متيم انا
السبب لذلك متحاولش معايا احنا صلة رحم ومودة محفوظة من بعيد لبعيد لكن قرب ولا اتصالات لأ يا كارم انا كفاية عليا قوي عمار عندي بالدنيا كلها .
زفر بحريق نشب بداخله ثم نهض على الفور ملقيا كلماته على عجالة
زي ما تحبي يا ماما عن إذنك .
قالها وغادر على الفور لتغمغم هي في اثره
افرح بيها اوي يا خويا لكن برضوا مهمها شفطت ولا نحتت ولا حتى نفخت عمرها ما هتيجي نص كاميليا بس اقول إيه ما هي دي اللي تليق لك وتنفع معاك .
في القاعة المخصصة لكبار الزوار والتي لا يدخلها سوة الصفوة حيث تجرى الإجتماعات والصفقات المهمه للعمل والحفلات واللقاءات الاجتماعية للعائلة وطبقتها المخملية كان جالسا كالملك على عرشه يستقبل ويراقب دخول الموظفين والعمال تباعا لينضموا إلى من سبقهم
في انتظار اكتمال العدد وشيء اخر بداخل عقله.
دلفت مودة التي كانت تتمسك بصبا بأعين جاحظة تكاد أن تخرج من مقلتيها تتمتم بانبهار على وشك أن يذهب بعقلها كل ما وقعت عينيها على شيء ما من الديكور والحوائط المطلية بالذهب والثريات الضخمة بحبات الكريستال المتدلية منها
همست لها الأخيرة بغيظ
إمسكي نفسك شوية واتعدلي في مشيتك متخليش حد ياخد باله منك ولا من كلامك ده في أيه يا مودة
سمعت منها المذكورة لتفعل وهي تتذكر هيئتها أمام الجميع وقال شادي الذي كان يسبقهم بخطوة واحدة متعمدا عدم الإبتعاد عنها او تركها بعيدا عن عينيه بضيق يجثم على صدره ولا يعرف مصدره
تغضن وجه مودة بامتعاض وهمت أن تجادله قبل أن تجفل وتجحظ عينيها للمرة الثانية فور أن انتبهت لرؤية هذا الذي كان جالسا بهيئة ملوكية وعينيه مصوبة نحوهما وبالأخص على صبا التي توقفت پصدمة وشحب وجهها لدرجة الصفار وقد تلاقت عينيها بعينيه.
سألها شادي وقد انتبه هو الاخر لنظرة عدي نحوها ابتلعت تجيبه بسؤال
الراجل اللي قاعد قدامنا ده هو نفسه صاحب الفندق.
ازداد ضيقه مع توقفها وانتباهه على النظرات المصوبة نحوها رغم امتلاء القاعة بالجميلات ولكنها ومن دون مجهود تظل ملفتة بدون تفكير أطبقت قبضته على رسغها من فوق قماش سترتها ليسحبها يتمتم بهمس حذر
رغم استغربها ولكنها كانت ممتنة لفعله وخرج صوتها اخيرا بعد ان جعلها خلف احد السيدات
طب انا كنت عايزة اسألك برضوا هو دا مالك الفندق
تنهد بثقل يجيبها اخيرا بعد ان وضعها بزواية بعيدة حد ما عن الأعين
ايوة هو يا صبا بس مش المالك الفعلي دا ملك عيلته عيلة عزام اخوه مصطفى اشهر من الڼار ع العلم لكن انتي بتسألي ليه
لا يعني سؤال عادي.
تفوهت بها برد غير مقنع له ولكنه تغاضى حتى ينتبه لصوت المدير العام وهو يهتف بصوته العالي في الجميع
لو سمحتوا كلكم تنتبهو معانا هنا وتركزوا كويس عدي باشا مش هيجتمع ولا يقطع من وقته المهم لمقابلتكم إلا إذا كان الأمر مهم.
