الملاك والقاسې بقلم فرح طارق
التانية ! مش انا يا فهد اللي هتنفعك ولا انت اللي هتنفعني..عن أذنك.
تركته ورحلت من أمامه وكادت أن تفتح باب المكتب لتتوقف على استماعها ل صوته قائلا
ولو عافرت
استدارت له حور ولازالت يدها تمسك بمقبض الباب لتقول بإبتسامة حالمة
ساعتها يمكن أفكر.
غادرت من أمامه بينما توقف فهد يتطلع من أثرها وهو يفكر ب حديثها عقله يأبى الخضوع ولكن قلبه قد خضع بالفعل ! ليس هو من يزحف خلف إمرأة ويترجاها ل حبه !
أخذ ينفث سيجارته وهو يتذكر حديث حور معه قبل سفرها وأخذها لزوجته..
عودة للماضي قبل يوم ..
سمع طرقات على باب المكتب ليسمح للطارق بالدلوف ويجدها حور..اعتدل سسف بجلسته ودلفت هي للمكتب وجلست أمامه واردفت
طالعها سيف بتركيز ف أكملت حور
عشان أقولك فكرة إني أخد ليان لا إني اربيك مثلا ع اللي حصل ولا كل الكلام ده يا سيف الموضوع كلوا لأنه ده هيكون ف مصلحتكم انتوا الاتنين.. وخاصة ليك .
ابتسم سيف بسخرية من حديثها
وهو إني أبعد عن مراتي وابني ده مصلحة ليا
أيوة ليك مصلحة ليك تقعد مع نفسك.. تعرف عايز ايه وليه تعرف هتعمل ايه وامتى لو بس يا سيف بعدت مع نفسك شوية هتقدر تحدد كل شيء بيحصل حواليك فكرة إن انت وليان تكونوا مع بعض وف نفس الوقت لأ..ده الصح ليك وليها انت وهي عايشين ف تشتت ! تشتت خلاكوا مع أول مطب هديت العلاقة بينكم وده مينفعش ! مفيش إنسان مبيغلطش..بس لو فضلنا نجلد كل شخص غلط قدامنا ده هيهد كل شيء حوالينا..كلنا بنغلط بس محدش قاضي أو جلاد للتاني ولا لنفسه حتى.
ليان هتكون فالبيت وقت ما كل واحد فيكم يرتب نفسه..يعرف ايه دنيته وقت ما تتفقوا على حياتكم سوى ولما ترتب حياتك انت ساعتها تعالى خد أختي يا سيف.
نهض سيف من مكانه واردف وهو يضع يديه بجيوب بنطاله
غريبة كلامك متناقض ! منين بتقولي محدش جلاد للتاني ومنين بتعاقبيني على إني مش مرتب حياتي
تنهدت حور واكملت حديثها
أنا اكتر واحدة عارفة يعني ايه الدنيا تجبرك تعيش حاجات لو اتحطيت ف اختيارها عمرك ما كنت هتجيب عينك عليها أنا نفسي حياتي مش متظبطة ! محتاجة إني أقعد مع نفسي لوقت أرجع فيه كل شيء باقيلي من تاني أعمل تهيئة ف نفسي إني أبدأ ف أي حاجة جديدة حواليا وده من أكبر الأسباب اللي مخلياني رفضت فهد دلوقت ! ده كدة بعاقب نفسي لأ.. أنا بدي لنفسي فرصة اخليها تهيأ نفسها من جديد عشان تقدر تواجه من تاني وتستقبل أي حاجة سواء مشاعر جو عائلي حب أو أي شيء جديد هيحصل ! وده مش عقاپ بالعكس.. أنت لو مديتش فرصة لنفسك وجيت عليها من تاني..هو ده العقاپ عن أذنك يا سيف .
عودة للحاضر..
عاد سيف برأسه للخلف وابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيه واردفت بخفوت
مكنتش محتاج غير وجودك معايا ف الفترة دي بالذات يا ليان.
في مكان آخر..
بينما ابتسم ياسين وهو يراها أمامه لقد أخبره فهد بما حدث..هل معنى ذلك أنها ليس لديها أي عائق بأن تظل معه هل تفكيره هو الخاطيء منذ البداية !
جلست على المقعد بجانب فراشه واردفت بتساؤل
عامل ايه دلوقت عرفت من فهد إنك فوقت الصبح ف جيتلك.
