رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة
واطمئن على حالتها
التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام مع ضغط واطى
فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها
مكة بضعفهو حصل إيه وأنا فين دلوقتي
وأنت ليه لسه موجود مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده
حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف معلش يا ستى إستحملينى المرة دى وخليك أنت الكبيرة
وابتسم على أثرها ركان قائلاإيه ده
أنت طلعتى بتعرفى بتبتسمى زينا
مكة بغيظ ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية
فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب سيكون حظه تلك الفتاة فأى ألم عڈاب أكثر من هذا
مكة محاولة التودد إليه بقولها طيب _أسمع نصيحة رسول الله
بس قول الأول صل الله عليه وسلم
فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب صل الله عليه وسلم
مكة قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب
نظرت مكة لعينيه الرمادتين لترى تأثير وقع كلماتها عليه قائلةوليه عايز تساعدنى يا سيادة الرقيب
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب
هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها
فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها
ركان بتلعثم وأرتباك يعنى ده واجبى وأنا بنفذه
فأغمضت مكة عينيها پألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله
مكة بغصة مريرة تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه
عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة
الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صړخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة بحبك يا مكة
ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب
وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له
فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه
فغادرها فالټفت إليه لتنظر له متسائلة هل سيجمعهم القدر مرة أخرى أم لعل هذا أخر لقاء
غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه فقد تركه لها ليعذبها حبه
ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها
فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة
أحد شباب الحارة بص يا باشا عايز تستفهم أكتر
خش البيت ده واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك
دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم
ركان تمام شكرا
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب
وعندما طرق الباب جاؤه صوت نسائى حاد اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنت منا عرفاك مخك طاير زى اللى جابك
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنت بحمى الواد والطبيخ على الڼار حاجة تزهق إمتى أخلص منك ومن قرفك
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة أنت يلى
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه
ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد
ركاندى شقة عنان
فلوت ساره شفتيها قائلة شقتها ايه يا اخينا
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى
ركان المهم هى موجودة
سارة لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله لا إحنا مش بتوع كده
ركان پغضب شديدأنت شكلك مچنونة باين اقفلى اقفلى سلام
ثم غادر ركان فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده
ويا ترى كان عايزها ليه
وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان
فوصف له المكان فتوجه لها ركان على الفور
وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة خير يا باشا هى مكة جرالها
حاجة
ركان متقلقيش هى بخير
ثم سئلها أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان
عنان بتنهيدة حارة ومين ميحبش مكة يا باشا
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله
فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ
ركانطيب
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السچن
عنان ببراءة ولما تخرج هتروح فين يا باشا
يا عينى عليك يا مكة يا حبيبتى دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد
صدم ركان مما سمع فقال بإندهاش يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السچن حد يحب عن الحرية
إرتبكت عنان وقالت بتعلثم هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه
يا حوستى يانا منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله
أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس
ضحك ركان لبرائتها قائلاقولى كل حاجة عشان مقبضش عليك وتروحى تونسيها هناك
عنان پخوفلا يا باشا هقول يا باشا وأمرى لله
وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة إنى قولت سرك
ركان ها قولى يلا بسرعة
عنان بص يا باشا
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه
كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها
وأخر الشهر تضطر تمشيها ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت
عشان الزفت عباس كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف
ركان بغصة مريرةطيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده
عنان عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص
ولما ماټت المرحومة الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده استغفر الله العظيم
فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل وبس مردتش تقول الحقيقة
عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده
عليها وهى بريئة منها
وكمان يا عينى عليك يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين
فقالت خلاص السچن يسترها وخلاص من البشر
وعشان كده سكتت ومكلمتش
تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه پألم
وحدث نفسه أنت إيه يا مكة مش معقول تكونى بشړ أكيد أنت جبل عشان تستحملى ده كله
يعنى ترمى بنفسك فى السچن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره
لا أنا لا يمكن أسكت على كده حتى لو مش قادر أقدملك قلبى بس على الأقل أساعدك واكون سند ليك فى الدنيا دى بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك
عنان أصمله عليك يا باشا
أنت دوخت ولا إيه
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا
ركانلا متشكر أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل
عنان ما بدرى يا باشا حتى اشرب اللمون
ركانمرة تانية إن شاءالله
سلام
عنان إيه الراجل ده وليه مهتم اوى بمكة كده
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية
وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى يلا لما اشوف شغلى
هو أنا كنت رايحة أعمل إيه
اه _كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة بس ربنا
يستر المرة دى عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى
اه يا جتتى يا عينى عليك يا بت يا عنان
يختى جمالو حلو يختى شبابو حلو
خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها
رياض بترحيب
نورتى البيت من تانى يا ماما
سهام تسلم يا رياض يا حبيبى
ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت هى لسه ريم مجتش من الكلية
دى حتى ولا اتصلت
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض اه كرملتى
قضبت سهام جبينها قائلة بتقول ايه يا ولد
فارتبك رياض قائلامفيش يا ماما
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها
حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها اتفضلى يا آنسة ابتهال
ابتهال شكرا لحضرتك
ثم تابعت
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج
سهام ببعض
الخۏف اوعى يكون فيه أبر برده ده أنا اتهريت
ابتهال بإبتسامة معلش يا فندم هى الأبر مؤلمة بس مفعولها أسرع
سهام الله المستعان
ودلوقتى حضرتك هتكونى مقيمة معايا لاخر فترة العلاج
ابتهال بخجل هكون متوجدة معاك بالنهار لغاية باليل لكن البيات مش هقدر عشان أهلى وكده
سهام بس يا بنتى لو تعبت ولا حاجة باليل
ابتهال لا متقلقيش حضرتك ولو حصل شىء كلمى الدكتور فورا
سهام ربنا يستر
فى
هذا الوقت ولج رياض للمطبخ بخطوات خفيفة فلم تشعر به كرميلا
ولكن شعرت بأنفاسه الحاره من ورائها ففزعت وابتعدت ونفخت فى صدرها قائلةبسم الله الرحمن الرحيم
رياض بضحكفيه إيه يا بنتى هو أنت شوفتى عفريت ولا إيه
مالك أتفزعتى كده
كرميلا بحرجمتأخذنيش يا سى رياض
رياض وتأمل عينيها الرمادتين قائلا تصورى أول مرة اخد بالى من لون عنيك حلوة اوى
إحمرت وجنتى كرميلا خجلا وأشاحت بوجهها عنه قائلة الله يحلى دنياك يا بيه
ثم تراجعت للوراء فسئلها مالك بتبعدى ليه كده
أنت خاېفة منى
كرميلالا هخاف ليه
بس كده أحسن يا بيه لازم نبعد عشان هو ده الصح ولا