متيم انا
انتعشت مجيدة لتهتف بها مكررة
لأ تعالي هنا يا بنتي متتعبيش قلبي.
توقفت شهد بحرج فهمته مجيدة لتخاطب ابنها
روح انت يا حسن اعملي حاجة سخنة
بقبضة ي دها وبعيدا عن أعين شهد قامت بلكزه من تحت الغطاء لينتفض مصعوقا وهي تتابع بنبرة هادئة ومحذرة في نفس الوقت
ويا متنساش شهد.
اعترضت الأخيرة وهي تطاوع مجيدة في الجلوس بجوارها بعد ان نهض حسن من الجهة الأخرى بلسان منعقد ولا يتفوه بحرف
بسعادة تغمرتها تبسمت مجيدة وهي تقترب من شهد وتناولت كفها لتضغط عليها ثم ألقت بقولها نحو الذي وقف يشاهد بازبهلال
خلاص روح يا حسن وشوف هتعمل إيه
سمع المذكور واستدار كالإنسان الالي في تنفيذ الأمر ولكن عقله كان يربط الخيوط ببعضها حتى إذا خرج من عندهن وذهب إلى المطبخ وصل بتفكيره ألى التخمين الصحيح لتتوسع عينيه بجزع مغمغا پصدمة
وصلت إلى الغرفة المذكورة بعد أن سألت وبحثت حتى علمت بوجودها في الموقع المميز بالقرب من غرفة المدير المسؤل الذي مضى على قرار التعين لها في السابق السيد حمدي كما كانت تسمع من شادي وهو يناديه تنفست بعمق تفرد ظهرها لتذكر نفسها أنها ليست مضطرة للعمل إن كان صاحب العمل لا يرغبها بل هي في غنى عنه إن تطاول عليها بكلمة واحدة وليذهب العمل إلى الچحيم .
أدخل.
فتحت الباب لتلقي عبارتها بروتينية
انا صبا يا فندم.
اشار بكفه لها من محله وهو على مكتبه الفخم بغرفة لا تقل اتساعا عن جناحه بلغة مسيطرة متعالية فهمتها هي لتزيدها اصرارا وثقة وهي تتقدم بخطواتها حتى وقفت على السجادة القريبة من المكتب تجيبه بكل هدوء
ضيق عينيه يرمقها بصمت مستغربا هيئتها الواثقة تقف بشموخ غير ابهة لوضعها أمامه بعد ان كشف لها عن موقعه وسلطته عليها لقد توقع منها رد فعل اخر عكس الذي يراه أمامه الان على الإطلاق أن يبدوا عليها الأسف أن ترتجف أن تعتذر عما بدر منها أن تخشاه لا أن تقف أمامه الان وكأن شيئا لم يحدث بداخل الاجتماع وامام المديرين اعطاها العذر لكن هنا بينها وبينه داخل عرينه يكن وضعها هكذا!
قالتها حينما طال صمته ليجيبها بعصبية
هو انتي بتستعبطي ولا عاملة نفسك مش واخدة بالك
غلت الډماء الصعيدية بأوردتها وجاهدت حتى لا تسبه في موقعه فقالت لتجيبه مباشرة وبدون التهور برد يحسب عليها بعد ذلك
انا لا بستعبط ولا عاملة نفسي مش واخدة بالي ولو حضرتك تقصد موقف امبارح فا انا بأكد قدامك اهو اني مكنتش اعرف بمنصبك كرئيس ومالك للفندق اللي بعمل فيه وع العموم يا فندم لو شايف اني غلطي يستحق ف انت تقدر تصرفني عادي وبمنتهى البساطة كمان.
هو ده اعتذارك عن الخطأ نحو رئيسك ولا انتي فاكرة ان الفندق ميقدرش يستغنى عن موظفة صغيرة تحت التمرين
ابتلعت وحاولت السيطرة على تشنج جس دها للرد بقوة مع هذا القرب المستفز منه نحوها وإن كان يظن أن بفعله هذا يستطيع تخويفها فهو واهم ولكنها أيضا ستلتزم الأدب فردت بهدوء وحزم
أولا يا فندم انا برجع وبعيد تاني عشان اقولك إني مكنتش اعرف بموقعك ولو كنت حضرتك شايف إن اللي حصل معاك هو خطأ أو قلة تقدير لجنابك ف انت طبعا تملك الحق في ذلك أما بقى بخصوص الوظيفة ف انت برضوا قولت بنفسك تحت التمرين يعني مش انا اللي هشغل الفندق.
