السبت 28 ديسمبر 2024

سيد الظلام بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


ليقول موضحا
لدي أهل وعائلة كبيرة لكنني تركتهم منذ زمن أرفض التواصل معهم رغم انهم لا يتوقفون عن المحاوله
خيم الصمت عليهم لعده ثوان كان عقلها يفكر في كل ما عرفته الان تفكر كم عانا وتألم كم شعر بالوحدة والرفض حتى يصبح ذلك الرجل المميز الذي أمامها والذي خطڤ أنفاسها فاقد الثقه بنفسه ويشعر برفض الجميع له ويلجئ الي ذلك الوشاح حتى يختبئ خلفه قررت كسر تلك اللحظة الحزينه وقالت بمرح

أشعر بالجوع
نظر اليها بأندهاش لتقول موضحه
أنا لم اتناول اي شيء منذ أمس كنت أشعر بالرهبه والحماسة وقليل من الخۏف فقد أخبرتك منذ قليل بماذا كنت أفكروماذا كنت أتوقع أن أجد هنا 
أبتسم أبتسامة صغيره وهو يتأملها أنها مختلفه بها شيء عجيب وغريب أشياء كثيرة وعكسها رغم أنها تبدوا رقيقة وضعيفه الا انها قوية وشجاعة صغيرة الحجم لكن لديها قلب كبير خليط من كل الاختلافات والتناقضات هي بأختصار سمرة
أشار لها على أحدى الطاولات الموجودة بالجهه الاخرى من الغرفه وقال
ها هو الطعام
لتمد يدها تمسك يده وتجذبه خلفها في أتجاه الطاولة وهي تقول
دعنا نأكل سويا حتى يصبح بيننا عيش وملح
كان كطفل صغير أشتاق لحنان امه التي تركته صغيرا ويحن الي من يعطف عليه ويربت على رأسة هي تفعل كل هذا بدون أي مجهود مرت الدقائق وهو يتناولون طعامهم ولم يتوقف أرسلان عن الضحك بسبب كلماتها وقصصها حين أنتهوا قالت هي بخجل
سوف أذهب لأبدل ملابسي
أومأ لها بنعم لتتوجه الي الحمام بعد ان أخذت ملابسها من الخزانة أغلقت الباب خلفها وظل هو ينظر الي الباب المغلق وظهر القلق على ملامحه صحيح هي لم تتأثر بشكل ملامحه وټشوهه ولكن هل حين يتقرب منها سيكون الامر عادي نظر الي المرآة وظل يتأمل ملامحه وتلك الاثار الواضحه وقلبه يخبرة ويذكره بتقبلها له وكأنها كانت معتادة على رؤيه ملامحه وعقله يقول التقارب المفترض حدوثه أمر مختلف هل ستتقبل أم ستشعر بالنفور
انتبه من أفكارة على صوت فتح باب الحمام وخروجها ترتدي أسدال الصلاة ليشعر من داخله بالسخرية عن أي تقارب تتحدث أنها ترتدي أمامك الاسدال أخبرتك هي الان أنها لا تريد قربك فلا تتأمل يكفي أنها قبلت ببقائها جوارك رغم تشوهك
أقتربت هي منه وبعيون تملئها السعادة لكنه لم يلاحظها بسبب غرقه في أفكارة التشائمية قالت
لنصلي ركعتين معا حتى نبدء حياتنا على طاعه الرحمن وتملئ حياتنا البركة
ظل صامت لعده لثوان يحاول أستيعاب كلماتها صلاه أنه لم يصلي من قبل لم يهتم أحد بتعليمة الصلاه فقال بحرج
لا أعلم كيف أصلي
لترفع حاجبيها پصدمه لكنها تداركت نفسها سريعا وقالت
أعلمك أنا وأكسب بك ثواب
أبتسم أبتسامة صغيره يملئها الحرج وأومأ بنعم ليسير معها الي الحمام وبدات في تعليمه الوضوء فرشت سجادة الصلاه ووقفت امامه تقوم بالحركات وتخبرة بما يقول وهو يكرر خلفها حتى قالت
هل انت مستعد الان
أومأ لها بنعم رغم رهبته من الموقف ككل لتقف على سجدتها وامامها هو وبدء في الصلاه صوت همهماته جعلت قلبها يرفرف من السعادة وسعادتها تلك لا توصف خاصه وهي من علمته الصلاه وفي سجودها دعت له بكل ما تتمنى وعاهدت الله على جعله لا يفوته من الان فصاعدا اي فرض من الفروض وسوف تساعدة أيضا على تعويض ما فاته وأن يكون الي الله أقرب عاهدت الله أيضا على أنها ستقوم بكل ما في وسعها حتى تلون حياته بكل الوان السعادة والفرح وكان هو يشكر الله في سجوده عليها فهي أكبر عطايا الله له ورمز سعادته وبابه للحياة 
حين أنتهوا من الصلاه نظر اليها وقال بصدق والدموع تلمع في عينيه
أشكرك سمرة أنت ملاك رقيق رزقني الله به حتى يلون حياتي ويملئها بالسلام
وأقترب يقبل جبينها لتغمض عيونها وعلى شفاهها أجمل أبتسامة قد يراها انسان وحين أبتعد عنها ينظر

