الأربعاء 27 نوفمبر 2024

متيم انا

انت في الصفحة 36 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز

شهد وهي تتحرك نحو سيارتها
والدتك هي اللي اتصلت عليا عشان انت مبترودش عليها وهي وحيدة ومش لاقية حد يساعدها انت لسة هتنح متخلص يا عم خليني امشي بعربيتي وراك عايز اطمن ع الست.
قالت الأخيرة بصيحة جعلته يلج بداخل السيارة على الفور ولكنه وما هم ان يدير المحرك حتى تخبط في أفكاره يشعر ان هناك خطأ ما فوالدته لم تتصل عليه منذ الصباح!
إيه هو ده انا مش فاهم حاجة.
غمغم بها قبل ان ينتفض للمرة التي لايذكر عددها وذلك على الصوت المزعج لبوق السيارة التي خلفه سيارتها وهي تلوح له من النافذة لأن يتحرك .
تنهد حسن باستسلام ليتحرك ويقود سيارته نحو الذهاب إلى منزل العائلة ومعرفة ما الذي اصاب واالدته مع انه يشك بصدق القصة فبرشامة الضغط تناولتها في الصباح امام عينيه! إذن ماذا يحدث
..
مالك يا صبا
نطق بها شادي سائلا لها بعد انتباهه لحالة الشرود التي تلبستها من وقت أن غادرو الإجتماع لا بل أثناء الإجتماع بتغير واضح بدا عليها وعلى ملامح وجهها المنعقدة بتفكير عميق جعلها تحرك رأسها له باستفهام لأنها لم تكن منتبهة لها
بتقول حاجة
زادت دهشته ليميل برأسه نحوها قائلا
معقولة يا صبا لدرجادي انتي سرحانة
تحمحمت لتعتدل بجلستها بحركة بسيطة تجعلها تستفيق لتركز مع الرجل جيدا في الرد
يعني مش لدرجة السرحان بس هي دماغي انشغلت كدة بحاجة كنت نسياها وافتكرتها دلوقت.
قارعها بعدم تركيز
ويعني هي الحاجة دي بالأهمية اللي تجعلك سرحانة كدة.
رددت بقصد داخلها لن يصل اليه
أكيد طبعا بالاهمية اللي تقصدها وإلا مكنتش هتبقى في عقلي بالشكل ده ع العموم ربنا يستر.
ربنا يستر.
تمتم بها مرددا بقلق تسرب إليه من كلماتها الغير مفهومة حتى سألها بتوجس
هو انتي ممكن تقوليلي عن الحاجة دي يا صبا
طالعته بحيرة لبعض الوقت صامتة بتذبذب في القطع بقرار حاسم عن إخباره او عدم إخباره وفي النهاية ردت
أكيد لو حسيت ان الموضوع يستاهل اني اتكلم فيه مش هتأهر إني اجولك بس دلوقتي بجى... 
قطعت لتنهض فجأة مستأذنة
انا هروح اشوف البت مودة في استراحة الموظفين عن إذنك. 
قالتها وخرجت على الفور من أمامه تتابعها عينيه حتى اختفت حتى انتبه اخيرا بتذكر
صبا لسانها فلت اخيرا معاك ونطقت بالصعيدي يا شادي..... معقول يكون اخيرا خدت عليا !
وفي الخارج وهي تقطع البهو الضخم في الذهاب نحو الجزء الاخر لمبني تفاجأت بمن يهتف بإسمها حتى تتوقف 
يا صبا يا صبا استني.
استدارت بكليتها نحو المرأة الخمسينة والتي علمت بإسمها صباحا لتجيبها به
نعم يا مدام مديحة عايزة حاجة
تبسمت لها الأخيرة تقول بمرح
نعم الله عليكي يا حبيبتي مش انا اللي عايزاكي دا الإدارة اللي طلبتني عشان اندهلك. 
إدارة مين
سألتها صبا بعدم تركيز وقالت المرأة
مالك الفندق نفسه يا حبيبتي عدي باشا مستنيكي في غرفة مكتبه. 
تسمرت صبا تناظره بهدوء وقد علمت منها بلحظة المواجهة التي أتت اسرع مما تتخيل ويبدوا عن عملها وفرحتها سوف يصبحون قريبا من التاريخ.
في شرفتها وبين اصايص الزهور كانت تدور بدورقها لتسقيها وتراعيها بعمل روتيني اعتادت عليه من وقت ان تزو جت في هذا المنزل من زو جها والذي كان زميلها في العمل المدرسي كإستاذ مثلها تذكرته وتذكرت قصة ارتباطهم ببعض كوحيدين هي من عائلة مغتربة من الأرياف وهو الفقير من عائلة مشهورة بالغناء والسطوة كغريبين التقيا وجمعهم كفاح مشترك وعشرة طيبة اثمرت عن زو ج من الأبناء بارك الله بهم وجعلهم صالحين ويقروا العين برؤيتهم.
تنهدت لتمتم بتمني
