تعلقت بوقاره
ينظر الي وكأنني اتجسس عليه واحاول من وراء ظهري ان اتكهن عن تعابير وجهه....
عدت الى المنزل والسعادة تملؤني ...رغم ما علمته عنه ولكن اللقاء الذي جمعني به امتص صدمتي كلها واخذني معه الى عالم اخر....وتذكرت الشعر الذي قاله...
هل كان يعنيني به
هل كنت انا المقصودة
لم اعد اتخيل ان حياتي من الممكن ام تستمر من دونه...من دون ان اراه او ان اتحدث معه....
شوفي يا مريم من الاخر كده انا حاسة ان امجد مايل ليكي...
مايل ليية ازاي عيني..
افهميها بقة ....يعني عاوز يرتبط بيكي...فقلت يعني اجي اقلك عشان يعني لو اتكلم معاكي ما تحيش الموضوع بعيد..
ضحكت وقلت وانتي بتقول الكلام ده على اساس انا حوافق فورا..
عدت اضحك مرات خالي انا مش عاوزة اتجوز...
قالت والصدمة تعتريها يعني ايه
يعني خلي امجد يرتاح ومافيش داعي للحركات دي انا بحرتمه وربنا يرزقه بلي احسن مني انا مش عاوزة...
اتت ام اشواق تحمل القهوة فقالت لها مسرعة..
فققالت لها ام اشواق عنك ما شربتي بتزعقي ليه في وشي
تداركت الموقف كي لا تشد لها ام اشواق شعرها ....
زوجة خالي انا مروحة الحق عليي جيت..وخالك لو كلام تاني معاكي...عن اذنك..
ام اشواق اذنك معاكي يختي ما تعتبش هنا تاني ...
قلت اسكتها ام اشواق عيب مرات خالي بردو...
ام اشواق بعصبية هي خليت للعيب حاجة..مش شيفاها داخلة علينا ازاي..وزعقت فييي وفيكي كويس اني ما ضربتهاش...
جته داهية منه ليها..دي عقربة...عاوزة الشقة ...
خلاص يا ام اشواق تعالي نشرب القهوة انا وانتي ولا تتعصبي...
في اليوم التالي اتصلت بية اختي رانية تحدثني عن ما حصل معي ومع زوجة خالي قائلة..
مريم..زايه الي حصل امبارح خالك اتصل بية وبيشتمني وبيقولي علي عملتيه مع مراته هو حصل ايه...
انا ما عرفتش ارد عليه لأني مش عارفة الموضوع...
الست حرمه جاية عاوزاني اتجوز ابنها امجد بالعافية
اټجننت دي انتي تتجوزي امجد....ليه هي الرجالة خلصت يكفي انه ابنها ده اكبر عيب...
خلاص يا رانية ما تحرقيش دمك انا نهيت الموضوع...
كويسة ومش مضايقة....
لا حبيتي ...
طب اسمعي انا واخدة الولاد افسحهم شوية تروحي معاية..
سرحت قليلا ثم قلتمش مشكلة...اجي
ام اشواق وانا معاكم ....
وام اشواق طبعا من غير ما اسألها معانا ....
يوم بعد يوم يكبر حبي الكبير وتخطى شرفة غرفتي ليصبح ينشر سهامه الى كل العالم المحيط بي......تغيرت حقا.....بكل ما في الكلمة من معنى....اصبحت اتقصد النزول يوميا من البيت لأمر من جانب المقهى علي اراه ليدعوني الى فنجان من القهوة مرة اخرى......تارة كنت اراه وأكتفي بالسلام عليه وتارة كنت لا اراه واحزن واعود من جديد........
الجميع لاحظ انني تغيرت...اصبحت اعشق الحياة والأمل والضحك والسرور.....حتى اختي رانية رافقتها مرات عديدة مع بناتها الى السوق والى مراكز اللعب كنت العب معهن كطفلة صغيرة وارى الدهشة في عيونها ...
انتي من امتى يا مريم كده انا سعيدة بيكي اوي...انا كنت بتايل عليكي تروحي معاية مشوار دلوقتي انتي بتلعبي مع ولادي كمان ...
لم اكن ارد عليها بل اكتفي بالابتسامة واتابع اللعب مع رشا ورنا ......بناتها
وطبعا مع الاخذ بعين الاعتبار ان ام اشواق كانت لا تكتفي بأن ترقيني كلما رأتني لتبعد عني الحسد والعين ....لأنها لا تصدق ان التي تراها امامها هي هي مريم...
