الإثنين 25 نوفمبر 2024

عصيان عاشق

انت في الصفحة 17 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا إيه 
تنهد بحزن وأردف 
النهارده عيد ميلاد جاسر... وكالعادة هو بيهرب من البيت علشان ميشفش زعلهم وكمان جواد بيصعب عليا أوي... فقولت نبعدهم الليلة عن الذكرى الحزينة دي
وضعت رأسها على صدره وأرفت بصوتا حزين 
كويس أوي حبيبي.. 
غزل صعبان عليا أوي ياريان... شعور صعب أوي على الأم لما يكون فيه حاجة منها ضايعة .. ومش أي حاجة لا فلذة كبدها وبنتها... إنسدلت دموعها عندما تذكرت ذلك اليوم 
انا فاكرة حالتها اليوم دا كأنه لسة إمبارح.. شوف أنا الغريبة كنت متعلقة بالبنت أوي 
قبل ريان رأسها وذهب بذكراه لذلك اليوم 
فلاش باك 
قبل خمسة عشر عاما
جلس على طاولة الطعام ... نظر لهاتفه وجد عدد كبير من الإتصالات 
صباح الخير ياصهيب... لسة شايف اتصالاتك معلش الفون كان سايلنت
تنهد صهيب بحزن... ثم أوقف سيارته بجانب الطريق... بعدما ظل يسير بالشوارع ودموعه تتساقط يبحث بكل مكان عله يجدها 
أرجع خصلاته للخلف وأردف بحزن
غنى اتخطفت ياريان
هب واقفا وهو يلوك طعامه 
إنتت بتقول إيه ياصهيب إزاي حصل دا... وجواد فين دلوقتي
وضع رأسه على المقود وهما لم يسيطر على حاله 
هيتجنن.. تفتكر حالته هتكون إيه 
أنا مش عارف أعمل إيه... أمي في المستشفى فقدت النطق وأبويا في العناية 
والدنيا إسودت اوي ياريان وأنا عاجز 
وحازم وهو سيف مش موجودين لسة جايين بالطريق
اتجهت نغم ووقفت بجواره وهي تنظر لأولادها 
فيه إيه ياريان...
أشار بيديه إليها ألا تتحدث
إهدى ياصهيب
عشر دقايق وهكون عندك
جلس وهو يمسح على وجهه يحاول أن يستوعب ماصار...فتح هاتفه يبحث عن أي شخص مهم يساعده 
ربتت على يديه عندما وجدت حالته 
ريان أنا بسألك فيه إيه
غنى بنت جواد اتخطفت يانغم... إجهزي بسرعة علشان هنروحلهم
وضعت يديها على فمها من الصدمة وأرتجف قلبها من الصدمة
أسرع بيجاد وعمر 
إزاي ياماما غنى إتخطفت.. وقف بيجاد أمام والده... يعني إيه إتخطفت في وسط الحراسة دي كلها... وكمان عمو جواد كان فين
مسد على خصلاته وهو يتمنى أن لايصيب غنى بأي مكروه... تنهد بۏجع وتحدث متمنيا...
هنلاقيها يابابا إن شاء الله هنلاقيها ونعرف إيه اللي حصل
بفيلا الألفي 
جلست بالنافذة تنظر لصور أولادها... وتبتسم فاليوم عيد ميلاد إبنها الأكبر جاسر سيتم الواحد والعشرون عاما 
فلاش باك
بعد خطڤ غنى بأسبوعين
كانت غزل تجلس بغرفة إبنتها تحتضن ملابسها وتجلس على فراشها ودموعها تنسدل بصمت على وجنتيها... تستنشق رائحتها... وحشتيني أوي ياغنى.. تعالي لمامي ياقلبي... جلست مليكة تضمها وتربط على خصلاتها ودموعها هي الأخرى تتسابق في الهطول
دلفت نغم الذي أبكى قلبها ۏجعا وحزنا على حالة غزل المبكية للقلب قبل العين فمنذ اسبوعين وهي بهذا الحال الذي يدمي له القلب
خطت إلى أن وصلت إليها.. وكل ذرة بمشاعرها تنتحب وحزينة على مظهرها 
غزل حبيبتي عاملة إيه 
كانت تنظر إليها بقلب مفطور... مسدت على خصلاتها وارجعتها للخلف 
حبيبتي ياغزل إن شاءالله بنتك هترجعلك
كأنها لم تستمع لأحد فقط سوى صوت ابنتها تتساقط عبراتها وهي تتذكر ضحكاتها.. 
مامي... غنى جت وعايزة تنام في حضن بابي... ياله قومي.. 
ابتسمت فجأة وهي تهمهم بصوتها الحزين
تعالي ياقلبي بابي في الطريق وهياخدك في حضنه... بدأت تهمهم كالفاقدة عقلها 
وضعت يديها على صدرها عندما شعرت بآلالامه... نعم فراقها ينخر عظامها ألما فكيف لقلبها 
عايزة بنتي... أنا عايزة بنتي... جواد فين خليه يرجعلي روحي... مليكة خطفوا روحي.. نظرت ودموعها كالشلال 
مليكة خليهم يرجعولي بنتي... ياخدوا كل حاجة... عايزين فلوسي كلها ياخدوها.. لو عايزين ېموتوني أنا موافقة بس يرجعولي بنتي
آه يارب... إنت الحنون على عبادك يارب
ضمتها مليكة بقوة
وبكت
غزل حبيبتي فوقي ياقلبي ماتخوفنيش عليكي... دخل جاسر وهو يبكي
مامي هو بابي رجع من غير غنى مش هو قال هيروح يجيب غنى ويجي.. أنا استنتها علشان نلعب بالجاردن زي كل يوم... ونزلت البيسكل بتعتي علشان اعلمها بس هي مجتش لسة
شهقت شهقات مرتفع وضمته لأحضانها
اختك خلاص ضاعت ياجاسر غنى مش هترجع تاني شوفت شغل بابا عمل ايه أيوة هما ال خطڤوها قولتله سيب الشغل دا 
اه يابنتي 
جعلت كل من بالغرفة يبكي على بكائها
وضعت نغم وجهها بين راحتيها 
غزل بلاش تخوفي الولد...سيبي جاسر حبيبتي.. إن شاء الله هترجع ياحبيبتي خلي يقينك بربنا كبير 
بكت بنشيج مرير... وضعت يديها على صدرها 
محدش حاسس بڼار قلبي...
