نوفيلا
وزع نظراته بالمكان قائلا بجدية
_ مش بهزر على فكرة سميت نفسي مارد .!
تحولت تعابيرها للجدية قليلا و عقدت حاجبيها بغرابة .. فسألته بطلاقة
_ طب ليه
لمحت إلتواء ثغره بإبتسامة صغيرة لم يحب أن يتفوه بشيء يخص حياته لكن هيئتها اللطيفة جعلته يتغافل عن ذلك فاستطرد قائلا
_ لإنه بيمثلني ..
تركزت حواسها له تتابعه بإهتمام شديد تأففت من رده الذي لم يشبع فضولها فهتفت بزمجرة
قام بنفس حركة وجهها و لهجة حديثها هاتفا
_ و إنت مالك يعني المستشفى اللي قولتي عليها وراك .. سلام !
هم بالرحيل فاستوقفته بلهفة ملحة
_ لا استنى ماتمشيش قبل ما تقولي سميت نفسك كدة ليه ..
رفع حاجبيه و اتسعت عيناه بدهشة من تصرفها فرفع سبابته محذرا
_ إنت فضولية جدا على فكرة !
_ جدا جدا كمان !
شد طوله أكثر و رفع ذقنه للأعلى فكان جذابا بصلابته و معطفه الأسود الطويل بعنق ممدود حتى لحيته الكثيفة هتف بصلابة و نبرة جليدية
_ و أنا بكرهه التطفل و الفضول حتى لو تلاحظي ماسألتكيش هتعملي إيه في المستشفى !
_ معاك حق .. وحش التطفل .
_ سلام
شد معطفه حول جسده أكثر ملتويا عائدا لمنزله تحت إبتسامتها الجميلة ..
سار سن القلم على الرقم سبع و خمسين مر أسبوع عليه لم يطرأ شيئا جديدا ..
يشعر بالكآبة تترابط حوله كخيوط العنكبوت أين السعادة أين لذة الممنوع كما يقال أين الشغف و الدافع ليكمل أشياء سواه يحلم بها و هو نفسه كان يحلم بها دوما أين الإدمان على شهواته و الرغبة الجامحة في إطالة كل حرام و كل خطأ لم يعد لديه طاقة لأي شيء بعد .. أيعقل أن تكون شظايا ضميره مازالت مستيقظة حتى الآن ! أيعقل أن مازالت هناك بقعة بيضاء وسط قلبه الأسو
أمسك سيكاره بين أصابعه و رفعها ببطء نحو ثغره يقال أنها مخدرة رغما عن ذلك لم تخدر ذكرياته السيئة و وحدته الخالدة .. بل تبعث بالذكريات و تسللها عنوا إلى عقله فتزيده إكتئابا على إكتئاب
لذلك دون مقدمات ألقاها أرضا و دعسها بقدمه قسوةقسوة
ألقى المارد رأسه على حافة الأريكة يبلغ من العمر الثلاثين .. وسيم الملامح فيما سبق أما الآن يشبه رؤساء الماڤيا بهيئته المخيفة و شعر رأسه الكثيف و على النقيض يشبه المساكين بهيئته البالية و تعابيره الواضح عليها الإنهاك ..
فثلاثون عاما قضى معظمهم بين الجدران وحيدا بعد ۏفاة أسرته الصغيرة التي لم يكن يملك سواها .. كانوا بالأساس جدرانه الأربعة يستند على الآخر كلما رحل أحد يعتكف داخل زواياهم و كفى بذلك أمانا ..
و الآن رحل الجميع لم يعد أمامه سوى خيارين إما ترك الجدران تسقط فوق رأسه إربا إما أن يسندها هو بطوله بمفرده ! حتى يلحق بهم فيما بعد
ابتلعته الشوارع و الطرق واحد ثم الآخر و قذفته لطرق أخرى حتى وجد نفسه أمام المشفى ساقته قدمه إلى هناك فوقف بإنهزام أمامها لا يعلم أيعد أم يلج للداخل دون هدف !
و قبل أن يتخذ القرار وجد نفسه مسطحا على الأرض بسبب دفعة أحدهم نظر ليجدها الفتاة نفسها تطالعه ببرود و لا مبالاه و فورا تحركت بعيدا دون أن تعيره إهتمام حتى جلست على مقعد حديدي يتوسط الحديقة .. ضحك بخفة عندما فسر سلوكها المتهور داين تدان فقد أسقطها سابقا و لم يمد يد العون فابتسم متسليا ثم صدح صوته بإرتفاع حتى يصل إلى مسامعها
_ طب قوميني طيب ! ما أنا لو في بلدي كانت بنات مصر كلها قومتني ..!
ابتسمت الفتاة على جملته فهو يكرر حديثها تحولت ملامحها للتهكم و الإستهجان عندما رأت فتاتين فائقتين الجمال يعاوناه على النهوض ففغرت ثغرها بغيظ متمتة ده أنا لما قولت الجملة دي طلع شوية يتحرشوا بيا !!!
.
الفصل الرابع
ذهبت بقلبي لأصلحه فأصوات دقاته معډومة .. فأخبرني الحكيم ليعمل أذهب و أنعشه بضحكاتها الجميلة
نهض المارد عن الأرض مبتسما للفتاتين و دار حديث قصير مغلف بالضحكات و القهقهات انتهى الحديث بمبادلة أرقام الهواتف ثم توجه ناحيتها الجالسة تلتهمهم بنظرات متهكمة ..
جلس جانبها لتبادر بالقول مردفة
_ زهقت من الشقط في مصر جيت تشقط في روسيا ده أنا لغاية دلوقت مافيش حد إستجرأ يرفع عينه لوشي عشان يوصل لمرحلة الشقط حتى !!
_ لإن عندهم نظر ..
أسرع بقولها بكل برود و أريحية لتتسع مقلتاها صدمة و ڠضبا في آن .. جزت على أسنانها مع حركة سريعة بقدميها دلالة على ڠضبها فهتفت بعدها پعنف
_ بيعوضوا عماا الستات ما هم