تتحدث بلهجة عادية وكأنها لا تقصد التقليل منه تواجهه بعينها الساحرتين ليتوه بهم فتشتته عن الغرض الرئيسي له ملامحها الدقيقة ولون البشرة الذي يجمع بين مميزات اللونين الأسمر والأبيض
تبا لها إنها جميلة بحق.
تمتم بها داخله وتحرك ليعود إلى مكتبه مرة أخرى ليتحمحم يجلي صوته ويقول بهدوء هو الاخر
ماشي يا صبا انا مش هعتبر إنك اخطأتي في حقي انا كمالك للفندق لكن بقى لو هنيجي للمهنية ف انتي أخطاتي في حق نزيل بالفندق ودي مش طريقة رد احترافية ولا انت إيه رأيك
تساؤله هذه المرة كان منطقيا ومقنعا لذلك لم تجد بدا من الرد بما يناسبه
اكيد طبعا يا فندم ان تصرفي مكنش بمهنية لما غلبت مشاعري لذلك انا بعتذر عنها دي.
تبسم داخله أن نال شيء ولو قليل يرد له اعتباره حتى لو كان هذا الاعتذار الذي تعطفت به فقط لصفة نزيل وليس لصفته كمالك للفندق.
اهتز بكرسيه الذي يجلس عليه بأربحية ليردف
تمام يا صبا انا قبلت اعتذارك لكن عن أي خطأ تاني مفيش تهاون.
اومات برأسها تنتظر أمر الإنصراف الذي نطق به اخيرا بعد فترة من الصمت
تقدري ترجعي على شغلك .
قالها لتكنم بداخلها زفرة طويلة من الإرتياح اطلقتها فور ان خرجت
من غرفة مكتبه تشعر بثقل كان يجثم أنفاسها وتخلصت منه اخيرا لتعود إلى مقرها في العمل والذي لم يعد مضمونا من الان أما هو فقد ظل على حالة الشرود فيما حدث بينه وبينها وهذا التخبط الذي شعر به بعد مقابلته بها مزيج من القوة والجمال والجاذبية جمعتهم بطمع لها وحدها وكأنها ترفض ان تكون عادية كباقي النساء.
بداخله فضول للمعرفة جعله يسأل مدير الفندق لديه عنها مباشرة قبل مجيئها
البنت اللي شغالة مع شادي دي من امتى موظفة عندنا
تبسم حمدي ليجيب وهو يلملم الأوراق التي انتهى من اخذ التوقيع عليها من رئيسه
دي صبا حضرتك جابها شادي هي وبنت تانية اسمها مودة الاتنين مختلفين في كل حاجة دوكها وظفتها في النظافة عشانها مؤهلها المتوسط وامكانياتها كمان أما صبا بقى فدي بجد كان نفسي اشغلها استقبال نظرا طبعا لهيئتها اللي واضحة زي الشمس ومؤهلها كمان دي واخدة تجارة انجلش بالإضافة لعدة كورسات مهمة بس للأسف شادي أصر انها تبقى في القسم معاه دي هتكمل معانا شهر دلوقتي.
شادي .
تمتم بالإسم وهو يستفيق من شروده ليتذكر ايضا الإسم الاخر وصاحبته.
مودة.
قلقتي عليا
سألتها مجيدة وهي لاتزال تقبض على كفها وكأنها تمنع عنها الهروب او تقيدها حتى تظل بجوارها وقالت شهد تجيبها بعفويتها
طبعا يا طنت انا معرفتش اتلم على اعصابي اصلا من ساعة ما قولتيلي خۏفت جدا لملحقكيش وانا اساسا معرفش العنوان.
يا حبيبتي .
تمتمت بها مجيدة بصوت متحشرج تتابع
عارفة يا شهد اهو انا كان نفسي اخلف بنت عشان تخاف وتقلق عليك كدة ولادي الاتنين ربنا يحرسهم الاتنين صالحين والحمد لله بس بقى الراجل مهمها عمل لا يمكن يبقى زي الست لا يعرف يطبخ ولا ينضف ولا حتى عنده زوق في حاجة.
ظلت شهد تستمع صامتة وتظهر التأثر حتى فاجئتها بالسؤال
بس انتي بتعرفي تطبخي بقى يا شهد
قطبت متفاجئة لها الاخيرة قبل أن تجيبها
حمد لله اينعم انا طول اليوم في