تعلقت بوقاره
حدث....
انا مش عارفة حصل كده ازاي...
قال بهدوء وابتسامة رقيقة حصل الي حصل انتي متضايقة دلوقت ليه ....انا الي لازم اضايق اساسا...
انا مضايقة عشان يمكن يكون چرحك بالكلام....نكست رأسي
ارفعي راسك لو سمحتي...وامسحي دموعك وروقي....الموضوع مش مستاهل..
دموعك غالية يا غالية
ووجنتيك حمراء صافية
شعرك حقول زاهية
وجبينك منارة عالية
كصحراء وحيدة نائية
ويبقى صوتك داخلي
يهديني الى صوابية
وبعيونك اتحدى ضعفي
وبنظراتك اعشق عمري وزمانية .....
ادمعت عيوني فقلت له...
الشعر ده لية...
تنهد قائلا ايوة...
نظرت اليه بحب ليه بتقولي كده ليهوبتعلقني فيك اوي اكتر كده ليه.
عشان في حاجة جواية مش قادرة ابوح بيها ليكي .......
ليهمش قادر ليه
قصدك السن انا من اول يوم شفتك فيه ما فكرتش في السن فكرت ان الي قدامي ده هو الي انا معجبة بيه وهو ده الي ممكن ارتاح معاه...
قصدك في يوم ما جتيلي البيت عشان والدتك..
ابتسمت وقلت قبل كده...انا بقالي سنتين بشوفك وبراقبك وبستناك من البلكونة وانتي في االكافيه الي قصادي...
نظرت الى الخارج كي لا اتأثر اكثر بما يحدث وقلت ايوة سنتين ....برتاح وانا ببصلك وانت بتشرب قهوتك وانت بتقرا في جرنالك وانت سرحان وبتكتب ....بحس اني في عالم تاني واني مش قادرة ما اتأثرش بيك واحن ليك واشتاق اليك ....السن الي انت بتتكلم عنه هو الي علقني بيك ولو كنت اصغر من كده يمكن ما كنتش اساسا لفت نظري....هدوءك ورصانتك في الكلام ...اسلوبك وطريقتك كل حاجة....انا محتاجة لواحد زييك في حياتي وغير كده انا بحب الشعر الي بتقولو ...بحب اهتمامك فية ....
توقفت الدنيا كلها بالنسبة لي في هذه اللحظات...توقف الهواء...توقف المطر...توقف المارة عن السير..توقف كل شيىء...وتوقف قلبي عن الحياة.....
لم استطع سوى ان انزل من السيارة ....ردة فعلي كانت مچنونة للغاية...نزلت ووقفت في الخارج.....اتنشق رائحة المطر وارفع رأسي الى السماء وابلل وجهي به.....
قال انتي بتطلبي من المطر ايه...ولا عيونك بتدمع ومش عاوزاني اعرف عشان المطرة .
تنهدت قائلة انا بشكر ربنا على انه خلاني اسمع الكلمة دي منك..في يوم.....
قال مبتسما طب يلا نرجع العربية لحسن نعيا...
ابتسمت قائلة انا في يوم عييت عشان فضلت واقفة في البلكونة في والمطرة والبرد عشان مستنياك تيجي واشوفك ولو نظرة....وفضلت في السرير يومين عيانة..
ضحكت قائلة كده تعيا ...
منتي عيتي .....وانا الغبي الي ما اخدتش بالي...
منا عشان كده اتعلقت بيك اكتر عشان عيونك مش عاوزة اي واحدة وخلاص .....بس انت جذبتني ليك من غير حتى ما تبصلي....وقار كده وعزة نفس واضحة ورقي وشعر ابيض...و.....قاطعني قائلا
طيب....طالما الموضوع وقار وشعر ابيض.....انا حوريكي الي في سني ممكن يعمل ايه ...عشان اسبتلك ان سني صغير....
بدأ يركض تحت المطر وانا الحق به واصړخ فيه....جمال تعالا
وهو يركض ويطرق بقدميه المياه ورمى قبعته فأتت على الارض وتبللت عدت وحملتها ووضعتها على رأسي وانا اركض وراءه واصړخ فيه والعالم من حولنا ينظرون الينا كمجانين حتما وانا هو ولا نأبه لأحد....فقط انا وهو المطر ...ليس من احد سوانا.....
لم اعرف في اليوم التالي كيف استطعت ان انزل من السرير وانا اعطس بشدة.....ولكن مع كل عطسة اتذكر ما حدث ليلة البارحة تحت المطر والجنون والركض وكيف تبللت انا
وهو من دون ان نكترث لاضحك من جديد واعود واعطس...
خرجت لأنشر ملابسي المتبللة على الشرفة...وجدت رانية تنزل من سيارتها لوحدها وعلامات الڠضب ظاهرة على وجهها...
فتحت لها الباب قبل ان تدق....
صباح الخير يا مريم...