نظرت بعينيها المنتفخة من البكاء 
تعتقدي جواد هيلاقيها لسة ماهو رجع ماجبهاش يعني بعد القوت دا تفتكري هترجع لحضني تاني... أنا ھموت يانغم... بنتي معرفش عاملة ايه... تشبست بملابس نغم ودموعها تسبق كلماتها 
تفتكري هي عاملة إيه دلوقتي يانغم ياترى هي جعانة ولا شبعانة.. واللي خطڤها دا هيعمل فيها إيه
آهة حاړقة خرجت من صدرها 
يارب اني استودعك بنتي فاحفظها بحفظك ياواحد ياقهار... يارب... قالتها بقلب أم مقهور على فلذة كبدها
ظلت تردد بدعائها للواحد القهار
دلفت نهى بكوب الليمون وجلست بجوارها 
غزل اشربي الليمونادا... إهدي أنا خاېفة عليكي... كفاية جواد هتكونوا انتوا الاتنين
هنا فاقت من حالتها وقفت ومسحت دموعها.... آهة ملتاعة صاحبتها بنبرة مرتعشة عندما تخيلت حالاته آلان
وقفت وتسائلت 
فين جواد يانهى... 
وقفت مليكة وجذبتها لأحضانها 
جواد قافل على نفسه مش عايز يكلم حد...صهيب وريان حاولوا معاه بس هو رافض خالص ... وماماوبابا تعبانين وأنا ضايعة بينكم ياحبيبتي فوقي ياغزل أنا حاسة إن جواد هيحصله حاجة... دا ماشي وكأنه مضړوب مش حاسس باللي حواليه
بخطى متعثرة اندفعت للخارج بخطوات مهزوزة تبحث عنه بعيناها... هي تعلم كيف ستكون حالته
أعتصرت عينيها الباكية... وتوجهت لغرفتهما ... وجدته جالسا على الارضية 
يضع رأسه بين ركبتيه وينظر للأسفل فقط 
ينظر بشرود أعينه دامية تائه مشتت لا يشعر بالعالم من حوله كمن وثبت روحه خارج جسده.. صدره مخټنق.. يدلكه كأنه يشعر بإنقباض تنفسه... أرتجف قلبها عندما وجدته بتلك الهيئة
أغمضت عينيها وسحبت نفسا عميقا وإتجهت إليه بأنين روحها الحزينة
جلست بجوراه وتمددت واضعة رأسها على ساقيه... نظر إليها شعر حينها بنخر داخل عظامه بالكامل فكيف لها أن تتحمل كل هذا الۏجع... كيف لها وهو لم يتحمل 
رفع يديه ووضعها على خصلاتها 
تحدثت قائلة بصوتا باكي 
أنا أسفة حبيبي... مكنتش أعرف ان كل دا هيحصل
رفع يديه مره آخرى ممسدا على خصلاتها... عندما وجد انتفاخ عينيها وتورم وجهها 
دا قدر ومكتوب ياغزل... وإن شاءالله ربنا هيوقف معانا في مصيبتنا ثم أكمل مستطردا
كل اللي يجيبه ربنا كويس... الحمد لله في السراء والضراء... اعتدلت وضمته بكل قوتها 
عيط ياجواد... نزل ۏجع قلبك ياحبيبي في دموعك 
حاوطها بذراعيها وضمھا بكل قوته 
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك وأنهارت حصونه كلها وتحدث بصوتا حزينا
غزل أنا حاسس إن روحي بتنسحب مني... حبيبتي مش عارف دلوقتي حالتها إيه... أنا عاجز ياغزل... ثم أكمل مستطردا 
لما كنتي بتغيبي عني كنت بعرف هوصلك علشان التتبع بتاع سلسالك بس دي مالحقتش أفرح بيها علشان أفكر انهم هيؤذوني فيها من صغرهم
حصل اللي مكنتش عامل حسابه... 
شهقت شهقات متتالية بأحضانه عندما تسلل الړعب إلى قلبها بفقدانها للابد
حاوطت وجهه وأنسدلت دموعها بغزارة
جواد أنا بمۏت... عايزة بنتي... أنا عايزة بنتي ياجواد مش هرتاح غير لما اشوف بنتي بلاش ضعفك دا..حبيبي أنا عارفة إنك هترجعها ...
أغمض عيناه قهرا لشعوره بالعجز
ضمھا لحضنه وأردف 
هرجعها ياقلبي... وعد مني ههد الدنيا وارجعها.. 
نظرت بعينان تغشاها الدموع 
أنا واثقة فيك أوي ياجواد.. واثقة فيك اكتر مابثق في نفسي... فوق دا كله واثقة في قدرة ربنا 
اللهم لا أعتراض على
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 61 صفحات