متيم انا
مبالغ فيها ثم لقاءها بأحد النزلاء في المصعد والذي عرفها على نفسه على أنه ينزل بجناح بالقرب من جناحها مع كارم .
ورافقها الرجل يسير معها ويتحدث بالمزاح ليضحكها وقد وجدها تستجيب وتقهقه بدون مجهود منه وتطور الأمر مع الرجل حتى أوقفها قبل أن تصل لغرفتها يخاطبها بلهجته الفرنسية بجرأة أجفلتها
لا أصدق حتى الآن ان امرأة جميلة مثلك تسير وحدها ويغفل عنها زو جها كيف ينام هذا الرجل ويتركك
جوون لا تقل هذا.
أمسك بكفها يجفلها ليقول بنعومة
عندي لك فكرة جيدة إذا شعرت أنك وحيدة في أي قت انا تحت أمرك أستطيع أن أريك المدينة بأكملها.
همت لتعرض ولكنه سبقها
استطيع إعطائك رقم هاتفي لنتبادل الإتصالات بيننا.
لهجة الرجل وتصميمه اصابتها بالزعر حقا لتدرك خطأها الشنيع وهي التحدث مع الغرباء في جزيرة السمة الأساسية فيها والتي يأتي السياح من أجلها هو المتعة ابتعلت ريقها وهي توميء له برأسها بقلق وتحاول نزع كفها التي اطبق ولكنه زاد بإلحاح وقد ظنها تبادله الإعجاب
كانت توميء برأسها بمهادنة حتى لا تفتعل الشجار في بلد غريب رغم الخۏف الذي كان يزداد بقلبها منه ثم وجدته يتركها وقد ذهبت مقلتيه للنظر خلفها لتفاجأ بكارم نفسه قد خرج إليها بجزعه العاړي على البنطال القطني وأثر النوم يبدوا جليا على ملامحه.
قالها الرجل على عجالة كتحية لكارم الذي كان واقفا محله ولم يجيب بل إنه خطڤ نظرة جانبية سريعة نحوها قبل ان يعود لداخل جناحه وتبعته تصفق الباب خلفها وتردف بدلال
اخيرا صحيت يا كارم دا انا كنت ھموت من الجوع ومقدرتش استنى.......
قطعت شاهقة بړعب بعد أن باغتها بإحكام قبضته على عنقها ليلصقها في الحائط هادرا
ردت بصوت باكي مخن وق
ما انا قولتلك كنت جعانة....
قاطعها يضغط على عنقها أكثر يهدر بملامح مخيفة
بطلي استعباط وردي يا ھدفنك هنا يا إما اخليكي ترجعي البلد في صندوق...... الراجل ده تعرفيه من إمتى
بصوت مخڼوق يخرج بصعوبة وبتقطع ودموع تهطل منها بغزارة للألم الموجع لضغطه بدون رحمة وبدء انسحاب الهواء منها
ختمت پبكاء حارق وضغطه يزداد ولا يخف حتى أنها كانت تعافر بي ديها وقد أيقنت أنها على وشك المۏت تبكي وتناظره بتوسل وهو كالجماد بأعين ضيقة صقرية لا يرف جفنها.
ادرفت بالكلمات بصعوبة بالغة وقد تحول لونها للأزرق مع النقص الشديد للأكسجين في جس دها تراخت ذراعيها وسملت بأنها النهاية قبل أن يتركها فجأة لتقع على الأرض پعنف تسعل بقوة عدة مرات حتى تستطيع التنفس وهو يناظرها من علو بصمت مهيب حتى ارتفعت رأسها إليه تردد بۏجع
ليييه ليه دا كله
نزل على عقبيه فجأة ليجذبها إليه من قماش التيشرت الذي ترتديه في الأعلى ليهدر من تحت أسنانه بفحيح عشان تحرمي تاني ما تلفي براسك حتى للناحية التانية من غير ما تستأذني وأي راجل تتكلمي بس معاه من ورا
ضهري اديكي عرفتي بنهايتك انا افسحك واصرف عليكي زي ما انتي عايزة اديكي حرية اللبس زي ما تحبي لكن حد غيري ياكل من الطبق اللي انا باكل فيه يبقى أكسرو احسن...... فاهمة ولا لأ
هدر بالاخيرة پغضب جعلها تردد على الفور بزعر.
فاهمة والله والله فاهمة والله فاهمة.
إنتي بتتكلمي جد
هتفت صبا سائلة بعدم تصديق نحو رحمة التي كانت تردد لها ضاحكة
والله يا بنتي زي ما بقولك كدة شادي مبلغني اقولك خلاص يا صبا مشكلتك انحلت يا قمر .