أكمل الرجل ببعض الكلمات ليخيم الصمت على الجميع قبل أن ينهض عدي ليغلق سترته ويتكلم بهيبة ورزانة يجيدها بحنكة اكتسبها على مر السنوات بمرافقة شقيقه الأكبر ووالده في السابق
السلام عليكم انا عارف انكم مستغربين جمعتكم ويمكن لما تسمعوا بالسبب تستغربوا اكتر إني إديت الموضوع حجم المرة اكبر من كل المرات عشان اتكلم فيه بنفسي يا سادة انا مجتمع بيكم عشان اللجنة الأجنبية اللي هتيجي تقيم الفندق على مستوى الشرق الأوسط أكيد هتقولوا إن احنا كل سنة بناخد مركز متقدم لكن بقى هقولكم ان المسابقة المرة دي اشرس من كل السنوات مع ظهور فنادق جديدة في بعض البلاد عايزة تسحب البساط مننا لكن المرة دي بقى أنا مصمم ان محدش يسبقنا ولا ياخد مركزنا بل بالعكس أنا عايز اننا ناخد المركز الأول هتقولولي ازاي والمنطقة فيها بلاد متقدمة عننا هقولكم احنا نقدر ولذلك انا اتفاهمت مع المدير عشان يحط الخطط بس كمان قررت اشركم لذلك انا بطلب من كل واحد فيكم لو عنده اقتراح يقولوا ولا في مشكلة برضوا ينوه عنها عشان نحلها .
خرجت بعض الأصوات ببعض الاراء ولكنه اوقفها بإشارة منه
وصاحب الفكرة اللي تستاهل له عندنا جايزة علت الهمهات بالترحيب والحماس وارتفعت الأيادي لينتقي منهم ما يشاء حتى اذا انتهى من سماع فريق امر بتسجيل الفكرة او الرأي ثم صرفهم فريق خلف فريق تباعا حتى لم يظل سوى بعض الأفراد وقسم شادي الذي كان يتفتت من الغيظ لجعله ينتظر آخر القائمة رغم أنه الأحق والأجدر لسماع مقترحاته غير منتبه على التي كانت تغلي بجواره
وقال عدي موجها خطابه نحوه بعد ان صرف الرجل الذي كان يسبقه
وانت يا شادي معندكش افكار انت كمان
اجابه على الفور رغم انتقاص الحماس بداخله
حضرتك انا اكتر واحد يخصه السؤال ده بحكم وظيفتي زي ما انت عارف لو هنتكلم عن الأفكار ف انا عندي خطط مدونة بالتكاليف وكل شيء حتى ممكن اقول....
اوقفه بإشارة من يده
ثواني يا شادي انا هسمع واعرف منك اللي انت عايزه بس الاول بقى عايز اسأل اللي واقفة جمبك دي انتي مين
قالها مشيرا بإصبعه نفس السؤال الذي كان بالأمس ولكن هذه المرة واضعا قدم فوق الأخرى وهي مجبرة على الرد بكل احترام وتبجيل على
عكس تمردها بالأمس.
سبقها شادي بحمائية
حضرتك دي تبقي في القسم بتاعي....
قاطعه بإشارة كفه للمرة الثانية مرددا بتسلط
بسألك انتي مين
ضغطت بداخلها تحاول السيطرة على جنون يتراقص بعقلها لتهدر به مرددة نفس عبارة الأمس
إنت مالك
ولكنها تمالكت تسمع لصوت الحكمة لتجيبه بابتسامة بلاستيكية وثقة تنبع من عزة نفسها
انا صبا يا فندم مساعد الاستاذ شادي في القسم بتاعه.
بغرفة مكتبه في المصلحة الحكومية وعلى الماكت التي يعمل بها كان مندمجا عليه بتركيز شديد لتصميم هندسي لإحدى المشاريع المحددة أجفل فجأة على صيحة انثوية به
إنت لسة موجود هنا ومروحتش لوالدتك
انتفض ليصعق بوجود شهد أمامه بعد أن وصلت اخيرا بعد تحركها السريع عقب اتصال مجيدة بها لتستقل سيارتها على الفور وتذهب بقلقها على المرأة نحو المصلحة التي يعمل بها بعد أن عرفت بوجوده الان رددت مرة أخرى لتزيد من دهشته
في إيه يا بشمهندس بسألك عن الست الوالدة لسة برضوا مروحتلهاش ولا فتحت التليفون عشان تشوفها
قطب يناظرها بعدم فهم ليتمتم متسائلا
انتي بتقولي إيه انا مش فاهم منك حاجة.
قالها ليجفل للمرة الثانية على صيحتها به
بسألك عن والدتك التعبانة دي حتى مش قادرة تقوم من مكانها تجيب برشامة الضغط
والدتي انا تعبانة كدة يا نهار اسود
هتف بها بجزع ليتناول سترته ويركض سريعا ويغادر لحقت به شهد حتى توقف امام سيارته ليغمغم سائلا فور ان رأها امامه وهو يفتح باب سيارته
انتي عرفتي منين مين اللي قالك ان امي تعبانة
ردت