عانس ولكن بقلم إيمان فاروق
والبركة واحنا ملناش لزمة من غيرك ..ياست الكل .
الزوجة بقلة صبر وحيرة خلاص يابو سيهام ..لا زعلانة ولا حاجة ..بس سبني اروح اشوف الي ورايا ..وهنا ايقن ان الحزن تملك منها وهو بالفعل لم يقصد ولكنه اوقفها قائلا طب مش هتقولى رائك في عريس بنتك الي جاي من برة مستعجل على الفرح والجواز .
فرح وزواج مرة واحدة فمن الواضح ان ابنتها اقرت الموضوع ولكن كيف مما جعلها تردف بتعجب طب وبنتك وفقت ! واصلا مين في التلاتة اللي بتتكلم عليه ..ووقع عليه الإختيار
الأب وهو يجلسها بجانبة على الفراش اهدي بس وتعالي اقعدي جمبي هنا وانا هفهمك كل حاجة ..اولا ولا واحد من التلاتة ..دا واحد غيرهم وبدأ يقص عليها بمهاتفة جارهم ابراهيم ومطالبته باللقاء والي ان أخبره بطلب ابنه العائد ورغبته بالزواج من فتاتهم ..مما اسعدها ولكنها تتوجز خيفة من رفض الفتاة كنوع للثأر من كرامتها لتردف متوجزة طب وانت ضامن بنتك توافق .. والا تقولك دا سبني زمان وانا مش ريداه .
توجه الاب وهو يحمل ثقل همه قبولها من عدمه ليواجهها بما اتاها من أخبار..ربما تكون سعيدة او محزنه لها ولكنه توجه لله داعيا لها بالهداية .
. . . . . . .
مازلت حائرة تصارعها الافكار في تلك المعضلة التي لم يكن لديها تدخل فيها .
عادت من شرودها ومحاورة ذاتها على دلوف والدها بعد أن طرق باب غرفتها ولم تنتبه ..فشعر بالقلق وفتح الباب ودخل ليطمئن عليها..
..ربت على كتفها قائلا مالك يابنتى ..ناديت عليكى مردتيش وخبطت قبل ما ادخل ومسمعتيش طمنينى انتى تعبانة ولا حاجة
أه يا حبيبتى عيزك طيبة وكمان فى موضوع عايزك فيه
خير اتفضل انا سامعة حضرتك
فاكرة عمك ابراهيم اللى كان جارنا فى البيت القديم
..أخذت تفكر قليلا ثم قالت بشرود أيوة أيوة أبو عوض وهناء
أيوة هو دا ..شوفى ياستى كلمنى وطلب منى ايدك النهاردة لابنه عوض .
يا الله.. عوض ..ايكون هو العوض من الله ولكن اعاد بعدما هجرني منذ زمن عاد بعدما چرح مشاعري بالماضي وجعلني أسيرة له في الحاضر وربما المستقبل أيضا ..
جفت الكلمات في حلقي وتيبست الأفكار التي كانت تتصارع منذ قليل ..استجمعت ما أنا فيه من تيتة وتخبط واردفت لأبي بابا أنا مش عارفة اقولك ايه وانتوا كلكم عارفين زمان ايه الي حصل .
أجابها الأب يرصانته المعهودة ة الي فات ماټ وكل وقت وله اذانه ..يعني الي حصل زمان كان له وضع والي احنا فيه له وضع تاني ..وأكمل مستطردا وهو يحاول إقناعها يعني لازم نفكر بعقلنا شوية ونلغي قلوبنا ومنمشيش وراها لأنها هتوقعنا في الغلط وعوض دلوقتي فرصة متتعوضتش.
رمقته بعتاب وارفقت كلماتها وهى يشوبها البكاء يعني هو فرصة متتعوضتش وانا كرامتي ملهاش لزمة عندكم لمجرد انه راجع ومعاه فلوس ..يابابا أنا اكراملى اتجوز واحد من إلي متقدمنلي ولاانيش اوافق بالاستاذ إلي اتخلى عني وفسخ خطوبتي زمان وسافر بحجة أنه عايز يكون نفسه .
توجهت بجسدها نحو شرفتها تاركة لمقتيها العنان في البكاء وهى تتذكر لقائهما الأخير.
عودة للماضى.
خلاص ياسهام ..أنا خلصت الورق المطلوب كله والتأشيرة جت والسفر اتحدد كمان أسبوع.
اردفت بضحكة ساخرة وحضرتك بتبلغني دلوقتي بعد مخلصت كل حاجة ..وليه جاي على نفسك كده يااستاذ عوض .
أجابها بنبرة ياسة لاني خلاص مش قادر اتحمل اكتر من كده .. الظروف بتجبرنا على كده وانتي اكتر واحدة عارفاها.
زفر ضيق من حوارها فهى دائما تبسط له الأمور سها بلاش والنبي الاسلوب ده ..كفايه اني مش قادرة أجمع حق العفش ولا جبتلك شبكة زي الناس ولا عارف اهديكي حاجة عليها القيمة وامي وابويا حاملين هم جوازة هنا ولازم اشارك معاهم فيه ..وانتي بكل بساطة جاية تقوليلي الدنيا ماشية .. المفروض انتي الي تشجعيني.
اشجعك علشان تبعد عني وتهجر بلدك وناسك علشان الفلوس ..طب الفلوس والا أنا عوض .
عودة للواقع
مسحت العبرات واردفت لأبيها المنتظر بقلب مفطور هو وامها اسفة يا بابا أنا مش موافقة على الأستاذ عوض
ساكون لغير عوض ..لقد عاد ولكن لا اعلم لماذا الاشتياق الان فأنا عزمت على ألا اوافق حتى بعد إقناع ابي لي بأن اقابلة ولو لمرة واحدة ..نعم ساقابله وسأنهى معه هذا الموضوع فأنا لم أكن انتظرة من الأساس..هو من ترك وانا لن أعود إليه سأخبرة على موافقتي على الزواج من أحد آخر .
ولجت الام بخطواتها المتأنية حتى وهي تحاول الإسراع نحوها واردفت بتمني ياللا يابنتي ربنا يهديكي ..الواد بقى زي الفل وراجع عليه القيمه مش زي زمان