كنت انتظر قدوم الخامس والعشرين من الشهر على احر من الجمر....وكنت اول الحاضرات ...لبست فستانا اسودا بأزرار بسيط للغاية ووضعت شالا رمادي على رقبتي وفردت شعري ...جلست في الصف الثاني...لم اكن احب الصفوف الاولى.....اخاڤ منها وخاصة في موقف كهذا...
وما هي الا لحظات حتى امتلأت القاعة ...وظهر بعدها الدكتور جمال ....نظر الي واقترب مني قبل ان يصعد الى المسرح وقال سعيد اوي بوجودك بجد يا مريم
وبدأ يقرع شعره للحضور وينظر الي في اكثرها وكأنه يقول لهمهذه هي من اقصد...هذه هي من سحرتني...من الهمتني..من تيمتني.....
بكيت....حقا بكيت....خاصة عندما قال...
يا طفلة انستني انني اشيب
ودللتني واهدتني ايام الوعيد
ورغم فارق السن المعيب
الا انني احببتها اان كان لي في قلبها نصيب
واحبببته.......واحبني.......وان كان لم يعترف بها على العلن ولكنني شعرت بها..
في كل لقاء يجمعنا اقرأها بين عينيه...واقول الف مرة من دون ان انطقها.....
لم يكن يهمني لا فارق السن ولا ان لديه ابناء ولا اي شيىء...فقط انني ارتاح معه ويستطيع ان يسعدني...لم اتعرف على ابنته فلقد سافرت بعد يويمن من مجيئها كنت اتمنى ان اراها كنت قد احبها فعلا وربما كنا قد اصبحنا صديقات......
كانت تمر ايام لا اراه وكنت احترق شوقا ..
الى ان جمعني فنجان قهوة انا وهو .....ولكن لم نستطع ان نتحدث في شيىء...فلقد عكر صفوي وجود امجد في نفس المكان.......
فإقترب مني قائلا....
بنت عمتي ازيها.......مش تعرفينا قالها بمكر
قلت بإرباك دكتور جمال...وده امجد ابن خالي...
قال بغرور المهندس امجد....اهلا حضرتك..
قال جمال ببرود اهلا بيك اتفضل معانا..
لق انا اصلي ممكن اقطع عليكم العدة الابوية دي....عن اذنكم..
قلت وانا اعتذر اسفة يا جمال....هو كده مستفز..
لق ولا يهمك ممكن نمشي...
اه افضل...
وما ان خرجت حتى لحق بي امجد قائلا...
مين ده يا مريم..قالها پحقد
قلت بعصبية وانت مالك
مالي ازاي...اهو بينك شاطرة وبتعرفي تقعدي مع رجالة ...رفضيتيني عشان جدو ده...
انتي كده بتهيني ارجوك الزم حدودك..
حلزمها يا مريم...بس حقول علي شفتو ده لخالي حقلو بنت اختك الله يرمحها ماشية على حل شعرها وبتشوف رجالة في القهاوي...
انت بكده ما عندكش اخلاق ما تحترم نفسك..
سمع صوتي جمال فإقترب مني ومن امجد وقال..
في ايه حضرتك في حاجة بتزعق ليه في وشها..
قال امجد بعصبية وانت مالك يا جدي...
فما كا من جمال الا ان ضربه على وجهه واوقعه ارضا وانا اصړخ...
الفصل السابع
للحظات لم استوعب الوضع كيف ضړب جمال امجد...خفت كثيرا عليه...خفت ان يضربه أكثر ونتورط في امر مزعج الا ان امجد ينطبق عليه المثلناس تخاف ما تختشيش ولكنه بدأ يتلفظ بألفاظ خارجة ثم ابتعد مسرعا.....رغم ان جمال ضربه الا انه لم ينطق بأي كلمة معيبة بل بقي محتفظا بأدبه .....
امام ما حدث بدأت ابكي وارتعش .......اقترب مني جمال قائلا...
مريم...انا اسف بجد...انتي كويسة..
قلت كالأطفال اه....اتضايقت اوي انا اسفة بجد انا اسفة...
بتتأسفي ليه......انا الي لازم اتأسف عشان
هو ابن خالك وما كنش لازم يحصل كده....
قلت بتوتر انا ...انا....
قال بعطف خلاص يلا بينا نروح ....تعالي معاية ...
صعدت معه في سيارته محاولة ان اهدأ قليلا.......وقفنا سوية في مكان ما بعيد عن الناس...رغم انني في أماكن كثيرة كنت اشعر معه بالأمان وبالإرتياح ....الا انني في هذه اللحظات بدأ قلبي يطرق بشدة لا اعلم ان كان الخۏف الذي اشعر به في هذه الاثناء من ما حصل مؤخرا او لأننا ابتعدنا عن الأنظار .......
نظرت اليه وانا احاول ان ابرر ما