السبت 30 نوفمبر 2024

سند الكبير ل شيماء سعيد

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


مچرم
حملها رغما عنها و جلس بها على الفراش مستمتعا جدا بالحديث معها حتى لو خطأ عليها يرى بها المرأة الذي أراد أن تحمل طفله بداخلها متأكدا أن هذا الطفل سيكون خليط رائع بين القوة و الذكاء
أخذ شفتيها الصغيرة يضغط عليها بأصابعه هامسا 
_ تؤ أنا أضمن سكوتك بأكتر من طريقة غير الجواز و أسهلها المۏت بس أنا مستخسرك في المۏت اللي زيك لازم ييجي منها نسل الكبير عايز منك كل سنة عيل أو اتنين لحد ما توصلي لسن اليأس

وقح و هذه الوقاحة جديدة عليها هي معتادة على الاحترام و التقدير من الجميع عضت أصابعه التي تضغط على شفتيها بقوة إلا أن هذا لم يزيده إلا إصرار قائلة 
_ نسل إيه و سن اليأس ايه يا قليل الذوق و الأحترام طالما مش عايز تقتلني بقى فأنا بقولك مش هتقرب مني إلا لما تمطر في شهر سبعة
يضحك معها من أعماق قلبه لعبة جديدة تعطي للحياة بعض اللذة سارت عينيه على جسدها بالكامل يحفظه و ربما يتخيله على الطبيعة جذبت شرشف الفراش على نفسها يشعرها كأنها عاړية ليقول هو بنبرة صارمة قبل أن يخرج من الغرفة 
_ معاكي عشر دقايق عشان تكوني على الفطار تحت لو اتأخرتي ابقي استني الغدا الساعة اتنين
بغرفة السفرة
دلف في موعده مثل كل صباح ليجد جدته و شقيقته بانتظار قدومه أشار إلى شقيقته بالجلوس جالسا هو الأخر على مقعده دقيقة و جاء موعد الطعام ليبدأ بطعامه
و بين كل حين و الآخر تراقب عينيه الدرج منتظرا قدومها لا يتمنى أن تتمرد حتى لا يعاقبها ضيقت السيدة حكمت عينيها قائلة بعدم رضا 
_ إيه حكاية جوازك و حكاية البت اللي فوق دي يا سند!.. من امتا ليك في لعب العيال ده
وضع قطعة من الفطيرة الساقطة بعسل النحل قائلا بهدوء 
_ من امتا سند الكبير بيلعب يا حاجة! دي هتبقى مراتي و هتحمل نسلي و بيها هيكبر إسمى و إسم عتمان الكبير
رغم بساطة حديثه و هدوءه إلا أنه كان حاد محذر تعلم حفيدها لذلك أردفت بقلق 
_ طول عمرك راجل و كبير بس أنا خاېفة عليك يا ولد الغالي من الموضوع ده كبير الكفر هياخد بت من براه و كمان عايزها هي اللي تشيل نسلك
أومأ إلى جدته قائلا 
_ أيوة يا جدة هي دي أم الكبير من بعدي و مرات الكبير من دلوقتي
تدخلت همت بالحديث مردفة ببراءة 
_ أيوة يا جدة دي طيبة أوي و كمان حلوة أوي عيالها من سند هيبقوا حاجة في الجمال ده مالهاش وصف
ابتسم سند على طفلته و ابنته البكر التي مهما كبرت ستظل كما هي صغيرة نظر إلى ساعته متبقي دقيقة على انتهاء العشر دقائق و بعدها سيتصرف معها
وصل إليهم رنين حذائها على الدرج بخطوات مترددة دلفت للغرفة مقتربة من المقعد المجاور لهمت إلا أن قاطعها بصوته 
_ بوسي كف الحاجة حكمت الأول و بعدين تعالي أقعدي على الكرسي ده
أنهى حديثه و هو يشير إلى المقعد المجاور له رفعت حاجبها باعتراض إلا أن نظرته كانت غير قابلة للنقاش نفذت أمره مقبلة يد تلك السيدة لتضع كفها الآخر على رأسها بحنان قائلة 
_ تسلم تربيتك يا بتي أقعدي افطري بس بعد كدة الساعة 8 تكوني على السفرة
أومأت بلا تعبير و ذهبت للجلوس بالمكان الذي أمرها به هي أضعف من الوقوف أمام وجه تلك العائلة الآن.. بدأت تأكل ليقول هو 
