الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عصيان عاشق

انت في الصفحة 27 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

سمجة على ملامح وجهه على غير عادته في تلك المواقف 
ثم
رفع يديه وأشار كعلامة عيد الكلمات مرة اخرى
رد بصوتا جاهد أن يكون متزنا نعم فهو يختنق من شعوره بفقدانها... استطاع التقاط أنفاسه ثم اخذ شهيقا عميقا وزفره ببطء ورد قائلا 
إيه اللي مش مفهوم من كلامي ياعمو 
لما قعدت مع نفسي شوفت إننا ماننفعش لبعض.. والحمد لله إحنا لسة في البداية 
قولت إيه لربى... قالها بهدوء مريب رغم إحتراق صدره... اتجه ينظر داخل مقلتيه بقوة
روحت قولت إيه لبنت عمك ياحضرة المهندس علشان يوصلها لكدا... ماهو مش معقول بنت جواد الألفي هتبكي على واحد ندل إلا إذا ۏجعها أوي بالكلام 
شعر هنا بأنين روحه.. شعور يحتل كيانه كيف سيقول لعمه ما قاله لها... ورغم ذلك تحدث بجبروت 
هو أنا ندل لما أفكر في حياتي الخاصة واشوف سعادتي مع اللي يسعدني ياعمي 
لكمه جواد بصدره بقوة
أيوة لما تعشم بنات الناس وترجع تخل بوعدك يبقى ندل... لما تحسس عمك إنك اد وعدك وراجل وانت بتلعب عليه تبقى ندل ياابن اخويا 
لما تلعب بعقل بنت صغيرة وتعشمها بحبك وتخليها تبني أحلام على رمال وهمية وبعد كدا ټنهار وتكرهها في الرجالة تبقى ندل 
ولاه عز ظهره وأغمض عيناه قهرا وألما من حديث عمه ثم أردف 
ليه ياعمي دا كله علشان حبيت واحدة غير بنتك بجد... طلعتني ندل 
ساد صمتا مقتولا بينهما... ثم فجأة صفعه جواد بقوة ورفع سبابته أمامه 
اشوفك جنب بنتي هنسفك سمعتني ياعز
ألمح طيفك في بيتي هموتك ياعز... إنت في يوم كنت إبني مش ابن اخويا بس النهاردة اكدلي إنك بذرة شيطاني 
ودلوقتي إمشي من وشي مش عايز أشوفك مرة تانية 
بالأعلى جلست غزل بجوارها تمسد على خصلاتها وبمقابلتها جنى وأوس وجاسر بينما صهيب الذي توقف أمام النافذة ينظر للخارج وقلبه يئن ألما
حمحم أوس متسائلا
ماما شكلك تعبان ممكن تروحي ترتاحي وأنا هفضل مع بابا هنا هزت رأسها رافضة حديثه
أنا مش تعبانة ولا حاجة ياحبيبي 
قوموا روحوا اتجهت بنظرها إلى جنى وأشارت عليها 
وجنى كمان شكلها تعبانة..نهضت جنى متجهة إليها 
لا ياانطي أنا كويسة..بس ربى صعبانة عليا اوي
اتجهت لاوس وجاسر ثم نادت على صهيب
صهيب خد الولاد وروحوا لازم ربى تفضل تحت الملاحظة أربعة وعشرين ساعة 
تحرك متجها إليها
انا هفضل معاكم ياغزل مستحيل اسيبكم هنا وأمشي اتجه لجاسر وأوس 
انتوا ارجعوا على البيت وخدوا جنى معاكم زمان عز رجع 
ضيقت غزل عيناها وتساءلت
عز هيرجع من غير مايجي يطمن على ربى جلس صهيب بجوارها يمسد على خصلات ربى 
بعدين هيجي يطمن بعدين ياغزل المهم هي تكون كويسة
توقف أوس يبسط يديه لجنى الصامتة
يالة ياجنجونة نروح والصبح يبقى نيجي تاني..ردت غزل قائلة
حبيبي اختك كويسة مالوش لازمة جيتكم وعمك صهيب معانا
أمسكت بكف أوس وتحركت للخارج اتجهت غزل بانظارها لجاسر
قوم روح مع اخوك ياحبيبي قاعد كدا ليه 
تحرك بالمقعد ينظر لأخته ثم اتجه بنظره إلى عمه
ايه ال حصل بين عز وربى ياعمو..ذهلت غزل من حديث جاسر ولم تكف عيناها عما تفيض به من خوف اتجهت بنظرها لصهيب وبللت حلقها محاولة الحديث
هو فيه حاجة حصلت بين الولاد ياصهيب
دلف جواد ووجهه عبارة عن لوحة من الألم والحزن بآن واحد 
جلس على اقرب مقعد وهو يكاد يسحب أنفاسا لتنظيم دقات قلبه 
نهضت غزل متجهة إليه تحتضن وجهه 
جواد مالك وشك مخطۏف ليه كدا!
أشار بيديه إليها
انا كويس حبيبتي يمكن عشان طلعت السلم مش ركبت الاسانسير
سلط عيناه على صهيب الذي هرب بنظراته بجميع أركان الغرفة فاتجه لابنه
قوم روح مع عمك ياجاسر قعدتكم مالهاش لازمة 
اجابه صهيب سريعا
لما اقعد فوق دماغك يبقى اطردني قالها وتحرك سريعا للخارج..أشارت غزل لأبنها بالتحرك خلف عمه 
ثم استدارت تضم زوجها وتربت على أكتافه
عز مزعل ربى صهيب مالوش دخل ياجواد صح ولا ايه
ربت على كفيها وتنهد بۏجع
ايه ال بتقوليه دا معقول ياغزل انا بالتفاهة دي 
رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه 
ايه ال حصل بين عز وربى ياجواد
مسح على وجهه وأشار لبنته الغافية
بعدين ياغزل المهم نطمن على البنت 
بعد عدة ساعات رجع جاسر إلى منزله كانت تجلس بجوار مليكة وجواد حازم رأته أشارت لعمتها 
جاسر جه اهو..توقفت مليكة متجهة إليه سريعا
حبيبي اختك عاملة ايه نظر لتلك التي تجلس ولم تعريه اهتمام فأردف
كويسة ياعمتو..دنى جواد وقلبه يزداد دقاته متسائلا
انا كنت رايح بس خالو قال إنهم راجعين ومرجعوش ليه 
ربت جاسر على كتفه 
هتخلص المحلول وهيرجعوا بعد اذنكم أنا تعبان وعايز ارتاح 
قالها وتحرك للداخل
بعد مرور عدة أيام عادت ربى إلى المنزل...ولكن كانت تلازم غرفتها...لم يخبر جواد غزل بما صار...سافر جواد لمدة أسبوع خارج القاهرة لضرورة عمله 

مساء كان يجلس بالحديقة أمام غرفتها علها تخرج كسابق عهدها 
تذكر ذاك اليوم الذي قلب سعادته إلى تعاسة وج حزن 
رجع من النادي وجد عمته تجلس مع والدته وتتحدث 
بقولك يانهى فيه موضوع عايزاكي تساعديني فيه 
ابتسمت نهى وأردفت بيقين 
لو بإيدي حاجة يامليكة أكيد مش هتأخر 
إيه رأيك في ربى بنت جواد لجواد 
جحظت عيناها وأردفت بسعادة 
بتهزري مش كدا.. عايزة تقوليلي إن جواد بيحب ربى 
هزت مليكة
رأسها بإبتسامة 
بيحبها أوي يانهى.. عايزة أفاتح غزل بس زي ماانت شايفة غزل بتيجي متأخر وكمان جواد على طول مش موجود وسفرياته الكتيرة... فقولت أخد رأيك 
ضحكت نهى بصخب وتحدثت بسعادة
الولاد كبروا يامليكة وهيكبرونا معاهم...وعلى فكرة جواد إختياره ممتاز 
ربى بنت جميلة ونفسها عزيزة جدا... من الأخر ولاد جواد كويسين متفكريش كتير 
تنهدت مليكة بإرتياح وتحدثت 
طيب فارق العمر بينهم ممكن جواد يرفض بسببه... جواد بيقولي لو مجوزتش ربى مش هتجوز حد تاني.. جواد بيحبها أوي يانهى فوق ماتتخيلي 
تحدثت نهى بتهكم 
شكلك نسيتي يامليكة مين جواد وغزل ولا إيه... دا مصر كلها عرفت قصة العشق المستحيل بينهم بسبب فارق السن نسيتي ولا إيه... ثم أكملت 
دا غزل كانت بتقوله يابابا... هتيجي تتكلمي في سبع سنين بينهم... دا مش فارق سن أصلا يابنتي 
ربتت مليكة بحب على يد نهى 
ربنا يطمنك يانهى زي ماريحتي قلبي 
خلاص هستنى حازم لما يرجع ونروح نتقدملها 
كان يقف بالخارج وأستمع لحديثهما الذي شق قلبه لنصفين... حينها شعر بإنسحاب روحه من جسده 
خرج بهدوء للحديقة عله يجد بعض الهواء الذي شعر بإنسحابه من حوله... وأصبحت الأرض تميد به وأصبح قاب قوسين أو أدنى من فقدان وعيه...وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه عندما تذكر حديث مليكة عنها 
جلس على أقرب مقعد يلتقط أنفاسه...ونيران بصدره تحترقه بالكامل 
وصل جاسر حيث جلوسه 
ماله الغزال مش رايق النهاردة ليه.. بقالي كتير بناديلك مابتردش غير شايف حمام السباحة فاضي 
ظل ينظر بشرود وكأنه لم يستمع لحديثه ورغم شعوره بآلام تنخر بجسده بالكامل 
رفع نظره لجاسر وتحدث بصوتا مكتوم 
جواد بيحب ربى أختك... جلس جاسر بجواره مضيقا عينيه ثم أردف 
مين اللي عرفك... أنا لسة عارف بالصدفة من يومين... 
استدار ينظر إليه وتكاد مقلتيه تخرج من محجريها وقلبه أوشك أن يتوقف من فرط الألم 
عرفت بالصدفة إزاي... شوفتهم مع بعض ولا إيه 
لم يلاحظ كسره وحزن صوته... أجابه بهدوء رغم استشفافه لحالته
كان بيسبح وكنت عايز تليفونه... طلبته منه ولما فتحه شوفت صورة ربى وكان كاتب عليها 
ولم يكن القلب ينبض إلا بوجودك.. وإذا رحلتي رحل نبضي 
قالها جاسر وهو ينظر بشرود بجميع الأنحاء عندما شعر بالحزن عليه لأنه شعر بوجود
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 61 صفحات