تعلقت بوقاره

انني اذا لم اشتم رائحة وروده حتما سأموت ان كان ليلا او نهارا..
اخر الشهر هو اليوم الأول الذي انزل فيه من البيت لاذهب واحصل على معاش والدي التقاعدي بعد ان كان لوالدتي اصبح الأن لي وايضا ايراد المحلين الذي نملكهما في السوق ...من ينظر الي يعتبرني من اصحاب الاموال والعقارات...املك منزل كبير لي وحدي ومحلين ومعاش كبير لضابط سابقا في الجيش .....عروس لقطة ...اما انا..في حياتي لم يكن المال يهمني فهو فقط للصرف ولم اسع لا الى جلبه ولا الى اكتنازه منذ ان كانت والدتي على قيد الحياة لم اطلب اي شيىء يفيض عن حاجتي اليومية ....والأن يكفيني انني استطيع ان أؤمن مستلزماتي الرئيسية والكمالية ...
لم اكن من هواة التبذير ولا التسوق كما تفعل فتيات اليوم ....اناقتي محدودة بفساتين تحت الركبة ومعطف بطولها او بنطال من القماش الواسع مع معطف قصير فوقها بلون اسود او رمادي او بني احيانا اذا ذهبت الى الألوان البس الوردي فقط لا غير ....اما الاصفر والازرق والاخضر تركته لأم اشواق .....فهي في الستين ولا زالت الى يومنا هذا تبلس ثيابا بتللك الالوان....ام اشواق رغم شعرها الشائب وقامتها القصيرة و نحولها الا انها بتلك الالوان كأنها فتاة في العشرينات لهذا لا اشعر بالملل معها ولا في حضرتها ....
اما شعري دائما منسدل على كتفي وهو اساسا قصيربعض الشيىء....ولم اذهب الى المزينة الا لأقصه .... في الشتاء البس بعض الاحيان قبعة وشال يلف رقبتي ....في حياتي لم البس حذاء بكعب عالي....لا استطيع اساسا ان امشي به....ولا اعرف لماذا ابتدعوه هل لذيادة الطول ام لذيادة اوجاع الضهر...في كلا الحالتين لا احب الاشياء المزيفة....ولهذا السبب لا اضع مساحيق تجميل ولا اعرفها....ولم اشتريها في يوم...خلقنا الله على هذه الطبيعة وانا احبها ومتصالحة معها واي ذيادة ان كان في الطول او في الشكل ستؤثر سلبا وليس العكس..عطري برائحة الشتاء والمطر المتساقط على الارض الموحلة مع عبير من الورد الجوري ....لا اغيره مهما تغيرت الفصول.....
لم يكن لدي اصدقاء كثر ومن اعرفهم لا اراهم كثيرا سوى في بعض المناسبات الخاصة.....حتى اقربائي لا ازورهم كثيرا ...ولكن من اليوم الذي توفت فيه والدتي اصبح الجميع يحبني ويريدني ان ازوره....زوجة عمي وزوجة خالي وخالتي وخالتي الاخرى ولكن من ليس لديهم اولاد في سن الزواج لم اراه اصلا....ما سبب هذا الحب المفاجىء لا اعرف ....ولكنهم كان يتصلون بي يوميا لاحضر اليهم وليأتي احد ابنائهم الي ليرى ان كان ينقصني شيىء...
هكذا عرفت فورا انني عروس لا يفرط بها ........ومن اجل ذلك هبط الحب من سماء الوعيد .....سبحان الله....
في طريقي التقيت بأمجد وكأنني تذكرته فحضر ياريتني تذكرت احد اخرى اتمنى رؤيته لاراه...
اصر على ان يوصلني ولكنني رفضت...
معلش يا امجد اصل نفسي اتمشى شوية
معقول بنت عمتي في الطريق لوحدها والدنيا برد واسيبك..
منا لو عايزة كنت اخدت تاكسي متشكرة
في هذه الاثناء اتت سيارة تمشي بسرعة ومرت على بقعة ماء كبيرة فرمت الماء عليي وبللت معطفي....فكانت حجة امجد كبيرة لأن يوصلني وسكت ڠصبا عني وصعدت معه في سيارته...
وبدأ يتحدث بأسلوب تافه عن علاقاته وعن البنات اللواتي عرفهن وانه يبحث عن فتاة من نوع اخر وكأنه تحدث عن موصفاتي وانا طبعا الغبية التي لم تفهم عليه..ما اسخفه من رجل...اوصلني يث اريد وبقي ينتظرني في الخارج الى ان انتهيت ثم عدت معه الى السيارة ....وطلبت منه ان يوصلني الى البيت..
بيت ايه لالالا انتي لازم
النهاردة تتغدي عندنا.