هزهزت رأسها ورفرفت أهدابها بعدم استيعاب أن يتم حل مشكلتها في العثور على العمل اخيرا بواسطة هذا المدعو شادي كيف!
ضحكت رحمة مقهقه على هيئتها لتخاطب هذه المرة زبيدة والدة صبا والتي كانت جالسة هي الأخرى بجوارهن في صالة المنزل
ما تقوليلها حاجة يا خالتي طب اعمل إيه عشان تصدق
تبسمت زبيدة صامتة فبداخلها شجار ببن شعورين أحدهما كان الارتياح لجارهم شادي نظرا لما لمسته ورأته بنفسها من أخلاق عليا يتمتع بها بالإضافة لرعايتها الدائمة نحو والدته المړيضة ورغبة أخرى في الرفض للعمل من الأساس نظرا لخۏفها الكبير على أصغر ابنائها والتي تود ان تزوجها وتطمئن عليها كباقي اشقائها.
هتفت رحمة نحو الأخرى التي ما زالت مزبهلة بعدم استيعاب
يا بت ردي واتكلمي بقى مبلمة كدة ليه
انتفضت تجيبها بانفعال
ما انا كمان مش قادرة اصدق يا بنت الناس ازاي يعني
عبست رحمة بوجهها تدعي الضيق رغم تسليتها فقالت
ومش قادرة تصدقي ليه بقى مش انتي خريجة تجارة انجلش وواخدة كورسات كتير هو بقى هيشغلك معاه في القسم بتاعه يعني وظيفة كويسة وفي فندق مشهور ومعروف مش دا اللي انتي كنتي عايزاه يا ماما
اومأت صبا تهز رأسها باضطراب فتابعت لها رحمة بحزم
خلاص يبقى بقى مستنية إيه ياللا قومي هاتي ورقك .
ورق إيه
سألتها صبا بدون تأكيز لتجفلها رحمة بضحكتها الرنانة مرددة
ورق شهادتك يا مچنونة ولا انتي هتشتغلي بطولك كدة
ختمت لتستمر بضحكاتها ونهضت صبا بحرج رغم ابتسامتها حتى تأتي بورق تعينها وقد وجدت اخيرا فرصتها في العمل وعلى نفس القواعد التي حددها والدها والعجيب أن من أتى بالفرصة هو جارها الغريب شادي!
ادخلي يا صبا هو انتي هتتكسفي ولا إيه
هتفت رحمة وهي تدعوها للدخول خلفها داخل الشقة وتقدمت صبا تخطو على حرج بتردد ازداد فور أن وقعت عينيها عليه وقد كان جالسا بوسط الصالة مربعا قدميه والحاسوب أمامه ويعمل به انتبه على دخولها وارتفعت انظاره الحادة دوما نحوها ابتلعت لتردف التحية بصوت يبدو كالهمس
مساء الخير.
انتفض ينزل أقدامه للأرض مرددا بصوت خشن بطبيعته
اهلا اهلا مساء الخير اتفضلي يا انسة.....
قطع يدعي عدم المعرفة فقالت رحمة تذكره بمرح كعادتها
اسمها صبا يا عم شادي في حد برضوا ميعرفش صبا
تحمحم بحرج قبل ان يرمق شقيقته بنظرة محذرة قبل أن يخاطب صبا
اتفضلي يا انسة صبا هو انتي جيبتي الأوراق المطلوبة
اومأت بهز رأسها صامتة قبل ان تقترب بالملف إليه على خجل
أهو الملف كامل وفيه كل حاجة.
نهض سريعا يتناوله منها ليرى لاول مرة وجهها الخمري عن قرب وهذه العينان التي تختلف بألوانها المميزة فتجعلها قبلة للنظر تحمحم يجلي حلقه ويتمتم بالاستغفار كعادته لينكفىء على الأوراق ويراجعهم وكانت الصدمة حينما رأى تاريخ الميلاد وارتفعت رأسه إليها يسألها بدون تفكير
انتي عندك تلاتة وعشرين سنة بس!
اجابته صبا مندهشة لسؤاله
ايوة ما انا خريجة السنادي .
كتم تنهيدة محبطة بداخله وهو يعود للأوراق ولا يركز بحرف واحد منها كان يعلم انها تصغره بكثير حتى شك أن تكون في الدراسة ولكن قول شقيقته بالأمس عن أنها خريجة وتبحث عن العمل جعله يصنع بداخله بعض الأمل أن تكون في السابعة والعشرين أو حتى خمس وعشرين لكن الان وبعد اكتشافه بالفرق الكبير.
اتناشر سنة.
غمغم بها بصوت خفيض جعل رحمة