زخات العشق والهوي
على إن عدنان عشان دي الحاجة الوحيدة اللي هتصبرني على فراقه عمي كان عايش بشخصيتين واحدة هوكارها والتانية راحت وبيحاول يعوضها ومش عارف
ختم حديثه وهو يقف عن الأرض وقال
عاوزاني بعد كل دا اخليك تعيشي كأنك معملتيش حاجة آسف يا أمي صعب صعب اوي
سار تجاه باب الحجر حاول قدر المستطاع أن لا يركلها بقدماه التي تتشبث بها كي لايتركها هنا مرة أخرى دموعها لاتنقطع أبدا توسلها الشديد وصرخاتها لم تؤثر عليه .
ممكن أعرف معاد الجلسة الجديدة إمتى
هز أدهم رأسه وقال بعدم فهم
قصدك يا عامر
قصدي إنك مكنش ينفع تتكلم عن جميلة ولا حب خالي ليها
رد بصړاخ وقال
اعمل إيه بالظبط أنا زهقت قلت اتكلم عن عمي اتكلمت قلت جميلة واتكلمت
اهدأ بس كدا وأنا افهمك قصدي
اتفضل
لأ تعال اعزمك على قهوة قبل ماتعزمني الغدا ونتكلم براحتنا
رد أدهم بنبرة مغتاظة قال
تصدق إنك بارد أنا في إيه وأنت في إيه !!
خرج الأثنان بعد مشاجرة طويلة بينهما تجولا في أحد الشوارع الجانبية وعامر يشرح له ماحدث
جلس أخيرا على المقعد وهو يرتشف قهوته الساخنة وقال
رد أدهم بيأس وقال
طب هعمل إيه يعني دلوقت
ولا اي حاجة حضرتك هتتفضل ترجع مصر وتسيبها لي أنا هتولى المهمة مكانك
تابع عامربرجاء
ابتسم أدهم وقال بسخرية
والله عمتي دي ليها حق تستغيث دا أنا قعدت معاك شهر مش قادر اصدق إنك شخص عاقل اومال هي تعمل إيه بقى
هزر هزر عدنان ابن عمك قال نفس الحوار وحاليا ھيموت عشان يرجع فرنسا تاني ومش عارف بكرا تعرف قيمتي اللي محدش مقدرها في الكون دا والله أنا ليا الجنة
جنة إيه اللي ليك يا دوك دا أنت الڼار نفسها مش هتقبل بيك بسبب اللي بتعمله
رد عامر وقال بذات النبرة
هي أمي حكت لك
أومأ أدهم برأسه وقال باسما
كل حاجة
كل حاجة كل خاجة !!
ايوااا
الله يسترها دنيا وأخرة زي ما هي سترتني كدا
اڼفجر ضاحكا وهو يقف عن المقعد وقال
قوم يا ابني خليني الم هدومي وامشي من قوم
صاح عامر باعتراض وقال
إيه يابابا الغدا دا أنا عزمتك على قهوة رد العزومة
ياساتر يارب أنت إيه مبتشبعش أبدا
لأ اقعد بقى
حاضر
في مصر داخل المشفى التي يعمل بها عابدووتين كان جالسا في مقهى المشفى يرتشف قهوته المسائية كانت تبحث عنه في كل مكان حتى وجدته جالس شاردا يخطط بقلمه الجاف خطوط عشوائية جلست مقابلته وهي تسأله عن حاله فأجابها بعد تنهيدة أخبرتها بما لايستطيع هو الحديث عنه
بتعمل إيه
رد عابد ساخرا وهو يقول
بلعب
ابتسمت ملء شدقيها على سخريته المحببة لقلبها من ذاك العابد الذي يأسرها بكل كلمة مهما كانت ردت باسمة
بتكلم جد بتعمل إيه
رد عابد مغتاظا من سؤالها فأجابها
هكون بعمل إيه يعني ! قاعد في كافيتريا وقدامي قهوة يبقى بعمل إيه بشرب قهوة
قصدي خلصت حالة الولادة
لأ لسه
هي هتاخد وقت
اه لسه قدامها لحد الصبح تقريبا
هما بيتعبوا في الولادة
أي حاجه في الدنيا بنتعب فيها عشان نعرف قيمتها أنت مثلا. لما وصلتي للثانوية العامة. كنتي بتعملي إيه عشان توصلي للكلية الطب وتبقي دكتورة كنتي
ردت وتين مقاطعة بوجه يعبر عن حالة من الحزن الدفين وهي تتنظر إليه وقالت
أنت ممكن تزهق مني
رد على سؤالها بسؤالا آخر وقال بإبتسامة جانبية
أنا !
