رتيل بقلم أية محمد رفعت
هناك فرفع يديه على وجهها بحنان والجدية تلمع بعيناه _عايزك تنسى كل الا حصل متحاوليش تفكرى فيه تانى ..
بقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت وهيام فأبتسم حازم بخفة وبقى ساكنا يتأمل نظراتها بعشق وسعادة لرؤية حروف أسمه تلون عيناها قبل السكون بنبضات القلب ...
عاد لأرض الواقع حينما طرقت الممرضة باب الغرفة وولجت للداخل حتى تتفحصه ..
أنهت الممرضة عملها وخرجت سريعا فأقتربت منه قائلة بأرتباك _لازم تكمل أكل عشان تأخد باقي الأدوية ..
أبعد يدها الحاملة للطعام قائلا بخفوت ساحر _مش محتاج أدوية وأنت جانبي
تطلعت ليديه المتمسكة ليدها فجذبتها بخفة ووضعت الطعام لجواره وكادت الرحيل ليجذبها لأحضانه دقائق مطولة ثم أخرجها لتكون امام عيناه قائلا بخبث _حابب أحققلك أمنية غالية
رمقته بضيق فأبتسم قائلا بجدية بعدما قبل رأسها بحنان _ بس دا ميمنعش أنهم لازم يكونوا بالمرتبة الأولى ودا سعادة ليا أكيد ..
لم تقهم ما يقوله الا حينما غمز بسحر عيناه وتطلع لباب الغرفة ليدلف من الخارج عائلتها الصغيرة ..
بغرفة أدهم ..
ولج للداخل ثم جذب قميصه الأسود ليخلع عنه ثيابه العلوية فتظهر عضلات جسده القوية فجذب أحمد عبد الرحمن پخوف _أنا بقول أكلمه بعدين
أحمد پغضب _أحترم نفسك يا حيوان
وتركه وتوجه ليقف جوار النمر وهو يصفف شعره الطويل قائلا بجدية وثبات تعلم جيدا طريقها له _أدهم ..أنا كنت حابب أننا نجمع الفلوس الا معانا على بعض ونشترى حتة الأرضية بتاعت جدك ونعمل لكل واحد شقة وأهو نكون قريبن منهم ومنبعدش كتير ..
نهض عبد الرحمن عن الفراش وأقترب منهم قائلا بهدوء _نقعد معاه ونقنعه وبعدين أحنا هنشتريها يعنى لو حابب يبيع خير وبركة مش حابب ندور على حتة تانية ..
أدهم بتفكير _خلاص لما أرجع نكلمه
أشار له أحمد قائلا بجدية _وأنا هطلب أيد ياسمين منه
تذمر أحمد وبدا الضيق على ملامح وجهه فرفع أدهم يديه على كتفيه بثباته الفتاك _كلام عبد الرحمن صح ومتقلقش هنفاتحه أنا وأنت فى موضوع الأرتباط دا بس واحدة واحدة وأنا عارف دماغ جدك وياسيدي متقلقش وعدي ليك العيد مش هيجي علينا غير وأحنا خاطبين
إبتسم أحمد بسعادة لعلمه بمقدرة أدهم على تحقيق كلماته وخاصة بأن الفترة قريبة للغاية ...
عبد الرحمن بسخرية _الوقتي ضحكت ! من شوية كنت هتعيط
أحمد بغرور _يابني الا زيك هيحس بأمثالنا أزاي
قاطعه بحدة _مش عايز أحس أنا كدا تمام
أرتدى أدهم ساعته ثم خرج قائلا _لما أرجع هنكمل كلامنا .
وغادر أدهم تاركهم فى معركة الحديث اليومية ..
بالأسفل ...
هبط يوسف للأسفل فوجدها تجلس على الطاولة وتقطع بعض الخضروات فما أن رأته حتى جمعت الأطباق لتدلف للداخل ..أقترب منها قائلا بأرتباك _متزعليش مني يا مكة
رفعت عيناها پصدمة وهى تحمل الأطباق بيدها فأخفض عيناه عنها سريعا ثم خرج من المنزل بأكمله أما هى فتبقت محلها پصدمة لا مثيل لها لتحل البسمة على وجهها وهى تردد كلماته بخفوت لا تعلم بأنه تبني أحلام لا وجود لها بحياته فربما سيكون مصيرها الهلاك ...
وصل أدهم للمشفى فتوجه لغرفة حازم ...
