلبها ولكن هناك شىء بداخلها يخبرها انها خائڼه وذلك ما يؤلمها اخذت نفس عميق وهى تقرر ابعاده عن تفكيرها وعقلها
أخرجت هاتفها واتصلت بوالدتها وحين إجابتها قالت بشوق حقيقى
وحشتينى اوووى يا امى اخبارك ايه واخبار بابا
لتقول لها ودموع عينيها ټغرق وجهها وقالت
وحشتينى يا ضى ... يا ضى عين امك طمنينى عليكى يا قلبى
لتنحدر دمعه من عينيها وهى تقول
انا كويسه يا امى ناقصنى حضنك ... ودعاكى طمنينى على صحتك انت وبابا
لتقول والدتها بحب حقيقى
مش ناقصنا غير وجودك معانا
ظلت تتحدث معها كثيرا وتقص
عليها كيف عملها والأطفال وسعادتها وهى بينهم وأغلقت معها وتمددت على السرير وأغلقت عينيها لټغرق في النوم سريعا و كأنها تهرب من نفسها و من افكارها ... تتمنى حين تستيقظ ان يكون كل ما تعيشه مجرد كابوس مزعج و انتهى و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
بعد اكثر من ساعه استيقظت من نومها تشعر بارهاق شديد وكأنها لم تكن نائمه بل كانت فى حرب غادرت السرير و وضعت حجابها فوق خصلاتها لتقف في نافذه غرفتها تنظر الى بحر وهى تفكر في ما حدث وهى عائده من المدرسه حين مرت من امام البحر و وجدته يجلس هناك في نفس المكان كانت قدميها تأخذانها اليه ولكنها رفضت ذلك بشده وهى تتذكر سعيد واحساسها بانها ټخونه وتغضبه فتحركت سريعا في اتجاه البيت وها هي من اول وقوفها فى النافذه تنظر الى المكان الذى كان يجلس فيه بعد ان تأكدت من عودته للورشه
وقفت نودى عند باب الغرفه تنظر اليها وهى تشفق على حالها تشعر بكل ما بداخلها ان قلبها يتحرك تجاه ذلك الشخص و لكن احساسها بالذنب يجعلها تتألم و ترى نفسها خائڼه ..... ظلت واقفه فى مكانها عده دقائق ثم اقتربت منها وربتت على كتفها برفق لتنتفض ضى لتبتسم نودى وهى تقول
هتفضلى كده كتير يا ضى
نظرت اليها بتشتت لتقول نودى بهدوء
يا ضى انت لسه صغيره ومۏت سعيد المفروض ما يبقاش نهايه العالم ده قضاء الله يا بنتى و لازم ترضى بيه .... ولو قلبك دق لحد تانى مش عيب ولا حرام .... الحړام الى بجد انك تعملى فى نفسك كده
كانت الدموع ټغرق وجه ضى التى كانت تشعر بكل كلمه قالتها نودى الان وقالت من وسط دموعها
انا بجد خاېفه خاېفه اووووى
لتبتسم نودى بحنان وقالت بصدق
طبيعى تخافى بس كمان من الطبيعى تعيشى طبيعى تاخدى وقتك فى حزنك على سعيد بس كمان مينفعش تضيعى حياتك ولا عمرك
ظلت ضى صامته والدموع ټغرق وجهها لا تستطيع ان تعبر عن ما بداخلها تريد ان تصرخ ان تقول انها تتألم ... ان قلبها منقسم الى نصفين ... نصف يبكى و ېصرخ .. والنصف الاخر يتمنى ان يركض الى ذلك الشخص ويطلب حنانه و عطفه ودون تفكير ارتمت بين احضان نودى وظلت تبكى بصوت عالى و نودى تربت على ظهرها بحنان وهى تفكر ماذا عليها ان تفعل معها فهى حقا مشفقه عليها
ذهب إياد الى الورشه وجلس مع رواد بعد ان علم ان أيهم خرج ولا يعلم رواد اين هو
ظل يتحدث معه ويشاهده وهو يعمل وكان يعطيه الأدوات و يتناقش معه فى بعض الامور العامه و الخاصه ... وشعر الاثنان بالارتياح لبعضهما واصبحى صديقان
حين دلفتا الى الورشه فاتن ولين وهم يضحكون وقالت لين من بين ضحكاتها
انت مش ممكن يا فاتن انا تعبت من كتر الضحك
ليعتدل رواد و هو يقول ردا على كلماتها
والله يا انسه لين هى الى مهونه عليا الدنيا مش عارف لما تتجوز هعمل ايه
ليقترب إياد و هو يقول سريعا و كأنه وجد الفرصه
وانا هخليك تعرف الإحساس ده بسرعه ... رواد انا طالب ايد اختك
ظهر الاندهاش على ملامح الكل ولكن رواد كان ينظر اليه بضيق شديد وقال بجديه
الكلام ده مفيهوش هزار يا إياد