الي ملامحها لم يعد يتمالك شعوره بها أنه رجل حرم من الحياة بأكملها واليوم ودون سابق أنذار فتحت كل أبوابها على مصرعيها من أجله
في صباح اليوم التالي فتحت سمرة عيونها تنظر حولها تتأمل كل شيء تتأكد ان ما حدث بالامس بأكمله لم يكن حلم جميل لكن يد أرسلان التي تضمها بقوة وذراعه التي تتوسده صوت أنفاسه القريبه من أذنها كل شيء يخبرها أن كل تلك السعادة التي عاشتها الليله الماضيه حقيقة مؤكده هي أصبحت زوجه سيد الظلام الذي يتمنى أن يعيش في النور ظلت تنظر اليه والي وجهه المسترخي تماما عيونه المغلقه شفاهه المنفرجه قليلا انفه المستقيم كل ما فيه مميز حتى تلك الچروح رفعت يدها وبرفق بدات ټلمسها بطرف أصبعها وهي تهمس
كيف تحملت كل هذا الالم بمفردك ليتني كنت جوارك امسك يدك وليت تلك الچروح كانت في وجهي أنا وليس أنت
شعر بها من اول لحظة فتحت فيها عينيها لكنه ظل على حاله مستمتع بكونها بين ذراعيه برغبتها كما كانت معه بالامس رقيقة حنونه خجولة تقبلته بكل حب ودون لحظة نفور وحين شعر بحركتها تنبهت كل حواسه وعند لمس أصبعها لمكان چروحه قفز قلبه من مكانه پخوف لكن كلماتها ربتت عليه بحنان أم ليفتح عينيه ينظر اليها ويغرق في عسل عيونها لتشعر هي بالخجل واسبلت أهدابها تخبئ عنه عيونها ليقترب يقبل جبينها ويده فوق وجنتها وهو يقول
لا تسدلي أهدابك وتخبئين تلك العيون التي تطمئن قلبي وروحي هي محرابي الجديد الذي أود أن أظل عمرا بأكمله أتعبد فيه لله أحمده عليك وعلى وجودك بجانبي الان
نظرت اليه والدموع تتلألئ داخل عيونها ثم قبلت يده برقه دون حديث ليضمها الي صدره بقوة يستنشق عطرها الذي لم يفارق صدره منذ الامس وبدء من جديد يرتوى من جمالها الاخاذ وهي كانت كريمة معه وجعلته يرتوي حد الاكتفاء 
مرت ثلاث شهور الان وامور أرسلان تحولت الي الافضل لم يتوقف عن الصلاه بل أصبح يجتهد في تعويض ما فاته والان أصبح يصلي الفجر في المسجد يوميا شاركته سمرة الكثير من الافكار لتطوير البلدة ووافقها هو وذلك أسعد هل البلدة بشدة لكن ما كان يشغل سمرة حقا هي علاقة أرسلان بوالديه لكنها لم تستطع الوصول لهم بدون الحديث مع أرسلان ولم يعد هناك شيء أخر تقوم به سوى التحدث معه هو أعدت عشاء مميز على ضوء الشموع وسوف تنفذ خطتها
حين حضر مساء شعر بالاندهاش من تلك الاجواء لكن الابتسامة زينت وجهه وهو يفك وشاح وجهه كانت هي تغادر المطبخ وبين يدها صحن كبير به الاسماك التي يحبها أرسلان وطهتها هي بكل حب وكما يحبها هو أقترب منها يضمها الي صدرة ويملئ رئتيه برائحتها التي أصبحت بالنسبه له اغلى من حياته
ما كل هذا الرضا
تستحق أكثر من ذلك بكثير سيد أرسلان
أجابته بأبتسامتها الرقيقة ليقول بحب
أكتشفت الان حكمه الله في كل ما حدث لي أراد لي أن أتألم و أتعذب حتى أحصل على المكافئة الكبرى أنت يا سمرائي 
ظلت صامته تنظر اليه بحب أصبحت تشعر بالعجز أمامه ولم يعد يساعدها لسانها ولا سرعه بديهتها في الحديث معه خاصه وهو دائما يشعرها
 

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات