نوفيلا
فنهض مقهقها يتمتم
_ طب خلاص جاي استني الله يولع فيک الحساب !
لم تستمع له و ظلت تسحبه من سترته فأخرج الأموال على عجلة من أمره و استسلم لقبضتها الضعيفة تسحبه أينما تشاء !
طريق مظلم يضيئه فقط نور البدر الجليدي ..
تسير بجانبه بهدوء يناقض شعورها الداخلي و الهواء يتلاطم مع كليهما ..
شعرت بالبرد يلتف حول بدنها الصغير بقبضة عڼيفة كقبضة ثعبان الأناكوندا فأحاطت نفسها بذراعيها لاحظها مارد فهمس و هو يخلع سترته السوداء بردانة .. رفعت كفيها لكفيه تمنعه من أن يخلعه .. لتحرك رأسها نفيا دون حديث و ثانية أخرى و ارتمت هي داخل أحضانه العميقة تحيطه بذراعيها .. ټدفن رأسها بين عضلات صدره الصلبة و تترك أذنيها لينعما بصوت نبضاته الثائرة تستنشق جرعة من رائحة عطره المختلطة بأنفاسه و تحفظها داخل فؤادها كالقطعة الأثرية الثمينة ..
تحير فأحاطها بذراعيه بخفة ليدنو ناحيتها هامسا بهدوء
_ ماينفعش ماينفعش يا فجر ..
إبتعدت عنه ببطيء ترمقه بنظرات استفهام هامسة بحرارة أصابت ذقنه فدبت الرجفة بأنامله إيه اللي ماينفعش
لمس ذقنها بإبهامة يرفع وجهها له ليتنهد بعمق و يزفر أنفاسه على مهل مما لفح بشرتها الضعيفة .. ضغط على شفتيه السفلية ليردف
بدأت أنفاسها تتسارع و دقات قلبها تزداد فلهثت مبتعدة عنه بوجوم و صمتت فترة .. همست بعدها بصوت مبحوح ضعيف
_ ليه
أحاط وجهها بين كفيه ناظرا لحدقتيها اللامعتين ليهتف بأسى نابع
من داخله
_ لإننا مختلفين .. قطرين ماشيين عكس بعض عمرهم ما هيتقابلوا !
_ هيتقابلوا لو واحد ساب مساره عشان التاني ...
هز ببطيء رأسه نفيا .. ليقترب منها أكثر قابضا على رأسها بإحكام قائلا
_ في حاجات كتير إنت مش عارفاها عني إنا بعزك يا فجر .. و إنت في مقام غالي عندي بس إحنا ماننفعش لبعض تستاهلي أحسن من ككدة .
في نفس الوقت أزاحت فجر كفيه عنها لتشهق منتحبة بخفة قبل أن تسحب نفسا عميقا و استدارت دون أن تفه بحرف آخر راحلة .. فتح فمه كان يريد التحدث معها أو حتى إنهاء الحديث بشكل لائق لكن فشل و أدخل لسانه داخل فمه مرة اخرى محدقا بطيفها الراحل منكسر
لم تكن تخش رحيل أحد سوى من تشعر معه بالأمان .. و رحل الأمان لتبقى ورقة خريفية تستعد للسقوط بأي وقت !
دخل منزله ليلقى مفاتيحه على الأرض دون إهتمام تحرك بخطى وئيدة نحو غرفته ليفعل المثل مع هاتفه و سترته .. ثم سقط على الفراش بتهالك و إنهاك كبير استعاد ذكريات تلك الليلة جيدا بدء من غيرة من هتف قلبه لها .. حتى ذلك العناق بل الوطن المنعم الذي عاش بين ذراعه منذ ساعات حتى النهاية المأساوية رحيلها ....
قلبه يتصارع من أجلها هي من أحيت رقصاته و سعادته بضحكة واحدة منها و هي من ېنزف قلبه لبعادها الآن
تبقى أقل من شهر على لفظ أنفاسه الأخيرة و لن يسمح بأن تتأذى و تتحطم من بعده لن يسمح بإعطائها أملا كاذبا مخادعا و يتركها بين ماض و ذكريات تعيسة تعيش عليها كما يفعل هو الآن ...
هي ستعالج و تبدأ بمسيرة جديدة بأشخاص جديدة و هو سيقوم بعد الأيام المتبقية على نهايته و يتمنى لها السعادة كما بحث عنها كثيرا و لم يذوقها سوى بصحبتها
اتدثرت تحت غطائها تنحدر دموعها بصمت .. تنتحب بين الحين و الآخر بإنتفاضة و فكرة واحدة تؤلمها أنه رفضها لمرضها .. أصبح مرضها يعوق مشاعر قلبها الهوجاء لن يرض بتسليم قلبه لفتاة مريضة صليعة الرأس مسكينة تقض أيامها بين التحاليل و العقاقير
لأول مرة تشعر بآلام وجيمة تحتل جسدها النحيل كانت قوية فيما سبق بسبب وجود عامود الأساس الذي يستند عليه سقف المنزل أما الآن هدم و سقط السقف فوق رأسها ..
لم تكن تخش رحيل أحد سوى من تشعر معه بالأمان .. و رحل الأمان لتبقى ورقة خريفية تستعد للسقوط بأي وقت !
اعتصرا جفناها نفسهما فتساقطت الدموع بشكل أكبر من كونها مٹيرة للشفقة الآن و توجهت لډفن رأسها بالوسادة مستنجدة بالحل الوحيد الباقي و هو النوم
اليوم الثمانون تبقى عشرون يوما ..
أخذ طوال الفترة السابقة يتخلس للمشفى و يراقبها خفية