طرق باب الغرفة فولج حينما أستمع لأذن الدلوف ..
ولج للداخل فأبتسم حازم بخفة حينما رأه يقترب منه جلس على المقعد بثبات فأعتدل حازم قائلا بأبتسامة هادئة_متوقعتش زيارتك دي !
لم تتغير ملامحه فبقى ثابت للغاية ليخرج صوته الساخر _توقعت أسيبك بالحالة دي !
وضع عيناه أرضا بخجل _طول عمرك أفضل مني بأخلاقك يا أدهم..
طالت نظراته له بغموض _وأنت طول عمرك بتفاجئني بأفعالك
ألقى به بدوامة الماضى فخرج صوته بحزن _الا حصل زمان كان ڠصب عني يا أدهم أنت بعدت من غير ما تسمعني
صمت قليلا يتأمل ملامح وجهه ليخرج صوته الثابت _جاهز أسمعك
تطلع حازم للفراغ بشرود _أنا حبيت رهف من أول نظرة وقعت عليها عمري ما توقعت أنى هحب حد كدا
قاطعه بحدة _وليه مقولتليش من الأول
وضع عيناه أرضا پألم _ اليوم الا كنت هفاتحك فيه أتفاجئت أنك بتقولي على خطوبتك منها ...
ساعتها أخترت صدقتك يا أدهم وبعدت فترة عن مصر لو تفتكر بس مقدرتش أنساها
لمس أدهم المعاناة بحديثه فلم يكن يعلم سبب سفره المفاجئ وها هو يعلمه الآن لم يقبل أن يؤلمه أكثر فقطع حديثه ببسمة ساحرة _أنضميت لحزب العشاق !
رفع حازم عيناه له بعدم تصديق من عودته للمزح من جديد فأكمل أدهم بجدية _الا حصل زمان مالوش عتاب يا صاحبي أنا حاليا نسيت كل حاجة
سعد حازم كثيرا ليسترسل أدهم حديثه بغرور _وأنا كمان لقيت نصي التاني الا حصل زمان كان خير ليا ..
ولجت رهف قائلة دون رؤية أدهم _جبتلك الورد الا بتحبه ..
وضعته سريعا بخجل فأبتسم أدهم قائلا وعيناه تطوف حازم _حازم بيحب الجوري مش الياسمين
تعالت فرحة حازم بعودة صديق العمر ورسمت رهف الحزن المصطنع _مش هعرف أغيره ..
تناوله منها قائلا بأبتسامة هادئة _أي شيء منك جميل يا رهف
خجلت للغاية فأبتسم أدهم لتأكده الآن بأن ما بينهم بالماضي لم يكن حبا ....
خرجت الممرضة من الغرفة وملامح وجهها لا تنذر بالخير فأسرع إليها زين بلهفة _فى أيه
الممرضة بأرتباك _الحالة صعبة أوى
وتركته وهرولت لتحضر المطلوب بينما تجمد زين بمحله ليشدد على شعره پجنون فأسرع للمسجد القريب منه يناجي ربه بأن لا يحرمه منها أن لا يعذب قلبه مرة أخري فيذف لعرين الأنتقام ولكن تلك المرة سيكون الأنتقام من ذاته على ما فعله لها ...
أنحني لله عز وجل وبكى بكاء مرير يطالب الله بأن يناجيها ويأخذ روحه بدلا منها فهو من فعل بها ذلك ...دعى كثيرا حتى أنهى صلاة الحاجة ثم جلس يسترد قوته فشعر بحاجته لرفيقه ....
بغرفة حازم ...
حازم بأمتنان _رهف حكيتلي على كل حاجة بجد مش عارف اشكرك أزاي يا أدهم على وقوفك جانبها .
أدهم بثبات _مالوش داعي الكلام دا ...المهم أنك تتحسن وتقوم بالسلامة ..
قطعهم دلوف عبد الرحمن بزيه الطبي قائلا بأبتسامة ساحرة خاصة به _ أقدر أدخل ولا هقطع سيل الصدقات
تعالت ضحكات حازم قائلا بصعوبة بالحديث _أتفضل يا دكتور
وبالفعل أقترب منه يتفحص أمره قائلا بهدوء _لا بقينا أفضل بفضل الله أنا كدا مضطر أكتبلك على خروج
رهف بسعادة _بجد
أجابها بتأكيد _لو هيباشر على علاجه بأنتظام يبقا أكتب بضمير
حازم پغضب _لا مأنا مش