اخ بس لو يريحوا قلبي وربنا ما هعوز اي حاجة تانية في الدنيا غير حجة لبيت ربنا واحفاد وان يهدى سرهم.... يالا بقى ربنا كريم .
قالت الأخيرة وهي تستقيم بظهرها ورأسها تدور بالأفكار كالعادة اجفلت على صوت بوق السيارة الذي تعلمه جيدا ف اشرئبت برأسها لتنظر في الخارج باستغراب لمجيء ابنها في هذا الوقت المبكر عن ميعاد عودته الفعلي
دا إيه اللي جابه بدري كدة ده
قالتها وهي تراقبه حتى خرج بخطواته السريعة ثم توقف فجأة ينتظر من تبعه في الترجل من السيارة التي كانت خلفه.....
شهقت بمفاجأة وقد تبينت من هوية الشخص لتستدرك بتذكر
يا لهو بالي شهد..... دا انا نسيت .
قالتها وتحركت سريعا تترك الشرفة لتتوقف فجأة بتشتت بوسط الصالة قبل أن تهتدي للتصرف الصحيح في هذا الوقت وركضت بخطواتها البطيئة لتخلع الإسدال وتندس في الفراش بالعباءة المنزلية ذات النصف كم واستلقت تغلق عينيها في انتظارهم.
والذي لم يمر عليه أكثر من دقيقتين حتى استمعت لصوت الباب الذي فتح فجأة وابنها يهتف
ماما يا ماما.
ست مجيدة
قالتها شهد قبل ټقتحم الغرفة خلف حسن الذي توقف قلبه فور أن رأى والدته على فراشها مغمغضة العينين لېصرخ بجزع
ماما انتي حصلك إيه
ما كادت تسمعها مجيدة حتى تفاجأت بالفراش الذي اهتز بقوة وبوغتت بحملها من جزعها ليهتف بها حسن بصړاخ كاد أن يثقب أذنيها
إيه اللي حصلك يا ماما يا ماما فوقي.....
غمغمت مجيدة بسبة داخلها فهذا الغبي زلزل جس دها
حتى أصاب عمودها الفقري ببعض الألم تمالكت سريعا لتعود لخطتها فقالت بصوت جعلته خيفضا كالهمس
انا كويسة يا حبيبي ما تقلقش. 
ابتعد حسن قليلا بوجهه عنها ليتطلع إليها وهتفت شهد بصوت قلق 
إنتي متأكدة يا طنت انك كويسة انا مقدرتش اتلم اعصابي من ساعة ما اتصلتي بيا خدتي برشامة الضغط ولا لسة قولي على مكانها وانا اجيبهالك فورا.
بقلب يرقص بالفرح حتى كادت مشاعرها أن
تنفضح أمامهما كبتتها مجيدة بصعوبة داخلها وخرج صوتها بضغف تدعيه
ما نحرمش أبدا منك يا حبيتي أنا اتحمالت على نفسي وقدرت اخد واحدة قبل ما تيجوا الحمد لله.
الحمد لله.
تمتمت بها شهد وتكلم حسن بغباء مخاطبا والدته
برشامة الضغط مش انتي خدتيها الصبح يا ماما انا فاكر اني شوفتك بتاخديها. 
اخفت مجيدة احتقانها وقالت بمسكنة أمام شهد
ويعني انا لو كنت خدتها كان جرالي دا كله.
ختمت بتأوه وهي تقرب وجهها من أذنيه لتهمس بصوت خفيض كازة على أسنانها.
أبعد بإي ديك دي شوية عني يا ابن الهبلة كتمت نفسي.
صعق حسن ليبعدها على الفور حتى ينظر لوجهها بأعين برقت بذهول لم تكترث له مجيدة والټفت إلى شهد قائلة
تعالي يا حبيبتي اقعدي هتفضلي واقفة كدة .
ردت الاخيرة
مش حكاية إن افضل واقفة ولا قاعدة المهم اننا نطمن عليكي وانا من رأيي نتصل بدكتور يجي يشوفك ولا انت رأيك إيه يا بشمهندس
قالت الاخيرة مخاطبة حسن الذي التف إليه متفوها بعدم تركيز. 
ها .
هتفت به شهد بنزق
بسألك عن دكتور للست الوالدة ما تركز شوية يا بشمهندس. 
فتح فاهه ينوي الرد ولكن والدته سبقت
يا بنتي بقولك خدت البرشامة خلاص يعني هما بس شوية الراحة وبعدها اقوم على حيلي. 
اومأت براسها شهد بتفهم يمتزج ببعض الراحة فتابعت لها مجيدة
تعالي بقى جمبي هنا ومتتعبنيش.
قالتها وهي تشير بكفها على المكان المجاور لها في الفراش واعترضت شهد بقولها
معلش يا حجة الله يخليكي اصل انا ورايا....
يعني مش قادرة تقعدي ولو خمس دقايق .
قالتها مجيدة مقاطعة تغمض عينيها بمزيدا من المسكنة لتزيد من ذهول الاخر بجوارها وانطوت الخدعة على شهد التي تأثرت لتذعن
طيب يا حجة متزعليش لا تتعبي من تاني .
قالتها وهي تسحب احد المقاعد
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 179 صفحات