ابتسم لها وهو يجيبها بنبرة متعبة
الحمدلله كويس وبقيت أحسن دلوقت.
ابتسمت بتوتر من حديثه فقد أخبرتها حور بأن تذهب إليه لرؤيته لم تكن ترغب بذلك ولكنها أخبرتها بأن
عدم ذهابها يعني أن تفكيره كان على حق في البداية !
الأمر لا يحتاج شيء سوى معاقبته قليلا ولكن ليس الآن ف هو بذلك الوقت يمر بأزمة نفسية شديدة عليه ! خاصة بعدما حدث له..
أرجعت خصلات شعرها للخلف بتوتر واردفت
يا رب دايما هو .
الخذلان من الأصدقاء اسوء شيء يمر به المرء ليس هناك ۏجعا أشد منه خاصة ذاك الصديق الذي لقبته يوما بأنه شقيق.
لاحظت چيدا صمته لتمسك يده بتلقائية واردفت
متزعلش أنا حاسة باللي انت حاسه دلوقت الحمدلله إن ربنا كشفه ليك وأنك محصلش ليك حاجة وقومت بالسلامة لبنتك..مين عالم إنه وصلت أنه پالنار..كان ممكن يأذيك ف بنتك يا ياسين قول الحمدلله وبس دلوقت.
مش متخيل!
كلمة حاول وصف بها كل ما يعصف داخله ! ليس مصدقا ما حدث..مرحلة لا يصل إليها سوى من يطعن أشد الطعنات
من أعز وأغلى الرفاق.
لأ تخيل وصدق اللي حصل وقول الحمدلله..قومت بالسلامة لبنتك اللي ملهاش حد غيرك.
أغمض عينيه پألم..ليقول
لتاني مرة أمر بنفس التجربة اتخدع ف اكتر شخص اديت ليه الأمان ف حياتي يمكن ده غلطي إني متعلمتش ف الأول
لأ..مش غلطك انت بس كنت صادق..نقي مصدق اللي حواليك وفيت بالحب اللي بديته بس كان لحد ميستاهلش بالعكس! الغلط مش عليك.
صمتت چيدا وهي تجده يغمض عينيه بصمت وسكون ظلت تنظر إليه لبعض الوقت ثم نهضت من مكانها واردفت
أنا هسيبك ترتاح النهاردة وهحاول بكرة اعدي عليك.
امسك يدها ولازال يغمض عينيه واردف بصوت خفوت
خليك يا چيدا محتاج لوجودك صدقيني حتى لو هتفضلي ساكتة بس خليك.
الفصل_الخامس_والعشرون.
لم أرى في قسۏة عيناك يوما أنا التي لم تتمنى منك شيء سوى نظرة حانية تجعلني اطمأن والجأ لعناقك دون أن أفكر حتى!
توقفت حور بمنتصف مكتبها لقد مر أسبوعان حتى الآن! لم تراه أو يحادثها حتى !
هل تلك هي المحاولة التي أخبرها بها أم أنه أخذ وقتا لنفسه حتى يعود للمحاولة
زفرت بضيق من حالها وهي تشعر بتلك السذاجة التي باتت تسيطر عليها الآن! ف الأخير حسمت أفكارها وهي تعيد ترتيبها من جديد مرددة داخل عقلها لم يرى أنك تستحقين لذا لم يحاول معك.
بينما على الجانب الآخر وصلت ليان أمام المطعم الذي أخبرها به سيف حتى يقابلها..توقفت مكانها وهي تشعر بتوتر من تلك المقابلة التي ستحدث بينهم! ف والله لولا حور لكانت ذهبت لمنزله وافترشت الفراش بجانبه لتنم داخل دون أن تفكر.
أغمضت عينيها وهي تشعر برائحته التي تفوح بالمكان حولها تلك الرائحة المميزة التي تشعر وكأنها صنعت خصيصت لأجله.
ولج الإثنان داخل المطعم وتوقف سيف أمام الطاولة الخاصة بهم لتجلس ليان ويستدير هو ليجلس على المقعد المقابل لها.
اردف سيف بإبتسامة حانية وتلك النظرة التي لم يعرفها يوما سوى عندما التقى بها للمرة الأولى
وحشتيني.
لم تكن عينيه ثابتة عليها بل كانت تجول على معالمها وجهها.. ..كل شيء بها لعله يروي اشتياقه لها لو لقليل فقط! لو تدري كم يشتاق إليها الآن لكانت نهضت وذهبت معه شفقة عليه ورفقة لقلبه!
امسك يدها بلهفة واردف
مش كفاية كدة هتقعدي ايه اكتر من كدة يا ليان خلاص كفاية! صح
طالعته بحيرة من أمرها! لقد وعدت حور قبل أن تأتي إليه بأنها مقابلة بينهم قط ولن تنشيء أي صلح بينهما! سترجع لمنزلها مرة أخرى ولن تذهب معه ولكن ماذا عليها أن تفعل الآن أمام نبرته الراجية تلك
سحبت يدها بتوتر ثم اردفت في محاولة لتأجيل الحديث بالأمر ولو قليلا.
مش هناكل أنا جعانة يا سيف.
طلب لهم الطعام ثم نظر لها في إنتظار أن يأتي الطعام واردف بنبرة نادمة وعينيه لمعت من تراكم الدموع بداخلها
كانوا تؤام..تفتكري كان ممكن يكونوا ولدين يا ليان ولا بنتين
امسكت ليان يده واردفت بخفوت
سيف! ده قدر وده النصيب صد..
قاطعها سيف قائلا
بس كان ممكن نعالج الأمر مش ازود الموضوع سوء اكتر
سيف.. اللي حصل خلاص ده قضاء ربنا وأمره الطفل قدره اتحسم من أول ما كنت حامل فيه دلوقت منبكيش على شيء راح خلاص..خلينا نبص ل اللي جاي ايه رايك تفتكري هيبقى بنت ولا ولد
اعتدلت ملامحه وهي تجد بها بريق السعادة بات يفوحها ليردف
هترجعي معايا يعني
صمتت ليان ولم تجيب وكاد سيف أن يتحدث مرة أخرى..ليقطع حديثه مجيء النادل بالطعام.
تناولت الطعام ثم أخبرته في محاولة للهرب من حديثهم حتى تهاتف حور لتخبرها بما تفعله الان أنها ستذهب للمرحاض.
دلفت للمرحاض وامسكت هاتفها وهي تنظر حولها لتنتبه لصوت شقيقتها على الهاتف
عملت
ايه
أغمضت ليان عينيها پألم
لأ حور بصي هو أنا مش هقدر أكمل ده..
قاطعتها حور بشهقة
مش قادرة تكملي ايه يا معډومة الكرامة الواد رنك علقة محترمة تقولي مش قادرة أكمل !
حركت ليان رأسها وهي تحاول إقناع شقيقتها بصوت متوتر
لأ ما هو اعترف بغلطه آه والله اعترف وكمان ده كان بيقولي إني كنت حامل ف تؤام و واحد منهم اتوفى وكان بيعيط ! حور أنا كان هاين عليا اخده ف حضڼي والله .
تركت حور القلم على المكتب ونهضت وهي تلقي التعليمات على شقيقتها بنبرة حادة لا تقبل النقاش
ليان ! اتفقنا من الأول ومش هنتراجع سيف قولتي بتحبيه لكن بالاسلوب ده علاقتكم هتبقى زفت !
لازم هو الأول يعيد ترتيب نفسه ويظبط دنيته ويبقى متأقلم ف حياته عشان يقدر يتأقلم ف حياتكم سوى ! لكن الحياة دي متنفعش هو دلوقت بيحاول يراضيك هتفضلي تقيلة عليه مفهوم وإلا قسما بالله أحكم دماغي واخليه يطلقك !
ليان بتسرع
لأ لأ خلاص أنا هتقل والله بعدين ده لما قالي وكان بيعيط بصتله كدة من فوق يعني وكإني قرفانة منه وقومت وسيبته ودخلت كلمتك دلوقت.
ابتسمت حور ب راحة داخلية
جدعة هتروحي دلوقت وتطلبي إنك تمشي وتفضلي قافلة وشك ومجمدة ملامحك ماشي
حاضر انت عملت ايه ف شركة جدو
نظرت حور حولها بسعادة وهي جالسة ب مكتب جدها تتولى رئاسة الشركة التي غابت عنها لمدة أكثر من ثمانية أشهر
فل الفل يا ليان متقلقيش كل حاجة ف الشركة تمام وبصيت ف كل زاوية فيها وعلى موظف موظف وفهمت وعرفت الدنيا ماشية ازاي كلها شوية وقت وأرجع الشركة للنور