نوفيلا
عليه على فكرة !
تناست موضوع والدتها وضعت كفيها حول خصرها بدلال هاتفة و هي تسير ذهابا و إيابا بطريقة مسرحية
_ طلقني لو مش عجبك طلقني !
ضحك مارد عليها و فورا أعادها إليه هامسا قرب أذنيها
_ لا عجبني ألا صحيح إنت حلوة النهاردة كدة ليه إوعى تكوني إتسابتي
_ إتسابت !
_ أيوة أصل بيقولوا البنت بتحلو لما تتساب !
قالتها و هي تطالعه ثم أشاحت بنظرها بعيدا تجهمت تعابيره بأشكال مختلفة و تخضبت مشاعره أيضا بمشاعر مختلفة بين الفرحة من مغذى حديثها و بين خوف .. تبقى شهر واحد شهر واحد
تغاضى عن جملتها عمدا و هو يدفعها للأمام قائلا طب يلا امشي امشي ..
_ استنى لما نجيب إذن من المستشفى !
كادت أن تتحدث قبل أن يدفعها ثانية فضحكت بإستمتاع و هي تتبع خطوات دفعته ..
وصلا كلاهما إلى مطعم يتميز ديكوره بالدفيء و الألوان القاتمة أثاث متميز و مصابيح بألوان هادئة عمت المكان ..
تركا اثنتاهم الطعام و دون وعى ظل كلا منهم يحدقون ببعضهما البعض و على وجوههم اعتلت البسمة ..
_ مش بتاكلي ليه
لم يتغير موضع فجر رأسها نائمة على المنضدة و تحدق به من فوقها فردت
_ الحمدلله .. شبعت
ألقى نظرة شاملة على المكان ليحمحم هاتفا بصوت أجش
_ تحبي ترقصي
رفعت رأسها من على المنضدة رامية المكان بنظرة واحدة فأماءت رفضا قائلة
_ مش هنا ..
تمالكت أعصابها و شتت نظرها بعيدا حتى لا يشعر بغيرتها مرت دقيقتان أخريتان كانا كالساعات نسبة لها و هى ترى فترة التحديق المباشرة بين كليهما
زمت شفتيها لليمين بغيظ متهكم و بدء وجهها يتلون بالحمرة بطريقة مبينة و قدماها تتحركان بسرعة شديدة و كالعادة عندما تصبح غاضبة تتوجه للطعام فأخذت تأكل بنهم و قسۏة مريبة ! جعلت مارد ينظر لها بإندهاش هاتفا
هبدت المعلقة على المنضدة بقوة و هي تصيح وسط مضغها للطعام
_ ماكلش يعني عشان تستريح !
تراجع مارد للخلف ملوحا بكفيه في الهواء لا كلي بس براحة عشان ماتطبيش ساكتة يا حبيبتي !
هتفت بإمتعاض و عيناها منغلقتان
_ حبك برص مش عاجب جنابك بص الناحية التانية ..
حرك رأسه بدون إهتمام و هو يجاريها فعاد بصره يتوجه لتلك الحسناء بشبح إبتسامة لتقبض فجر على السکين و تضعه على وجنته تميله للجهة الاخرى قائلة
_ الناحية التانية دي يا عينيا ها !
جحظت عيناه و هو يلاحظ تصرفاتها الغريبة لتتسع أكثر عندما وجدها تنهض قائلة بلهجة آمرة
_ أنا مش مستريحة في الكرسي بدل ..
_ مش مستريحة في الكرسي ما هما هما نفس الكراسي يا ماما !
قالها بإستنكار مندفع لتطالعه پغضب ساخطة
_ ما قولنا مش مستريحة أنا واحدة صاحبة مرض و مش عاجبني هتقعدني على مزاجك
مط ثغره ساخرا و هو ينهض
_ لا صح إزاي مايصحش أنا آسف .. إتفضلي !
تبادلا المقاعد ليرفع كفيه أمامه متسائلا
_ تمام ككدة أي أوامر تانية !
أشارت بسبابتها ليهدأ هاتفة بإزدراء و إستحقار له
_ خليك مكانك و لما أعوزلك هندهلك ..
أحست بنشورة غريبة و لحظة إنتصار مبجلة فأخذت تبتسم ببلاهة لتلك الشقراء القابعة هناك يبدو عليها الإمتعاض .. أما مارد فأخذ يبتسم داخليا بخبث عليها و هو يعلم جيدا سببب تصرفاتها ..
شهقت فجر بكتمان و هي تشاهد تلك الشقراء تتحرك من موضعها لتتنقل لطاولة أخرى بالمطعم تتقابل مع طاولتهما فأصبحت وجها لوجه لمارد فصفعت الطاولة صاړخة بغيظ لاااااءاا بقى !!
كتم مارد ضحكته بصعوبة و تصنع الجدية ينهرها
_ في إيه يا فجر وطي صوتك إحنا في مكان عام !
إقتربت فجر بوجهها منه متسائلة بتعابير مفترسة و لهجة هجوم عڼيفة
_ إنت بتزعقلي أنا لا قوم خدني قلمين يلا إتفضل !
ضحك مارد و أدار وجهه سريعا حتى يسيطر على ذلك فنظر إليها ثانية بإبتسامة قائلا
_ يا ستي مش بزعقلك ممكن أعرف عايزة إيه
_ مش مستريحة في الكرسي ده !
قالتها بتلقائية و لا مبالاه لتسرع نافية بشكل أكبر
_ لا مش مستريحة في المكان ده كله يلا نمشي ..
_ نمشي إيه إحنا لسا جايي
قاطعت جملته الإعتراضية و هي تقبض على سترته لينهض