صباح الخير يا رانية...خير قلقتيني على الصبح جية لوحدك
مرات خالك !!!
مالها دي اتصلت تاني
ياريت جت عندي البيت وبهدلتني مسحت فيي وفيكي البلاط..
جلست قائلة بعصبية اټجننت دي...مش كفاية الي عملو ابنها امبارح
منا جيت هنا عشان افهم منك ايه الي حصل امبارح مع ابنها ومين الي ضړبو ...مريم ارجوكي لازم تحكيلي والا وضعنا قدام خالك حيبقى وحش اوي وانتي عارفة مراته حتدخل في بيت وتخرج من بيت تقول الكلام الۏحش الي قالتهولي
قالتلك ايه
قالت بخجل انتي بتشوفي رجالة برة وماشية على حل شعرك بعد ماما ما ماټت...
قطع لسانها ...انا مش قادرة استوعب الست دي شيطانة ...
مريم ....ارجوكي احكيلي....
قلت بخجل انافي واحد في حياتي .....وقريب اوي حنرتبط ان شاءالله...
قالت والفرحة تعلو وجنتيها بجد انتي بتتكلمي بجد
قلت مبتسمة اه بجد....
حضنتني قائلة انا قلت اختي مش ممكن تتصرف اي حاجة غلط...عرفاكي يا حبيتي وعارفة اخلاقك بس منها لله مرات خالك شوشتلي افكاري..
اصلي كنت انا وهو امبارح قاعدين في مكان عام وصدفت ان كان امجد هناك ومن غير ما اقربلو جيه جنبنا ولبخ في الكلام فانسحبنا بهدوء بردو...وما اكتفاش بكده لحقنا برة واتعرضلي واتكلم مع جمال بردو كلام وحش فضړبو ...
وضعت يدها على فمها وشهقت ضړبو!
يستاهل بس عديت على خير....
سيبك منهم دلوقت واحكيلي هو اسمو جمال..
اه جمال ...
بيشتغل ايه
دكتور في الجامعة ....حد كويس اوي انا متأكدة اما تشوفي حتحبي...
بكرة.....قالتها بسرعة
ايه ده الي بكرة..
انتي وهو عندي على العشا لازم اتعرف عليه انا واحمد بكرة...
ولبى الدعوة ....وكنت قبل اختي في منزلها احضر معها السفرة...واي سؤال قبل مجيئه تسألني عليه كنت اقول لهااستني اما تشوفيه واسأليه الي انت عاوزاه
وفي الساعة الثامنة بالظبط كان جرس منزل اختي يقرع....
اتجه زوجها احمد ليفتح الباب....
احمد انسان عاقل ومحترم يعمل استاذ جغرافيا في احد المدارس الخاصة الاجنبية وتزوج اختي رانية بعد قصة حب كبيرة فكنت متأكدة ان عقليته وطريقته ستجعله ينسجم مع جمال فهو يقدر الحب والمحبين...
كان جمال يقف وفي احلى صورة بلباس رسمي ويحمل في يده باقة من الورد ......
في حياتي لم ارى اروع منه....بشعره البني اللون وخصلاته البيضاء الناعمة ولون سمرته الخفيفة وعيونه العسلية الكبيرة وقامته العريضة والمفتولة وطوله ....كنت الى جانبه بقصر قامتي اكاد لا ارى...فأنا نحيلة جدا وقصيرة وعيوني سوداء وبيضاء اللون وشعري اسود قصير ...يقولون ان ضحكتي جميلة...مع انني نادرا ما اضحك...لم ارى في حياتي نفسي جميلة جدا لهذه الدرجة الا في هذه الايام...منذ ان عرفت جمال...اعطاني جمال جمالا اخر غير المعروف في كتب التجميل...لا يرى بالعين المجردة...يحس فقط..
وقفت للحظات وراء صهري اتأمل شكله ورقيه ووجدت الدهشة في عيون رانية التي وقفت صامته كتمثال شمع..
احمد اهلا وسهلا حضرتك اتفضل..
قال جمال معرفا عن نفسه جمال ...دكتور واستاذ جامعة..
اهلا بحضرتك..احمد اسماعيل استاذ ثانوي جغرافية..
مدت رانية يدها ببرود وكأن احدا يحركها اهلا..
قلت معرفة عن اختي بإبتسامة عريضة اختي الكبيرة رانية...عندها بنتين يجننو هما رشا ورنا ....
احمد اتفضل في الصالة حضرتك ...
على العشاء لم اكف عن الحديث معه ومع احمد....ورانية صامتة ولا تتحدث الا بكلمات مقتضبة وبسيطة....كنت سعيدة به وبطريقة حواره ورقيه ....وجدت علامات الاعجاب في عيون احمد وفي كل مرة كان ينظر الي يقول لي حقا انه رجل محترم...
غادر بعد ساعة شاكرا رانية والجميع على