الأحد 22 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة

انت في الصفحة 13 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

واطمئن على حالتها 
التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام مع ضغط واطى 
فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها

مكة بضعفهو حصل إيه وأنا فين دلوقتي 
وأنت ليه لسه موجود مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده 
حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف معلش يا ستى إستحملينى المرة دى وخليك أنت الكبيرة 
فابتسمت مكة إبتسامة ساحرة كادت أن تذهب بلب عقله 
وابتسم على أثرها ركان قائلاإيه ده 
أنت طلعتى بتعرفى بتبتسمى زينا 
مكة بغيظ ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية 
فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب سيكون حظه تلك الفتاة فأى ألم عڈاب أكثر من هذا 
ركان بنفاذ صبر وبعدين معاك يا مكة حولى تلمى لسانك ده شوية عشان أنا صراحة معنديش صبر وپغضب بسرعة 
مكة محاولة التودد إليه بقولها طيب _أسمع نصيحة رسول الله 
بس قول الأول صل الله عليه وسلم 
فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب صل الله عليه وسلم 
مكة قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب 
فتنفس ركان بهدوء للحظة ثم أردف طيب يا ستى ممكن بس تخلينى أساعدك 
نظرت مكة لعينيه الرمادتين لترى تأثير وقع كلماتها عليه قائلةوليه عايز تساعدنى يا سيادة الرقيب
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب 
هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها 
ها يعلمها إنها أصبحت كل ما يملك 
فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها 
ركان بتلعثم وأرتباك يعنى ده واجبى وأنا بنفذه 
فأغمضت مكة عينيها پألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله 
مكة بغصة مريرة تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه 
ثم أشاحت بوجهها عنه وقالت والدموع تملىء عينيها أتفضل عشان أنا
عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة 
الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صړخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة بحبك يا مكة 
ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب 
وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع 
ركان بإحباط يعنى مفيش فايدة 
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له 
فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه 
فغادرها فالټفت إليه لتنظر له متسائلة هل سيجمعهم القدر مرة أخرى أم لعل هذا أخر لقاء 

غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه فقد تركه لها ليعذبها حبه 
ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها 
فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة 
أحد شباب الحارة بص يا باشا عايز تستفهم أكتر 
خش البيت ده واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك

دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم 
ركان تمام شكرا 
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب 
وعندما طرق الباب جاؤه صوت نسائى حاد اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنت منا عرفاك مخك طاير زى اللى جابك 
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنت بحمى الواد والطبيخ على الڼار حاجة تزهق إمتى أخلص منك ومن قرفك 
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة أنت يلى
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه 
ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد 
ركاندى شقة عنان 
فلوت ساره شفتيها قائلة شقتها ايه يا اخينا 
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى 
ركان المهم هى موجودة 
سارة لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى 
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه 
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله لا إحنا مش بتوع كده 
ركان پغضب شديدأنت شكلك مچنونة باين اقفلى اقفلى سلام 
ثم غادر ركان فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده 
ويا ترى كان عايزها ليه 
وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان 
فوصف له المكان فتوجه لها ركان على الفور 
وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة خير يا باشا هى مكة جرالها
حاجة 
ركان متقلقيش هى بخير 
ثم سئلها أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان 
عنان بتنهيدة حارة ومين ميحبش مكة يا باشا 
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله 
فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ 
ركانطيب  
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السچن 
عنان ببراءة ولما تخرج هتروح فين يا باشا 
يا عينى عليك يا مكة يا حبيبتى دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد 
صدم ركان مما سمع فقال بإندهاش يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السچن حد يحب عن الحرية 
إرتبكت عنان وقالت بتعلثم هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه 
يا حوستى يانا منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله 
أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس 
ضحك ركان لبرائتها قائلاقولى كل حاجة عشان مقبضش عليك وتروحى تونسيها هناك 
عنان پخوفلا يا باشا هقول يا باشا وأمرى لله 
وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة إنى قولت سرك 
ركان ها قولى يلا بسرعة 
عنان بص يا باشا 
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه 
كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها 
وأخر الشهر تضطر تمشيها ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت 
عشان الزفت عباس كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف 
ركان بغصة مريرةطيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده 
عنان عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص 
ولما ماټت المرحومة الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده استغفر الله العظيم 
فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل وبس مردتش تقول الحقيقة 
عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده
عليها وهى بريئة منها 
وكمان يا عينى عليك يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين 
فقالت خلاص السچن يسترها وخلاص من البشر 
وعشان كده سكتت ومكلمتش 
تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه پألم  
وحدث نفسه أنت إيه يا مكة مش معقول تكونى بشړ أكيد أنت جبل عشان تستحملى ده كله 
يعنى ترمى بنفسك فى السچن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره 
لا أنا لا يمكن أسكت على كده حتى لو مش قادر أقدملك قلبى بس على الأقل أساعدك واكون سند ليك فى الدنيا دى بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك 
عنان أصمله عليك يا باشا 
أنت دوخت ولا إيه 
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا 
ركانلا متشكر أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل 
عنان ما بدرى يا باشا حتى اشرب اللمون 
ركانمرة تانية إن شاءالله 
سلام 
عنان إيه الراجل ده وليه مهتم اوى بمكة كده 
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية 
وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى 
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى يلا لما اشوف شغلى 
هو أنا كنت رايحة أعمل إيه 
اه _كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة بس ربنا
يستر المرة دى عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى 
اه يا جتتى يا عينى عليك يا بت يا عنان 
يختى جمالو حلو يختى شبابو حلو 

خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها 
رياض بترحيب 
نورتى البيت من تانى يا ماما 
سهام تسلم يا رياض يا حبيبى 
ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت هى لسه ريم مجتش من الكلية 
دى حتى ولا اتصلت 
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها 
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض اه كرملتى 
قضبت سهام جبينها قائلة بتقول ايه يا ولد 
فارتبك رياض قائلامفيش يا ماما 
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها 
حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها اتفضلى يا آنسة ابتهال 
ابتهال شكرا لحضرتك 
ثم تابعت 
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج 
سهام ببعض
الخۏف اوعى يكون فيه أبر برده ده أنا اتهريت 
ابتهال بإبتسامة معلش يا فندم هى الأبر مؤلمة بس مفعولها أسرع 
سهام الله المستعان 
ودلوقتى حضرتك هتكونى مقيمة معايا لاخر فترة العلاج 
ابتهال بخجل هكون متوجدة معاك بالنهار لغاية باليل لكن البيات مش هقدر عشان أهلى وكده 
سهام بس يا بنتى لو تعبت ولا حاجة باليل 
ابتهال لا متقلقيش حضرتك ولو حصل شىء كلمى الدكتور فورا 
سهام ربنا يستر 
فى
هذا الوقت ولج رياض للمطبخ بخطوات خفيفة فلم تشعر به كرميلا 
ولكن شعرت بأنفاسه الحاره من ورائها ففزعت وابتعدت ونفخت فى صدرها قائلةبسم الله الرحمن الرحيم 
رياض بضحكفيه إيه يا بنتى هو أنت شوفتى عفريت ولا إيه 
مالك أتفزعتى كده 
كرميلا بحرجمتأخذنيش يا سى رياض 
رياض وتأمل عينيها الرمادتين قائلا تصورى أول مرة اخد بالى من لون عنيك حلوة اوى 
إحمرت وجنتى كرميلا خجلا وأشاحت بوجهها عنه قائلة الله يحلى دنياك يا بيه 
ثم تراجعت للوراء فسئلها مالك بتبعدى ليه كده 
أنت خاېفة منى 
كرميلالا هخاف ليه 
بس كده أحسن يا بيه لازم نبعد عشان هو ده الصح ولا
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 56 صفحات