اه
ابتسم وقال نافيا
لأ مظنش ممكن يحصل دا لأن لو كان هيحصل كان حصل من زمان
رد هو بسؤالا جديدا وقال
هو أنت بثقي فيا
أجابته دون أدنى تفكير
ثقة عمياء
ليه
عشان أنت عابد اللي فتحت عيني على الدنيا لقيتك بتحميني من كل حاجه وأي حاجه ممكن تأذيني
إلا حاجه واحدة
إيه هي
إني ابطلك تسرقي
أنا حرامية !!
للأسف اه وللأسف مبتسرقيش حاجه ولا حد غير حاجتي
أنت معتبرها سړقة !!
أنت شابفة تفسير تاني
كنت فاهمة إنك دكتور ذكي
لا أنا دكتور عابد دكتور ذكي دا عندنا في الشارع
طب عن اذنك يا دكتور عابد
استوقفها بسؤاله وهو يقبض على ظهر يدها بخفة وقال
تيا هو أنا وجعت قبل كدا
جلست ونظرت له بجدية بعد أن كرر سؤاله ليعرف حقيقة ماحدث معهما ولايتذكره
ليه بتقول كدا
رد عابد بمرارة في حلقه وقال
عشان أكتر حاجة خاېفة منها إني اكون ۏجعتك وناسي أنا فاكر كل حاجة لكن إني اتجوزتك إمتى وليه طلقتك دا اللي مش قادر افتكره أنا ھموت يا تيا من كتر التفكير
قاطعته وتين بلهفة وقالت
عشان خاطري متقلش كدا أنا مش قادرة استوعب اصلا الكلمة دي
عارفة ياتيا ليه بفكر أنا وجعت ولالأ
ليه
عشان بقالي تلات أيام من يوم ۏفاة فريد ورفض مليكة لحضور العزا وقد إيه هو ۏجعها ودمرها نفسيا وجسديا وبسأل نفسي و قلت معقول أكون أنا وأنت وصلنا للمرحلة دي واطلقنا عشان كدا
ابتسمت وتين وقالت بنبرة حانية
بس أنت غير فريد خالص
طب ليه اطلقنا ومين السبب
صمت برهة قبل أن تقول بنبرة هادئة
مش مهم مين السبب ولا مهم حصل إيه زمان المهم إن معاك فرصة جديدة عشان نبدأ صفحة جديدة اعتبر نفسك معاك ورقة بيضا املاها زي ماتحب
رفعت سبابتها وقالت بتحذير واضح
بس خلي بالك إن الإنسان مبتجيش له الفرصة ير مرة واحدة في العمر يا إما يستغلها صح يا إما يخسرها ويفضل يندم طول عمره
بسطت يدها وقالت بإبتسامة خفيفة
معاك فرصة جديدة وحياة جديدة وريني هتستغلها ازاي
احتضن يدها بيده وقال بخفوت والإبتسامة لاتفارق شفتاه
بحبك
ردة فعله على حديثها كانت غير متوقعة تماما جعلها ترتبك وتحدث جلبة من حولها بينما هو اكتفى برؤيتها هكذا مع إبتسامة خفيفة تزين فاه
كادت أن تقف مرة أخرى لكنه استوقفها وهو يدون لها بعض الكلمات على ورقة بيضا تذكرت الموقف الذي جمعها به حين تحدث عن الزواج العرفي وتوصل الحديث بهم إلى وقعت الورقة وان مايحدث ماهو إلا مزاح هل سيكرر ماحدث مرة أخرى أم يدون كلمات عادية !
انتظرت حتى ينتهي لتكون رأيها النهائي وتخبره بالرفض فهي تعلمت