_ الليلة هييجي المأذون و الفرح هعمله بعد فرح همت و حمد الشهر الجاي لما يرجع حمد من السفر يعني عشان تاخدي عليا أكتر..
_ ربنا ياخدك
همست بها بصوت لا يكاد يخرج من فمها إلا أنه سمعه ليقول و هو ينظر إلى طبقه 
_ و اه صحيح أنا بسمع حركة النملة
تنحنحت هامسة بتوتر 
_ هو أنت.. أقصد حضرتك يعني متجوز!
_ لأ.. مطلق خمسة قبلك ادعيلهم بالرحمة الست تطلق مني من هنا و عمرها يخلص من هنا كأن روحهم كانت متعلقة فيا سبحان الله
مر الشهر عليها سريعا بين الخۏف من القادم و التحدي الدائم له شهر واحد كان كفيلا بقلب الموازين لتقع الطبيبة بحب قاتلها عشقت أدق التفاصيل البسيطة به تنتظر وجبات الطعام على أحر من الجمر حتى تجمعها به سفرة واحدة
لم استسلمت لما هو قادم لتكون زوجته و أم نسله كما يريد أسرته أصبحت أسرتها رغم معاملة زوجة عمه السيئة لها
و ها هو آت اليوم المنتظر يوم زفاف همت على البشمهندس حمد الذي سيأتي بعد ساعات قليلة من السفر
أغلقت باب غرفتها خلفها و هي تضم فستانها الجديد هامسة 
_ الفستان ده هيبقى الذكرى الوحيدة و الأخيرة بنا يا سند
ألقت على نفسها نظرة راضية بالمرايا قبل أن تقول بتوتر 
_ أنتي قوية يا وعد و هتقدرى تعدي المحڼة دي و تبقى أقوى روحي له قولي اللي في قلبك كله يا عالم هنتقابل تاني و الا لأ
خرجت للحديقة تعلم أنه سيكون بها ليتابع ما يحدث بحفل الزفاف اقتربت منه بخطوات رشيقة هامسة بصوت وصل لقلبه 
_ سند
نطقت اسمه من بين شفتيها لحظات مرت و هو يقف كما هو يغلق عينيه و يردد صدى صوتها برنين إسمه مستمتعا يا الله على الروعة و الجمال.. أعادت كلمتها لتخرج منه آه مستمتعة سيطر قليلا على انفعالاته و دار بجسده لها مردفا 
_ خير يا دكتورة
_ اسمي وعد
قالتها بهيام واضح على ملامحها مثل الشمس لتبدأ دقات قلبه بالارتفاع هامسا 
_ مش فاهم
ابتسمت إليه مردفة 
_ عايزة أسمع اسمي منك من غير دكتورة
ابتسم إبتسامة ماكرة ملامح الخبث و العبث الرجولي أخجلتها جذب طرف وشاحها إليه قائلا 
_ و الدكتورة عايزة تسمع إسمها مني ليه
حرارة جسدها أصابتها بالتعرق إلا أنها صممت على إكمال حلاوة اللحظة ابتلعت لعابها مجيبة 
_ هو لما القلب يدق في وجود حد و العين تلمع ريحته تحسسك بالأمان و صوته يعالج كل جروحك يبقى ده ايه لما جسمك كله يرتعش من لمسته مع إنه مبسوط بيها يبقى ده ايه ده!
هو نفسه لا يعرف ما تصفه هي نفس شعوره و نفس رغبته الملحة بالاقتراب منها لسانه أجاب دون أن يسأل عقله أو ينتظر تفكيره 
_ يبقى ده حب
_ يبقى أنا بحبك بحبك أوي يا سند و دي غلطة عمري كله
فرت من أمامه بعدما أعطت إليه إعتراف مغلف بالندم و قلة الحيلة اختفت بنفس اللحظة التي وضعت بداخله أول نبتة لقصة حب أنتهت لم ترحل من أمامه فقط بل رحلت بلا عودة تركت روحه معلقة بها و روحها معه تبعد عن هذا الحب المحكوم عليه بالإعدام من البداية.
بالمساء
بالحديقة
بدأت مراسم حفل زفاف الشقيقة الوحيدة لكبير الكفر و الجميع في انتظار قدوم العروسين أما هي استغلت الزحام و خرجت من الباب الخلفي ملقية عليه نظرة أخيرة بأعين باكية 
_ امشي يا وعد يلا امشي أنتي مش شبهه و
 

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات