عصيان عاشق
قدرك يارب
قاطعهما رنين هاتفه
وقف بعيدا عنها ببعض الخطوات
ايوة ياباسم... فيه جديد
أجابه باسم
وزعنا الصور على المطارات المنياءات ياجواد.. وزي ماقولت البنت خرجت من مصر... كاميرا المطار رصدتها
اللي خطڤها كان مرتب لكل حاجة... دي ناس إيدهم واصلة
أحس بوخزة مؤلمة شقت صدره لنصفين.. واحتراق قلبه بالكامل
قالها بدموع تزرف من عيناه بقوة...
مسحها بسرعة... محاولا الثبات أمام زوجته... اقتربت غزل منه
جواد فيه جديد
هز رأسه بالنفي.. عندما عجز عن الحديث
ظل مواليها ظهره لبعض اللحظات حتى سيطر على نفسه.. ثم استدار يرسم ابتسامة باهتة
وقفت أمامه حتى أصطدمت بوجهه القريب جدا ونظرت له
أنا عندي يقين بالله إنك هترجعلي بنتنا.. مش كدا ياحبيبي... مش إنت هتهد الدنيا وترجعها زي ماكنت بتعمل معايا
قبل جبينها مغمضا عيناه
وعد مني هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أرجعها... قالها ثم غادر... قابله سيف الذي وصل للتو من تركيا هو وزوجته وابنته
ربت على كتف اخيه
ربك يسهل ونلاقيها إن شاءالله
روح عند بابا في المستشفى وأنا هحصلك على هناك... وإتصل بصهيب خليه مايفرقش بابا وماما خالص...
مرت عدة أيام والوضع كما هو..
سافر جواد إلى البلد التي اختطفت ابنته بها وعدة محاولات من السفارة والمخابرات ولكن لم يتم العثور عليها
انطي غزل ممكن اتكلم معاكي شوية
أزالت عبراتها وأشارت بيديها
تعالي ياجنجونة..دلفت تجلس بمقابلتها تمسح دموعها
كنت عارفة أن انك بټعيطيجاسر قابلني تحت وكان متعصب اوي
مسدت غزل على خصلاتها
معلش متزعليش منه أنت عارفة اليوم دا بيكون صعب على الكل..رسمت ابتسامة مردفة
ضمتها غزل وهي تضحك عليها
شكل ابن عمك غيران من العريس ولا ايه ياجنجونة..رفعت حاجبها وأردفت
لا دا هو وعز اتجننوا تعرفي عز عمل كدا بردو وقالي هقطع رقبتك
احتضنت ذراع غزل
رفعت ذقنها ونظرت لمقلتيها متسائلة بمغذى
جنى انا عارفة انك اقرب واحدة لجاسر وفيه حاجات كتير بتفكرني بطفولتي عشان كدا عايزة أسالك سؤال ووعد هيكون بينا
جاسر زي عز مش كدا..قطبت جبينها متسائلة
مش فاهمة معنى كلامك ياطنط تقصدي ايه
نهضت غزل تنظر إلى الحديقة تتذكر طفولتهم فاستدارت إليها
يعني شعورك مع جاسر نفس شعورك مع عز ياحبيبتي وياريت محدش يعرف بكلامنا دا
اقتربت جنى ووضعت رأسها بأحضان غزل
انا بحبهم هم الاتنين اوي بس بتكسف من أبيه اوس جواد ابن عمتو بس جاسر وعز لا بتكلم معاهم كاني بتكلم مع نفسي ليه هو فيه مشكلة
قبلت غزل جبينها ثم رفعت وجهها تحتضنه
طيب وجاسر مش كلمك في أي حاجة يعني كلمك مثلا أنه معجب ببنت بما أنه خلص الشرطة ودا سن طبيعي للجواز
قفزت فوق الفراش وأشارت بيديها
وترجعي تقولي عليا فتنهة انسي ياانطي مش هقولك
ظلت غزل تراقب رد فعلها فاقتربت تلكزه بكتفها
دا ايه الهدوء دا طيب مش عايزة اعرف يافتنة هانم كنت عايزة اتأكد
نهضت ترتدي حذاىها
معرفش مالكم النهاردة ياآل جواد الالفي بس مش مشكلة المهم كنت عايزة اجيب حاجة لحضرة الضابط فعيد ميلاده ومهما يعمل لازم نحتفل به
دققت النظر بها فأردفت
برافو عليكي حبيبتى هو دا ال اقدر عليكي فيه بس فيه طلب كمان ممكن اطلبه من بنتي الحلوة
طبعا ياانطي حضرتك تؤمري
لو جيتي في يوم حسيت بإحساس تاني اتجاه جاسر تعالي وقوليلي ياجنى
شعرت برجفة تسري بجسدها فاهتز جسدها وتحدثت بشفتين مرتجفتين
تقصدي ايه ياطنط قصدك اني ممكن احب جاسر..قالتها بعيون شاردة تحركت غزل إليها ثم رفعت ذقنها
قلوبنا مش عليها سلطان ياحبيبتي جاسر راجل واكيد بكرة يقابل ال تحبه ويحبها
هزت رأسها رافضة حديثها وتحدثت سريعا
جاسر اخويا ومستحيل افكر فيه غير كدا ياطنط وعشان تطمني هو فيه واحدة معجبة بيها بس اعجاب معرفش هيتحول لحب ولا لا
ضمت غزل كفيها
وانت زعلانة ليه طيب
ترقرقت عيناها بالدموع
عشان حضرتك خاېفة انا وجاسر نحب بعض بس هو اخويا عمري ماشفته غير كدا
ضمتها غزل لاحضانها بقوة تربت على ظهرها
لا ياحبيبتي مش دا قصدي
هزت رأسها متجهة للخارج
استني ياجنى ولكن قاطعها رنين هاتفها أجابت غزل وعيناها على جنى التي تحركت مغادرة سريعا
أيوة حبيبي... إنت في الطريق
أجابها جواد
غزل إجهزي هعدي عليكي نروح إسكندرية... نقضي اليوم دا عند ريان... إتصل عازمنا على جمبري ياستي
ضحكت بهدوء على أفعال ريان
لسة ريان زي ماهو والسمك والبحر
اجابته بهدوء
ماليش نفس ياجود مش عايزة أخرج ولا أسافر في أي مكان
قاطعها بصوت مرتجف بعض الشئ رغم غصته من ذكريات ذلك اليوم إلا أنه أشفق عليها كثيرا.. فهي الأم.. شهور مؤلم وحزين لديها من فقدانها لقرة عينيها
علشان خاطر جود حبيبك هتجهزي ونروح نغير جو... أنا محتاج أغير جو فعلا... ومفيش غير البحر
أغلقت الهاتف بعدما شعرت بحالته
تمام ياحبيبي... هستناك
ضحك بصوته الرجولي
زوزو متنسيش بدلة الرقص... وحشني رقصك ياعمري
قهقهت عليه بصوتها الانثوي
ياااه ياجود لسة فاكرة... دا أنا نسيت الحركات.. ظل يضحك بصوتا صاخب
إجهزي بس وأنا هفكرك ياحبي
أغلقت الهاتف تتنهد بحزن قائلة
يارب ياجنى ماتتوجعيش زيي مفيش اصعب من ۏجع القلب
بالاسكندرية عند ريان
إيه رأيك حبيبي في اللي قولته لجواد إنه يجيب غزل ويقعدوا يومين
كويس ياريان اللي عملته... الله يكون بعونهم... أنا مقدرش أعيش ۏجع القلب دا وخصوصا إن جاسر توأمها... يعني كل سنة بعيد ميلاده هيفتكروا غير البنت اتخطفت يوم عيد ميلادها
اعتدلت تنظر له بعمق ثم استطردت
ريان ليه بيجاد رافض ماسة بنت عمر... هو لسة بيفكر بغنى وكلامه الأهبل وهو صغير دا
رجع بجسده للخلف
الوحيد من الولاد اللي تعبني يانغم مش عارف بيفكر إزاي وفي إيه
عمره ماكلمني عن واحدة... او إن فيه بنت جذبته...
قطبت جبينها وتسائلت
إزاي دا عنده سبعة وعشرين سنه هتفضل ساكت كدا... يعني عمر خلاص هيتجوز أهو أما دا مش في دماغه خالص
بقولك يانغمتي.. سيبك من بيجاد بقولك عايز ليلة زي بتوع زمان
هبت واقفة ثم أسرعت للداخل
هروح أشوفهم خلصوا الجمبري ولا لا
بمدينة فرنسا
تجلس بالكافيه أمام أحدهما.. أنكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ثم تحدثت
لا النسبة قليلة أوي مسيو جاك إنت هتتشطر عليا ولا إيه
نظر بعمق وأردف
كيف ذلك... أنتم المصريون أذكياء. فكيف تعتقدين إنكي ستخسرين بتلك الصفقة
ارتشفت من كوبها واضعة ساقا فوق الأخرى
لا قليل... إزاي عايزني اوافق بنسبة عشرين بالمية بس.. رفعت رأسها علامة على رفضها... ثم اڼفجرت ضاحكة بصوت مرتفع
لا انتم الفرنسيين بتتذاكوا أوي علينا
وقف ينظر بهدوء إليها
ترفضين نسبة العشرون بالمئة وتعلمين كم الارباح التي ستحققينها من خلفها... لابد أن تفكرين جيدا سيدتي حينها لا تندمين
تحرك مغادرا... نفخت بضجر كلما تذكرت حديثه... وصلت والدتها وجلست بمقابلتها
إيه ياأمل اتفقتي مع جاك على إيه
زفرت پغضب
واحد حريص جدا وبيعرف يفكر كويس... رفعت نظرها وتحدثت
الفلوس مبقاش منها غير خمسة مليون بس مضطرين نوافق بعرضه
هنا نظرت لأبنتها ليه الفلوس دي كلها إتصرفت...
أخرجت سجائرها ونفثها پغضب
ايوة المشروع اللي عملناه خسرنا فيه كتير.. ثم اكملت مستطردة
إنت مفكرة الفلوس الحړام