الأحد 24 نوفمبر 2024

نوفيلا

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول 
مائة يوما من السعادة 

بإمكانك أن تعيش وحيدا و تدير حياتك بشكل جيد .. لا تعتقد أن الإتكاء على الآخرين موضع آمان فلا أحد يدوم .. جميعهم يستديرون ليرحلوا 
أولى قوانين السعادة تكمن بين ثنايا كلمة واحدة الوحدة 
الوحدة بعيدا عن نفاق البشر عن رياء المجتمع و فساد الكوكب ..
فقط أنا و القمر و اللعڼة على البقية !

لكن يبدو أن للقمر بديلا في قاموس أحدهم فنسبة لل مارد تقتصر الحياة عليه بصحبة الفساد .. و أيضا اللعڼة على البقية !
بإحدى الدول العظمى تحديدا روسيا قطعة الفردوس الساقطة من ثغر السماء 
انهار الثلج ليحتوى سطح المدينة بأكملها داخل جوفه كالعادة المتزامنة مع حلول شهر ديسمبر شهر الفخامة العظمة الحب البكاء و أخيرا شهر الوحدة !..
يلهو الجميع مرحى ! يمارسون هوايات الشتاء المفضلة أشهرهم التزلج و البعض في الأركان يتبادلون العناق عل العناق يزيد الدفيء بالأوردة فيطغى على برودة الجو المدمرة 
و البعض يجلسون بمنازلهم يلتفون حول طاولة الطعام بدفيء أسري تلمع له العيون 
البعض مدثرون تحت الغطاء السميك فتتسلل الحرارة لأجسادهم شيئا فشيء 
تنوعت مظاهر الدفيء و منهم تلك الظاهرة التي تعد من أغربهم و أكثرهم شذوذا ..
ففي منزل بسيط بتلك المدينة الجليدية تربع شاب بين جدران المنزل الصغير محتويا بين سبابته و إصبعه الأوسط سيكارا يلتهمه بين شفتيه .. يتنفس عبقه بتأن و يبدو على ملامحه التأثر الشديد و لما لا فتلك المادة المضمودة داخل ورق البافرا تعد أقوى أنواع المخډرات التي لها القدرة على سلب العقول من مجرد ذكرها فقط !.. كانت لها القدرة أيضا على بث الدفيء بعروقه الباردة 
طارت السيكارة المخدرة من بين أصابعه كما بدأت صور مختلفة تحلق و تداعب ذاكرته و تركض أمام مقلتيه 
صورة لوالده يسقط فوق جسده أبوابا حديدة هشمت عظامه و دهست أشلائه فأصبح شظايا تحت كوم الأبواب العملاقة .. صورة لوالدته بالأسود تتصارع مع جفنيها حتى لا يفكا الحصار عن الدموع الغزيرة المحپوسة بالداخل خاصة أمام الفوج الذي يعزيها صورته وسط أسرته التي باتت ضئيلة منكسرة فاقدة الآمان بعد ۏفاة الأب .. يجلس بالمقعد الخلفي من السيارة بينما في الأمام يمسك زمامها أخوه الكبير و والدته و كانوا في طريقهم لرحلة صيفية تنسيهم مرار الماضي و آلامه وقتها سقط هاتفه بأرضية السيارة فإنحنى ليلتقطه لكن صدح بأذنيه صوت صرير قوي و فوريا صاحبه ارتطام أقوى .. و هنا تبخرت الصورة لتحل مكانها أخرى له يقف بحلة سوداء يتسلم تنعيات الكثير كما كانت تفعل والدته سابقا لكن هذه المرة كان عزائها هي شخصيا ! و للأسف لم يكن عزائها وحدها صاحبها عزاء أخيه فأصبح وحيدا تماما إنقضت الأسرة و رحل الجميع ..
المۏت دائرة و تحوم حول الجميع لا مفر من هذه النهاية المحتومة فتقبلها راضيا حتى لا تتقبلها قسرا 
و فورا حلقت الصورة في الهواء لتتوالى الصور واحدة ثم الأخرى بين سائح جديد لحياته و مغادر .. بين لفحة هواء باردة و آشعة شمس حاړقة كانت حياته مضطربة ليس لها أساس 
شهق پعنف ثم سعل بقوة نهض من جلسته على الأرض ليترنح واضعا كفيه على وجهه حتى وصل للمرحاض .. أسقط رأسه تحت صنبور المياه بنفاذ صبر كأنه يريد التخلص من شيء ما ظل هكذا طويلا قبل أن يقبض بكفيه على المنشفة و يحاوط بها عنقه دون إهتمام خرج من المرحاض فوقف أمام حائط ما بالغرفة ممسكا بقلم أحمر ليقربه نحو اللوحة المعلقة و التي تضم أرقام من واحد للمائة خطا بالقلم على رقم تسع و أربعين 
تسعة و أربعون ! معنى ذلك أن الوقت المتبقى خمسون يوما فقط للسعادة !
ليلقي بعدها نهايته المعتادة كالآخرين المۏت !
كذلك أثبتت الفحوصات و الآشعات اللازمة أزمات صحية ستنتهى بعد مائة يوم بخروج روحه عن جسده ..
ستنتهى الأمراض تنتهي الذاكرة و الألم سينتهي كل شيء و معها حياته !
حسنا إن أخبرت أن وفاتي بعد مائة يوم لا أتوقع أفعال سوى العبادة .. الدنيا على وشك الفناء فلماذا لا أعمل لجنة الخلود 
أما المارد من جنس إبليس أبى و استكبر لم ينهك تفكيره في الجزاء و العقاپ .. في النعيم و الشقاء .. في الجنة و الڼار فقط كل ما وثب لعقله هو مائة يوما من السعادة ! 
مائة يوم من الفساد مائة يوم دون حدود دون قانون ..
مائة يوم لا صواب لا خطأ لا حلال لا حرام ..
فقط ذلك المارد قرر السير في طريق أجداده طريق الشهوات و تبا للباقيات 
الفصل الثاني 
دائرة الخطړ 
سار مقتحما شوارع المدينة الجليدية شاردا فعل كل شيء خطړ بفكره .. لبى رغباته واحدة تلو الأخرى دون أدنى تردد .. لكن على الرغم من ذلك ليست السعادة المطلوبة أين البريق في عينيه كما شاهد في الأفلام أين اللهفة على الأموال و الركض خلف أجساد النساء و

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات