رواية مكتملة بقلم سوما العربي
للمطبخ و هي تمسح حبات العرق التي تتصبب من كل خلايا حتى أن ملابسها تشربت بها
أخذت تتطلع حولها تبحث عن كرم لتطلب منه شيء تشربه يساعدها على إبتلال حلقها الذي جف و ربما أنعش المنهك خصوصا و هو غير معتاد على الشقاء لكنها لم تجده
فوقفت تصب لنفسها كأس من العصير في اللحظه التي أنقطعت فيها الكهرباء عن البيت
لذا وقفت تقلب الكأس و هي تودع شمس ذلك اليوم بنظرات متعاقبة
المشاعر
قبل ذلك بلحظات
تقدمت سيارة لاندكروزر من اللون الأسود يقودها مالكها تشق الطريق الممهد تماما في الخان خان غانم
نسبة لغانم بيك الكبير جده و صاحب كل تلك الأرضي على مدد النظر بما تحتويه من بيوت و مصانع للطوب و الزجاج و تصنيع اللحوم كل سكان الخان ما هم إلا عمال لديه
توقف امام باب البيت ينظر عليه ثم يزم شفتيه بملل و سأم خصوصا و هو يتذكر حديث والد زوجته معه صباح اليوم في الهاتف فكان يدوي في أذنه من جديد صوت صابر ينفع كده يا غانم تزعل منك سلوى لأ لأ لأ لازم تصالحها و تدلعها ما تنساش أنها حامل في أبنك و الزعل غلط على الحمل و لا عايزها تسقط زي كل مره بقاااا
و دلف غانم للبيت الذي عمه السكون يعلم أن لا أحد هنا غير زوحته و كرم الطباخ ابن العم جميل
يعلم أن لا أحد بانتظاره خصوصا و قد عجل موعد رجوعه نظرا لتغير بعض الظروف
تشنج فكه بإبتسامة متكلفة و تحامل على حاله كثيرا ينتوي مصالحتها و تدليلها لكونها حامل
فشههقت حلا عاليا و حاولت الإلتفاف لترى من ذلك المتطاول كي تلقنه درس عمره و تصنع له عاهه مستديمة لكنها تفاجئت من تمسك ذلك الشخص بها قويا يردد شششش أنا جوزك غانم
و بدأ قلبه يخفق بغرابة و سرعة شديدة عن المعتاد و يداه تزيد من ضمھا له حتى أن أظافره كانت تغرز في لحم ذراعها
أنه يعتقدها سلوى زوجته و من الصدمة و الخۏف لم تستطع إتخاذ أي رد فعل و بقت متصنمة في أحضانه جاهلة طريقة التصرف لكنها حاولت التملص من بين ذراعيه لتبتعد عنه و توضح الأمر
يردد بإستغراب متفاجأ و أخيرا تخنتي شوية زي ما بقالي سنين بقول أهو ده العود إلي كان نفسي فيه و ھموت عليه لحقتي تعملي كده في أسبوعين
حاولت مجددا التملص من بين ذراعيه متسعة الأعين پذعر شديد ليثبتها مجددا بقوة فبدى و كأنه قد سلب
منه عقله
لأول
مرة و قد عاود مرمغة أنفه في شعرها مرددا حتى ريحتك أتغيرت بقت تجنن
و هو يغمض عيناه بتيه شديد مندمج بتلك الحالة الغريبة التي سحبته لدوامة يقع فيها لأول مرة و لم يخرجه منها سوى صوت العم جميل يردد يا غانم بيه يا غانم بيه الحق عمتك صفاء يا بيه
أبتعد العم جميل عن مقدمة باب المطبخ و هو يرى سيدة يحتضن امرأته و وقف جانبا يكمل بينما يخفض عينه أرضا الحق يا بيه
لم يرغب غانم في الأبتعاد عنها الآن خصوصا بعدما شعر و لأول مرة بتلك المشاعر التي لطالما سمع عنها و لم يجربها يوما لكن صوت جميل لم يتوقف بتاتا و لم يرحمه
هرجع لك تاني و نبقى في أوضتنا براحتنا حتى تكون الكهربا رجعت
اخذت حلا تهز رأسها پجنون ربما تحفز على الإبتعاد و قد أبتعد أخيرا بالفعل و ذهب مع العم جميل
و هي سقطتت أرضا بعدما ذابت قدميها و لم تعد تحملانها و جلسة على أرضية المطبخ تتنفس بصعوبة و قد أحمر وجهها
بينما يخرج غانم من البيت على مضض و هو يسأل العم جميل طبعا متخانقه مع جوزها تاني و الخان كله أتفرج عليهم
جميل ايوه يا بيه
أشعل غانم سيارته و قال هات الرجاله و تعالى ورايا و كلم الناس شوفوا الكهربا قاطعه ليه خليهم يرجعوها في أسرع وقت
جميل حاضر يا بيه
ثم أستقل سيارته و غادر سريعا خلف سيارة غانم التي بدأت تنهب الطريق متجه لبيت عمته
في المطبخ
دلف كرم في اللحظة التي عادت فيها الكهرباء ليصدم بحلا و قد افترشت أرضية المطبخ و على وجهها أمارات الخۏف الشديد
فمال عليها يسأل حلا مالك كده فيكي
إيه
رفعت أنظارها له و قالت عايزه أمشي من هنا عايزه أمشي
هز كرم رأسه بتأكد يحاول طمئنتها و لم تمر ربع ساعه إلا و قد ساعدها على مغادرة المكان و قد وعدها بأن يتولى هو أمر السيدة سلوى
فخرجت من الخان في سياره أجرى ممتلئة بالركاب تنظر من شباك السيارة و هي تسأل نفسها مالك اټرعبتي كده لما قرب منك بس أمال هتسرقيه إزاي يا بس و عاملة فيها شجيعة أوي و ناصحة
في نفس الوقت الذي دلف فيه غانم للبيت و قد عاد و معه عمته صفاء التي قالت سايق عليك النبي لا تسيبني أرجع يا غانم
نظر لها غانم پغضب و قال ترجعي فين تاني بعد ما هانك و بهدلك كده الراجل ده انا سكت له كتير و ماحدش حايشني عنه غيرك ده بيهين بنت الحاج غانم ست ستات الخان ده كله و ولي نعمته
نظرت له صفاء بحزن و هو يسحبها معه بهدوء لداخل البيت ثم قالت عشان العيال أعمل ايه ده هاني و مي ماشاءالله كبروا
غانم أديكي قولتي بنفسك كبروا تعالي أدخلي
ثم رفع صوته و بدأ ينادي سلوى سلوى
زمت صفاء شفتيها و قالت بتناديها ليه بس
نظر لها غانم مرددا تيجي تسلم عليكي و تشوف طلباتك إيه لسه مش بالعاها
صفاء أنا مش بكرهها بس مش بحبها و هي كمان ما تفهملهاش حال و مابحبش جواز المصالح ده
قطعت حديثها في نفس اللحظه التي ظهرت فيها سلوى على الدرج و قد صدم غانم و هو كعارضات الازياء يتبختر أمامه فكاد أن يجن و هو يردد هي رجعت لعود القصب المعصعص تاني لحقت
استمعت له صفاء فضحكت مرددة ياما حاولت و ما نفعش
بدأت سلوى تتقدم من غانم و الأشتياق قد بلغ مبلغه منها فأقتربت