معلش مرة تانية اصل ام اشواق ما ترضاش تتغدا لوحدها
ام اشواق مين دي لسه عايشة ما ماتتش ...
قلت وانا متضايقة انت بتتكلم عليها كده ليه من فضلك...
قال معتذرا اسف اصلي بهزر معاكي....شوفي انا ماما دلوقت لو جيت البيت وقلتلها اني شفتك وما جبتكيش معاية نتغدا سوا اقسملك مش حتخلييني ابات في البيت
ولم ينتظر ردي بل اخذني معه الى منزل خالي ....فجأة وبدون اي مقدمات بدأت زوجة خالي ترحب بي وتؤهل وتسهل من حيث لا ادري...وانا في حياتي لم ازرها سوى بضع مرات وكانت دائما تعاملني بجفاء وتقول انني مغرورة ولا تحبني ...من اين هبط هذا الحب حقا معجزة كبيرة ..ولكن المصلحة تصنعها حتما...
ده ايه النور ده انا مش مصدقة انك عندنازوجة خالي
امجد انا قلتلها ماما حتزعل اوي لو عرفت انك كنتي معاية وما جتيش عندها
طبعا...ده امجد مالوش في اليومين الي فاتو غير سيرتك ....بيقولي دلوقت مريمي بقت لوحدها ولازم نهتم بيها ...حنين طول عمرو..
قلت بجفاء اه طول عمرو...بس انا مش حقدر اتأخر
اقسم بالله منتي رايحة غير لما تتغدي...عاملة ملوخية حتحبيها....وخالك جي بعد شوية اهو تقعدي معانا...من ريحة اختو الله يرحمها...الله يرحمك يا سناء يا غالية...
قلت وانا اهز رأسي من كذبها وهي في حياتها لم تكن تحب والدتي ولا تزورها ربنا يرحمك يا ماما وياخد عدوينك يارب
وكأن الكلمة قصدتها فقالت كلنا حنومت يا مريم..والحي ابقى من المېت انتي بردك لازم تدوري على مصلحتك وتتجوزي بقةونظرت الى امجد 
قلت فورا لق انا الموضوع ده مستبعداه خالص ومش حيحصل قريب
قالت وكأن شوكة قد غزتها يه بس انتي حلوة وعندك بيت و...اسكتها ابنها
معلش اصل النصيب ...اعمل ايه انا ....كويسة ومش محتاجة جواز...واما اتجوز حنقي على رواقة مش حستعجل ابدا...
كانت كلماتي اليها كالسکين...في حياتي لم اكن تلك الفتاة الضعفية التي من الممكن ان يضحك احد عليها...رغم كلامي القليل ولكنني عندما اتكلم لا اسكت عن حق ولا اضيعه مهما كان....
لم اعرف كيف خرجت من منزل الاشبح هذا لاعود الى بيتي الجميل الهادئ....وايضا اصر امجد على ان يوصلني الى منزلنا......
ولم يهدأ من الكلام والاسئلة واصر على ان انضم الى النادي المشترك هو به وانا ارفض الا ان اقنعني بضرورة الاشتراك على الاقل في المكتبة العامة وعندها لم ارفض....
وصلت الى بيتنا بحمد الله بعد جولة متعبة ....نزلت من سيارته وهو يودعني بضحكة ...نظرت ورائي الى المقهى لاجد جمال يجلس في الخارج وهو متوتر قليلا وما ان رأني اخرج من سيارة امجد حتى تطاير الشرار من عينيه وكأنه تضايق كثيرا.....
غادر امجد وانا واقفة اودعه ...تلذذت وانا اعذبه لاول مرة ...وكأنني اريد ان اخرج من نفسه ما لا يريد ان يفصح به.....صعدت الى منزلنا لاجد ام اشواق كانت واقفة على الشرفة تراقب المشهد كله...
ايه ده ....مين الي كنتي معاه يا مريم..
تعالي معاية يا ام اشواق ححكيلك الي حصل...
وحكيت لأم اشواق ما حدث .....وتحمست للموضوع.....
كويس طب ومالو ابن خالك بينو شيك ومرتاح
ايه يا ام اشواق حتعصبيني تاني...ده واحد ممكن ارتبط بي ده ..واد صايع وتافه...
ماشي خلاص بس بينو مش حيسيبك في حالك..
لق ساعتها حوقفو عند حدو....
طرق الباب وانا اتحدث مع ام اشواق فتحت الباب وانا اتكلم معها الى ان عدت وشاهدت من يطرقه...
انه جمال....
ابتلعت ريقي ولم انطق بحرف وهو ينظر الي بهدوء وام اشواق ورائي تقولمين يا مريم
جمال مساء الخير...انا اصلي ما قدرتش اعزيكي قبل كده فقلت لازم اجي واخد الواجب..
ام اشواق