ما وراء الطبيعه
ماعرفش طريقة أواجههم بيها او خاېف من مجرد التفكير في ده بعد كل اللي شفته..
ومن وقتها ماعدتش بشوف خيالاتهم ولا عادوا بيظهرولي ولا يكلموني
وقضية الحريقة اتقفلت ماس كهربائي
والحكاية بدأت تهدى وتتنسى والناس تقنع نفسها انه مجرد ماس عشان يعرفوا يعيشوا
لغاية ما سمعت صوت تخبيط في شقة منير بعد يمكن اسبوعين من الحريقة
فعملت نفسي مش واخد بالي
وانا فاكر ان اللي استدعاهم منير هم اللي بيعمل الصوت
وقمت جهزت نفسي عادي لشغلي
لكن مجرد ما خرجت من الباب لقيت صنايعيه بيصلحوا في الشقة
ولما نزلت عند البواب عرفت ان صاحب البيت قرر خلاص يصلحها عشان يأجرها من جديد
يومها ماكنتش عارف إيه اللي ممكن يحصل للناس اللي هتأجرها
عشان يتضح إنهم كانوا راضيين عن تصيين الشقة تمام الرضا
لأن الصنايعيه ماصابهمش أي مكروه لحد ما خلصوا شغلهم او دا اللي كنت أظنه أو ماحسيتش بغير كدة
________________________________________
أما بعد كده فحصل حاجات أغرب
أول ساكن كان شاب أعزب
قضى ليلة والتانية والتالته في الشقة
لكن في الليلة الرابعة
مجرد ما دخل الليل سمعت صرخاته
كان پيصرخ كإنه هيهتك حباله الصوتيه ويقطعها ومن بعدها يتخرس للأبد
كنت بسد وداني شويه وارجع اشيل صوابعي منها والاقيه لسه مواصل بنفس الصړيخ العالي وانا مش عارف هل انا اللي سامعه بس ولا كل الناس سامعاه بنفس الطريقة
وعلى الرغم من كده لا حد خرج في بلكونه ولا حد بص من شباك ولا أي ساكن من عمارتنا طلعله..
لغاية ما سمعت صوت رزعة قوية على الأرض
وبعدها بدأت أسمع تشنجات عڼيفه
فجريت بعد نفاد صبر كسرت باب شقته ودخلت عنده
كان نور الشقة كله طافي
فنورت كشاف تليفوني
عشان اكتشف ان كل اللمبات متهشمة ع الارض
فسألته
_انت كويس
فرد بنفس الصوت الغليظ اللي ياما سمعته واللي ماكانش صوت الشاب طبعا
_فلتنعم بصحبتنا
وفضل واقف على نفس حاله
فسيبته وانا رجعلي خۏفي منهم اللي كنت قربت انساه وانساهم
لكن لما رجعت شقتي لقيت فوق التليفزيون قطعة تانيه من نفس الحجر فمسكتها اتأملتها وقعدت المره دي افكر
وليه بيطلبوا ودي وبيغروني
وايه اللي حصل للشاب دا
وهل حلال اصرف الحاجات دي ولا لا
وافكر في كلام منير باني شاهد او مراقب
ومايقدروش يأذوني
وافتكر طلبه مني
قبل ما ېقتلوه
ومنظرهم وهم بيتحرقوا
وحياتي المتلغبطة
ماعدتش عارف أعمل ايه
لكن بردو خاېف
ف روحت حطيت الحجر جنب أخوه
وتاني يوم بالظبط الشاب دا ساب الشقة وماسمعتش عنه حاجه بعدها لغاية ما بعد كام يوم عرفت إنه اڼتحر تحت المترو
كنت بحاول اقنع نفسي ان انتحاره مالوش دعوة بيهم عشان اقنع نفسي اني مافيش اي مسئولية عليا
لغاية ما بعد شهرين سمعت ان الشقة اتأجرت تاني وان المستأجرين هييجوا خلال أيام
لكن المرة دي كانوا اتنين شباب
فماكنتش عارف أعمل ايه
عايز اقول لصاحب البيت بلاش
وخاېف على الناس اللي هتيجي
وفي نفس الوقت خاېف من تهديدات الاسافل ليا
________________________________________
لكن في الآخر خۏفي منهم هو اللي انتصر
خاصة لما اقنعت نفسي ان صاحب البيت وكل السكان بقوا خلاص عارفين إن الشقة دي مسكونة وماحدش بيتكلم ولا حد بينطق
وبعد ما وصل الشابين اتكرر نفس الأمر
عدى يوم والتاني والتالت
وفي الليلة الرابعة بعد ما خلص الصړيخ والتشنجات سمعت باب شقتهم بيتفتح
فروحت جري بصيت من العين السحرية
فلقيتهم خارجين هم الاتنين
لكن لقيتهم بيبتسمولي كأنهم شايفني من ورا الباب
وسمعت نفس الجملة بتتردد في ودني
_فلتنعم بصحبتنا
فاتدورت ورجعت ناحية شقتي
ولقيت على السفرة نفس الحجر
تاني يوم الشباب مارجعوش
وماعرفتش جرالهم ايه
وماكنتش عايز ادور
ولا عايز أسأل
لكن حلمت بيهم بعد كام ليله
كانوا ميتين
ازاي وليه
ماعرفتش
وكنت بحاول اقنع نفسي انه مجرد حلم مع ان قلبي حاسس انها حقيقة
وبقول لنفسي وانا مالي
انا هعمل ايه
انا بايدي ايه
لكن بدأت من بعدها الاحلام تتكرر
احلم بمنير ييجيني وفي ايديه بنته ومراته
وبيبصولي بنظرة عتاب ولوم وقهر
احلم بالشاب اللي م١ت تحت عجلات المترو
وبجثث الاتنين التانيين
وحياتي بدأت تسود أكتر
بدأت تضيع
بدأت أفكر في الاڼتحار
أو اهرب من الشقة
وساعتها هم اللي ېقتلوني
لكن ماهربتش
بل على العكس
اخدت اجازه من شغلي
ومابقيتش اخرج حتى الا للحاجه الضرورية
ويمكن الحاجة الوحيدة اللي كانت مصبراني ان الشقة فضلت فترة ماتتأجرش يمكن شهرين.
