الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 8 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


حلا ماشي عاودت الدق من جديد لتصدم بأن الهاتف قد انغلق سميحه ده أنتي ليلتك مش معدية يا حلا بتقفلي موبايلك كمان ماشي و ماله مصيرك تيجي تحت أيدي قسما بالله ما هتشوفي الشارع مره تانية بالفعل هي لن ترى الشارع مجددا ولكن ليس بسبب سميحة و إنما بسبب ذلك الذي يجلس في مكتبة يفكر و يخطط لتلك التي تقف في المطبخ تجهل ما يحاك لها تقبض على هاتفها و هي تنظر له پذعر مردده يا نهاري

إلي مش فايت أقترب منها كرم يسأل بقلق مالك يا بنتي الټفت له حلا تردد موبايلي فصل شحن و ماما كانت بتتصل بيا كرم طب و فيها ايه ما تهدي كده شويه و كلميها زمت شفتيها بضيق من غباءه و قالت إزاي يا أبو الذكاء و هو فاصل شحن أقترب منها يلكز بأصبعيه موضع عقلها و هو يردد لما يتشحن يا ذكيه هانم أكيد مش هتتكلمي في حتة حديده و لا يمكن هتسبيه فاصل أنا بجد ماشوفتش في نباهتك إيه ده فقالت حلا بعويل ما أنا مش جايبه شاحن مش جايبة شاحن كرم ببرود اشوفلك شاحن ذهب كرم ليجلب لها شاحن و هي بقت في المطبخ تفكر فيما ورطتت به نفسها لتنتفض مجددا على صوت غانم من خلفها يردد هو انا مش طلبت قهوة من ساعة وقفت عن مقعدها و أمتثلت أمامه تقول ما هو كرم مش هنا رفع إحدى حاجبيه و قال و هو
أنا طلبتها من كرم حلا ما
هو الي بيعمل القهوة و الأكل أنا وظيفتي هنا التنضيف بقى غانم ينظر لها نظره عميقة مطوله يلفها كلها كانت جميلة و ساحرة مظهرها يشرح الصدر و يجعل كل من ينظر له مقبل على الحياة تربكه كثيرا و أحيانا يفقد السيطرة على كل شيء اهتز ثباتها أمامه نظراته تربكها هي الاخري و بدأت تزيح شعرها بحرج تضعه خلف أذنها و تنظر أرضا فابتسم و هو يشعر بتأثيره عليها و أخذ يقترب منها بخطوات ثابتة حتى توقف وضع أصابعه أسفل ذقنها ثم رفع وجهها له يتأملها و هو يسبح الخالق فيما أبدع و خلق لتشعر بالإرتباك من فعلته و حديثه الصريح و لم تلبس أن صدمها بسؤاله معقول واحده بجمالك ده تشتغل خدامه إنتي إلي زيك لازم تبقى هانم ملكة و الكل يخدمها لم تتمكن من الإجابة إلا بعد دقيقة كامله و هي
تنظر ملامحه التي تبتعد عنها بأنشين فقط و يده مازالت أسفل ذقنها و قالت أصلي محتاجه للشغل مؤقتا لحد ما ألاقي شغله مناسبة و أقدر
أصرف على دراستي رفع حاجبة و أزاح يده عن ذقنها يسأل دراسة إيه انتي مش قولتي أنك دبلوم تجاره ! أتسعت عيناها بړعب حقيقي تدرك أن الكذب بلا قدمين لقد نسيت تماما ما سبق و اخبرت به سلوى و إنكارها انتسابها لكلية التجارة فحمحمت مرددة أصل أصلي أصل أنا التوى جانب فمه بإبتسامة ساخرة ينتظر بإستمتاع لأن يستمع لنسج كڈبة جديده من هذه الغبية و قال أنتي أيه يا قمر أرتبكت أكثر حينما أنهى حديثه ب قمر تلك وقالت أنا عايزة أعمل معادله و بعدها أدخل كلية زي صحابي و الحكاية دي هتحتاج مبلغ يعني هز رأسه بأسف عليها و هو يردد بدراما محتاجه للشغل أوي يعني حلا أوي أبتسم و كأنه
هكذا يكشر عن أنيابه و هي بالفعل أرتعبت لم يخيب ظنونها فقد قال حيث كده بقا فأنتي مش هتخرجي من هنا حلا پصدمة أييه ضحك و قال زي ما سمعتي كده هتشتغلي بالنهار و تباتي هنا بالليل حلا طب ليه هز غانم كتفيه و قال ببساطة و لا مبالاة إفترا حلا بس ده ماينفعش و كمان ما يصحش كتف ذراعيه حول صدره ثم قال أنا عارف انك جامده و حقك تخافي على نفسك بس ما تقلقيش الشيطان مش هييجي غير لو أنا و أنتي بقينا لوحدنا و أنتي شايفه أهو مراتي هنا و كمان عمتي و عم جميل ساعات بيبات في اوضته إلي هنا كرم بس هو الي بيروح خاڤت حلا كثيرا و أقرت أنها بالفعل غبية و لا طاقة لها بمجابهة غانم صفوان غانم والدتها كانت محقة تماما و قررت التراجع عن أي فكر بمخيلتها و الاستسلام التام و أن تعود تقطف عيدان الملوخية بجوار والدتها أفضل لها كثيرا فسارعت تقول بلهفه خلاص شيل ده من ده يرتاح ده عن ده أسيب الشغل زم شفتيه و ردد بأسف مش بمزاجك يا قمر أنا قولت انك هتفضلي هنا يبقى هتفضلي هنا مافيش مشيان عدي أيامك معايا بلاش أحطك في دماغي سكنت في المقابل تحاول إستيعاب ما يحدث معها و قد قدمت هي إليه بقدميها لم يرغمها أحد تنظر له بأعين متسعه مصدومه لتفقده تركيزه تماما و لم يرحمها سوى صوت هاتفه الذى أعلن عن إتصال ملح بلل شفتيه يدرك ما كان قادم على فعله وأنها أصبحت ذات سلطان عليه تفقده ثباته و عقله خرج من المطبخ سريعا كي يجيب على الهاتف يتهرب من سلطانها في اللحظة التي دلف فيها كرم للمطبخ على عجلة من امره يقول خدي ده الشاحن إلي عندي جربيه حاولت سحب أنفاسها المسلوبة من تواجد غانم معها ثم قالت ده شكله مش هينفع انا عايزه سوكت عريض لملم كرم بعض متعلقاته و قال جربي بس أنا لازم أمشي حالا في واحد صاحبي پيتخانق و البوليس اخدهم على القسم سلام انهى حديثه و هرول للخارج و هي تبعته تناديه لكنه لم يجيب و ذهب لصديقه حلا ده مشي سترك يا رب إلتفت على صوت سلوى تهبط الدرج و هي تحمل حقيبه خفيفه تنادي غانم غانم يا غانم خرج غانم من مكتبه يسأل في ايه يا حبيبتي سلوى أنا لازم أروح دلوقتي عند بابا منال اختي تعبت و لازم أبقى معاها أنت هتيجي معايا و لا عندك شغل غانم لأ يا حبيبتي عندي شغل روحي و أنا لما أخلص أجي لك غادرت سلوى على الفور كانت متعجله و قلقه جدا على شقيقتها إلتف غانم ينظر لحلا مرددا واقفه كده ليه أه أكيد عايزه تعرفي فين اوضتك تعالي أوريها لك أرتبكت حلا و قالت متحججة بنفسك يا باشا ده حتى مايصحش أقترب منها ينظر لها ده يصح أوي و قالت بنبرة مهتزة مش عمتك هنا و عم جميل خلي حد منهم يوديني أنا مش عايزه أتعبك ضحك غانم منتشيا ثم قال أنتي الخسرانه حلا أكيد طبعا حاول إخفاء ضحكاته ثم نادى على عمته
 

انت في الصفحة 8 من 53 صفحات