نوفيلا
.. أشاحت بوجهها عندما خجلت من نظراته الهائمة بعينيها
تنهدت بعمق ثم قالت
_ لإني متفائلة و جدا كمان ! حسا إنه بس إمتحان إختبار صغير هعديه يعني هعديه .. بس أنا مصرة أبقى قوية فيه ! أبقى مثال لكل المرضى التانيين و أحس بفخر كبير لما أتجاوز المرحلة دي و أنا أقوى مش أضعف
صمتت لثوان تراقب حديثها على تعابير وجهه المبهمة أحست بعينيه لمحة شفقة تجاهها فشعرت بنفور داخلي من تلك النظرة المقززة بالنسبة لها .. لذلك هبت واقفة على حين غرة متحركة لليمين و لليسار بطريقة مسرحية متغنجة و هي تهتف بإصطناع
ابتسم مارد بحنان لها ليؤيدها بإيماءة من رأسه إيجابية .. وقف أمامها هامسا
_ إنت أقوى من الكل حتى أنا يا ... يا فجر !
بادلته فجر الإبتسامة بمثلها على إستحياء ريثما شعر هو بدوار صاحبه من مدة طويلة و مازال بجانبه .. دوار ظل بجانبه سنوات عديدة بينما الأصدقاء و الأناس يرحلون بين الليلة و ضحاها إختل توازنه للحظة لتسارع فجر قابضة على ذراعيه بهلع هاتفة پخوف إنت كويس
_ أنا كويس كويس ..
_ تحب تروح لدكتور
_ لا لا مافيش حاجة .. أنا همشي
_ تحب أوصلك الوقت متأخر و ولاد الحړام كتروا في الدنيا دي ده غير كلام الناس يااااااختي على كلام الناس مش سايبين حد في حاله !!
عض مارد على شفته السفلية بإبتسامة تهكمية مرحة ليقترب منها رافعا إصبعيه بحركة تحية متمتما
ضحكت بخفة فجر فظهرت الشمس تتلالأ بمحياها ..
دون إبتسامة .. كالليل وقت الفجر هادئة تجذب الأنظار و تريح الأذهان ..
بإبتسامة .. بزغت الشمس و تلعلعت بالسماء فزادت الأمر بهجة في الوجدان ..
فقط ضحكتها جعلت الډماء تتراقص داخل العروق جعلت قلبه يزداد نبضاته المدفونة بورقة تكونت فوقها غبار .. لم يعتد أبدا على تلك النبضات الحامية كان صامتا لدرجة لم يشعر به يوما لكن الآن بدا سعيدا متوهجا لرؤية حبيبات الألماس متعلقة خلف ثغرها الصغير .. كأن تلك الضحكة جهاز الإنعاش الذي دب في أوصال قلبه الحياه
و فجأة صړخت بوجهه لينتفض مرتدا للخلف بفزع و هلع من تصرفها الأهوج السخيف !
صقفت بكفيها كالأطفال و هي تصيح إتخضيت و الله العظيم
!
ضحك على سخافتها و الطفولة التي تعيشها متأخرا بعد أن كانت ملامحه مصډومة مستنكرة حاول إصطناع الجدية فكتم ضحكته و خبأها لېصرخ بها بسسس !!
استوقفت قفزاتها المتتالية لترمقه بإمتعاض لينهرها قائلا
_ ماتخضتش و لا نيلة بس في حد عاقل يعمل الهبل ده
وضعت كفيها داخل جيوب السترة الصوفية الطويلة لتهتف بفخر و رأس مشموخ
_ و مالك بتقوليها بفخر أوي كدة ليه دي عندكم حاجة حلووة زي الچيلي ككدة !
قالها بتهكم ساخطا لتنكمش ملامحها أكثر هاتفة بسخرية و إستهجان و قد استدارت للجهة الأخرى الخاصة بالمشفى
_ ااآهه لا ده أنت بتستظرف بقى و أنا كدة هستأذن عشان ميعاد نومي جه خلاص يلا سلام سلام سلام مع السلامة مع ألف سلامة في رعاية الله في حفظ الله مع ..
لكزها مارد بذراعها من الخلف فكادت أن تسقط لولا أنها تماسكت طالعته فوجدته يجاهد من أجل ألا تظهر إبتسامته على محياه و يحاول بجهد أكبر رسم الجدية على تعابيره و بات فاشلا فسألها يشير نحو المشفى
_ بتباتي فيها
_ لا ده أنا لابسة بيچامة و لكلوك في رجلي و قاعدة في الجنينة بس ساكنة في سايبيريا فوق هاخدها جري لهناك أهو !
تأفف و إنزعاج ظهر عليه فضړب كفيه بعضهما البعض موبخا إياها و كفه يقبض على سترتها من مؤخرة رأسها
_ إنت ماينفعش تكملي دقيقتين جد من غير هزار و لا لماضة
نفضت قبضته عنها و هي تلتوي معقبة بصوت مرتفع ساخط
_ ما أنت إللي بتسأل أسئلة مش منطقية أبدا !
صاح بها بإنفعال عاقدا ساعديه أمامه
_ تعالي خديني قلمين لا بجد تعالي خديني قلمين عشان الست هانم تستريح !
صمتت و لم تعقب فقط حدجته شزرا فأستطرد بتهكم و سخط
_ لا بجد إتفضلي يعني ده لو هيريحك !
جعلت شفتيها على شكل إبتسامة سمجة مصطنعة و ملامح إشمئزاز على وجهها تعمدت رسمهم فمالت رأسها لليمين هاتفة
_ ماما قالتلي ما أجيش جنب العيال الرزلة ..!
إلتوى ثغره بإبتسامة جانبية فرفع رأسه للأعلى يحدجها بغرور و أعاد كفيه لموضعهما