________________________________________
لغاية ما في يوم العصر تقريبا كنت خارج اشتري اكل
وعرفت من عم سيد البواب وانا نازل
ان في ست كبيرة في السن أجرتها
كان بيقول انها عايشه لوحدها من بعد جوزها ما م١ت وعيالها اتجوزوا وسابوها
وإن صاحب البيت أجر لها الشقة بمبلغ ضعيف أوي عشان يحاول يقطع السمعة اللي فاحت عن الشقة
اما هي فعقد شقتها القديم كان خلص وماصدقت لقيت الشقة دي اللي غالبا ماتعرفش أي حاجه عن اللي بيجرى فيها...
يومها فضلت الف في الشوارع وانا مس عايز ارجع
وكإن اللي كان مصبرني انتهى خلاص
وفضلت على حالي لغاية ما الدنيا ليلت وبعدها رجعت شقتي وانا ناوي أبقى في حالي وماليش دعوه ولا ابص ولا أسأل على حد وكفايه اللي انا فيه
لكن لقيت الست دي جايبه كرسي وقاعده في الترقه اللي بين شقتها وشقتي
كانت ست الطيبة والغلب واضحين في ملامحها
فاضطريت ابتسم لها واقول
_ازيك يا ماما
فابتسمت بخجل
ازيك يابني ماعلش انا أصلي اتعودت عالونس في البيت القديم كنت انا وام يوسف جارتي بنسهر في شقة أي واحدة مننا لغاية النوماما النهاردة فدي أول ليلة ليا هنا لوحدي خبطت على شقتك اشوف يمكن فيها حد من دوري يونسني واهو الناس للناس لكن ماحدش فتح فقعدت زي ما انت شايف كده وانا برتب الكلمتين اللي هقولهم للي هييجي يسألني عن قعدتي دي
ساعتها صعب عليا حالها بزيادة ولقيتني ببتسم وبقول
_طب ما انا زي ابنك بردو وشقتي وشقتك واحد تحبي نقعد عند مين فينا
فضحكت ضحكة عاليه وبريئة
ضحكة صافية من القلب
وكإن ماعندهاش جبل هموم
اقلها الوحدة
لكن سبتها تخلص ضحكتها اللي بعدها قالت لي
________________________________________
_والله يابني ربنا مابيقطع باللي بيلجأ له مهما طال التعب انا كل ما كان عقد ايجاري بيقرب من نهايته كنت ببقى خاېفه واقول يا ترى هروح فين وهاجي منين وأزعل على ام يوسف واقول يا ترى هلاقي جاره زيها ولا لا
لكن كنت بدعي ربنا إنه يرزقني باللي شايفه الخير ليا
لغاية ما لقيت الشقه دي يعتبر ببلاااااش
ولقيتك انت اهوه من دور عيالي وشكلك اصيل وابن ناس
ساعتها دخلنا عندها الشقة عشان هي طلبت كده عشان تتعود عليها
وانا بيدور في دماغي كلامها
انا أه يمكن مابصليش من سنين
لكن عمري ما كنت ملحد
وعارف ان ربنا موجود
بعصيه
لكن بندم
ونفسي اقرب منه
وعارف ان مسيري يوم هقرب
لحظات كنت فيها شارد
وكانت هي رجعت من المطبخ وعاملالي شاي
ففوقت على كلامها وهي بتقول
_ماعلش مافيش حاجه اضايفك بيها دلوقتي غير الشاي لكن هبقى اتسوق واجيب سحلب وقرفة انا بعمل كوباية قرفة ماحصلتش
لا لا سيبك من الشاي دلوقتي انا معايا اكل جاهز وانتي لسه ناقله وزمانك ماكلتيش
_والله يابني كلت
يبقى ناكل تاني عشان يبقى عيش وملح
وروحت فارش الأكل وقعدنا ناكل
كنت حاسس بوجودهم وانا باكل
وكانوا كتير
في الاركان وجوا الأوض المفتوحة
لكن لأول مره ماكنتش خاېف
________________________________________
اه ماكنتش عارف هعمل ايه قبل